باب الطراء

شادية الاتاسي* هكذا كان اسمه، اسم غريب ومراوغ، منذ فتحت عينيّ على الدنيا كان اسمه باب الطراء، باب خشبي عتيق، ثقيل وعريض، يُحدث صريرا كلما هزته الريح. هذا الباب، هذا الصرير، هذه التكتكة المستفزة، هذا الاسم الغريب المراوغ ، هو المكان الذي شكل وعيي الأول، ذائقتي وحكاياتي وإشراقة خيالي، وأنا أقطع بخ


أقنعة من لحم

‫ حسين السنونة* جلس كعادته كل صباح عقب استيقاظه حتى يتأكد من صحوه، ثم توجه مباشرة إلى الحمام، كل شيء جاهز: الماء، الصابون، الشامبو والأشياء الأخرى، تنشف بشكل سريع وجيد، تأكد أنه أعاد وضع الصابون والشامبو في مكانه الصحيح، وأغلق الماء بشكل جيد، فأسعار المنظفات والماء ترتفع، ارتدى الملابس الصباحية و


لغم في الطريق!!

هايل علي المذابي* هنا في هذه البقعة من الصحراء، تقرر إجراء مناورات وتدريبات عسكرية لكتيبة من الجنود الذين يؤدون واجب الخدمة الإلزامية، كانت هذه المناورات والتدريبات هي آخر ما توجب عليهم القيام به قبل حصولهم على إجازة.أثناء توزيعهم في مناطق متفرقة في تلك البقعة من الصحراء، وأثناء احتدام المناورات ال


طعام للمُتشرِّدين

‫ محمد الفخراني* جدَّتي، تطبخين أَلَذَّ ما لديك، وتُوَزِّعينه على المُتشرِّدين، وأنا معك، في البداية أقف على بُعْد أمتار قليلة منكِ، أراقبك، أخجل أن أعطي المُتشرِّدين، أشعر بارتباك خفيف لا أفهمه، لكني تشَجَّعْتُ، لم تقولي لي شيئًا كي أتَشَجَّع، فقط أرى تلك الضحكات الصديقة بينك وبينهم، لم يكن الأم


قصص الأحذية

  هارون الصبيحي* مناصب دخلت الأحذية السوداء اللامعة حارة الحفاة لكن الحفاة منعوا من دخول حارة الأحذية السوداء اللامعة. لقاء على باب المسجد وفي المكان المخصص للأحذية حذاء أسود لامع لسانه طويل بعد دقائق جلس بجانبه حذاء بلا لون لسانه مقطوع بعد نهاية الصلاة كان الفراق ومشى كل واحد منهما في


حسن هند يحكي قصص مصر بين حدثين تاريخيين

  محمد السيد إسماعيل: يمكن وصف رواية "إنجيل مها" (دار ابن رشد- القاهرة 2020) للروائي المصري حسن هند، بأنها تقوم على بنيتين متوازيتين، تعكس الأولى أحداث حركة يوليو (تموز) 1952 والسنوات السابقة والممهدة لها، وترصد الثانية أحداث حراك يناير (كانون الثاني) 2011. وعلى رغم توازي البنيتين، فإن الكات


السكن في الهامش وطلاء الذاكرة

ناتالي الخوري غريب* بالخواء نكتب الفصول الجديدة، بتجهيز الحفرة في الهامش والسكن فيها، بذلك الشعور «بأنّنا لا شيء ولا نريد أن نكون شيئا». قرار السكن في هامش النص مريح، والنظر من هناك إلى المتن يريحنا من ضجيج الصور والأصوات والوجوه، والتباسات الحواس الطالعة منها. تجعلك الإقامة في الهام


في لغة الطين

علي شِرّي ترجمة عن الإنكليزية: مريم جنجلو في مكانٍ ما، على ضفافِ نهرٍ عظيم، ينتصبُ رجلٌ وَسط الوَحْل مستظلًا بِسدٍّ ضخم. لَيس بالإمكان تمييز قامته عن الطين من بعيد. جسدُه الملطّخُ به، البقع المتناثرة في وجهِهِ كالنّمش؛ حتى البنّي الغامقُ في عينَيه مُتماهٍ معها، يميّزُهُما فقط بريقٌ مُتوهّج مثل ف


قرط الزبيب

  حيدر عبد المحسن* في الريف العراقي يعتقد الناس أن المرأة إذا جلست في مكان نقلت إليه شيئا من حرارتها، فلا يجوز للرجل الجلوس في المكان نفسه حتى يبرد، وتزول عنه النجاسة. تُضرب المرأة عندنا قبل الغداء وبعد العشاء، حسب ما يقول المثل، بل إن العقاب مفيد لها: اكسرْ للبنت ضلعا يطلع لها أربعة وعشرون.


طائرٌ على السرير

فتحي عبد الله*   1  يعزف الذي فقد أبناءه دون أن تطرف له عين وأنا أضع يدي على رأس حبيبتي ولا أعرف مِن أين جاء الألم رغم أنّني أتبع الزعفران كالحمار الوحشي لا الموسيقى الزرقاءُ تأخذني إلى الأبراج العالية ولا أضع فمي على ركبتها وأهربُ من عاصفةٍ على بابها كلَّ يوم وقد أُعطي لها قمي


مثل بينيلوبي

لودميلا بيتروشيفسكايا* ترجمة صالح الرزوق بخطوة واسعة تشبه المارش العسكري قذف ستاسيك، البعوضة، ساقيه (الأصابع مضمومة، الكعب مشدودا، والركبتين متجاورتين، والحوض للأسفل) وشق طريقه في اتجاه البيت. كان قد طلب من البيطري آكوب الكوندور، أن يضمد له موقع عضة بق الفراش مستيسلاف، فالعضة مؤلمة جدا، ولم يعد


طفرة مواقع التواصل الاجتماعي تعيد الحياة إلى القصة القصيرة اليمنية

  صوفيا الهدار، كاتبة يمنية شابة، تسبر أغوار الكتابة السردية من خلال التعمق في النفس الإنسانية، وتحويلها إلى نصوص قصصية. فهي وجدت فيها متنفساً لتقديم رسالتها وأفكارها، وشجعها الانتقال من محافظتها الريفية لحج، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، للانخراط الإبداعي في قائمة كتّاب السرد القصصي، وكانت


على حافة النجاة أو هاوية الخلاص

غمكين مراد* أن تقف على خيطٍ رفيعٍ كأنهُ من ضوء، يفصلُ بين: الخلاص نجاةً أو انتحارا، وبين العودة إلى حيث لم تعد هناك الظلال التي كانت تقيكَ في ما سبق، هي حالة الشخص الناوي على الهجرة، وهو واقفٌ على زبد ماءِ البحر، الباقي من مدهِ لحظةً. يحق لي أنا الباقي تحت ظلالي التي أتفيءُ بها، حتى إن كانت ظلال


أحزان البنت ميّاسة - زيد مطيع دماج

كم يغمرني الحنين صباح كل يوم جمعة، يوم عطلتي الأسبوعية، يوم التنزه في الحديقة العامة الوحيدة في مدينتنا، أقضيه مع أفراد أسرتي بالتمتع بالخضرة والهروب من غبار وهموم وكآبة وأوساخ المدينة...نستظل بإحدى أشجار الحديقة الوارفة، وينعم الأطفال على البساط الأخضر الـمُشذّب والمُعتنى به... يمارسون ألعابهم الكث


كنت هنا من قبل

‫ بثينة الناصري* هذا الدرب أعرفه.. بعد العطفة الأولى، نخلة مائلة حتى ليخيّل للرائي أنها تتهاوى. سيلوح منزل أبيض مصبوغة شبابيكه بالأحمر. هاهو المنزل.. سوف أخطو إلى عتبته وأدق الباب، ولما لن يردّ أحد، سأدور حول السياج وفي الحديقة، سأرى أرجوحة حمراء اللون أيضًا. هل رأيت كل ذلك منذ زمن بعيد فيما يرى


مدح مفاتن الحداثة.

مصطفى النفيسي *حاملا ذلك "الكنبري"الأشبه بسلحفاة استطال عنقها وخرجت منه أنوف دقيقة كان يأتي. عادة ما كان يحدث ذلك في المساءات المشمسة. كان مجيئه يجعلنا نقطع مبارياتنا الحامية الوطيس في كرة القدم. نصبح كقطط أليفة تبحث عن دفء إضافي. كان يأتي إذن مرتديا ملابس قديمة تفوح منها رائحة مميزة لا يمكن لأنفك ت


أمي وحبيبتي وأنا

  شادية الاتاسي* كنت يافعا عندما غادرت مدينتي الصغيرة، في ليل مظلم، أمي وضعت على النافذة قنديلاً ملأته زيتاً ليبقى متوقداً، يقاوم العتمة والريح، كنت أسير وألتفت ثم أسير، ضوء بيتنا كان يتلألأ خلال الضباب والظلام، ظلّ هذا النور في النافذة الصغيرة يضيء قلبي لسنوات طويلة، وأنا أجوب العالم الواسع


كائنات من الليل

حسام عبد الباسط*   الحجـرات عيناه الشمعيّتان كانتا تتيحان له القدرة على الرؤية في الظلام الدامس والدائم. في كل ليلةٍ، وحينما يجثم الليل، وتهمد الحركة بالخارج، يمسك بيدها.. ينسلان من الجمع الساكن والصامت.. يصعدان لأعلى متشابكي الأيدي بخطواتٍ متصلّبةٍ حذرة.. يجوبان أرجاء المنزل.. يتفقّدان ا







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي