حنين موجع

خالد شاهين الحنين إليها كان طاغياً، شعرتُ بالموت على الباب، فزاد الوجع وعلت درجات الحنين. اليوم الواحد والثلاثون من كانون الأول/ ديسمبر، واليوم الأخير في السنة، الحرب تركض بسرعة فائقة، وتدخل عام 2024 بكلّ خرابٍ ودمار والكثير من الشهداء من البشر والحجر، هذه الحرب مختلفة، مغايرة تبدو عن سابقاتها، ت


ألف ليلة وحلم

إبراهيم الزيدي لكل امرئ شهرزاده التي تروي له القلق بصيغة حكاية، وشهرزادي هي الرقة، مدينتي التي تتناهبها الخرائط والتصريحات! الرقة التي حين أكتبها أحس بأصابعي وكأنها تتلمس حواف النوتات الموسيقية، الرقة التي ودعتها، ونسيت قلبي نائما على سرير نهرها. الرقة التي كلما سألني أحد عنها، أتهمها بالشفاء، و


حين كنتُ طفلا خارج سجن تدمر

أنس ناصيف انقضى أكثر من عقدين حتى اكتشفتُ مصادفة أنّ راتب جبر، مُترجم رواية «قطار إلى باكستان»، هو نفسه راتب شعبو، الذي غدا كاتبا وروائيّا وطبيبا بعد خروجه من السجن عام 1999. كانت من أولى الروايات التي أقرأها في حياتي، أعطاني إياها الدكتور مصعب النبهان، الذي غادر قريته عقب سنوات من ال


كازينو عطشان

جمال العتابي كم مرة حشروا عطشان مع المعتقلين السياسيين، كان ثمة أفواه تطالب بالخبز للفقراء، يأسره الصوت والنداء، فينجرف معها، عطشان لا صلة له بتنظيم، أو علاقة بحزب  ليست له ناقة في رحى الصراع ولا جمل، كانت أمه تهيئ له من جراحات الصباحات رغيف الحياة، وتوصي صغاره أن يلحسوا أصابعهم مثل الجراء و


ما أجمل العودة إلى البيت

ناهض زقوت عندما يخرج الجنين من بطن أمه يصرخ معلناً حضوره، من دون أن يعلم أهله أن صراخه هو الفرح بخروجه من الظلمة إلى النور. هذا تماماً ما حدث معي، أو معنا، بعد شهر كامل من المعاناة في ظلام خيمة النزوح، بكل ما يعنيه الظلام من ذل وانكسار، وعتمة تفقد فيها صواب الطريق، وتفقد بوصلة تحديد الاتجاهات وال


غواية الذاكرة

شادية الأتاسي مسني بعمق حديث صديقتي الكاتبة السويسرية كاترين عن شجرة الزيزفون الضخمة في قريتها الجبلية البعيدة. تقول كاترين: هذه الشجرة كانت موجودة دائما أمام بيت طفولتي، لم يعرف أحد سر وجودها المدهش في هذا المكان الجبلي البعيد، ولم يعِ أحد منذ متى هي موجودة، فهذا النوع من الشجر يعيش عادة في السه


أدونيس: مفرد يرفض صيغة الجمع!

بروين حبيب* بين شاب مراهق في الرابعة عشرة من عمره ينشد قصيدة أمام رئيس بلده، لا يطلب جزاء عليها سوى أن يمنح فرصة ليتعلم، وشيخ في الرابعة والتسعين من عمره ينال قبل أيام مضت «جائزة جوان مارغريت العالمية للشعر» إحدى أرفع جوائز الشعر الإسبانية، بين هذين المشهدين ثمانون سنة كاملة لم يتوقف في


مجنون الحارة وحكاية الحرب

رهام السبع في الحروب الكبرى ثمة حروب صغيرة .. وفي الحروب الصغيرة هناك معارك أصغر، وفي نفس رهام  حروبٌ ومعارك تُخيّم عليها الحرب الكبرى.. هي لحظة واحدة فقط وكلّ ما بعدها قد تغيّر، كساعةٍ رملية انقلبت حياتها، إنها الأنثى صعبة المراس العنيدة حتى في تقبّل الأفكار التي لا تُرضي رغباتها في الحياة


جهاد

حمزة قناوي هل مرَّ وجهُكِ في طريقي للمَسَاءِ فرَدَّني عن وجهتي ومضى إليكِ؟ مرَّ المساءُ مُحمَّلاً بحَريرِ عِطركِ يُوقِظُ الذِكرى فتُبعَثُ من يديكِ. أقولُ في سِرِّي أُحبُّكِ ملءَ هذا الليلِ يَملؤني غيابكِ بالحضورِ وبالحنينِ لما تركتُ على شفاهكِ من وصايا اللَّوزِ والنَعناعِ ..ما أسرت يداكِ من ا


قصائد وكوابيس

يزن التميمي "الشعر بعد المحرقة توحُّش" قال أدورنو ليتَه خرس وكتب الشعر، الذين درَّسوني نصوصه يشاركون اليوم في الإبادة. ■ ■ ■ أهلي متَّهمون بقطع رؤوس أطفال حكَم القاضي بموتنا أجمعين فَتَحَ الصندوق وقَذَفَ الأفاعي داخله أهلي متَّهمون لم يعثر أحدٌ على أيّ رؤوس لكن من يجرؤ أن يمُدَّ يده إلى


بيت جديد… حياة قديمة

إبراهيم الزيدي يقال إن كلمة (وطن) في بعض اللغات تعني بيت، ولا عجب أن يكون الوطن بيتاً، أو أن يكون البيت وطناً، وكلاهما ينبغي لنا أن لا ندفع ثمن إقامتنا فيه، وإلّا تحوّل إلى فندق. من المؤسف أن هذا قد حدث، ويحدث مع غالبية السوريين. ثمة كلمتان ورثت مداليلهما من الخوف في وقت مبكر: (لاجئ ونازح) وعشتهم


تتّسع المدينة ويفقد الوصولُ معناه

فادي أبو ديب أ. المدينة متاهةً وأشباحاً كان ليلُ تلك المنازل المنفردة مفرطاً في اخضراره الداكن، رطباً لكن ليس إلى درجة أن يشلّ أطراف النسيم. بوّابات مفتوحة ومواربة، ونَفَس مجهول يضخّ برتابة منعشة طاقةً للسهَر في الداخل العامر بالبهجة والسكينة. كان الامتداد نحو الصحراء أكيداً واثقاً غير مهجور، و


شكرا أمريكا

سلافة الماغوط شكرا أمريكا لأنك عودت أطفالنا على مشاهد الرعب والجثث على الغارات وصافرات الإنذار على الملاجئ والأقبية شكرا لأنك خلقت أجيالا لا تعرف الحب أجيالا ولدت تحت الحصار وماتت تحت الحصار شكرا لأنك حولت مأساة الهولوكست إلى ألف مأساة ومأساة شكرا لأنك قلبت أنظمة ونصبت أنظمة لأنك دفعت ا


حزنٌ بلون شجر الجميّز

نازك بدير إن ترى البحر مرّتين: مرّة بلون الفجر معتّقا، ومرّة بلون شجر الجميّز، وفي كلتا الحالتين، تخشى الاقتراب منه، تدرك تماما أنّ صفحته ستنشقّ فجأة لترفعك إلى السماء العاشرة، وترميك في أقاصي أعماقه. هناك، حيث ولدتَ في تلك المتاهة المتنازع عليها، الغائرة في باطن الجحيم، تدفعك في طريق لولبي، زجا


خسارتك يا سقا

د. ابتهال الخطيب خسارتك يا أحمد يا سقا، لطالما بدوت كرجل “جدع”، فعلى الرغم من أن أعمالك الفنية ليست الأكثر قيمة، فإن شخصيتك كانت دوماً قريبة من الشارع. خطابك، رغم بعض ذكوريته، كان يتسم بالشهامة وبنوع من الالتزام الأخلاقي المبدئي، فأين ذهب كل هذا منك في قضية العصر، تجاه جريمة القرنين الع


أليست فلسطين قصيدة أزلية؟

محمد المحسن «الخير أيضا مثل الشر – نزعة متأصلة في الإنسان» – كل طفل فلسطيني يموت، تطلع من قبره ألف شمس جديدة تنشر نور الفكرة، فكرة الصمود المفتوح. فالحرية فكرة قد تمرض، ولكنها لن تموت.. أن تتداعى الصور الشعرية في ذهن الشاعر، وتخترق سجوف خياله مفصحة عن الوجدان وما يمور دا


نبتسم للشاشات ونعبس للزوجات

مجدي دعيبس في عالم تكنولوجي متسارع لا يعرف حدّ الشبع تتراكم فيه التطبيقات الذكيّة كلّ يوم، تزداد حياتنا سهولة ويسرا؛ ندفع الفواتير، ونحجز الطيران، ونتسوق أونلاين، ونجتمع من خلال السكايب.. إلى آخر القائمة التي تطول وتطول، وكلها أمور عملية لا أرى فيها أيّ ضرر أو تأثير سلبي على الجانب الاجتماعي مدار


قاربٌ عبرَ الفرات

صادق الطريحي يا قارئا، قَرأ الكتابَ وشرحَهُ، سَمِعَ المواعظَ والفصولَ لغايةٍ في نفسهِ، عَبَرَ الفُراتَ بقادسٍ قَصبيّةٍ مِنْ عَهدِ سومرَ في العُلا، عَبَرَ الفُراتَ، عبورَ مَلاحٍ خبيرٍ بالرّياحِ ونَوْئها! عَبَرَ الفُراتَ لينقذَ الأسماكَ، والكلماتِ، والأطفالَ مِنْ خَطرِ الجَفافْ: يا أيّها الملاحُ،









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي