
فوّاز حداد أتاح الحدث الحاليُّ في غزّة إزاحة الغطاء عن العالَم، بعد الظنّ أنّنا نعيش في عالَم مستقرّ، رغم انقساماته وأمراضه من فقر وجوع وتبذير، وحروبه تلك التي لا تتوقّف حتى تبدأ، إلى أن تجد حلّاً بالمفاوضات، أو تهدأ وتُلفلَف ليُعاد فتحها في وقت قادم، ريثما تُجدِّد الأطراف المتحاربة قواها. اتّسم
هشام البستاني هُم ثلاثة، يجلسون في كنبة واسعة وثيرة أمام التلفاز، يتفرّجون على المذبحة وهي تفتك بغزّة ببثّ حيّ. في الهواء الثقيل المحيط بهم تطير ذبابةٌ بعشوائيّة، ترقبهم والصور المتحرّكة أمامهم بعينيها المركّبتين من آلاف العُيَيْنات، تهمّ بأن تحطّ على رأس أحدهم ثمّ تغيّر رأيها متّجهة نحو الشبّاك
أحمد الشيخاوي ماءٌ ماءٌ ماء… ماءٌ لا يُشبهُ إلاَّ الماء في مُراوغةِ المرايا.. مُتسلْطِناً صامتاً عن نبوءةٍ صادمةٍ.. نبوءة قلقٍ وجودي يكابده غدُنا ما بينَ آفاقِ السَّرابِ وأنفاقِ الظَّمأ. ٭ ٭ ٭ ماءٌ واهمٌ من يزعمُ بغيرِ توأمتِهِ مع النار.. النار التي تأكَل كلَّ شيءٍ تقريبا،
كشف العدوان الإسرائيلي على غزّة أنّه قائمٌ ليس على أرض المعركة فحسب، بل على جبهات عديدة مفتوحة، وربّما لا تقل خطورة عن تلك المُلتهبة على الأرض الفلسطينية. إنّها عدوانُ اللّغة والكلمة، لا سيّما في ظلّ استيلاء وسائل الإعلام الصهيونية في الغرب على الخطاب الإعلامي والثقافي، مؤسِّسة بذلك للُغة تقوم على
واسيني الأعرج تعيش غزة زمن النار والمقاومة بلا هوادة، وبشكل غير مسبوق، وزمن تجلي الحقد الإسرائيلي الأعمى، الذي ظل مكتوماً ورغبة مضمرة في الانتهاء من كل ما اسمه فلسطين أو فلسطيني حتى باللجوء إلى المحو بالوسائل التدميرية العسكرية أو بالقنبلة النووية التي اقترح استعمالها وزير من حكومة نتنياهو. وما ي
حسن داوود الشخصية الرئيسية في الرواية تعرّفنا بنفسها في السطور الأولى: «اسمي حسين، أبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما وأنا مجنون». ليس مجنونا بالظنّ أو بالإدعاء أو بالمجاز، بل هو مجنون بالمعنى الفعلي، إذ يقيم مع مجانين آخرين في «مصحّة فسيحة للأمراض العقلية». ولن نتأخر في معرف
إبراهيم عبد المجيد فجأة ظهر عملاق ضخم يقف قبل نهاية شارع طلعت حرب يفتح ذراعيه علي اتساعهما يبعد بهما عمارتين عن مكانهما. صرخت الفتاة كوثر ” يالهوي . إيه اليوم دا ” بينما تجمدت أنا في مكاني غير مصدق. ثم رأيته يلتفت لنا ويبتسم ويترك العمارتين فتعودان إلى مكانهما. اقترب منا وهو يتض
همدان دماج أراقبهم منذ سنوات، وأسخر منهم، وأضحك عليهم، على سخافاتهم، وتوهماتهم، وتلك المنشورات الغبية، أو نصف الغبية، التي يكتبونها على صفحاتهم، وذلك الإصرار على إظهار «الأنا» بأشكال بعضها قميء ويدعو للاشمئزاز. أراقبهم، وأهزأ لاهتمامهم المبالغ فيه، وهم يتابعون عدد اللايكات التي تحصده
رشيد أمديون يلجأ الإنسان إلى السخرية كسلاح مرن للحفاظ على كيانه الفردي والجماعي، وتعد قديمة قدم الإنسان، وقد تجددت عبر مراحل التاريخ، حيث ظهرت في شعر الملاحم والتراجيديات والكوميديا، كما برزت في شعر الهجاء والنوادر عند العرب. وعدَّ السيد عبد الحليم محمد حسين الجاحظَ أول مؤلف في تاريخ الأدب العربي
عبداللطيف الوراري دليل لا يتقادم ظهرت في هذه الأيام الترجمة الإنكليزية لكتاب «فدوى طوقان: رسائل حبّ إلى سامي حداد»Fadwa Tuqan: Lettres d’amour à Sami، الذي كان قد صدر في نسخته الأصلية قبل أربع سنين (دار أزمنة، عمان 2020)؛ وهي الرسائل التي تبادلتها الشاعرة الفلسطينية فدوى
"انطلاقاً من ضرورة التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه، وفي مقاومته ونضاله ضدَّ كافة أشكال الظلم التي يعيشها منذ أكثر من 75 عاماً، كان لا بدّ من تأليف هذا الكتاب، كي نعرّف القارئ البوليفي على حقيقة النضال الفلسطيني، لا سيّما في ظلّ ما يعاني منه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية في
عبد الرحمن بسيسو ليس لأيّة جردة حساب مدقّقة، موضوعية وصادقة، لتجاوُز الحرب العدوانية الإبادية الصهيونية ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة مئة يوم من عمرها، إلّا أن تخلص إلى نتيجة جوهرية مفادها أنّ ما قبل السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 ليس كالذي بعده؛ إذ لن يبقى شيء ممّا كان قائماً قبل اندلاع
محمد تركي الربيعو استيقظت مدينة دمشق في الأيام الماضية على خبر احتراق أحد جوامع المدينة القديمة (جامع العنابة/ العنابي) وعلى الرغم من أن أخبار الحريق والقصف والجوع باتت جزءاً من يوميات المدينة منذ سنوات، مع ذلك يتضاعف شعورنا بالفقدان والألم في كل حدث، حيال الدمار الذي أخذ يطال المدينة وعمرانها ال
الياس خوري انضمت الفنانة الفلسطينية سامية الحلبي إلى الروائية عدنية شبلي، إذ جرى تدفيعهما ثمن مواقفهما من قضية فلسطين، في حمى الهستيريا الغربية التي تحولت إلى فلسطينو- فوبيا. الحلبي ألغي معرضها الاستعادي في جامعة انديانا في الولايات المتحدة، وشبلي حجبت عن روايتها «تفصيل ثانوي»، جائزة
ناتالي الخوري غريب أن تشعر بنفسك خفيفا خفيفا، هو أن يمضي بك الموج إلى منازل الريح: لا عناد، ولا استسلام، ربما مشيئة واحدة. متخففا، تمضي رشيقا بإيقاعٍ ينعدم فيه قياس السرعة، فلستَ في سباق مع الزمن، ولا في منافسة مع أحد. الخفة التي تحل بك وكأن أحمالا تخليتَ عنها وعرفت متأخرا أنك لا تحتاجها، وأن جلد
بول لافيرتي الطباشير. هل توقّفت مرّةً للتفكير به منذ أن تركتَ المدرسة؟ الطبشور ناعم. مادّة مصنوعة من حبيبات من كالسيت المعدن والبذيرات الجيرية. يمكن سحقها بسهولة كما أنّها تنجرف مع المطر. تُرى هل يمكن أن تجرفها الدموع؟ الأطفال ناعمون، وهُم مصنوعون من العظام (البروتين والكولاجين والمعادن،
صبحي حديدي في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية اختارت جنيفا أبدول 5 أعمال سردية اعتبرتها بين الأفضل تحت تصنيف «الروايات ما بعد الاستعمارية»؛ مشيرة، أوّلاً إلى موقف الروائي النيجيري الكبير شينوا أشيبي، بأنّ الأدب «ليس ترفاً عندنا. إنه مسألة حياة أو موت لأننا نعمل ع
فاطمة عزة في مسرحية شكسبير يوليوس قيصر، وعندما تلقى يوليوس 26 طعنة من الشيوخ أملا منهم في إنقاذ روما وليتفرّق دمه بينهم، كانت أقسى الطعنات من بروتس الصديق الصدوق للقيصر، ليطلق هذا الأخير جملته الأشهر «حتّى أنت يا بروتس… فليمت القيصر». هذه العبارة حتى إن كانت تعد رمزا للخيانة ف