
غادة السمان أتساءل أحياناً: ماذا حدث للأماكن المذكورة في رسالة الشهيد غسان كنفاني لي من غزة؟ وهي منشورة في كتابي عن «رسائل غسان». ماذا حدث لـ «كازينو الأندلس» و«فندق قصر البحر» و«كازينو هويدي» و»فندق الأندلس»، أي هذه الأماكن التي كانت مو
موسى إبراهيم أبو رياش «أولاد عشائر» لمحمد حسن العمري، رواية جريئة، اقتحمت ميداناً مُلغماً، برؤية واضحة من عُلٍّ، وهي رواية موقف، وجهت سهام نقدها تجاه الحكومة والعشيرة؛ وبينما صرّحت بالحكومة المعنية، عوّمت أسماء العشائر؛ فنقد الحكومات مُتاح ولا يترتب عليه أي إشكالات، بينما نقد عشيرة بع
جعفر العلوني "ثمّة مظالم في هذا العالم لا تُعدّ ولا تُحصى. ولكن في فلسطين يحدث أعظم ظلمٍ رأيته بعيني. لهذا السبب كرّست نفسي لها، كي أحاول المساعدة في ألّا يستمرّ هذا الظلم، كي أحاول، جيلاً بعد جيل، أن أسهم في ألّا يَختبر شخص ما معنى أن يفقد حياته تحت أسلحة أو قصف من سرق أرضه، من احتلّها، ولا يزال
تُشكّل الشهادات المكتوبة التي تخطّها الغزّيّات والغزّيّون جزءاً من عملية توثيق كبرى لجرائم الإبادة الصهيونية، وهي لا تقلّ شأناً عمّا تلتقطه الكاميرات من مشاهد حيّة سيُخلّدها التاريخ، وتكتسب هذه الكتابات أهمّيتها من مقدار التجربة الذاتية التي تتضمّنها، المنقولة إلى القارئ في لحظات فارقة بين الحياة
د. ابتهال الخطيب تحسست ياقة فستاني الغارقة في البلل، كانت دموع إيفيلن التي استلقت على صدري وناحت نوح خزنه قهر السنوات والأيام في قلبها ليخرج منساباً فياضاً على كتفي وليمتصه قماش فستاني ويفيض. ما الأمر يا إيفيلن، سألتها؟ لا بد أن أغادر مدام، لا بد لي من العودة لأبنائي الذين أتركهم الآن مع أب مهمل
ماجد الخطيب يضيع القارئ، وهو يطالع رواية «أسئلة الدم والندم» للشاعر والروائي السوري خالد إبراهيم، في متاهة محاكمة كافكا، ويضيع في سوهو، ولا ينتظر وهماً اسمه «غودو» يمكن أن ينقذه من دوامة العنف والدم اليومية الممتدة بين بلدة «عفرين» الكردية السورية الصغيرة ومدين
سلمان زين الدين لا يَسْتَحِمُّ المَرْءُ في النَّهْرِ الواحِدِ مَرَّتَيْن. هيرقليطس نَهْرُكَ الهارِبُ مِنْ يَنْبوعِهِ نَحْوَ مَصَبٍّ آمِنٍ في بَحْرِهِ لا يَسْتَحِمُّ المَرْءُ فيهِ مَرَّتَيْنْ. هُوَ مَحْكومٌ بِحُكْمٍ مُبْرَمٍ لا يَقْبَل النَّقْضَ وَيَقْضي، يا هِرَقْليطُسُ، أنْ تَجْري عَلَيْه
جوان حمي زلزل يزلزل فهو مزلزِل ومزلزَل.. وإنسان زل أي انحرف عن طريق الصواب، وأي صواب بقي للسوريين.. إذ نالتْ من صوابهم خمسون عجفاء بعثية تلتها عشر عجاف ثورية، صوابهم الأوحد بات في موتهم؛ دفنوا في البحار، في القفار، وفي الثلوج. لقد قضمت أرواحهم وأجسادهم حيتان الحرب قبل حيتان البحار. لم يقتلهم الزل
كوليت غودار | ترجمة: عبدالله الحيمر المناظر الطبيعية في النرويج تشبه كتابات الكاتب جون فوس، رائعة وقاسية. لقد مرّ هذا البلد بقرون طويلة من الفقر، وهو بلد في شمال أوروبا يعاني من فصول الشتاء شديدة البرودة والرطوبة والظلام. وكل هذا الجمال محسوس في هذا الكون الذي أنشأه هذا الكاتب، كون منفصل، فخم، بل
علي لفتة سعيد لا يبدو استهلال رواية إبراهيم عبد المجيد «شهد القلعة» استهلالا طبيعيا توصيفيّا يعتمد على المستوى التصويري، أو حتى الإخباري، رغم أنه بدأ بهذا المستوى في ثوبه العام، لكنه بدأ بالحوار الإخباري ليدخل مباشرة إلى التفاعل ما بين الحركة الدرامية وفعل الصراع. فهو استهلالٌ لا يقع
علي صلاح بلداوي حفنةُ زَهرٍ بيدِ الموت أعمارُنا يعدو بها حِصانٌ لاهثٌ بينَ ماءٍ ونار، وسرجُهُ المائِلُ، ما نتعلّقُ به من نجاة. أسماؤنا صيحات من وقعوا ومن لم يعثُر عليهم أحد، وأيامنا، هذا الرملُ النازلُ من أعلى الزجاجة إلى قَعرها. هكذا فجأةً نتناقصُ كأنَّنا حفنةُ زَهرٍ بيدِ الموت وكُل
ناظم ناصر القريشي فكرة الشعر كفكرة الماء دائما الشعراء مفتونون بالخلق والابتكار وتشكيل الحياة، يتملكهم شغف التغيير، مدفوعون بطاقة الحب، لاقتفاء أثر الشعر أينما رحل وارتحل، والشاعر جاسم العلي في ديوانه «دوران» جعلنا نتساءل هل هو دوران ذهني بموسيقى راقصة؟ أم هو دوران فلسفي بكلمات شعرية
ضمن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت النسخة العربية من كتاب "الدروع البشرية: تاريخ بشر على خط النار"، للباحثين نيف غوردون ونيكولا بيروجيني بترجمة محمود الحرثاني. يبحث المؤلفان عبر اثنين وعشرين فصلاً ظاهرة التترُّس البشري خلال الحروب بنوعيه الطوعي والإجباري، وبصنفيه
واسيني الأعرج أطفال فلسطين، غزة تحديداً، يموتون اليوم بالآلاف ويشكلون ثلث الضحايا تقريباً الذين بلغ عددهم الـ 26000 شهيد، دون حساب الذين ما يزالون حتى اليوم تحت ردم البنايات، لا أحد يسمع أصواتهم، لا الفلسطيني في هروبه من مكان لمكان، ولا الوكالات الدولية المكلفة بالإغاثة التي لم يعد لها أي دور تحت
رلى الجردي كان يلاعب إبراهيم باليدين الجدار، وحين في الفم مات النَّهارُ صرخَ: "إن كان لِيَدي هذا النَّعش، فاعثروا خلف خطوط اللَّوز عن جسمٍ كجسمي، أجملَه باطن الكفَِّين. ربَّما يجمعُ ما تبقَّى منِّي، ربَّما يترقرق هذا الرُّكام". بعد المجزرة، انفصالِ العين عن الصُّورة، والعنب عن الالتماع، اق
حمزة قناوي ثمة زخمٍ فنيٍّ وتقنيٍّ لافتٍ في روايةِ «لا أحدَ يعرفُ زمرة دمه» لمايا أبو الحيات، تستهوي الناقد الأدبي أن يستجليها، بهدف توضيحِ كيفية اشتغال هذه التقنيات معاً على النحو الذي يولّد بنيةً سيميائيةً دالة، قوامها الشخصية الروائية التي تنحتها مايا كالفنان الذي ينحت من خامة الصلص
عباس بيضون في معرض ارتجله "غاليري صالح بركات" في بيروت دعماً لغزّة، كان قائماً بهذه الصفة، من دون أن تكون اللوحات المعروضة على صلة مباشرة بحرب غزّة، بل إنّها في معظمها مؤلَّفة قبل الحرب بعقود، وبعض من فنّانيها لم يعودوا على قيد الحياة، إذا سمّينا عارف الريّس (1928 - 2005) على سبيل المثال. لكنّ ال
الياس خوري هناك حيرة وعجز إسرائيليين أمام غزة وصمودها وأسطورتها التي تتشكل أمام أعيننا موتاً وبطولة ومآسي. هذه الحيرة تنتج تصرفات وتصريحات لا يمكن وصفها سوى بالهستيريا، من طرد أهل غزة الى سيناء أو إخضاعهم بشكل مطلق أو قتلهم بحرب إبادة موصوفة. آخر ما تفتق به الخيال الإسرائيلي المريض هو إنشاء جزيرة