
سهيل كيوان سهاد من سكان مدينة حمد في خان يونس، نزحت من شقتها إلى رفح عندما جرى غزو خان يونس وتهجير سكانها. نزحت هي وقسمٌ من أقرباء زوجها الذين كانوا قد نزحوا أيضاً في بداية الحرب من غزّة إلى خان يونس، ظناً منهم أنها أكثر أماناً. تحدّثني سهاد في رسالتها: نزحنا قافلةً من عشرات الأنفس من مختلف الأ
أوس حسن عندما نطالع شخصا ما قاصدين تأمله والتفرس في ملامحه؛ فإن أبصارنا أول ما ستقع عليه ملامح وجهه وعينيه، وحركات جسده ككل متكامل. إن الجسد هنا له بعد فينومينولوجي على حد تعبير الفيلسوف ميرلوبونتي، فهو أداة للتواصل مع الآخرين من ناحية الرغبة في الوجود، والرغبة في المعرفة. أما فيلسوف الغيرية إيما
د. ابتهال الخطيب من منظور فردي أناني صغير لإنسانة تحيا في القرن الحادي والعشرين، ومخاطرة بتنصيب نفسي «الشيء» الذي تدور حوله الأحداث، وليست هذه نواياي مطلقاً، أشعر بغربة كبيرة في عالم اليوم المتوحش المتسارع الهادر بوحشية. لم أكن أتخيل أن الثلث الأخير من حياتي سيمر خلال هكذا إعصارات كتل
شيماء الملياني ننتوسي تُخبرني والدتي مُتحدّثةً عن رحلتها الوحيدة إلى البحر عندما كانت طفلة: "كانت عائلةُ فلان تسكن الناظور، حيثُ قضيتُ عطلة صيفيّة كاملة في منزلهم، حينها رأيتُ البحر أوّل مرّة، فلم أقترب كثيراً...". لم يُلامس جلدَها ملحُه، لم تخُض بوجهها في موجه، لم تلسَع جسدَها برودتُه، ومن يومها
عبدالرقيب مرزاح بعد سنوات عدة من إصدار روايتها «يا مالكًا قلبي» تطل الروائية اليمنية سهير علوي على المشهد الثقافي اليمني والعربي، برواية جديدة لها بعنوان «الكوخ» صدرت مؤخرا عن مؤسسة أبجد للدراسات والترجمة والتوزيع، وإذا كانت الكاتبة قد انتصرت للحب ولمشاعر القلب في روايتها
ممدوح عزام في رواية "عائد إلى حيفا" لـ غسّان كنفاني، كانت الملاحظة الأُولى لسعيد حين وصل إلى بيته في حيفا، بعد هزيمة حزيران/ يونيو، أن قال لصفيّة، زوجته: "غيّرو الجرس"، مُشيراً إلى العائلة اليهودية التي استولت على بيته، بعد أن أرغمته العصابات الصهيونية على الفرار من المدينة. قد لا يكون الجرس (ولل
واسيني الأعرج لا أحد ينكر اليوم أن القضية الفلسطينية عادت بقوة غير مسبوقة وأصبحت جزءاً من الذاكرة الجمعية الإنسانية، متخطية بذلك صمت الإنسان العربي والإسلامي الذي يقف مشدوهاً أمام ما يحدث أمام عينيه دون أن يحرك ساكناً. يتأمل ثم يمضي، وكأنه غير أمام المجازر التي ترتكب أمام عينيه. بعد قرابة الأربعي
فادي أبو ديب -1- وهكذا - سيداتي آنساتي سادتي- يظهر واضحاً للعيان الجذر المتعفّن لشجرة هذا العالم وينكشف غطاء الهاوية عن الثغر السحيق بطنِ الخلق الذي ينبض ولا يقول تعالوا يا مَن لا تخافون التحديق إلى القعر الذي لا قرار له تعالوا وانظروا... لأنّ منه تنفجر أغصان شجرة النهار الجديد تتعا
الياس خوري يمتلك الشهيد عينَين: الأولى كي يشهد من خلالها لأن أحد المعاني الحرفية لكلمة شهيد هو من يشهد، أي مَن يرى. والعين الثانية تكون مغمضة لأنها تشير إلى موته، وعندما يتوغل في الموت تنفتح عين الشهيد من جديد. أمّا الأسير المؤهل للشهادة في أي لحظة، فعيناه مفتوحتان على بياض السجن والتعذيب، واحت
فنسان شنيسغانس | ترجمة: عبد المنعم الشنتوف يمثل اللاجئون الذين اضطروا إلى النزوح إلى غزة عقب الصراعين التاريخيين مع إسرائيل 70 في المئة من الساكنة وتقيم غالبيتهم في مخيمات يوجد أهمها حول التجمعات الحضرية الرئيسية: مدينة غزة وخان يونس ورفح. وفي وسعنا أن نتخيل الدرجة التي خلخل فيها هذا التدفق النسي
عاطف محمد عبد المجيد في روايته «سبع حركات للقسوة» الصادرة عن دار سما للنشر والتوزيع في القاهرة، يهديها إلى أمه معلنا دَيْنه لها لأنه صنيعتها، مفتتحا إياها بمقولة أفلاطون: القتلى وحدهم هم مَن يرون نهاية الحرب، ويستهلها بمشهد يفوح تعاسة وأسى: رأيت تعاستي في اللحظة التي حلمت فيها أنني وج
حمزة كوتي ما هذا الأنين المضاعَف يحمل الرجُل مظلّةً وكتابًا صغيرًا عن الحكمة والشهوات ويذهب إلى نقطةٍ نائية. تعبر غيمةٌ مع الطيور. لكن أين هنا وما هذا الأنينُ المضاعَف في المساء وما هذه الرائحة التي تصل بك إلى قلعة الحشّاشين. ثم نهض رجلٌ وامرأةٌ ورقصا معًا وهناك طفلٌ ركض نحوي وقال أنت معجزةٌ. أ
سومر شحادة وثيقةُ جيلٍ من اللبنانيين، بالتحديد في إحدى قرى الجنوب. حيثُ تتداخل مع الحدث اللبناني الفصائلُ الفلسطينيَّة، وقوّات الاحتلال الإسرائيلي؛ بثنائية المعتدِي الذي سرق الأرض واقتحم الجوار، والمعتدَى عليه الذي سُرِق واقتُحمت أرضه. وهذا يحدث في فضاء الأحزاب والتيارات الدينية والسياسيَّة التي
غادة السمان التظاهرات تخرج في كل مكان من العالم تأييداً لغزة وضد حرب الإبادة التي تشنها عليها دولة الاحتلال. وفي مدينة لوس أنجليس خرجت مظاهرة مناصرة لحق الشعب الفلسطيني في الحياة على أرضه ولوقف تسليح إدارة بايدن لدولة الاحتلال. المتظاهرات والمتظاهرون حملوا العلم الفلسطيني وعلى أكتافهم الكوفية ال
لاهاي عبد الحسين أطلق الروائي الفلسطيني الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي باسم خندقجي، صاحب رواية «قناع بلون السماء» الفائزة بجائزة البوكر العربية والصادرة عن دار الآداب عام 2023، اسمي «نور وأور» على بطل روايته، وهو يتلبسهما بالتبادل ليحكي عن السارق والمسروق بطريقة شاه
كوس كوستماير لاجئون أداروا ظُهورهم للزمن حملوا حياتهم في أكياسٍ وانطلقوا بعيداً كانوا شعبَ التراب، تنعّموا بثمار أرضٍ كدحوا كي يُنبتوا بُذورهم فيها ليُغذّوا أطفالهم جيّداً. حين رحلوا وضعوا قبضةَ ترابٍ في جيوبهم. تركوا خلفهم أرضاً عشقوها تذكّروا آنيةً فخّاريةً أراضيَ كُنستْ جيّداً أيامَ
في ملفّ مزودج صدر عن "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر" العددان الثالث عشر والرابع عشر من مجلّة "رواق ميسلون"، والتي خُصّصت لرصد القضية الفلسطينية ومستجدّاتها بعد عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي الغبادي على غزّة؛ كون هذه القضيّة ما زالت تشكّل عنصراً رئيساً في وعي النُّخب السياسية والثقافية
باسم النبريص فلسطين باعتبارها منذ قرن ونيّف، وكراً للصوص، وغيرهم من الطفيليات، الذين ألقوا بالجثث المنسيّة لأجدادنا وآبائنا في حفر مجهولة مثل اللقطاء. أقولُ باعتبارها هذا وأكثر، يجب أن يحرصَ أهلُها، على ألّا تكون مكاناً مضيافاً لسارقيها.. ألّا تُوفّر لهم أمناً ولا راحة بال، وهكذا، دواليك، حتّى ير