إنترسبت: هكذا تسهم القومية المسيحية في صياغة سياسة ترامب الخارجية بأفريقيا

2025-11-09 | منذ 2 ساعة

رينا: الخوف من "إبادة المسيحيين البيض" يوظف لتحفيز قاعدة ترامب الانتخابية، عبر خلق شعور دائم بالتهديد والاضطهاد. (ا ف ب) في تقرير نشره موقع إنترسبت، كشفت مراسلة الشؤون السياسية جيسيكا واشنطن عن مدى تأثير القومية المسيحية البيضاء في صياغة سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه عدد من الدول الأفريقية، وتحديدا نيجيريا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا.

وقالت إن ترامب يظهر في هذا السياق بمظهر حامي المسيحية خارج الحدود، بينما يتخذ قراراته بشأن الهجرة بانتقائية تجاه اللاجئين اعتمادا على العِرق والدين، لا على الاحتياجات الإنسانية أو المعايير القانونية.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن الرئيس الأميركي اتخذ قرارا بإنهاء "الحماية المؤقتة" لمهاجرين من جنوب السودان، رغم تصاعد العنف وعدم الاستقرار الغذائي والسياسي هناك.

وفي الوقت نفسه، منح الأولوية للأفريكانر (البيض من جنوب أفريقيا) في قبول طلبات اللجوء، معللا ذلك بادعاءات غير موثَّقة بتعرض المزارعين البيض في تلك الدولة للقتل والاضطهاد، وقد تزامن ذلك مع محاولات لتقليص عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة بشكل عام، وفقا لما جاء بالموقع الأميركي.

ورغم أن مواقف ترامب بشأن الهجرة والسياسة الخارجية المتعلقة بهذه الدول الثلاث قد تبدو غير مترابطة، يرى أكاديميون وخبراء في القومية المسيحية والتفوّق الأبيض أن توجه ترامب يتسق مع ما يسمونه "الدليل الإرشادي للقومية المسيحية البيضاء".

فالخطاب الموجّه لقاعدته -كما تقول المراسلة في تقريرها- يقوم على فكرة أن الأغلبية المسيحية البيضاء في الولايات المتحدة مهددة بالتناقص، وأن على أميركا -في هذه الحالة- حماية "المسيحية" حول العالم، مع تفضيل استقبال المسيحيين البيض ورفض الآخرين.

وفي حالة نيجيريا، هدد ترامب بالتدخل العسكري مدعيا وجود "إبادة للمسيحيين" في تلك الدولة، وصنّف البلاد ضمن قائمة "الدول المثيرة للقلق" دينيا. بيد أن مسؤولين نيجيريين وخبراء في الشأن الأفريقي نفوا وجود أي إبادة.

وكان كيميبي إيموموتيمي إبيينفا، المتحدث باسم وزارة الخارجية النيجيرية، قد صرح لقناة الجزيرة قائلا: "نحن غير فخورين بالوضع الأمني الذي نمرّ به، ولكن تبنّي رواية" تزعم أن هناك إبادة جماعية ضد المسيحيين، "غير صحيح؛ إذ لا توجد إبادة للمسيحيين في نيجيريا".

وقد أظهرت بيانات منظمة مستقلة لرصد النزاعات أن 50 فقط من أصل 1923 هجوما في نيجيريا هذا العام استهدفت مسيحيين بسبب ديانتهم، أما بقية العنف فطال مسلمين ومواطنين من ديانات متعددة.

وفي جنوب أفريقيا، يرى الخبراء أن مزاعم "اضطهاد المزارعين البيض" تُستغل سياسيا. فالأفريكانر -بحسب التقرير- لا يعتبرون أنفسهم لاجئين، ويؤكدون رغبتهم في بناء مستقبلهم داخل جنوب أفريقيا. كما لم يسفر البرنامج الأميركي السريع للّجوء سوى عن قدوم 400 مهاجر فقط من أصل 2.7 مليون من الأفريكانر.

وينقل موقع إنترسبت عن كريستين رينا، أستاذة علم النفس في جامعة دي بول في شيكاغو، القول إن هذه السرديات توظف الخوف من "إبادة المسيحيين البيض" لتحفيز قاعدة ترامب الانتخابية، عبر خلق شعور دائم بالتهديد والاضطهاد.

أما ستيفن لويد، أستاذ اللاهوت في جامعة لويولا بولاية ماريلاند الأميركية، فيوضح أن القومية المسيحية البيضاء تقوم على فكرة أن لكل مجموعة عرقية "أرضها"، وأن على المسيحيين البيض "حماية من يشبهونهم"، ما يفسر تفضيل الأفريكانر على مهاجرين من جنوب السودان أو هاييتي.

لذلك، بينما يرى أعضاء اليمين المسيحي في الولايات المتحدة أنفسهم منقذين للمسيحيين النيجيريين، فإنهم يؤمنون بأنه يجب أن يبقوا في أفريقيا وألا يختلطوا بالمسيحيين البيض هنا. وفي الوقت ذاته، يجب جلب المسيحيين البيض، أو "الغربيين"، من أفريقيا إلى الولايات المتحدة.

ووفقا لمراسلة الموقع، فإن هذا المنطق "العنصري" يسمح لهم بتبرير الحد من هجرة "الآخر" على أنه أمر ديني، كما هو الحال مع المهاجرين القادمين من جنوب السودان.

وتختتم واشنطن تقريرها باقتباس تصريح لستيفن لويد قال فيه: "هناك شعور بأن علينا إبقاء أميركا مسيحية، لأن المسيحيين عندما يصبحون أقلية، يتعرضون للاضطهاد. أما إذا حافظنا على الأغلبية المسيحية، فيمكننا أن نكون نحن المدافعين عن المسيحيين حول العالم".











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي