لـربما

  تمارا محمد*   (نافذة.. ستارة… باب) أمام الساعة المعلّقة على الحائط المجاور لباب المنزل، وقفت لتدرك من خلال عقاربها بأن الليل قد أتى، توجهت نحو النافذة ممسكة بيدها جزءا من تلك الستائر التي تكاد من شدّة لونها أن لا ترى منها شيئاً في الخارج، حينها بدأت باستشعار الزمن الذي ابتعد


وقائع طمس

حسام عبد الباسط * حين مات قالوا: جُنَّتْ.. لم تصرخ، ولم تبك.. بل مالت على الرأس الذي هشّمته الهراوات، والجسد الذي ثقبته الرصاصات، وجهه المغمور بدماءٍ طازجة، ملامحه المطموسة.. غمغمت للحظاتٍ وكأنها توشوشه، ثم اعتدلت بملامح لم نرها من قبل.. لملمت أطراف ثوبها المترب.. ومضَ في عينيها بريقٌ له ألف لون


سارق الأحذية !!

محمد القعود *إلى / وجدي الأهدل.. شاهدا وساخرا!! - - - - - - - - -***- آلو .. وجدي!!- نعم من أنت..؟!- أنا مهيوب. - مهيوب من؟!- مهيوب صعلوك الحارة في قصة (حارتي)، التي كتبها القاص مسعود سعيد .. صديقك مسعود..!!- آه لقد قرأتها .. كان دورك فيها حقيرا، بصورة تثير الاشمئزاز ..!!- صدقت.ارتفع صوت مهيوب ناشج


« بإمكانك تحسين ذاكرتك»

بوريس بريتُو غارسيا ـ ترجمة محمد محمد الخطابي على امتداد عشرة أيام وهم يحاولون التأثيرفييه ليعترف، لمن دفع المنشورات التحرشية؟ على سطح ذاكرته يطفو فقط اسم خوليان، أو ربما لم يكن خوليان بل ميغيل، ومهما يكن فقد كان اسماً مستعاراً، وبعدئذٍ هل كان طويلَ القامة؟ أم قصيرَها، هــــل تراه في هذه الصور؟ ليس


سكنها أرق مقيم إلى أن مات ابنها

محمد سعيد* لم تنم الأم ليلتها تلك، ولا الليلة التي بعدها، ولا التي تلت ولا أي ليلة أخرى. سكنها أرق مقيم إلى أن مات ابنها. عندها تنهدت بعمق ونامت. قضت ليلتها الأولى مستلقية على ظهرها بجانب زوجها النائم، تردد بعض الأدعية التي تحفظ وسور القرآن القصيرات التي حفّظها لها جواد بصبر وأناة لأجل أداء الصل


هنري الصغير!

عبدالناصر مجلي*   النجمة الكبيرة التي تتوسط صدره بسلسلتها الضخمة المعلقة على رقبته السوداء النحيلة، جعلته يبدو كما لو كان مشعوذاً مع قصّةْ شعره القادمة من الخلف إلى الأمام- أنظر من يركب هذه الموستنج؟!- زنجي ابن عاهرة!!- أعرفه جيداً فقد كان مساح أحذية يقف أمام الحانات!"اقذفها عا


حكاية عن السحرة في زمن حظر التجوال

 مريم سليماني* سأقول الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، وأول الحقائق هي أنه لا يمكننا الاعتماد على الذاكرة لتذكر الحقيقة. ما أسهل أن تخدعنا الذاكرة وما أسهل أن تملأ تجاويف دماغنا بالأوهام التي نحسبها، إذ نسجلها، أنها محض حقيقة. بعد الفقرة أعلاه هل يمكن أن تصدقوا أنني بالفعل سأقول الح


القط الأسود

بسام شمس الدين* تؤلمني أصابعي بمجرد أن أصافح العم حسن بسبب صلابته وقوته، وهو شيخ مسن في التسعين من العمر، مازال حاد البصر والذهن، يملك تقاطيع وجه حجري، يخال لي أنه اقتطع من جبل، طوله الذي يصل إلى مترين أصبح منحنياً، وصار يتوكأ على عصا من الخيزران، لكن قوة جسده ظلَّت مضرب مثل يتحدث عنها الأهالي.


بائع الأحلام

بسام جميل* "صحوت على صداع هائل يجتاح رأسي ويحيل كل ما فيه إلى خراب. الرابعة فجرًا ولا شيء حتى الآن!" ترهل جسده وبانت عليه بعض العلامات الزرقاء، التي تبدو لمن يراها، أنها إثر إصابة حديثة. ربما كانت دلائل هزيمة تعرض لها على يد أحد قرائه الغاضبين. "لكني لا أتذكر أيا من هذا"، يقول لنفسه. لم يعتد أن


« بإمكانك تحسين ذاكرتك»

بوريس بريتُو غارسيا ـ ترجمة محمد محمد الخطابي على امتداد عشرة أيام وهم يحاولون التأثيرفييه ليعترف، لمن دفع المنشورات التحرشية؟ على سطح ذاكرته يطفو فقط اسم خوليان، أو ربما لم يكن خوليان بل ميغيل، ومهما يكن فقد كان اسماً مستعاراً، وبعدئذٍ هل كان طويلَ القامة؟ أم قصيرَها، هــــل تراه في هذه الصور؟ ل


دم الشمعة

عبده حقي* مثل ولي صالح.. متلفع في جوخه الحليبي.. بات يحوم في سماوات حلمي الأبيض بلون الكفن.. ينهض من قبره كل ليلة منذ عشرين سنة، يهيل على حيطان غرفتي نور شمعته الحزين.. فأخال أنه ما يزال حيا يرزق، يمشي بيننا.. عشرات الأطفال خلفه يتسابقون، يلقون بكتبهم القديمة إلى عنان السماء.. يلاحقونه، يهتفون با


ليونيداس

صالح الرزوق* وصلت إلى غليفتسة في صيف عام 1980. وأول شيء واجهني هو الثياب التي أرتديها.. كانت صيفية بنصف كم، وكنت ألبس نعلا رقيقا. لكن صيف بولونيا في الصباح قارس البرودة. عموما أسكنتني سوزان في غرفة في كارولينكا، وتقاسمتها مع مهندس ميكانيك سيارات يوناني اسمه ليونيداس. مدّ يده القوية وشدّ على يدي و


قارئُ الجدران

عبد الله سرمد الجميل* أصرَّتْ عليها أمُّها أن تستشيرَ قارئَ الجدرانِ قبلَ شراءِ البيتِ؛ فهما يرغبانِ في عيشةٍ رغدةٍ بعد سنواتٍ من النَّحْسِ في البيتِ القديمِ. ذاعَ صيتُ الشيخِ في القريةِ بعدَ شواهدَ تبشيريّةٍ؛ فهوَ ما إنْ يضَعُ راحةَ يدِهِ على جدارٍ من جدرانِ البيتِ حتّى تنفرجَ همومُ ساكنيهِ؛ فيع


شيء غير الحلم

قصي الشيخ عسكر   يبدو أنّ كلَ شيء حدث وفق ترتيب غريب مألوف في الوقت نفسه، ولا دخلللمصادفة فيه. أما أصل الحكاية فيعود إلى لحظة اندفع فيها كلبي الصغير نحوغابة قد أكون مررت بها يوما ما، ولم تلفت نظري. وجدت هناك حارسا أشقر فيالخمسين من عمره، تغطًي تجاعيد جبينه. سألته إن رأى كلبا يدخل الغابة، فأجا


صالة مظلمة

طالب الرفاعي   ترددت بخوفي قبل الاتصال به، لكن، لن نمضّي ليلتنا بدون كهرباء. استعجلته المجيء. سرعان ما سيحلّ المساء، ويغشى الظلام البيت. جهّزت له الكمّامة والقفازات وكيسيّ النايلون اللذين سيلبسهما فوق حذائه. لا أريد لخطوات قدميه أن تبقى مطبوعة على بلاط بيتي.. أخرس لكزني نصل الهاجس: ماذا عن أن


كاك كوفيد

 فرمز حسين* فجأة أحس بأن ذلك الزحام الشديد الذي كان قد تلاشى تدريجياً عن شوارع المدينة وأسواقها قد استوطن رأسه، كان دوماً يرى نفسه فوق الأحداث، يتأملها بترفع من الأعلى، فما يحدث للناس من مصائب وأهوال، وما يصيبهم من أحزان وشجون وما يخبئ لهم القدر، وما ترسله لهم الطبيعة من أوبئة وجوائح هو نفسه


ثلاث حركات صديقة

إستبرق أحمد* أدركتُ أنها ستفعلُها، فهي ليست المرة الأولى التي تنتزعني بقسوةٍ. مسترخيةً على كرسيِّ المطعم الملاصق لشاطئٍ هادئٍ. ممسكة بقائمة الطعام، أشارت إلى طبقٍ شهيٍّ، هزَّت رأسها وعبرت التماعةُ عينيْها، أزاحتني بهدوءٍ حال انصراف النادل، أطاحتني أسفلَ الطّاولة، اقتربت كرةٌ سوداءُ، قطة الشاطئ


الوباء والربيع

شادية الاتاسي* غزاني الربيع في عقر قلبي، نيساني المذاق، متألق المزاج. داهمني وأنا أتنقل بلهفة من محطة لأخرى، أرقب بدهشة مذيعي القنوات الفضائية، وهم يتحدثون بحماس عن التسارع المفجع لعدوى الوباء القاتل، ويحصون بحيادية ارتفاع معدل ترمومتر الموت على أرصفة المعمورة، فأتوقف لبرهة، أصيخ السمع بقلق، لذاك








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي