
أنس ناصيف انقضى أكثر من عقدين حتى اكتشفتُ مصادفة أنّ راتب جبر، مُترجم رواية «قطار إلى باكستان»، هو نفسه راتب شعبو، الذي غدا كاتبا وروائيّا وطبيبا بعد خروجه من السجن عام 1999. كانت من أولى الروايات التي أقرأها في حياتي، أعطاني إياها الدكتور مصعب النبهان، الذي غادر قريته عقب سنوات من ال
سهيل كيوان منذ اندلاعها، تشغل حرب الإبادة في قطاع غزة مئات الملايين من العرب وأحرار العالم، فهي حربٌ فريدة من نوعها، هي حرب محلّية جداً ولكنّها عالمية. حتى عندما يكون شخصٌ ما وحيداً، تذهب أفكاره إلى الحرب، إذا ما شاهد فضائيات، وإذا تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي، فهي مكتظّة بالصُّور والأشرطة القا
عباس خلف علي التغريب في نظر بريخت هو الخروج عن فعل الشيء ولكنه مؤثر فيه، ويؤكد أيضا مطالبته أن لا تكون الشخصية منضوية تحت الحادثة، بل عليها أن تقوم بمواجهتها، وهكذا بدت لنا شخصية (إبراهيم ياسر) في حكايته مع البيت المهجور، والأقاويل المثارة حوله، وتقصي أوجه أسباب الغياب لعائلة سالم الذي رحل فجأة ع
علي عاشور تلاحقني فكرةُ البيتِ مذ حكّت الريحُ ركبتيها بعينيَّ الصغيرتين وعمر السادسة. كان بيت جدّي رحباً لكنّه بيت جدّي وأعوام أبي التي أثّثها عرَقُ العاملِ كسرتَ أصيص مائها لتبرّد الطريقَ في ظهيرة عمرها وأمشي. مشيتُ وكانت الطريقُ وعرةً وباردة كانت فكرة البيت وغيابه حالةَ الطفلِ م
عاطف الشاعر أقرأُ بين الفينة والأُخرى عن نداء من الكتّاب الفلسطينيّين وغيرهم لتدوين وتوثيق ما يحدث في غزّة أدبياً، أي من خلال كتابة روايات وقصائد وغيرها، وهذه النداءات صادقةٌ في نيّتها في التفاعُل مع أحداث تجعل الولدان شيباً، حسب التعبير القرآني. ربّما يستطيع الشعر التعبير عن الأحداث والتفاعُل م
سومر شحادة كلُّ ما يحدث في رواية الكاتب الكويتي عبد الله الحسيني (2000)، "باقي الوشم"، التي حازت مؤخّراً "جائزة غسّان كنفاني للرواية العربية" في دورتها الثالثة، يحدث في انتظار حدثٍ لا يتمّ. وقد استطاعت الرواية الصادرة عن "منشورات تكوين" عام 2022 أن تترك قارئها مشدوداً إلى حدث لن يأتي، منتظراً أمر
جمال العتابي كم مرة حشروا عطشان مع المعتقلين السياسيين، كان ثمة أفواه تطالب بالخبز للفقراء، يأسره الصوت والنداء، فينجرف معها، عطشان لا صلة له بتنظيم، أو علاقة بحزب ليست له ناقة في رحى الصراع ولا جمل، كانت أمه تهيئ له من جراحات الصباحات رغيف الحياة، وتوصي صغاره أن يلحسوا أصابعهم مثل الجراء و
حسن داوود تسير الرواية في زمنين يتناوبان الحضور، أحدهما في زمن السلطان العثماني سليم، المتعطّش للحكم والقتل، حسب ما في الرواية، وثانيهما فترة متأخرة في زمن الحرب العالمية الأولى. وهناك بطلتان: «رميا» التي سرعان ما أُلحقت، على إثر سبيها، بحريم السطان سليم بن بايزيد؛ والثانية «حما
يشكل هذا الكتاب النقدي، «جمالية الإيقاع في الشعر الأمازيغي.. البنية العروضية والصوتية» للناقد علي آيت لشكر، المتوج بجائزة دار الشعر في مراكش للنقد الشعري في دورتها الخامسة للنقاد والباحثين الشباب، مناصفة، مرجعا أساسيا للباحثين في جماليات النص الشعري الأمازيغي، خصوصا بنياته الإيقاعية. و
رشيد أمديون في مَجلِسِكِ القديم جوارَ الداليَّةِ العَتيقَة حيثُ لا ضباب، لا عَـتَمَة… حيث السَّلامُ فَــتَّحَ الزَّهرَ، كلَمَا عانقتِ المكان كنتِ تُخصِّبين الأمَــلَ ببقايا عِـطركِ المُرَفرفِ كَـسِربِ حمامٍ لا يُرى… كان وَجهُكِ للمدى تراقبهُ الشمسُ من بعيد فتبتسم…
إبراهيم سبتي ترسم رواية « البصّاصون « للروائي العراقي عباس خلف علي، الصادرة عن مؤسسة الأمة للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة مؤخرا. وهي الرواية السادسة في سجل منجزه الروائي، عالماً مغايرا للوقائع المعيشة، باعتبار أنها تخوض في مساحة إشكالية تمتد منذ القدم وتتوغل في عمق التراث، وفي كل
حاوره عبد العزيز بنعبو تتوزع الكاتب والشاعر أحمد زنيبر اهتمامات شتى بين المواكبة النقدية والبحث الأكاديمي في صنف الآداب، وأخرى في مجال التربية والتكوين، وبين الإبداع كشاعر حجز مقعده في دائرة الشعراء المغاربة، الذين يواصلون الإنصات لنبض القصيدة. إصداره الأخير «مقامات الرخام» ينضاف إلى
عن دار الزمان السورية وفي 334 صفحة من القطع المتوسط، صدرت رواية «مبني للمجهول.. نقطة من أوّل السّطر» للروائي والشاعر السوري هوشنك أوسي. تجري أحداثها في دار لرعاية المسنين في مدينة أوستند (Oostende) البلجيكية، عبر سرد بعض نزلاء الدار لجوانب من ذكرياتهم. هذه الرواية التي تعتبر السادسة ف
علي لفتة سعيد يبدو العنوان وكأنه مبضع دخل إلى جرحٍ لا أحد يريد رؤيته. هكذا بدا الأمر وأنا أقرأ كتاب جمال حسين علي «لماذا يكره المثقفون بعضهم؟» وهو سؤال معلق من عرقوب الحقيقة تارة، أو أراد تعليقه بالقوة بأحد مسامير الكراهيات المتعددة عند كل فئة من فئات المجتمع، لكنه ربط الأمر بالمثقفين
غادة السمان تقوم إسرائيل باستمرار بكل ما يضطر أبناء قطاع غزة للنزوح، وتقوم بالتهجير القسري لهم بالقصف وتدمير المستشفيات وحرمانهم من الطعام والكهرباء والعلاج.. و10 آلاف مريض بالسرطان يواجهون الموت، وها نحن اليوم كعرب (أرجو ذلك!) نشعر بالحزن لأن نحو 1.5 مليون نازح غزاوي أصيبوا بأمراض معدية نتيجة لل
ناهض زقوت عندما يخرج الجنين من بطن أمه يصرخ معلناً حضوره، من دون أن يعلم أهله أن صراخه هو الفرح بخروجه من الظلمة إلى النور. هذا تماماً ما حدث معي، أو معنا، بعد شهر كامل من المعاناة في ظلام خيمة النزوح، بكل ما يعنيه الظلام من ذل وانكسار، وعتمة تفقد فيها صواب الطريق، وتفقد بوصلة تحديد الاتجاهات وال
رغم مرور أكثر من أربعة قرون على رحيل صاحبها، ما زالت أعمال المسرحي الإنكليزي وليم شكسبير (1582 - 1616) الشغل الشاغل للنقّاد، فمن أحداثها يجترحون المفاهيم والبنى، ووفقاً لشخصياتها يُحلّلون المجتمع والتاريخ. ومن بين أبرز العناوين النقدية التي شملت كلّ أعمال صاحب "هاملت"، يأتي كتاب الناقد الأميركي ها
مزوار الإدريسي يطمح بعض المؤلِّفين في كلّ أجناس الكتابة الإبداعية إلى تحرير نصّ على غير مثال، مُفصِحين عن رغبة أكيدة لديهم في التفرّد عن سابقيهم بله مُعاصِريهم، وآمِلين في أن تكون ذاتُهم وحدَها المَرجِع الوحيد لهم، وأنْ يتّخذَهم الآخَرون مرجِعاً يُحال إليه عند الكتابة. ولا يخفى أنَّ نظير هذا الطم