أنا والمعري ورسالة الغفران

هاشم صالح في كتابي الأخير الصادر عن «دار المدى» بعنوان «العباقرة وتنوير الشعوب»، أزعم أني ارتفعت إلى مستوى المعري في رسالة الغفران. صدقوا أو لا تصدقوا، أنتم أحرار. لماذا كل هذه الفخفخة والمنفخة؟ لماذا كل هذه الغطرسة الفارغة؟ هذه ليست من شيمي وعاداتي. بل إن عاداتي العكس تماما


جنود الاحتلال والتوسع في الأذى

غادة السمان ربما كان على من يزود إسرائيل بالسلاح الشعور بالذنب. فهذا السلاح يذهب لقتل أبناء غزة، ويتوسع في القتل في جنوب لبنان وسواها.ثم إن جنود الاحتلال يقومون بتعذيب الفلسطينيين الأسرى ويحاولون إذلالهم وينكلون بهم. وتحية إلى اللجنة الأممية التي طالبت بتوفير الحماية للفلسطينيين. وتذكرتُ الأفعى الض


موتٌ بلا ذنب

محمد عبدالرحمن كان من المفترض أن أستيقظَ على يومٍ جديد، يومٌ أنبذه بوصفه يوماً عادياً ليس إلا مجرّد روتين مُعتاد. لم أكن أعلم أن صباح السابع من أكتوبر (تشرين الأول) سيكون بمثابة سنةٍ ضوئية. كان صباحاً مختلفاً، لم يستطع أن يُشبِع فينا وهماً. كيف لا، وقد اعتدنا طوال العمر خيبات القهر والانهيار؟ بع


حنظلة يا جنوب

علي صلاح بلداوي 1 على تَلَّةٍ في خانيونس، حيثُ حُطامُ بيتي، جلستُ، وبينَ يديَّ المدينةُ، أَتصفّحُها حَجرًا حَجرًا، وأبحثُ فيها عن قطعةٍ من قماشٍ لم تحترق، لأُرقِّعَ بها ثوبي الذي مزَّقتهُ الشظايا، ولاحتهُ ألسنةُ اللهب. وعلى وقعِ صرخةٍ يَرفَعُها اللّيلُ إلى الأعالي، وبالقربِ من بَحرٍ تَجيءُ منه ت


مَدِيحُ الأم

عبد السلام دخان سيرة الضوء، وانعكاسه على الحياة، لا ترتبط بمجال العلوم الحقة ورمزية الضوء وأبعاده المتعددة والمختلفة، مند «إقليدس Eukleídēs» و»بطليموس Ptolémée» مرورا باجتهادات صاحب كتاب «المناظر» ابن الهيثم، وعلماء الغرب مثل الألماني فيرنر


تأبينُ حُبْ

رسول عدنان مثلُ نجمةٍ تهرقُ وجعَها و تنطفئُ بعيداً، تنبتُ أزهارُ الدفلى على يدي التي تُعتق الأضاحي على أعتابِ أسمكِ، يا قاموسي الذي أطلقَ الكلماتِ و ألقى لغتَه في بئر جحودكِ الذي تبرّأ منكِ، لا حدسٌ يجيءُ و لا منفى يضمُ أسايَ, يا بلبلي الذي يغرّدُ بعيدا عن الشجرةِ ويأنسُ بظلّها، يا خزفي المتناث


في شارع الحرب

كمال صبح وصلت إلى شارع الحرب بكامل تأنقي، كنتُ على منعطف يخفي عني رصيفا تقيأ أحشاءه الرملية، وتناثرت حجارته، ثمّة نبع من دم ما زال غضاً تفوح منه رائحة الإنسان، رغم اختلاطه برمل الرصيف، بالقرب منه فتاة تحاول أن تقطع مسافة الرمل بكرسيها المدولب، تتعثر عجلات الكرسي بحجارة الرصيف، فتنقبض أساريرها الم


القاتل واحد : من صبرا وشاتيلا إلى غزة

لمى أبو خروب* هي حلقة من سلسلة سفك دماء الفلسطينيين لم تتوقف؛ جثث متناثرة هنا وهناك، جثث في كل شارع وعنف مروّع، سرقة، اغتصاب، تعذيب، تشويه، قتل، تصفيةُ أُسَرٍ بأكملها، سحق رؤوس الأطفال والرضع على الجدران، وبتر أعضاء الضحايا قبل قتلهم، حفرة كبيرة لكل الجثث المتعفنة، وجثث جماعية بلا قبور! حدث كل ذلك


أحلام وواقع

ميسون جمال صحوتُ على أصوات القذائف. ظننتُ أنني في بيتي، ظننتُ أنّ كلّ شيء قد انتهى وعادت الحياة كما كانت. ولإحباطي الشديد، عندما صحوت وجدت نفسي بين أولاد إخوتي أعيش في خيمة، نعم خيمة أعيش فيها مع عائلتي قبل ان أتزوج ولم أجد جمال زوجي ورفيق دربي، فقد رحَل في الحرب وأخذته ماكينتها اللعينة حين استشه


كيف أمضي ليلتي هذه الأيام؟

عثمان حسين أجلسُ في شرفة تطل على الأفق المعتم، لا أرى شيئا، مشدوداً إلى الطنين اللزج، الزنانة مزروعة في رؤوسنا. بين الحين والآخر تجعر الزنزانة باستعراض وقح، وبعد لحظة أسمع صوت طائرةٍ حربية من بعيد، حتى يعبر صاروخ يضيء عتمة الأفق، في خلفية المشهد اللامرئي، لنسمع صوت انفجار هائل، يشتعل ويطلق غيمة ع


خريف آخر على ضفاف فلسطين

عزة الشيخ في صبيحة السابع من أكتوبر /تشرين الأول 2023، وبينما يستعد أبنائي للذهاب إلى مدارسهم، أي في حوالى الساعة السادسة والنصف صباحاً، انطلق كمٌّ هائل من الصواريخ. ملأ الذعر قلوبنا. كان الأمر يشبه يوم القيامة. لم نعرف ما الذي كان يحدث، وبالطبع ألغي الذهاب إلى المدرسة وبقينا في انتظار أي نشرة أخ


الصيف «الزمن الجميل»: والهجرة إلى الخيال

عبدالحفيظ بن جلولي بحلول فصل الصيف، تهجم على ساحة التفكير ذكريات الزمن الجميل، قد يصعب تفسير ذلك، لكن الأكيد إنه مرتبط بالعطلة الصيفية وبموسم الاصطياف. يتمدد زمن الطفولة في الصيف، لأن العطلة لا تعطل التفكير في شيء آخر سوى تحررنا من سجن المدرسة وجدران القسم المصمتة، وهذه أول عودة إلى الماضي باعتب


بين الشك واليقين

محمد غنيم مثقلٌ بذنوبي وذنوب العالم، كأسي مليئة يغبّ العالم منها ويزيد، نهمٌ مفرط للحياة يملؤنا ثم ماذا؟! تعذبنا الشكوك وتنهب أجسادنا بكل ما فيها من استقرار، فراغ مطلق ذاك الفراغ الذي تتركه، فراغ إن تملّكنا متنا ونحن على قيد الحياة، الشك واليقين مفردتان تراودانني منذ مدة، أفكر كثيراً ولا أجد الجو


تفاؤل غير صالح للاستعمال

إبراهيم الزيدي علاقتي بالخبز قديمة، قدم البؤس الذي جئت منه. آنذاك كان الخبز يسمى: نعمة. وكنت أحب من الناس «ابن النعمة» لاعتقادي أنه إن لم يكن عند حسن ظنك، فلا يغدر بك، إلى أن امتلأت البلاد بأمراء الحرب وأولادهم وأحفادهم، فتغيرت النعم، وتغير معها مزاج العالم، فاستيقظت ملوثا باليأس. من


أسئلة مقلقة

آلاء القطراوي أقفُ بين صوتين، أو بين نزاعين عظيمين، صوت الزنّانة الذي يجعل باكورة الصباح تذبل في أحواضنا المكسورة على الشرفات، وصوت فرخ عصفورٍ يشبه الزعيق لا الزقزقة، يُخيّل إلي أنّه يقول للزنّانة: توقّفّي قليلاً أريدُ أنْ أغنّي. هل صباح رام الله يشبه صباح غزّة؟ هل تزعق العصافير فيه أم تبدأ صبا


سِفْرُ غزّة

فراس موسى مطرٌ ثقيلٌ حامضٌ.. مطرُ الرصاص يجيئنا من كلّ صوبٍ.. نفتحُ الشبّاك.. تغلقهُ المدافع بالصدى.. لا كهرباءَ ولا مياه.. وليس من صوتٍ سوى لَسْع المدافع.. ليلُنا ليلٌ طويلٌ.. ليلُنا ليلٌ تبنّتْهُ القذائفُ.. والمنايا.. الطائراتُ ترشّها كالرزّ فوق رؤوسنا.. ٭ ٭ ٭ جاري يقول لجاريَ الثاني: ستنفدُ


الصحافة والأمومة

ابتسام مهدي ما أصعب أن تسعي لضبط إيقاع حياتك المهنية وحياتك الشخصية في هذه الحرب. أن تكوني صحافية، وتكوني أمّاً في نفس الوقت، وتحافظي على الاثنين. كلّ هذا في زمن الحرب وفي وقت النزوح المرير. ثمّة حكايات كثيرة وقصص عديدة عن هذه الأمومة وتلك الصحافة. مرضتْ ابنتي وأصابها الإعياء الشديد لدرجة فقدانه


الـ «لا» الناهية!

إبراهيم الزيدي الإنسان كائن لغوي، يعتمد على الكلام في التعبير عن ذاته، والتواصل مع الآخرين، بناء عليه يعتبر الكلام مادة، يمكنها أن تتحول إلى قصيدة، أو قصة، أو أغنية. ويمكن للكلمة أن تتخطى كينونتها وتكون لينّة حنونة، أو قاسية موجعة. وممكن أيضا أن تكون دافئة، أو باردة. وفي كل الأحوال، ودائما تحتاج








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي