
حسن داوود لم يروِ إريش فريد مذكّراته على النحو الذي اتخذه كتّاب سبقوه أو جايلوه. لم يقل شيئا عن نفسه كاتبا، ثم إنه أشرك آخرين كثيرين في تلك القصص التي عاشها في سنوات أوروبا الأكثر دموية وقساوة. أول هؤلاء كانت جدّته، وقد بدأ معها قصته الأولى، واصفا كيف نجت من الولادة في ما لم تنجُ شقيقتها. حادثة م
الياس خوري مات كريم مروة. لا أدري لماذا هبط عليّ الخبر كالصاعقة. بدا هذا المناضل والمثقف كأنه جزء لا ينفصل عن حياتنا، فجاء موت ابن الثالثة والتسعين وكأنه مفاجأة لم نكن نتوقعها. لم يمت قتلاً في أقبية المخابرات كرفيقه فرج الله الحلو، الذي أذابه جلاوزة المكتب الثاني السوري بالأسيد، ولم يمت اغتيالا
حمزة قناوي «ليس للكردي إلا الريح». محمود درويش لأي درجةٍ يمكنُ أن يتحولَ المعتقدُ الديني إلى سبيلٍ للاضطهادِ والتَنكيلِ بالبَشر؟ فعلى الرغم من أن معظم الأديان- بل حتى الأفكار الوضعية اللادينية والبشرية – تقومُ على مبدأ التسامح، وعلى فكرة نشر السلام والخير في الأرض، إلا أن الاض
حسين بهيّش 1 جُرحٌ يعكس جُرحاً والمرايا حزينة وثمةَ شعورٌ فاض في الهاوية والوقتُ يمشي كمنشارٍ يحزّ ذهابًا وإيابًا ويرمي نبضاتَ قلبي في المهب. 2 غريب هو انحدار الغيمةِ نحوي كأنها تريد حمل جثتي إلى الأعالي لتدفنني في السماء مثلَ ملاكٍ أو تهبني للموج في البحر الغريب. 3 أنا الذي بلعهُ الط
محمد عبد الرحيم بداية يُهدي المؤلف العُماني علي العايل الكثيري روايته «رصاصة المكاروف.. وما تبقى من فصول الحكاية» إلى الأب وزملاء المدرسة ورفاق المُعتقل، وهم المحاور الأساسية التي دارت حولها الرواية بالفعل، لذا ذيّلها بعد عنونتها بأنها (رواية سيريّة). ويوضح المؤلف في مقدمته للرواية لم
أنس الأسعد لو نظرنا إلى الحشود التي تخترق مدن العالَم اليوم، تضامناً مع القضية الفلسطينية، ونظرنا إلى دوافع هؤلاء الشابّات والشبان، وإلى خلفيّاتهم الاجتماعية، سنجد أنّ توقاً إلى الفاعلية السياسية يُحرّكُهم، هُم لا يتضامنون مع فلسطين "إنسانياً" فقط؛ ولو افترضنا أن العدوان انتهى الآن، أيّ أثر سيترك
سومر شحادة بات شائعاً التحذير من اعتياد الحرب، ومن اعتياد المشهد الفلسطيني الذي صار لصيقاً بالتهجير والقتل، لصيقاً بهمجية ووحشية الصهاينة وعجز العرب وعُقمهم. لكن عدا عن اعتياد المشهد، وخفوت نبرة الإدانة وتسليم البشر بضعفهم إزاء قوّة كبيرة، هي قوّة العدوان من جهة، وقوّة القمع من جهة ثانية، فإنّ ما
علي رشيد لا تحزن -إلى الشهيدة رهام يعقوب وإذ تقول لأبيها لا تحزن إن الله معنا كان القاتل يتسرب خفية من رقاد البلاد من خزائن أرواحنا المنهكة بالخوف من الدم الذي يختم الجين بالبسملة من الأمل الذي ليس من نصيبنا. حبر كن يقين العارف وحبر زواله كن له الأثر والينبوع كن له المحو والنفي وا
بوعلام دخيسي فقط لا تنسَ! واكتبْ في الوصية للذين سيكبرونَ بأن أكبرَ من سنين العمر هذا النورُ في أقصى الجراحات الكثيرةِ، واقتطِعْ مِن كل حزنٍ لحظةً حتى تُذكّرَه بما فعلوا وما لم يفعلِ الأهلُ الذين تَنكّروا.. أو أُجبِروا.. لا تنس أن تروِي الحكاية كلَّها، مِن أول العهد الذي نقضوا إلى أنْ قيّضوا للغ
منصف الوهايبي يظل الشعر كغيره من الأنواع الأدبية أو الفنون الأخرى، موضوعا للمعرفة مثلما هو مصدر لها. وربما تعزز هذا الملاحظ في تركيز الشاعر المغربي عبد الجواد العوفير على سريرته وتفاصيل معيشه؛ وما يخالطها أو يلابسها من حالات الوعي أو الحدس أو التجربة الحية في كتابه الشعري المتميز «سماء بضفي
صبحي حديدي ثمة مقدار من الصواب، عالٍ في يقين هذه السطور، ولعلّه يصعب أن يكون غائباً تماماً في استحضار هذا أو ذاك من محاور التفكير الصهيوني التكوينية والناظمة عند الاستماع إلى مرافعات فريق الاتهام الجنوب أفريقي أمام محكمة العدل الدولية، بصدد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحقّ ا
صدرت رواية اللايقين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (يناير 2024) تتناول الرواية حكاية تشكل الوعي ، والتبدلات الفكرية لذاتين عايشتا مختلف الأنماط والاتجاهات : بدءا من القرية البسيطة التي تكتنفها الهوية الضيقة ، مرورا بالمدينة حيث تتشكل الذات مثل شرنقة ترنو للخلاص ، وانتهاء بالاغتراب الداخلي الذي
حاورته: فريدة حسين محمد شبراوي كاتب وصحافي مصري، يهتم في كتاباته بالنقد الأدبي والتاريخ الاجتماعي، وقد صدر له «كناشة الراوي» و«إضاءات أدبية» قصص «سندريلا الحميات» و«بجعة المحروسة» و«خطوب ودروب» ومؤخراً كتاب «رسالة الإمام.. التاريخ
نسب أديب حسين زقزقة العصافير المختبئة في ثنايا أغصان الأشجار مع النسائم العليلة، تنعش روحي الراقدة تحت الدمار ورائحة الموت المنبعثة من الجنوب. أصغي وأسير بالسرعة التي أقدر عليها لأستطلع المتاح والظاهر من البيوت من خلف تشابك أغصان النباتات المتسلقة والأشجار، أتبيّن ما فاتني من جماليات البناء، وألت
سهيل كيوان لو أجرينا استبياناً بين أبناء الأمة العربية حول جنوب أفريقيا، لوجدنا أنَّ أكثرَنا لا يعرف عن هذه البلاد سوى القليل جداً، باستثناء الجيل الذي عاصر نلسون مانديلا في حقبة قاد فيها شعبه من سجنه إلى التحرُّر من نظام الأبرتهايد والتمييز العنصري، الذي فصل بين الأكثرية السَّوداء، والأقلية من ا
عاطف الشاعر يُجهّزون لأعراسهم من يموتون الآن في بلادي مع شمسٍ تداعبُ وجوههم وفضاء مفعم بالحلمِ معهم من يموتون برصاص "إسرائيل" ويموتون بوعود "إسرائيل" يموتون في زحمة الطرقات وفي الأنفاق يموتون وهُم يجهّزون لأعراسهم وهُم يدفعون فواتير الزمن يموتون دون مرايا ويسلكون طرقاً لا تخجل من ضِ
من يهزم طفلاً لا يُمكن أن يكون منتصراً بأيّ شكل من الأشكال. أو على الأقلّ انتصارُه الوحيد سيكون إعلانه أنّه وحشيُّ، وأنَّه قاتلُ أطفال. أنّه قادرٌ على ارتكاب أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية. هذا ما تخلُص إليه الباحثة الفلسطينية سائدة عفونة، في كتابها الإلكتروني "الطريق إلى السماء مُزدحمة بالأطف
حسن داوود تحكي رواية «أغنيات للعتمة» سيرة عائلة لبنانية ممتدّة على مدى زمني ينوف على مئة سنة. هي سيرة لبنان أيضا على صعد كثيرة. سيرة لسياساته وأحزابه وحروبه بالترافق مع تعاقب الاحتلالات عليه، وكذلك سيرة لثوابته التي لم يتمكن الانفتاح على الثقافات الوافدة إليه من تبديل معتقدات أهله. ال