كائنات من الليل

حسام عبد الباسط*   الحجـرات عيناه الشمعيّتان كانتا تتيحان له القدرة على الرؤية في الظلام الدامس والدائم. في كل ليلةٍ، وحينما يجثم الليل، وتهمد الحركة بالخارج، يمسك بيدها.. ينسلان من الجمع الساكن والصامت.. يصعدان لأعلى متشابكي الأيدي بخطواتٍ متصلّبةٍ حذرة.. يجوبان أرجاء المنزل.. يتفقّدان ا


البيت المهجور

مهند الخيكاني* في الزقاق القديم للحي الذي تسكنه العائلاتُ الميسورة، والعائلات التي تحاول أن تصبح ميسورة لأجل أطفالها وتعليمهم في مدارس جيدة، لها صفوف يمكن القول عنها بأنها مثالية، حيث تتوافر فيها: ستائر، مقاعد، أبواب، ودورة مياه غير صحية بالمرّة. كان هناك بيت مهجور إلى الحد الذي نمَتْ في أعماقه ش


أبي كان قاطع طريق

آرماندو* ترجمة: ميادة خليل وحش حين فتحت باب المخزن رأيتُ شيئًا سيغيّر حياتي؛ فلقد رأيتُ وحشًا كبيرًا أسود ولديه سبع أذرع. بالكاد كان لديّ الوقت لأعدها، لكنها سبع تقريبًا. زمجر الوحش الأسود وكشر عن أنيابه. أغلقت باب المخزن وهرعت إلى السَّكن لأخبرهم بما رأيت. أنصتوا إليّ وهزوا رؤوسهم، وقالوا: &l


الحَمَل

بسام شمس الدين*   كنت طفلًا فضوليًا جدًا، أسأل عن كل شيء، وأتأمل الأشياء وأظنها في متناول يدي، لكن الكبار كانوا يضيقون من أسئلتي، وينظرون إليَّ في انزعاج. كانت أمي تحكي لي باغتمام أن نجم جدتي هو الحمل، وأن أصحاب هذا البرج سيأتي لهم حيوان يسمى الحمل عقب موتهم، وينبش قبورهم، ويحملهم على ظهره


الذي أضاع أمه

زيد مطيع دماج* سيدي...! لقد أضعت أمي...لم ينظر الرجلُ إليه بل واصل سيره المسرع القلق والصبي يهرول لكي يحاذيه.- سيدتي...! لقد أضعت أمي...نظرتْ المرأة إليه شزراً، وتلمست محفظتها اليدوية بحركة تلقائية... وسار الصبي بجوارها إلى أن وصل إلى نقطة البداية.كان قد وضع لنفسه حدوداً لا يتعداها على الرصيف أما


صباح بعيد

محمد الأصفر* عندما ركلت ساعة المنبه التي أيقظتني في الموعد المحدد السادسة صباحًا، تحطم زجاجها وانكسرت عقاربها لكن صوت تكتكتها ظل مستمرًّا، أصابها العطب من الخارج بينما من الداخل ما زالت صالحة، يمكنني إن لزم الأمر أن أركلها بعنف، لكن لا يمكنني إطلاقًا أن أدوس على قلبها، هي عزيزة عليَّ، رافقتني في


الشكل واللقــاح

بشير عمري* لم يتوقع مطلقا أن تكون النتيجة بتلك الفداحة بل الرزية، انهار كلية في أول صبيحة للخريف بالتقويم العربي، فاحتار برعب غير مسبوق لديه، ما الذي يمكنه قوله لها إذا ما طلبته مجددا على النت، لتنعم برؤية سمرته القزحية المشعة بانزياحات شمس حارة تغيب عن ربوعها الباردة البعيدة هي، هل يقول لها حتى


منطقة الصفر

حجاج نصار* ذُكر في المخطوط أن العثور على عالم آثار مقتولا ومشوه الوجه، لم يكن الداعي لحالة الفزع التي أصابت فريق التنقيب، وأن تسرب الخوف إليهم واستغراقهم في اليأس، نتج عن زيادة احتمال، استحالة الوصول إلى كشف عظيم، يطل من خلف مخلفات العصور المندثرة في حفريات تلك المنطقة، فزادوا من حدة التوغل والإم


قصتان قصيرتان - انتصار السري

اكتشافات مبكرة.. تدرك أنك لم تعد ذلك الطفل.. ذلك العضو أعلن عن حضوره وتمرده مبكراً.. هل كانت ابنة الجيران سبب تمرده؟! لم تكن بنظرها غير ذلك الطفل الصغير الذي يلعب ويدرس مع شقيقها، تغدق عليه بالحلوى والسكاكر كأخيها.صار اكتشافك لتكوّر جسدها.. ذلك المتمرد على الثياب يشكل لغزاً لديك.. عند وقوفك أمام ا


أصل الحكاية.. الرّكض السائل خلف أحدهم

لولوة المنصوري* متى ينتهي هذا الدرب؟ ولماذا يبدو طويلاً هذه المرة؟ كنتُ أراه أمامي، يتجاوز الأرض بحماسة كبيرة: (كل شيء هناك، نملك كل شيء، لا تنقصنا الأفراح). أركض.. أتبعه: (وهل تكفي المياه هناك؟). دون أن يلتفت: (كثيراً، وستدهشكم كثرتها). سيهدأ.. سيأخذنا في جولة بعد أن تهدأ الأمطار، اعتاد على


رِطلُ تطبيع

رضا نازه* جرّ الأستاذ كرسِي الخوص الصغير واقتعده بباب الدكان كعادته حين يأتي من حين لحين يجالس صديقه البقال، في انتظار أذان المغرب. مدّ بصرَه في رواق الدكاكين الممتد المسقوف بخشب عتيق منقوش متآكل وقال بصوت عالٍ: متى تصلحون هذا السقف، يوما ما سَيسقط فوق الرؤوس.. لا جواب، كأن المحلَّ فارغ. نا


‫ 5 قصص قصيرة جدًّا‬

كارولينا فونسيكا  ترجمة: محمد محمود مصطفى   أنا وبورخيس منذ سنوات عدة كنت أذرع أحد شوارع بيونس آيرس، عندما خُيِّل لي أني رأيت بورخيس جالسًا على مقعد وعصاه بين يديه، وكأنه ينتظر. كنت آنئذ فتًى شاحبًا أحمل الكثير من الكتب، فضلًا عن دفتر، وقلم. تسمرت في مكاني من الدهشة، ولم أدرِ ما أفعل


الثقب الثالث

أحمد المؤذن*  احتجبت وراء باب الحمام، لم تخبره عن تقلصات مفاجئة من الوجع تجتاح خاصرتها، كان مشغولًا بهاتفه الجـوال في حجرة النوم. آثرت مواجهة خوفها وهي تلعن وساوس إبليس، من مرآة الحمام عرفت ما يتراكم على وجهها من قلق. هي ليست تلك الفتاة المراهقة التي ترتعب من دم الحيض الأول ولكن هذا اختبار ص


قصتان

حسان العوض   مراودة ها أنت ذا تمتشق قلمك.. تضحكك كلمة «تمتشق» كيف اجتمعت فيها هذه الأحرف؛ مثلما يفعل معك، ومع صديقك الشاعر الذي صار ملحناً، كثير من الكلمات التي تتكون من حروف غير متناغمة في ما بينها. تشعر برغبة عارمة في كتابة قصة قصيرة.. لقد مضى على آخر قصة كتبتها أكثر من عام..


عن المساء

محمد اللوزي* المساء كحل عاشق مسهد، سماء تنبض في غورها النجوم، دخول ألفة ،ومسافة آهة ،وتعالي نبض ،وارتفاع حلم ،.والمساء قراءة ذات ببعد خاص لبسمة ونعاس جميل . المساء خيمة فرح ،وولع بالغناء ،وتراقص أضواء ،واشتعال مشاعر، وتوقعات ربما لا تصدق وتزداد تعالي .المساء ليس عقلانيا فيه جنون وجموح وسهر وما ي


‏ رواق الموت

هاجر أولاد عيسى* في متاهة من المرايا، على طول رواق مخيف، مُضاء بمصابيح خافتة، تكاد تكون غير مرئية، تنتصب مرآة عملاقة معلقة بعشوائية مستهترة على الجدار. مع كل خطوة تتردد في أرجاء المكان، يبرز وقعها جيدًا في كل لحظة. قطرات الماء النازلة من السقف تخلف موسيقى رتيبة. وسط هذه الفوضى من الأصوات، يظهر ش


العائد من الوباء

 آزاد عنز* بعد أن تُفرج عنا منازلنا وتقذفنا من الغُرف إلى الشارع القريب المسترخي تماماً على الرصيف النائم، سيستيقظ الرصيف مذعوراً من نومه، وهو يخلع عن نفسه عبء الشارع ويبدأ بمطاردتنا، ستستيقظ الأرصفة المجاورة أيضاً مذعورةً من نومها لتُعاون شقيقها الرصيف في المطاردة، كشرطيٍّ يطارد لصّاً هاربا


حفيدة آخر سلاطين العثمانيين في مرايا السرد

تهيمن دراما التاريخ على أحداث رواية «على مشارف الليل» للكاتبة المصرية رشا عدلي، الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون». فالحدث التاريخي يقود وراءه قاطرة من التغيرات تنطبع على أرواح أبطالها، فأينما هبطوا في أي مكان يحملون الحكايات ليُدونها آخرون، في تراكم إنساني ومصائري تؤ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي