
يحذر أطباء وخبراء في طب الإنجاب من أن إدمان الشاشات قد يكون من الأسباب الصامتة وراء تراجع معدلات الخصوبة، بحسب الرجل.
ومع تزايد ساعات استخدام الهواتف والحواسيب، باتت أجهزة التكنولوجيا تؤثر في صحة الجسم والهرمونات أكثر مما يعتقد كثيرون، وفق ما تؤكده الدكتورة هيتال باريخ، استشارية أطفال الأنابيب في مستشفى د. ل. هـ. هيرانانداني في مومباي.
وتوضح الدكتورة باريخ أن هناك حالات متعددة من انخفاض عدد أو حركة الحيوانات المنوية، وكذلك نقص مخزون البويضات (AMH)، لا يُعرف سببها المباشر، غير أن العادات الرقمية المفرطة قد تكون عاملًا مساهماً في هذه المشكلات.
تأثير الشاشات على الخصوبة
تشير الدراسات إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، ما يؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات الجنسية لدى الجنسين.
كما أن الجلوس الطويل أمام الأجهزة يقلل النشاط البدني، ويرفع معدلات التوتر، ويؤثر في العلاقة بين الأزواج بسبب ما يُعرف بـ "التداخل التكنولوجي" أو Technoferrence، وهو مصطلح يصف تدخل التكنولوجيا في التفاعل الإنساني المباشر وانخفاض الترابط العاطفي.
وترى باريخ أن تجاهل هذه المؤثرات قد يؤدي مع مرور الوقت إلى انخفاض الرغبة الجنسية وتراجع فرص الحمل.
ويُحذر الخبراء من بعض العادات اليومية مثل وضع الحاسوب المحمول على الفخذين لفترات طويلة، أو الاحتفاظ بالهاتف في الجيب الأمامي، مؤكدين أن الحرارة والإشعاع الصادرين عن الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤثرا سلبًا في جودة الحيوانات المنوية.
وبالنسبة للنساء، فإن التعرض المتواصل للشاشات ليلاً يُخل بتوازن الهرمونات ويؤثر في انتظام الدورة الشهرية والإباضة.
ويشير الأطباء إلى أن زيادة الجلوس وقلة النشاط البدني الناجمة عن الاستخدام المفرط للشاشات تؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الإنسولين وخلل في الهرمونات، وهي جميعها عوامل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بانخفاض الخصوبة لدى الجنسين.
ويرى الخبراء أن الحل يبدأ بتبني عادات رقمية صحية، من أبرزها تقليل الوقت أمام الشاشات، وتجنب وضع الأجهزة بالقرب من الجسم، وتحسين جودة النوم، وزيادة الأنشطة البدنية.
كما ينصح الأطباء الأزواج الراغبين في الإنجاب بوضع حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا داخل المنزل لتعزيز التواصل العاطفي والانتباه للصحة الإنجابية.