شوال طحين

رياض بيدس عندما كنا نسمع المثل: «إحضر الطحين والزيت إستوجرت مونة البيت» نصاب بفرحة كبيرة. إذ كان يحمل هذا المثل مغامرة كنا ننتظرها على أحر من الجمر كل شهر، وأحيانا كان يبدأ الشجار بيننا نحن الأخوة الصغار حول من سيحضر شوال الطحين. فالحمار موجود في النص. وأخيرا عندما كنا نستقر على رأي ك


غزة تترجم لي سيلان… غزة تترجم لي العالم

هدى فخر الدين إذا كان الزمن سيظل يجري بعد هذا، فلا مجرى له إلا نحو فلسطين حرة، نحو عالم يستحيل فيه أن يتساءل طفل ما إذا كانت رجلاه ستنبتان مرة ثانية، نحو عالم يستحيل فيه أن تُمضي طفلة اثني عشر يوماً تنام وتصحو على جثث أهلها، ثم تموت وحدها. ما معنى أن يكون تراثنا الشعري العربي حَيّاً، إذا لم تتأه


الرواية الخضراء… نحو أفق جديد للكتابة الروائية عربيا

محمد تحريشي* لعل المقصود بالرواية الخضراء هي النصوص الروائية التي تكتب عن البيئة وضرورة المحافظة عليها، والدعوة إلى العيش المشترك في ظل الاحترام للطبيعة والإنسان، وتقدم صورا عن مقومات التعامل الراقي للبشر لإعادة الحياة للأرض بعيدا عن التلوث بكل أشكاله، وتقوم بذلك بشكل فني يجمع بين الفائدة والمتعة ا


عندما يتوقف المطر

مريم الشكيلية عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب الآخر من المنعطف المقابل للمدينة على ناصية الرصيف الورقي كنت من الدهشة حين نبت أول حرف لك على سطر حبري فارغ، وجاء برائحة الندى الصباحي يحط كالسنون على رسائل هاتفي المكتظة. كان لقاؤنا الحبري غريباً جاء مختلفاً محملاً بالكث


الوصفة السحرية للشعر: تأملات في قصيدة «بانوراما عاشق»

ناظم ناصر القريشي الشعر هو النبض الحي لموسيقى الحياة، حيث تتبع موسيقى الكتابة الفكرة حتى آخر لحظة في حياة القصيدة، في محاولة ليكون للموسيقى شكل مرئي، ورسم شاعريتها بالكلمات، وهذا ما يجعلنا نتساءل هل الموسيقى مرئية..؟ وهل يحق لنا أن نراها كذلك..؟، وهي تتماوج وتتكاثف في متواليات حضورها الأنيق، وتتش


الجزائر… كل هذا الحب

رامي أبو شهاب كان البردُ شديداً عند الوصول إلى مدينة الجلفة الجزائرية، التي توصف غالباً بأنها بوابة الصحراء، كما حدثني الروائي القادم من عمق الصحراء، في الجنوب الجزائري، الصّديق حاج أحمد، الذي كان في استقبالي لنرتحل معاً من مطار هواري بومدين إلى الجلفة… تحدثنا طوال 4 ساعات عن أدب الشتات، و


بغداد التي هرّبتُها في حقيبتي

عبد الإله مهداد كنتُ أوضّب حقيبتي الصغيرة، مساء الأحد؛ مُسافرا، بدعوة كريمةٍ من وزارة الشباب والرياضة العراقية، إلى العراق، وتحديدا إلى بغداد. كنتُ حريصا على عدمِ نسيان أغراضي الهامّة، والقصائد، التي سأقرؤها في المهرجانِ الشّعريّ. لكنَّ ما وضّبتْهُ أمّي من أدعيةٍ ممزوجةٍ بالمخاوف، فاجأني! أمّي ال


يوميات الموت العادي

قاسم حداد كثيراً ما ينصحنا أهلنا الفلسطينيون، وهم تحت القصف الإسرائيلي، بأن لا نعتاد ما يحدث لديهم من موت متواصل.. نتفهم ضرورة هذه النصيحة، لكننا لفرط المتابعة المتواصلة لأخبار المحطات التلفزيونية، سوف نرى كيف تتجلى الوحشية بشكل مباشر في الحدث الفلسطيني بامتياز. ٭ ٭ ٭ لكننا نزعم قوة مقاومة العا


قبَسَات من أيّام الطفولة في تطوان

محمد محمد الخطابي هذا النصّ قبسات من ذكريات قابعة في ثبج الذاكرة الواهنة، التي ما فتئت تُصارع تحاتّ الزّمن وانسيابه، وتقلّبات الدّهر ونوائبه، مستوحاة من معايشاتي وذكرياتي في طفولتي البعيدة في مدينة تطوان الفيحاء (شماليّ المغرب) الأخت التوأم لمدينة غرناطة الحمراء.. إنها المدينة التي تُنعت عن كلِّ


راية فلسطين معلَّقة دائماً في مدرّجاتنا

محمد وليد قرين جدران بني مزغنّة هو ليس جداراً رسَم عليه فنّانٌ ما لوحةً رائعة بألوان بهيّة، ولا هو جدار أبدع فيه خطّاط تحفةً بالخطّ العربي. هو جدار كُتب عليه بخطّ عربي بسيط: "الجزاير واحد ما خلّاهالو باباه ملكية خاصّة". لا أعرف من كتب هذه الجملة الرائعة. المهمّ أنه ترك بصمته على جدار بجانب عمار


نيتشه ضد ماركس

عباس الحسيني أوجز الفيلسوف والاقتصادي كارل ماركس تطلعاته، حول الرؤية المستقبلية لتحول دول أوروبا في توجهاتها النخبوية إلى النظام الاشتراكي، على أنه استباق لروح العصر، وأن ما من شك من التحول حسب رأيه، وكانت أولى تجلياته في التنبؤ الاشتراكي المنبثق من لندن، حيث كتب الموجز الأخطر في التاريخ البشري م


فكرة رائدة : بيت التلمساني.. تجربة رائدة أمام المبدعين للتفرغ للكتابة بعيدا عن ضغوط الحياة

القاهرة -  أتاحت روائية وأكاديمية مصرية بيتها أمام ثلاث كاتبات يخضن للمرة الأولى تجربة التفرغ للكتابة، لتبدأ تجربة رائدة لنظام الإقامة الإبداعية في مصر بالتعاون مع إحدى دور النشر المصرية. وانطلقت الدورة الأولى للتجربة داخل (بيت التلمساني) الذي أسسته الروائية والأكاديمية المصرية مي التلمساني ال


عطش

رياض بيدس كان المطر يتساقط مدرارا. حمل الشمسية وأراد الخروج من البيت، لكن زوجته التي كانت تعرف مدى عشقه للمطر سألته: «إلى أين؟! قال: بعض الأمتار من المشي لاستنشاق بعض الهواء النقي. غاب مدة ساعة ثم عاد وهو يشعر بسعادة ليس من الممكن أن يخفيها. سألته زوجته: كيف الشتاء؟ أجاب وهو يداري نظرات


«النأي في اتجاه الموانئ»

هاشم شفيق أذكر منذ بداياتي الأولى في مطلع السبعينيات، وانخراطي في الثقافة العراقية، كنت شغوفاً بمتابعة الشعر العالمي، وكان هذا الشغف يتم في تساوق تام مع متابعتي للشعر العراقي والعربي. إذن منذ تلك البدايات التأسيسية الأولى لتوجهي الثقافي عنيت بالآخر، ثقافة ورؤية وتطلعاً وفضولاً وشغفاً في اكتشاف


توفيق ناجي

نبيل ياسين هو رأى مثل هو الذي رأى. تعلق بثياب الآلهة لكي يحبها، ويلبسها الثياب التي خاطها لها. في السجن تعلم أن يفتح عينيه أكثر، وينشد تلك الأناشيد الجافة، التي تتساقط ممزقة بفعل الريح. كم من الأيام قضيتها وأنت تقرأ في رقم طينية، كم من الليالي قضيتها وأنت تبحث في تفاصيل ثياب الملوك السومري


أخبار الاحتلال

رضا نازه مذياعي شاهد زور يغير أقواله كل عشر سنين، مع أنه بقي عينَ ما كان عليه من قبل. مكعب بلاستيك حُشْوَتُه أسلاك ناطقة. أما أنا فهرمتُ مثل عساس الزقاق ولم أبرح، منذ وثقتُ به وأعرته سمعي، في انتظار خبر عن لحظة تاريخية لم تسعفها الجغرافية. لكن.. أخبارُه مجهولة المفاعيل مجنونة الفاعلين مُعتلة الأف


نعيٌ كاذب

غدير أبو سنينة ماذا تفعل كلُّ هذه النسوة هنا؟ لِمَ كلّ هذا الضجيج؟ لماذا توزَّع المصاحف في بيتنا؟ هل تحسبن أنفسكن في مأتمٍ؟ لماذا تتحدّث هذه السيّدة عن فضل الصبر؟ وتلك، تربطنا بها قرابةٌ بعيدة، تسمح لنفسها فجأة بالحديث عن "لباس المرأة الشرعي"، لِمَ تبدو بنات عمي مجبرات على الإنصات؟ هاك جارتنا ال


نحن مهزومون حتى في الأحلام

جوان حمي زلزل يزلزل فهو مزلزِل ومزلزَل.. وإنسان زل أي انحرف عن طريق الصواب، وأي صواب بقي للسوريين.. إذ نالتْ من صوابهم خمسون عجفاء بعثية تلتها عشر عجاف ثورية، صوابهم الأوحد بات في موتهم؛ دفنوا في البحار، في القفار، وفي الثلوج. لقد قضمت أرواحهم وأجسادهم حيتان الحرب قبل حيتان البحار. لم يقتلهم الزل







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي