
حسن داوود لم يأخذني إلى كتابة روايتي الأولى مقتلُ بطلتها ماتيلد، وإن كانت تلك الجريمة قد روّعت بيروت آنذاك. صحيح أن الرواية انتهت بمصرع تلك المرأة، الساكنة في الطابق الثالث من البناية، إلى أن ما دفعني إلى الكتابة هو حنيني لزمن البناية العادي الذي كانت قد مرّ، آنذاك، عشرون عاما على انقضائه. امرأتا
علي صلاح بلداوي لم أتعرّف في البداية، إلى الأشخاص المُمَدَّدين على الأرض في مطار اللّد المحتل، الذي غُيِّر اسمه إلى مطار بن غوريون من قبل الصهاينة عام 1973. كانوا ينتظرون انتهاء الخطر الذي تحمله صواريخ المقاومة النازلة على رؤوسهم من سماءٍ أيقنوا طويلًا أنّهم تحتها آمنون، وأنَّ حتّى أقوى القدرات ا
محمود منير في بداية عام 1920، خرجت أُولى المظاهرات في مدينة القدس، شارك فيها الآلاف ضد البريطانيين والهجرات اليهودية، حيث هتف المتظاهرون بشعارات تحمل إيقاعها المستمدّ من التراث الغنائي في فلسطين وبلاد الشام، لتظهر منذ عشرينيات القرن الماضي نماذج لأغنية شعبية ترفض الاستعمار البريطاني ووعد بلفور.
حجاج نصار تخلص تجربة الطاعة التي يعرضها ستانلي مليجرام في كتابه «كيف تصنع الطاعة… وجهة نظر علمية عن التسلط» الصادر في عام 1974 والمترجم إلى اللغة العربية في عام 2022. تخلص إلى أن الإنسان العادي يستطيع أن يرتكب الجرائم ويلحق المعاناة بالآخرين، لمجرد صدور الأوامر له من سلطة عليا
د. ابتهال الخطيب تتردد أصداء حزن عميق حول العالم تزامناً مع احتفالات كريسماس ورأس السنة هذه الأيام. يشعر كثير من الناس، هؤلاء الذين لهم قلب وعقل وضمير ونسبة ذكاء عاطفي، بصعوبة كبيرة في الاحتفال وإشاعة مظاهر البهجة والسرور مع هذه الأعياد الغربية المسيحية، فيما المدنيون والأبرياء، وتحديداً الأطفال،
سومر شحادة في العام الذي ودعناه أمس، أضاف الصهاينة إلى رصيد المنطقة العربية حرباً جديدة، ما ميّزها عن سواها من الحروب، أنّها حرب إبادة، أو بالحد الأدنى حربٌ من أجل جعل الحياة غير ممكنة في غزّة. ولئن كان ثمّة من يعتقد أنّ هذه الحرب تدور في إطار السياسة، وأنّها مقتصرة على حصيلة العام السياسية، إلّ
أحمد الأغبري كتاب صغير في 75 صفحة من القطع المتوسط، تحفل صفحاته بعشرة أحلام تزدهي بها عشرة مقالات تنشد تطوير اليمن، من خلال رؤى عشرة كُتاب شباب لبلدهم عام 2050. الفكرة جاءت خلال مرحلة حرب؛ وبالتالي فإن أهميتها تتعاظم مع تطاول الخسائر التي يُمنى بها هذا البلد المحترب، منذ تسع سنوات. مما سبق فإن ا
نضال برقان بينما تواصلُ حربُ تحطيمَ كلّ شيءٍ في القلبِ وأكنافه بعينين مغلقتين وقلبٍ أعمى ثمّة سيدةٌ تحرسُ الحطامَ الذي كان قبلَ بضعِ قذائف بيتًا وأغنياتٍ وسماوات تقلّبُه بين يديها الهائلتين أملا أن يظلّ على قيدِ الحياة وتنادي أبناءها تارةً ونباتاتها تارةً أخرى تنادي… والقذائفُ تهط
في الجزء الأول من مذكراته التي وثّقت أحداثاً بارزة في تأريخ فلسطين والمنطقة منذ بداية القرن العشرين، يتحدّث محمد عزة دروزة عن تشكّل الأحزاب السياسية في المدن الفلسطينية بين عاميْ 1934 و1935، مشيراً أن مناهج هذه الأبحاث (أدبياتها) كانت وطنية، أي متفقة مع الميثاق الوطني؛ ويقصد هنا الميثاق الذي أقرّه
واسيني الأعرج نتساءل اليوم ونحن نرى ذلك الكم من الدمار الذي لحق بغزة، وذلك التقتيل الهمجي الذي يتخطى أحياناً 500 قتيل في اليوم الواحد دون أن يرف جفن الأمم المتحدة أو الدول «الحرة» المدافعة عن «الحق» الإنساني، نتساءل إذا ما كان الفاعلون القتلة بشراً أو «هْوايَش»
علي لفتة سعيد لم يأتِ عنوان رواية الروائي خضير فليح الزيدي «بنات غائب طعمة فرمان» بوصفه بوابة الدخول إلى مدينة الرواية، بل جاء هنا بوصفه نصا يحمل نصا آخر. فهو يفتح للمتلقي عدة أبوابٍ من أجل أن يمد رأسه من كل باب، ليطلع على المعاني المخبوءة بين طياته، مثلما يطرح الأسئلة عن علاقة (بنات)
مندوب العبيدي منذ اندلاع الأسى تترى خسارتي لا شمسَ طهّرت الأوجاعَ في ذاتي ولا وجدتُ بذاتي من صدى وتري فموطنُ الناي حزني بابتهالاتي وتهتُ عن سُلَّمِ الأنغامِ تخذلني أصابعي حين تكبو بانهياراتي مضى بنا العمر في فوضى مُخلَّقةٍ مُدامةٍ عند أسرار السجلاتِ ما بين هاك وهاتي مسخُ أقنعةٍ والعابرون
قاسم حداد الخراب في كل مكان فلسطيني، وعلى العرب أن يتوقعوا ذلك في بلدانهم، المطبعون خصوصاً، فليس للجشع الإسرائيلي، الذي من الجحيم، حدود. إنه (صحراء تزدرد الفصول) والأصول بلا هوادة. ٭ ٭ ٭ كنا على الفطور، وكانت امرأة تقول عن أطفالها: (ينامون جوعى ويستيقظون جوعى) فيما نحن نأكل ما نريد. مَنْ يحتمل
أحمد مأمون محيّرٌ أمر كتاب "صنع معاداة السامية: أو تحريم نقد إسرائيل"، فمِن الصعب وصف مقعده ضمن دراسات معاداة السامية والهولوكوست، فهو عمل صحافي وأكاديمي، سيرة ذاتية وسيرة جماعية، صرخة سياسية من يهودي من أصول ألمانية، كتاب يكنّ العداء المطلق للصهيونية، ولكنّه مع وجود "إسرائيل" (وهذا أحد أوجه شطط
عايدي علي جمعة تقع المجموعة القصصية «محاكمة إلهة» للكاتبة المصرية إيناس فيصل في مئة وستين صفحة، وتحتوي على خمس وعشرين قصة متفاوتة في الطول، فالقصة الأولى منها التي تحمل عنوان «أخبار النساء في العصور الغابرة» تستغرق وحدها أكثر من عشرين صفحة، وهي أطول قصص المجموعة، في حين نر
أصالة لمع ظننتُ الأطفال ينامون فقط هذا النهر العظيم الذي يُسَمّى حياة هل يحتاج إلى ابتلاع كلّ هذه الأجساد لكي يستمرّ بالتدفّق؟ هذا الموت الجبّار من أين يستمدّ رغبته بنهش أجسادنا، أمن آثار الجروح في أرواحنا؟ أم من الهزال في أقدامنا القصيرة التي مهما ركضت لن تذهب بنا بعيداً عن أسنان هذه
فرمز حسين هو عنوان المجموعة القصصية التي نَقلتُها إلى العربية ولوحة الغلاف للفنان السوري سعد حاجو، المجموعة الآن قيد الطبع عن دار ميزر للنشر في مدينة مالمو السويدية وبموافقة من دار نورستيدت صاحبة حقوق نشر مؤلفات داغرمان. المجموعة تضم قصصاً لنخبة من الكاتبات والكتاب السويديين الكلاسيكيين الكبار: ف
الياس خوري عندما أخرج الإيطالي بازوليني فيلمه “المسيح بحسب انجيل متّى” (1964)، أصيب المشاهدون الأوروبيون بالذهول، فمسيح بازوليني لم يكن مسيحهم. لقد صُوِّر المسيح في التراث الغربي أشقر الشعر، أبيض البشرة بعينين زرقاوين، أما في فيلم بازوليني فالمسألة اختلفت بشكل جذري. بدا المسيح أشبه بف