
صبحي حديدي* قد لا يمرّ عام (أم هو شهر؟) إلا ويصدر كتاب نوعي عالي التميّز، مفاجئ المنهج والنظرة والمقاربة؛ يعيد استكشاف جوانب جديدة، عديدة أيضاً، في «الإلياذة»، ملحمة هوميروس الخالدة التي يُرجّح تأليفها في القرن الثامن قبل الميلاد، وتقع حسب الأصل في 24 كتاباً و15.693 بيت شعر.وكما ه
صالح لبريني* (1)يعنّ أن المثقف العربي توارى إلى الخلْف ملتزما الصمت والخلود إلى الراحة الأبدية، بعيداً عن جلبة ما يجري من تحوّلات رهيبة في بنية المجتمع والعالَم، بل عاجزا عن مجابهة القضايا المجتمعية والكونية، والصّدح بالحقيقة المؤلمة أمام التغوّل الغربي والمدّ الصهيوني، الذي ينخر الأوطان تح
توفيق قريرة* حين كنا صغارا، ولا أحد يعلم منّا كم ظللنا صغارا، كان الكبار يقولون للواحد منّا حين يشتكي من شخص أو من شيء: ستنسى حين تكبرǃ كبرنا ونسينا أشياء ولم ننْسَ أخرى.. كانوا يقصدون أشياء غير التي يقصدها المختصون من النسيان.. كانوا يقصدون أنّ الوقت كفيل بأن يُنسي المرء ما يحدث له من الحا
إبراهيم نصر الله هذا الشهر، حلت الذكرى الثالثة لرحيل الروائي الفلسطيني فاروق وادي (1949- 2022)، الذي قدم عدداً من الأعمال الروائية والقصصية التي شكلت إضافات عميقة للرواية الفلسطينية، كان آخرها روايته العذبة «سوداد، هاوية الغزالة»، كما قدم في مطلع ثمانينيات القرن الماضي كتابه الن
صبحي حديدي تشرفتُ مؤخراً بالمشاركة في ندوة استذكارية بعنوان «أمجد ناصر: طريق الشعر والنثر والسفر»، أقامتها مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الأردنية عمّان، وطُرحت خلالها أبحاث نقدية وأكاديمية مميزة حول منجز الصديق الشاعر الأردني (1955ـ2019). كذلك شهدت الفعالية بعض الشهادات الشخ
إبراهيم أبو عواد* تُعْتَبَر الكاتبة الكندية أليس مونرو ( 1931 _ 2024 ) سَيِّدَةَ القِصَّةِ القَصيرة بِلا مُنَازِعٍ ، وأوَّلَ مُؤلِّفة للقِصَصِ القصيرة تَحْصُل على جائزة نوبل للآداب ( 2013 ) ، وأوَّلَ كندية تَفُوز بِهَا، كَمَا أنَّها فازتْ بجائزة البوكر ( 2009 ) . تُلَقَّبُ بـِ " تشيخوف الغرب
صبحي حديدي في ذكرى مرور سنة على رحيل الياس خوري (1948ـ2024)، الصديق والرفيق والزميل في هذا العمود طوال عقود؛ ثمة، في ناظر هذه السطور، ثلاثة أنساق رفيعة من حضور الراحل: الروائي رفيع الخيارات والأدوات، صاحب المشروع السردي المتعاظم منذ 1975؛ والناقد الذي بكّر في اقتراح قراءات اختراقية لافتة، منذ كتابه
إبراهيم أبو عواد * رَفْضُ الجَوائزِ الأدبية مِنْ قِبَلِ بَعْضِ الكُتَّابِ لَيْسَ حالةً مِزاجيَّةً أوْ حَرَكَةً عَفْوِيَّة ، بَلْ هُوَ سِيَاسة مَنهجية قائمة عَلى مَوْقَفٍ وُجوديٍّ مُسْبَقٍ ، وَفَلسفةٍ مَعرفية ، وقَنَاعَةٍ ذاتيَّة . وفي بَعْضِ الأحيان ، قَدْ يُجْبَرُ الكاتبُ عَلى رَفْضِ الجائزة مِنْ
خالد الرويشان* بعد أن غربتِ الشمسُ، وغاضتْ مياهُ النهر، ماذا بقيَ لنحتفلَ بظلامنا ونحتفـيَ بموتِنا؟يا للعارِ! كيف استطعنا أن نبدّد ضوء تلك الينابيع التي تومئ لنا بينما نحن ندير رؤوسنا ونُقفلُ راجعين صوب آكام القسوة ودوربِ النسيان.لا بدّ أن أعترف – بين يَدَي هذا الديوان – بالشعور
عبير شاهين* عرفت الإنسانية منعطفا حضاريا حاسما عندما شرع أفرادها في مواساة بعضهم عند الإصابة والمرض. انتقل الإنسان من مرحلة الوجود الغريزي المستسلم لقوى الطبيعة، إلى ممارسة أول أشكال البقاء بواسطة العناية بالنفس وبالآخرين. ولدت مهنة الطب من ذلك الهاجس وتطورت إلى مؤسسة اجتماعية حضارية لإصلاح
كمال القاضي *ينتمي الكاتب الروائي المصري صُنع الله إبراهيم إلى التيار الفكري اليساري، فهو أحد أعضاء التنظيم الشيوعي (حدتو) وأبرز كُتاب جيله، ولد عام 1937 واشتهر بكتاباته السياسية المُعارضة ضد النظام الناصري، في مرحلة الخمسينيات والستينيات، ومن ثم نال حظه الوفير من السجن والاعتقال في تلك الفترة، التي
إبراهيم عبد المجيد* لن أقول ما يتردد دائما من أنه بعد موت المشاهير من الكتاب والفنانين، يظهر إجماع على الحب افتقدناه في حياتهم. الحب موجود وكثيرا ما يتم التعبير عنه، لكن الحياة تشغل الكثيرين، أو لا يظهر إجماعهم معا في وقت واحد، بالقدر نفسه الذي يظهر به عند الفراق. مَن في عالمنا العربي لم يح
ندى أبو صفره* اليومَ، وقد مضى عامٌ وثمانيةُ أشهرٍ على حربِ غزّةَ الطاحنةِ.الحربُ، على قِصَرِ حروفِها، لكنَّ صداها مدوٍ وأبديّ. لم تكنْ هذه الحربُ أخبارا تُتلى في نشراتِ المساءِ، ولا مشاهدَ تُعرَضُ على الشاشاتِ؛ إنّما هي جُرحٌ غائرٌ في خاصِرةِ الإنسانيّةِ، نزيفُه مستمرٌّ، وإنْ لم يُرَ.لا أكت
رامي أبو شهاب* في أحد الأفلام بعنوان «الحدث» للمخرج م. نايت شيامالان، ثمة قدر كبير من الابتكار في قراءة معضلة الإنسان، وعلاقته بذاته والآخر والبيئة. تنهض حبكة الفيلم على وباء يصيب البشر مصدره الأشجار، التي سرعان ما ندرك أنها قد اتخذت قراراً بمعاقبة البشر على سلوكهم تجاه البيئة و
كمال القاضي الأكثر ألماً في رحيل الفنان زياد الرحباني، ليس فراقه فحسب، لكنه وجع في قلب قيثارة الشرق فيروز سيظل يسكنه، فما أقسى أن يرحل فلذة الأكباد قبل والديهم، إنها المحنه الحقيقية والاختبار الصعب لمن ربى وحمل ابنه على كتفيه سنوات، وغنى له حتى كبر وصار صديقاً ورفيقاً ومؤنساً في الليالي الحالكة وال
صبحي حديدي ما خلا التمرّس الإرادي المستدام في تربية الحواسّ على الاستماع، والتدرّب الشاق على الاستقبال والتذوّق، وتنشيط فضول معرفي يتوسل التثقف والتعلّم؛ لا تزعم هذه السطور أيّ إلمام متعمق بعلوم الموسيقى في جوانبها التقنية التي قد تشمل السلّم أو طبقات الصوت أو المقامات أو أسرار الآلات على أ
حسام الدين محمد* بعد حفل تشكيل الحكومة في آذار/مارس الماضي، أوقف شيخ من عشيرة الشنابلة يدعى سعود النمر، الرئيس السوري أحمد الشرع واشتكى بصوت عال من تهميش السويداء قائلا، إن فيها مثقفين وشخصيات على كفاءة عالية. أجاب الشرع بأن السويداء لم تهمّش وأنها تمثّلت بوزير. ما قصده النمر، طبعا، أن الوزير ذاك ل
عبداللطيف الوراري أصوات عكاظ عندما بويع أحمد شوقي بإمارة الشعر عام 1927، خاطب وفود الدول العربية التي جاءته مبايعةً له، بقوله: يا عُكاظاً تألّقَ الشعر فيه من فلسطينه إلى بغدانه افتقدنا الحجـــاز فيه، فلم نعثُرْ على قُسِّه ولا سحبانهكانت عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى التي اشتهرت في شبه ال