
رعد السّيفي جسدي يئنُّ وخوذتي هذا الفضاءُ المستباحُ وآخرُ الناجين أنّي لم أمتْ ما زالَ نُسْغُ الرّوحِ يصدحُ بالبقاءِ وإنْ رأتْ عيناي أشلائي توزعها الرياحُ ! أنا غزّةُ الجسد المهشّم، والصّبايا الصاعدات إلى السّماء … حتّى يكنّ نجومَ هذا الكونِ في ليلِ القذائفِ.. أنا دمعةُ النّجمِ
جمال العتّابي لم انتظر طويلاً، توقفت أمامي سيارة أجرة، بعد بضع دقائق قطعتها مشياً للوصول إلى الشارع العام، كان شارع المنزل القصير تظلل نهايته شجرة سدر كثيفة، احتميت بها من رشقات مطر بدأت تتساقط سرعان ما غسلت حبات النبق المتناثرة على إسفلت الشارع. أنزل السائق زجاج السيارة إلى منتصف حيّزه ومدّ عنق
باريس - أعلنت الأكاديمية الفرنسية أن ثماني من جوائزها هذه السنة مُنِحَت لأجانب، بينهم الكاتب والأكاديمي المغربي عبد الفتاح كيليطو، ما يشكّل انفتاحاً قلّ مثيله منها على العالم الناطق بالفرنسية. وكانت الأكاديمية التي كانت في سبعينات القرن السابع عشر السبّاقة إلى منح جوائز أدبية، انتخبت في أيلول/سبت
سلافة الماغوط شكرا أمريكا لأنك عودت أطفالنا على مشاهد الرعب والجثث على الغارات وصافرات الإنذار على الملاجئ والأقبية شكرا لأنك خلقت أجيالا لا تعرف الحب أجيالا ولدت تحت الحصار وماتت تحت الحصار شكرا لأنك حولت مأساة الهولوكست إلى ألف مأساة ومأساة شكرا لأنك قلبت أنظمة ونصبت أنظمة لأنك دفعت ا
سهيل كيوان يبذل الأهل جُهداً كبيراً للعثور على اسم لمولودهم الجديد، في البداية تكون الخيارات عديدة، ثم تتضاءل لتنحصر في خيارين أو ثلاثة، إلى أن يُحسم الأمر، ويطلق على المولود، الاسم الذي سيُعرفُ به. أكثرنا متصالح مع اسمه، لأنّه يسمع مسوّغات إيجابية كثيرة من ذويه عن سبب تسميته. قد يكون على اسم أ
محمد رضا لم يفتتح صهيب أيّوب روايته «ذئب العائلة» (نوفل 2024) بمشهد خروج شمسة السّبع من خيمة زوجها حمد، الذي جاء ليطلب يدها مشيا، قاطعا الأراضي الواسعة بأقدامٍ عفّرها التّراب، وظهرٍ يحملُ فوقه قصص الأجيال التي تواترت على امتطائه، تاركة له أسنانا ذهبية تلمعُ في وهج الليل، وأنيابا يعرفُ
إبراهيم أبو عواد قَصيدةُ النثرِ لَيْسَتْ فَوضى لُغويةً بلا وزن ولا قافية ، وإنَّما هي تَكثيفٌ وُجودي للمَعنى الشِّعْرِي على الصعيدَيْن النَّفْسِي والاجتماعي، وتَجميعٌ لِشَظايا مُوسيقى اللغةِ في صُوَرٍ فَنِّية عابرةٍ للتَّجنيس، وكاسرةٍ للقوالبِ الجاهزةِ والأنماطِ المُعَدَّة مُسْبَقًا ، وتَوليدٌ لل
هارون الصبيحي عن دار الآن ناشرون وموزعون صدرت حديثاً مجموعة قصصية من الأدب التركي المترجم إلى اللغة العربية بعنوان «حدث في الآستانة» ترجمة الأردني أسيد الحوتري، المجموعة تتكون من إحدى عشرة قصة قصيرة لتسعة من الأدباء الأتراك المخضرمين الذين عاصروا الإمبراطورية العثمانية ونهايتها، ثم تأ
رشيد أمديون ما بينَ غَرْبٍ وَشَرْقٍ حُزْنُنا يَصِــلُ * أوْجَاعُنَا حَظُّنَا، فالقلبُ يَشْتَعِــــــــــــــلُ أحْزَانُنَا كَمُلَتْ وَاشْتَدَّتِ الْحِمَــــــــمُ * عَلَى الْجِرَاحِ فَهَلْ تُجْدِيْ الْحِيَــــــــــــلُ فَالْعُرْبُ فِي وَجَعٍ وَالأَرْضُ تَنْتَظِـرُ * صَلاحَهَا، فَمَتَى صَلاحُهُ
الياس خوري عمر الزعنّي اكتشف أن في زمنه، أي في بداية القرن الماضي، بدأ التمييز يتلاشى بين ثلاثة عناصر: الشعر الشعبي، والحكاية الشعبية، والعلاقة بين الراوي والنص. وكان الزعنّي قد التقط الثورة الكامنة في الإذاعة، فتوقف عن رواية الحكايات وانتقل إلى مزيج من رواية الحكاية والشعر. وفي ذلك الزمن أيضاً
حسن داوود من بين كومة ألعاب مجموعة في سلّة أنزلق هذا الحصان. هو أبيض وصغير في حجم إصبع، لكنه مع ذلك حصان حقيقي. ربما صهيله هو الذي جعله كذلك، صهيله الذي لم يكن ليُسمع لولا أنه كان في ذلك القرب إلى حد أن قدم الرجل العابر كادت تدوسه وهو يسير بين فراغات الحشائش القصيرة؛ لولا لجامه الدقيق وحوافره الت
مازن أكثم سليمان إلى الشَّاعر السُّوريّ حسَّان عزَّت مُكافِحاً مُبدِعاً لِـ«سُباعيَّةِ خَلْقٍ» مُغايِرٍ، وأميراً جَماليَّاً يَذودُ عن حُلْمِ الحركة الشِّعريَّة الثَّالثة مُقارَنَةٌ، أو بورتريه جديد خارِجَ ثُنائيَّةِ (الضَّوء/ الظَّلام) … بينَ النَّافذةِ والوَردةِ الهَو
نازك بدير إن ترى البحر مرّتين: مرّة بلون الفجر معتّقا، ومرّة بلون شجر الجميّز، وفي كلتا الحالتين، تخشى الاقتراب منه، تدرك تماما أنّ صفحته ستنشقّ فجأة لترفعك إلى السماء العاشرة، وترميك في أقاصي أعماقه. هناك، حيث ولدتَ في تلك المتاهة المتنازع عليها، الغائرة في باطن الجحيم، تدفعك في طريق لولبي، زجا
مروان ياسين الدليمي في هذه الحياة كُلٌّ يقضي دوره ثم يغادرها لا محالة، فالموت هو نهاية البداية مهما طال عمر الإنسان، وهذا ما حصل لأنكيدو الإنسان في ملحمة كلكامش، وهو المصير ذاته، الذي ينتظر الناس جميعا على اختلاف أعمارهم، وسبق للأديب الرافديني، أن عالج فكرة الموت في عدد من النصوص الأدبية، من هنا
صبحي حديدي ضمن أعمال إدوارد سعيد (1935-2003) العديدة عن فلسطين، ليس لافتاً لانتباه خاصّ أنّ كتابه “بعد السماء الأخيرة: حيوات فلسطينية”، في طبعة جامعة كولومبيا سنة 1999 التي تتصدرها مقدّمة خاصة من سعيد تعود اليوم إلى رواج في ضوء حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضدّ المدنيين الفلسطينيي
د. ابتهال الخطيب خسارتك يا أحمد يا سقا، لطالما بدوت كرجل “جدع”، فعلى الرغم من أن أعمالك الفنية ليست الأكثر قيمة، فإن شخصيتك كانت دوماً قريبة من الشارع. خطابك، رغم بعض ذكوريته، كان يتسم بالشهامة وبنوع من الالتزام الأخلاقي المبدئي، فأين ذهب كل هذا منك في قضية العصر، تجاه جريمة القرنين الع
طالب غالي بَلَغَ الحُزنُ الزُّبى. أيّتُها العذراءْ... في أيِّ مَلكُوتٍ أنتِ الآن..؟ فالنَّخلَةُ التي هَززتِها ما عادتْ تجني رُطَباً. قد أحرَقَها الدُّخلاءُ بنارِ الحقدِ وفلسطينُ مُعلّقةٌ فوقَ صَليبِ الذّبحِ ومَقصَلةِ التهجيرِ والتقتيل. والأشجارُ تَنِزُّ دَماً. ويا... أيّتُها الأرضُ الجان
يستكمل عدد الشهر الجاري من مجلّة "المستقبل العربي" (544)، التي تصدر في بيروت، الملفّ الذي كانت قد بدأته في أعدادها الثلاثة السابقة حول "طوفان الأقصى ومسار القضية الفلسطينية". يكتب الباحث فراس عباس هاشم مجيد افتتاحيّة بعنوان "طوفان الأقصى وديناميات التحوّل في معادلة التوازن الاستراتيجي"، أوضح من خ