كتب بلغة الكيكويو : رحيل نغوجي واثيونغو الذي حرَّر اللغة من سلاسل الاستعمار

لندن - ندى حطيط - في الثامن والعشرين من مايو (أيار) 2025. أسدل الستار على حياة أحد أعظم رموز الأدب والمقاومة الثقافية في أفريقيا والجنوب العالمي: الكيني نغوجي واثيونغو، الذي رحل عن عمر ناهز 87 عاماً في مدينة بوفورد، بولاية جورجيا، بالولايات المتحدة. لم يكن الراحل مجرد روائي أو كاتب مسرحي أو أستاذ جا


للسياب : «أنشودة المطر» أم «أغنية المطر»

منصف الوهايبي*   ليس من مقاصدي في هذا المقال، حضور الموسيقى موضوعا للقصيدة، أو توظيف إيقاعات اللغة، وهي ليست من الموسيقى في شيء؛ وإنما القصيدة مغناة وليس الأغنية المكتوبة خصيصا للغناء والترنم. ومثل هذه القصائد وهي التي تشرع الشعر على أفق غير الإنشاد، مراتب وأنواعا، ولها شأن في كل الثقافات، وم


شعر «نيويوركر»: درويش يجاور نيرودا

صبحي حديدي  هو طراز من المختارات الشعرية يندر أن ينهض على مصدر نشر واحد، ويعكس في الآن ذاته عشرات وربما مئات الأغراض والأساليب والتيارات والأشكال في جنس إبداعي واحد هو الشعر، وفي لغة واحدة هي الإنكليزية، كُتبت بها القصائد أو تُرجمت إليها. هذه، في اختصار أوّل ضروري، هي حال «قرن من الشعر ف


ألبير كامو يعترف : دوستويفسكي مصدر إبداعي ومُلهمي الأكبر

فالح الحمراني*   ثمة رأي شائع مفاده لولا الأديب / المفكر الروسي فيودور دوستويفسكي لما كان الأدب الفرنسي كما عليه اليوم. وكان من بين الذين روجوا لهذا الرأي السائد ألبير كامو الذي اعتبر نفسه تلميذا لدوستويفسكي وحوّل روايته الأثيرة لديه «الشيطان» إلى مسرحية واقتبس العديد من أفكاره. و


الغرب وآداب اللسان العربي

صبحي حديدي   رأى معهد الثقافة العربية/الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، الذي يديره الصديق الدكتور وائل فاروق ويشرف على أنشطته رفيعة المستوى وعالية القيمة، أن تدور وقائع الدورة الثامنة لـ»مهرجان اللغة والثقافة العربية» حول موضوع حيوي وإشكالي، وراهن تماماً أيضاً؛ هو «اللسان المها


..لأنك بالتأكيد الضّحية التالية

إبراهيم نصر الله* كنتَ تسمع في ما مضى من يقول للفلسطيني وهو يتحدّث عن عذاباته وما لحِقَ به من قتل ودمار: «إنك تبالغ»، بعد سبعة وسبعين عاماً من ذلك، تسمع ما يقول للفلسطيني الشيء نفسه، ولكن ليس بالكلام، بل بالعمى.تبدأ الإبادة دائماً من فكرة عنصرية، حينما يضع القتلة أنفسهم فوق الجميع، وكما


موديمبي: تناظر استشراق افريقي

صبحي حديدي* رحل عن عالمنا مؤخراً الناقد الثقافي والروائي والأكاديمي الكونغولي ــ الأمريكي البارز فالنتين ــ إيف موديمبي V.Y. Mudimbe (1941 ـ 2025)؛ مؤلف الكتاب الرائد «اختراع أفريقيا: الغنوسية، الفلسفة، ونظام المعرفة»، 1988، الذي يُقارَن عادة مع كتاب إدوارد سعيد «الاستشراق»،


لا أحد يُراسل الكتاب الشباب

سعيد خطيبي* أصغي إلى الراديو، وإلى حوار مع أحد النقاد، الذي يتكلم بنرفزة، ويحذر من «مصيبة». نعم إنها «مصيبة» في نظره. لأن عدد الروايات التي صدرت، في الجزائر، في عام واحد تجاوز الستين عنواناً، كما قال. يا لها من مصيبة! إنه منزعج من ظهور كتاب شباب، مثلما انزعج من ظهور دور نشر


تعيش مرحل جديدة في حياتها : دمشق… إسلام المرح أم إسلام الأحزان؟

محمد تركي الربيعو*   تبدو مدينة دمشق هذه الأيام وهي تعيش مرحل جديدة في حياتها. فبعد عقود طويلة عانت فيها من الاستبداد على يد نظام الأسد (الأب والابن)، تبدو وكأنها تعود للحياة، وبالأخص بعد سنوات 2011، التي دمرت فيها أجزاء كبيرة من المدينة وريفها المحيط بها، إضافة إلى الإهمال الشديد الذي عرفته


الموروثات المتباينة لهنري ميلر وأناييس نن

شهد الراوي   في الزوايا الغامضة للمقاهي الباريسية في ثلاثينيات القرن العشرين، حدث ذلك اللقاء الفريد الذي من شأنه أن يعيد تعريف فن الكشف عن الذات في الأدب الغربي. التقى هنري ميلر أناييس نن – وهما كاتبان من خلفيات مختلفة إلى حد كبير، لا يمكن وصفه إلا بأنه التصادم الإبداعي. لم تنتج روابطهم


نزار قباني: يسار المعنى ويمين المبنى

صبحي حديدي   بتاريخ 1 كانون الثاني (يناير) 1962، أي بعد ثلاثة أشهر على سادس انقلاب عسكري في سوريا تكفّل بإنهاء حكم الوحدة مع مصر وإعادة تأسيس الجمهورية السورية، صدر في دمشق العدد الأول من مجلة «المعرفة» الشهرية برئاسة تحرير فؤاد الشايب، أحد أعلام الثقافة والأدب والصحافة في سوريا أ


الذكاء الاصطناعي وصناعة القواميس!

هايل علي المذابي*   تلعب التكنولوجيا دورا حيويا مهما في تعزيز وجود الإنسان على هذا الكوكب، ورفاه البشرية، وازدهار الحضارة الإنسانية، على مختلف المستويات وفي شتى السياقات، بما في ذلك مجال الترجمة وصناعة قواميس اللغات بمختلف ألسنتها وتسويغها للمجتمعات الإنسانية، مما يسهم بدوره وبشكل ريادي في تط


تقبيلُ الرّئيس يدَ والده

سهيل كيوان   ليس كلُّ شابٍ مستعدّاً لتقبيل ظاهر يد والده كتعبيرٍ عن الاحترام والتقدير، هنالك من سيقول إنّه يحترم والديه جداً، ولكن تقبيل ظاهر اليد عادة سيئة، إذ إنّها تمهّد نفس الابن إلى الرّضى بالخنوع والذّل، وتتعارض مع عزّة النّفس والكبرياء.منذ طفولتنا اعتدنا على تقبيل أيدي الوالدين، خصوصاً


القمر يضرب موعدا مع الشمس في كسوف جزئي فوق جزء من نصف الكرة الشمالي  

    تلتقي الشمس مع القمر الذي سيخفي جزءا منها السبت خلال كسوف جزئي يمكن رؤيته فوق جزء من نصف الكرة الأرضية الشمالي، من شرق كندا إلى سيبيريا. ومن المتوقع أن يستمر الكسوف، وهو السابع عشر في القرن الحادي والعشرين والأول لهذا العام، نحو أربع ساعات. وتبدأ الظاهرة عند الساعة 8,50 صباحا بتوقيت


هذان الفنانان.. وطن واضح لا يقبل الالتباس

إبراهيم نصر الله العام التسعون من حياة الفلسطيني أمر مختلف، ففي بلوغه، بل وقبل بلوغه بكثير، يكون قد اختبر العالم تسعين مرة على الأقل، وأيّ عالم هذا الذي اختبره ويختبره الآن بدمه ودم أطفاله! لذا، فإن رحلته كانت دائماً أكثر هولاً من رحلة العذاب التي عاشها «عوليس» متخبّطاً بين أمواج البحار


رعب أحمر: أسلاف ترامب وأحفاده

صبحي حديدي*   إذا كان طالبٌ من أصل هندي، مقيم في أمريكا بتأشيرة نظامية، خاضعاً للترحيل لأنه متزوّج من مواطنة أمريكية فلسطينية الأصل، كما يحدث بالفعل وليس بالافتراض في ولاية لويزيانا وبأوامر من وزارة الأمن الداخلي ومباركة من وزير الخارجية شخصياً؛ فلا عجب أن ترضخ جامعة كولومبيا لاشتراطات حكومية


إنسان الكهوف

سهيل كيوان   تُذكّر المجازر التي ترتكبها عصابة تل أبيب التي تسمى «حكومة منتخبة»، بقصص العصور المتوحشة، وبالحقب التي لم يكن الإنسان قد تحرّر فيها بعد من وحشيتّه الخالصة، مرحلة ما قبل الإدراك بأنّه لا ضرورة للقتل لأجل القتل، وقبل إدراك الكائن البشري بأنّه أصبح مختلفاً عن الضّباع وال


الأدب العربِي بالفرنسية/ التّصنيف المربك؟

واسيني الأعرج* سؤال أولي يقفز إلى الذهن: هل ما يكتب بلغة أخرى، الفرنسية تحديداً، يعدّ عربياً حتى ولو كتبه كتّاب عرب؟ أليست اللغة عاملاً حاسماً في مسألة التصنيف الهوياتي؟ اللغة ليست أداة تعبير فقط، يقول الكثير من اللغويين، اللغة هوية وشيء أعقد وأوسع، فهي «سكن» و«وطن» بالنسبة











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي