الصيف «الزمن الجميل»: والهجرة إلى الخيال

عبدالحفيظ بن جلولي بحلول فصل الصيف، تهجم على ساحة التفكير ذكريات الزمن الجميل، قد يصعب تفسير ذلك، لكن الأكيد إنه مرتبط بالعطلة الصيفية وبموسم الاصطياف. يتمدد زمن الطفولة في الصيف، لأن العطلة لا تعطل التفكير في شيء آخر سوى تحررنا من سجن المدرسة وجدران القسم المصمتة، وهذه أول عودة إلى الماضي باعتب


بين الشك واليقين

محمد غنيم مثقلٌ بذنوبي وذنوب العالم، كأسي مليئة يغبّ العالم منها ويزيد، نهمٌ مفرط للحياة يملؤنا ثم ماذا؟! تعذبنا الشكوك وتنهب أجسادنا بكل ما فيها من استقرار، فراغ مطلق ذاك الفراغ الذي تتركه، فراغ إن تملّكنا متنا ونحن على قيد الحياة، الشك واليقين مفردتان تراودانني منذ مدة، أفكر كثيراً ولا أجد الجو


تفاؤل غير صالح للاستعمال

إبراهيم الزيدي علاقتي بالخبز قديمة، قدم البؤس الذي جئت منه. آنذاك كان الخبز يسمى: نعمة. وكنت أحب من الناس «ابن النعمة» لاعتقادي أنه إن لم يكن عند حسن ظنك، فلا يغدر بك، إلى أن امتلأت البلاد بأمراء الحرب وأولادهم وأحفادهم، فتغيرت النعم، وتغير معها مزاج العالم، فاستيقظت ملوثا باليأس. من


أسئلة مقلقة

آلاء القطراوي أقفُ بين صوتين، أو بين نزاعين عظيمين، صوت الزنّانة الذي يجعل باكورة الصباح تذبل في أحواضنا المكسورة على الشرفات، وصوت فرخ عصفورٍ يشبه الزعيق لا الزقزقة، يُخيّل إلي أنّه يقول للزنّانة: توقّفّي قليلاً أريدُ أنْ أغنّي. هل صباح رام الله يشبه صباح غزّة؟ هل تزعق العصافير فيه أم تبدأ صبا


سِفْرُ غزّة

فراس موسى مطرٌ ثقيلٌ حامضٌ.. مطرُ الرصاص يجيئنا من كلّ صوبٍ.. نفتحُ الشبّاك.. تغلقهُ المدافع بالصدى.. لا كهرباءَ ولا مياه.. وليس من صوتٍ سوى لَسْع المدافع.. ليلُنا ليلٌ طويلٌ.. ليلُنا ليلٌ تبنّتْهُ القذائفُ.. والمنايا.. الطائراتُ ترشّها كالرزّ فوق رؤوسنا.. ٭ ٭ ٭ جاري يقول لجاريَ الثاني: ستنفدُ


الصحافة والأمومة

ابتسام مهدي ما أصعب أن تسعي لضبط إيقاع حياتك المهنية وحياتك الشخصية في هذه الحرب. أن تكوني صحافية، وتكوني أمّاً في نفس الوقت، وتحافظي على الاثنين. كلّ هذا في زمن الحرب وفي وقت النزوح المرير. ثمّة حكايات كثيرة وقصص عديدة عن هذه الأمومة وتلك الصحافة. مرضتْ ابنتي وأصابها الإعياء الشديد لدرجة فقدانه


الـ «لا» الناهية!

إبراهيم الزيدي الإنسان كائن لغوي، يعتمد على الكلام في التعبير عن ذاته، والتواصل مع الآخرين، بناء عليه يعتبر الكلام مادة، يمكنها أن تتحول إلى قصيدة، أو قصة، أو أغنية. ويمكن للكلمة أن تتخطى كينونتها وتكون لينّة حنونة، أو قاسية موجعة. وممكن أيضا أن تكون دافئة، أو باردة. وفي كل الأحوال، ودائما تحتاج


مشكلة وحل

عُلا شيب الدين كنتُ قد قررتُ، منذ انتقالي إلى شقة خاصة بي، بعد إقامة استمرّت شهوراً في سكن خاص باللاجئين، عدمَ طرق باب أيٍّ من الجيران، لأي سبب كان، ومهما كانت الظروف، لأنني في المقابل لا أرغب في أن يُطرَق بابي، ولأنني أعرف، إلى حد كبير، خطورة الاختلاط ببعض الناس في بعض الأحيان. لكن بعد مرور أكثر


كلُّ شيء ينهشه النقصان

شجاع الصفدي يقول شخص ما، تشابهت الأنوثة والذكورة في وظائفها. أبتسم وأخبره أن هذا جزء من قصيدة نزار قباني، فيجادلني أن نزار كانت لديه بلقيس الجميلة، تحفزّه ليكتب الشعر، أما "بلقيساتنا" بسبب الحرب أضحوا "جعفر". مؤلم أم مضحك، لم أعد أفرق بين الأمرين، هناك كثير من الألم المضحك، والضحك المؤلم، النساء


أربعة أيام

ناصر رباح صباح اليوم الأول. بعد فجر السبت بساعة، استيقظنا على صوت إطلاق صواريخ، نحن نعرف الفرق تماماً بين صوت الصواريخ المنطلقة نحو الشرق وبين صوت ضربات الهاون التي لن تتجاوز كيلومترات معدودة، صوت الصواريخ يشبه إلى حد ما صوت جر سريع للوح من الصاج على أرض أسفلتية، وبالطبع نفرق بين صوت الرشاش العا


سلالم سقطَت عتباتها

 نازك بدير تأخرت كثيرا حتى أدركت أن كل ما عشته هو أكذوبة. طفولتي كانت كذبة ملونة برائحة خبز الصاج، وثمار البلوط الممزوجة بنكهة المطر. مهد خشبي تستقر فيه لعبة حِيكت ملابسها من بقايا قصاصات أقمشة متناثرة. أما الرأس، فكان غطاء حديديا لعبوة فارغة من شراب «الكراش». تعلمت كيف ألف القما


قصة معقدة مع الوقت

أحمد عاشور لا أجدُ إجابةً لذلك، يعنيني مشهد طفلٍ صغيرٍ يركب المرجيحة وينتقل بسرعته القصوى من أسفل إلى أعلى، متحكماً في الزمن ومتحكماً في ما يراه، يمرنُ نفسهُ على النسيانِ إن قفز إلى الأعلى، وعلى التذكر إن هبط بأرجوحتهِ، وهنا يفقدُ الوقت قيمته. أدركتُ هذه الإجابة حين انتقل إلى العيشِ في خيمتنا، اب


ثلاثة نصوص من الحرب

نجوى شمعون على مدخل الدرج أثناء صعودي على الدرج لأضع بقايا لحم المعلبات للقطط التي تأتي إلى سطح المطبخ، لمحتُ زهوراً جميلة لونها أصفر تسرق القلب من روعتها، رأيتها قد شقّت الحجارة، وخرجت تتمايل وتتراقص مع أشعة الشمس على مدخل الدرج، ورغم صوت الزنانة المخيف تلاشى خوفي، ونزلت الدرج وحملت موبايلي وصو


الشعر والحب والحرب

إبراهيم الزيدي بعد أن حدثت كل التوقعات، وبردت أسماء الذين أحبهم في الغياب، عدت إلى سوريا. فتكت بي صفة «لاجئ»، تعبت من ارتدائها القسريّ فخلعتها عّني وعدت. عدت من وطن لا أعرفه إلى وطن لا يعرفني، نهارا، أمشي بين تداعيات الأسئلة، والإحباطات المكدسة، أحاول أن أقرأ ما تبدل في ذاتي، وما تغيّ


ليس النزوح الأخير

أكرم الصوراني من الحرب فصاعداً نحن لم نعد نحن... وأنا لم أعد أنا! كل شيء بخير... إلا أنا، وكل شيء بخير إلا غزّة! لقد فقدت مدينتي وفقدت نسختي القديمة من نفسي، ومع أنها كانت متخمة بالمشاكل والهموم فقد اكتشفت بعد الحرب أنها كانت أكثر سعادة وراحة وطمأنينة... وبعد الحرب فقط اكتشفت معنى راحة البال ومعن


مونولوغ شخصي

محمد أبو كويك في زمننا الأهوج، تعتقدون أنّي أقف أمامكم لأسرد لكم ما يجري حولنا، فأحصد العدد الأكبر من المتابعين ويغمروني بإعجابهم! لا.. حياتنا اللاعادلة المليئة بالقصص اللامعقولة أرويها لكم، وهي التي أجبرتني على المثول بينكم خاضعاً لمشاعر مؤلمة، لن أتوقع منكم أن تكونوا تنتظرون عنصر المفاجأة!! ف


ستزهر بعد يباس

ثائر دوري شتاء 2020 كنت أستمع لأبي في الشتاءات الجافة في ثمانينيات القرن العشرين وأنا مفعم باندفاع الشباب العارم ومشبع بفكرة التقدم «التاريخ يمشي بشكل خطي إلى الأمام، فالغد بشكل آلي أفضل من اليوم». كان يحدثنا عن شتاءات بعيدة، كان المطر يهطل مدراراً بلا توقف، أستمع له وابتسم في سري سا


عن الحذاء والذباب والسكر المفقود

هاني السالمي اشتريت حذائي مرتين خرجنا من البيت ولهاثنا عالٍ جداً، لهاثنا يشبه نفخ تنين بعيون حمراء، سائق الشاحنة كان نزقاً جداً، فعجّلنا بالخروج من البيت، فلم نأخذ كل أدواتنا [حاجتنا] وتركنا خلفنا ملابسنا الصيفية، خاصة أحذية المناسبات، كانت في علبة كرتون تحت سرير في غرفة النوم، خاصة أمي التي ترك









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي