عن أهوال حرب غزة: حوار عادي… ربّما!

نسب أديب حسين*   بعد قطع الحاجز من القدس نحو رام الله، والاقتراب أكثر من بيتها، تكاثف حديثها عن لقاء ووقت جميل قضته مع عائلتها هناك، حين التقينا لأول مرّة قبل أربعة أشهر، في تقديم العزاء، والاطمئنان عليها، في ظلّ غياب زوجها وابنها الأصغر.. أخبرتني حينها عن آخر لقاء بعائلتها في غزة، آب/أغسطس ا


احتمالات

منى مقراني* اختفى! هكذا ببساطة؟لقد اتصلت به أكثر من مئة مرة على مدار خمسة أيام. ربما ذهب إلى طرابزون لقضاء حفلة رأس السنة، ثمِل ولم يستطع أن يتواصل مع أحد.تقصد ثمل خمسة أيام متتالية؟ أنت تستمع لما أقول يا عمرو؟طيب لا تسرع نحن في الطريق، لا تتسبب لنا في حادثة.أنا قلق فعلا! ليس من عادته الاختفاء، لا


البساتين

صالح الرزوق   أقلق راحتنا صوت كلب يأتي من جهة البساتين. حصل ذلك في النصف الأول من الستينيات، حينما انتشرت الدبابات في الشوارع، بعد انقلاب آذار/مارس.وللعلم بالشيء كنا نقطن في محلة الحريري، وهي ضاحية وراء الحدود الإدارية لمدينة حلب، ولها شكل قوس أو حدوة حصان. وكانت الجدة تقول عنها: هذه الحارة ت


في المقهى… عندما التقى غودو سيزيف

دانا جودة*   الأول: ما رأيك أن نجلس هناك، في ذلك المقهى، هل تعرفه؟الثاني: أعرفه! أحفظ المكان شبرا شبرا. فهم ينتظرونني هناك منذ الأزل.اختار الرجلان طاولة صغيرة تطلّ على شارع اختلط رصيفه بركام بنايات كانت يوما تزيّنه. جلس أحدهما وهو يتأمل عيون من حوله المتعبة، كمن أنهكتها سنوات طويلة من الترقّب


إعلان أسماء الفائزين بالدورة الثانية من جائزة (سرد الذهب)

أعلن «مركز أبوظبي للغة العربية» أسماء الفائزين بجائزة «سرد الذهب»، في دورتها الثانية لعام 2024، تمهيداً لإقامة حفل تكريمي للفائزين في حقول الجائزة الستة، يحتضنه حصن الظفرة في العاصمة أبوظبي، نهاية شهر ديسمبر الحالي، بحسب زهرة الخليج. تأتي الجائزة، التي انطلقت العام الماضي، ت


صديقي اللدود

صالح الرزوق * جمعتني الصدفة بمحسن، فقد كنت أسكن في بيت الطلبة في لافبرا، وهو بناء من طابقين، قريب من الكلية وداخل الحرم الجامعي. وميزته التكاليف المتهاودة.لم أكن بحاجة لمواصلات كل يوم. التدفئة على نفقتهم. بالإضافة لوجود هاتف وتلفزيون في الصالة. مع اشتراك يومي بجريدة «الغارديان». وهذه نع


كابوس

رياض بيدس*  كان عليه أن يعود أدراجه من حيث أتى. نظر في اتجاهات مختلفة، ثم قرّ قراره أن يعود. يعود إلى أين؟ سؤال وجيه في زمن صعب ورديء. أغمض عينيه للحظات، ثم شرع في الخطو مترددا حائرا باتجاه السوق الكبير. نالت الفكرة إعجابه. هناك حركة الناس تغيّر الجو. وسعى متحمسا. كما أنه في السوق لا بد أن يجد


قصة الشاب الذي تلقى العلم مشيا على الاقدام

عنود المطيري كان هناك شاب يُدعى سعيد يعيش في قرية صغيرة تقع بعيدًا عن المدينة. كانت حياته بسيطة، لكن طموحه الكبير في التعلم كان يفوق أي عقبة تقف أمامه. في قريته لم تكن هناك مدرسة، والمدرسة الوحيدة التي يمكنه الالتحاق بها كانت تقع على بُعد خمسة عشر كيلومترًا. لم يكن سعيد يملك مالًا لشراء دراجة أو حت


العاشق والمعشوق

جمال البدري*«إنّ أسوء شيء دفاعك عن الحقيقة بمشاعرعاطفيّة غاضبة، فيما خصمك يستولـي على حقوقك تلك؛ ببرودة أعصاب صامتة». قالها سالم لصاحبه وهو يحاوره بهدوء في المقهى، قبل أنْ يعــود إلى منزله ليلا.. ثمّ دلف إلى فراشه شبه الوثير البارد، بعدمـا انفصل عن زوجته دلال. لقد استيقظ من فزع حلم لأفاع


قصص قصيرة جدا

عادل الحنظل ليسَ في وطَني حِدأةٌ تُغنّي، اللصوصُ الأوفياء، لدينِ السَرِقة، جعَلوها تَجوع، في بَلدِ الفِئران. ٭ ٭ ٭ أخفى خَلفَ عَينَيه، سِرّهُ المُقدّس، بينَ جَفنَيه، في كلّ رَمشَة، يَقطُرُ الوَرَع، واختلاسُ النَظر، الى غَنيمةٍ عَمياء. ٭ ٭ ٭ أُصِبتُ بعَمى الأشكال، رأسُ شاة، بجِسمِ ضَبع، جميعُ


العاشق والمعشوق

جمال البدري «إنّ أسوء شيء دفاعك عن الحقيقة بمشاعرعاطفيّة غاضبة، فيما خصمك يستولـي على حقوقك تلك؛ ببرودة أعصاب صامتة». قالها سالم لصاحبه وهو يحاوره بهدوء في المقهى، قبل أنْ يعــود إلى منزله ليلا.. ثمّ دلف إلى فراشه شبه الوثير البارد، بعدمـا انفصل عن زوجته دلال. لقد استيقظ من فزع حلم لأ


حسن وحسين

صالح الرزوق كان جاري قاسم يجيد كتابة الشعر، الحر طبعا، فهو لا يعرف شيئا عن الأوزان والقصائد العمودية. نعم يحفظها عن ظهر قلب لكن مهما أجهد نفسه لا يكتب بيت شعر واحد. في ليلة الخميس زاره حسن.. وهو صديقه منذ أيام الطفولة، وفرق بينهما الصراع الطبقي. تحسنت أحوال عائلة قاسم وسكنوا قرب الجامعة، وبقيت


صديقي اللدود

صالح الرزوق جمعتني الصدفة بمحسن، فقد كنت أسكن في بيت الطلبة في لافبرا، وهو بناء من طابقين، قريب من الكلية وداخل الحرم الجامعي. وميزته التكاليف المتهاودة. لم أكن بحاجة لمواصلات كل يوم. التدفئة على نفقتهم. بالإضافة لوجود هاتف وتلفزيون في الصالة. مع اشتراك يومي بجريدة «الغارديان». وهذه


الرسالة الثالثة

بولص آدم لم تَحُل قيمة الانتماء في عالمه الذي عاش فيه دون تنازع. كان ما هو عليه. لم تكن مرحلته العمرية ذات أهمية. رجل مرّ عليه زمن الخوف على المصير. استسلم لما يملكه من القدرة على المواظبة وإن بلا حماس، لم يكن متهورا وليس مجنونا. طموحا بعض الشيء. خائفا من أو خائفا على. يائساً من حدوث تغيير ما، حو


كوابيس

رياض بيدس رعب وجد صعوبة كبيرة في متابعة نشرة أخبار التلفزيون. كان القتل، قتل الأطفال يفوق الوصف والخيال، إضافة إلى قتل النساء الختيارية والعجائز وتدمير البيوت كما لو كانت علب كبريت، وكل ما على الأرض يفوق الوصف. كان كل شيء عرضة للقتل والتدمير والتهجير. تأمل الصور في التلفزيون وكانت مروّعة وصعبة ج


رجل من قش

صلاح بوزيان تنفس الربيع منذ أيامٍ، الشمس تخاتل، مرة تشرق فتخترق الأرض ومن عليها، وأخرى تحتجب وراء السحب وتهطل أمطار وتهب رياح، فيتألم باعة الآجر والجص والحمير والبغال والأغنام والإبل والتمور والصخور.. وتحدث شنائع وتشيع الصكوك، والناس في وجلٍ من تقلبات الجو.. اليوم الطقس دافئ ربيعي قبالة البحر وقر


ثكلى

وصال العلاق جلستُ أمام صندوق مليء بالأوراق والمستندات بحثاً عن جواز سفري القديم كي أتأكد من تواريخ الذهاب والعودة من البلدان التي زرتها سابقاً. كنت أملأ استمارة محشوة بالتفاصيل المملّةِ. كم أكره تلك الاستمارات والوقت المهدور في ملئها، فكلما أجلس أمام شاشة الكمبيوتر، أشعر بالاختناق. وبينما كنت منه


مستر 95%

جمال العتّابي لم انتظر طويلاً، توقفت أمامي سيارة أجرة، بعد بضع دقائق قطعتها مشياً للوصول إلى الشارع العام، كان شارع المنزل القصير تظلل نهايته شجرة سدر كثيفة، احتميت بها من رشقات مطر بدأت تتساقط سرعان ما غسلت حبات النبق المتناثرة على إسفلت الشارع. أنزل السائق زجاج السيارة إلى منتصف حيّزه ومدّ عنق








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي