فلتشهد الأمة أننا غضبنا

غدا سيقول بعض أبناء جلدتنا، وما هم منا ولا نحن منهم، كما يقولون كل يوم، فَرَّ الفلسطينيون وفرطوا في أرضهم! فلتشهد الأمة كلها، إن كان فيها نزر من همة أو رعشة من حمية حتى للشهادة بأضعف الإيمان، أن الفلسطينيين نفروا وتقدموا نحو عدوهم وسطروا التاريخ بدمائهم. غدا سيقول المتعاقلون من أبناء جلدتنا، وما


copy paste / نسخ ولصق

بدر الشيدي ذهبت إلى السوق قاصداً حانوتا أعرف صاحبه منذ سنوات، كنت أشتري منه بعض ما نحتاجه للبيت. هذا الحانوت يملكه أحد المواطنين الشباب الذي يشق طريقه المستقبلي بالاعتماد على نفسه، ملبياً في ذلك رغبة تتنازعه منذ الصغر بأن يكون أحد رجال الأعمال. رغم أن الحانوت ليس من تلك المحلات التجارية الحديثة،


هذا هو اسمكَ…هذا هو اسمي..

علي حسن الفواز إلى أدونيس الذي أشبهه منذ أن أغوى رأسَه بـ«العصفِ» حتى أطلق ساقيه لريحِ المعنى، كان اسمه يُكدّسُ الأساطير، ويمنح «دم الذبيحة» سحرَه المقدّس، لذا ظلّ مكشوفا للأخطاء والعابرين، وصنّاع الحرائق الصغيرة.. الاسمُ مفتتحٌ للمعنى أو للذبحِ، أو للغواية، يكشفُ لن


أيّامُ حمّى في بورصة

محمود الحاج منذ أيّام وأنا أشمّ رائحة حديد. حديدٌ صدئٌ تارةً، وتارةً مغمّسٌ بالوحل، أو بمادّة لا أعرفها لكنّها تستحضر في بالي الغاب والتراب اللّزج. أخرجُ إلى السوق وأرى كلّ ما تعطيه الأرض لبائعي الخضرة في هذه البقعة من بورصة: جانِرك وبندورة وتين وخيار وفليفلة ودرّاق وكرز وكرّاث وفاصوليا بيضاء زه


كلُّ ما عليَّ فعلُه أن أعتني بزهرتي

محمد صالح علاء 1 حبيبتي، من بين جميع أوراق الخريف أنتِ فقط ستبقين خضراء؛ وعلى حدّ تعبير سنت اكزوبيري: أنتِ أجملُ زهرةٍ في العالَم، لأنّك أنت زهرتي الحمراء. أنت زهرتي الجميلة الوحيدة ولن أختار زهرةً من بين الأزهار الأُخرى، لأنّني اخترتُ من قبلُ أجمل زهرةٍ في العالم. الآن كلُّ ما عليَّ فعلُه أن أع


صاحب القلم

هارون الصبيحي مشهور سالم عبد الحق، هذا اسمي، ولدت في هذا الوطن وحيداً لأبوين، كان أبي موظفاً في وزارة الثقافة، كان كاتباً ومثقفاً حقيقياً صاحب رأي وموقف وفعل، في بيتنا مكتبة كبيرة فيها مئات الكتب، أحببت القراءة مذ كنت طفلاً، كنت أقرأ كل القصص التي يشتريها أبي لي، وكان يناقشني أحياناً في مضمونها،


الكتابة في الأزرق والأخضر

قاسم حداد منذ اعتدت على الكتابة في الريف الألماني، اعتدت على شتاء الغابات التي لن تشعر بها مثلما في أوروبا. كانت البداية في بيت هاينريش بول عام 2013، كان شتاء كثير الثلوج، وهذا يجعلك. تستهلك الكثير من النبيذ الأحمر، وكنت وقتها أكثر في وجباتي المسائية من اللحم، الذي يتطلب حمرة النبيذ. ٭ ٭ ٭ كان


المكان

رنا الصيفي أصل قبله.. عصير الليمون الحامض يفي بالانتظار. ماذا لو؟ هامشُ ممكنٍ أتركه مفتوحا على احتمالاتٍ مثل «حدسك يتوهّم»… «قد يكون مختلفا»… «إعطِ نفسك فرصة». لكنني أمقت الاحتمالات.. لا يقين فيها. لا بدّ مع ذلك من أن أجتنب «التهوّر، والس


العبور

مريم الشكيلية في الحقيقة إنني أحيانا أخرج من رتابة الورق والأحرف الكتابية التي أتسكع في شوارعها كلما أصبحت مؤثثة بالكلمات.. أجر نفسي من بين تلك السطور الضوئية التي تبدو في الغالب مزدحمة بكل شيء.. عندما أخرج إلى الواقع الحقيقي أعود تلك المرأة التي تكون أكثر هشاشة من الداخل، إنني أعود إلى أول السطر


فساد الكلمات

خليل النعيمي عصر الاضطراب العربي الجديد هو الذي ساهم في تفشّي ظاهرة «فساد الكلمات» وانتشارها الواسع. وعندما تفسد الكلمات يفسد كل شيء: الحب والصداقة والأدب والمنطق والتصوّرات الأخرى والسلطة ومعارضتها والثورة عليها، أيضاً. كل شيء يغدو فاسداً وغَثيثاً عندما يسود الانحطاط. وفي وضع كهذا ا


كفراشةٍ تقفُ على حافّة لونها الأسود

محمد رطروط لا أعرفُ ما هي الحياة وكيف تُستخدم، وعدم معرفتي بها يضاهي عدم معرفتي بالموت كأيٍّ إنسان آخر. من هنا يبدو لي أنَّ الكلام عنها يوقعني في فخ أن أبدو للعيان مريضاً. من هي الحياة كي ترغمني على أن أوصف بالمريض؟ قد أفكّر أنّني بائسٌ كنتيجة حتميّة لامتلاكي عقلاً مصاباً بضرر ما، لكن إيّاكم أن ت


صمت الغصن في الشجرة

قاسم حداد سمعتك في ما كنت تجهش بالضحك. رأيتك، في بلهنية الدهشة، تسأل عن فلسفة الماء وهو في التحول من حالة السيولة إلى حالة البلور. لن تفرّط في تلك الحالة، ففي التحول يكمن الامتحان العميق للإنسان وهو يخرج من جلده البشري ليدخل في شكل الطبيعة وروحها. يجتاز هذا الامتحان دون أن يخسر شيئا. فالحياة تجا


المصيدة

عبد المجيد زراقط فلاح الطَّاهر: كنَّا مجموعةً من الطلاب الفلسطينيين، نتعلَّم في « ثانوية الضياء المسائية الخاصة» الواقعة قرب مخيمنا. لم نكن ندفع أقساطاً، كانت قياداتنا تأخذ منحاً من إدارة الثانوية، فتعطيها لنا. كنَّا مسلَّحين، والدنيا حرب، لا نكترث لا بناظرٍ، ولا بمعلِّم، لذلك عندما


كانّي في «أوتلّو عائدا»

منصف الوهايبي Hotel al sole في البُنْدُقيّةِ.. لم أجدْ أحدا سواهُ.. في انتظاري.. واقفًا بالباب.. قلتُ «عُطَيْلُ»؟ أيْنَ لقيتهُ من قبلُ؟ أيْنَ؟ ولم أزُرْ هذي المدينةَ قطّ.. بَلْ هو نَفْسُهُ.. هذا بريقُ المغربِ الجبليِّ في عَيْنيْهِ.. بل سَحْناؤهُ.. هذا البياضُ بَياضُهُ.. هذا السوادُ


خارج النص

حسن عبد القادر الكلمة الأخيرة كانت تشبه وداع الأعشى لهريرة. لم يكن يدور في داخلي عندما التقينا في المرة الأولى أن يصل سرب حمام نزار للصين وينقطع عني أثره، كنتِ حينها صغيرةٌ، على أقل تقدير في نظري، لا تدركين أن يخترق نغم صوتك كل شيء حتى تلك اللواتي خططن أسماءهن في داخلي قبلك. هنا في الشمال السوري


سامي الذيبي.. الغائب الوحيد عن ليلتنا

نشمي مهنا بيانٌ شخصي عن سَجْن الشاعر التونسي سامي الذيبي النظام في تونس مُستمرٌّ في تهوُّراته، وأتمنى أن يتهوَّر أكثر وأكثر، لكي ينكشف للأكثر وللأبعد، ويُحرج النظام الدولي المُراوغ، والمُنتفع، من هكذا أنظمة. لكن أن يُسجَن شاعر مثل سامي الذيبي، لتدوينة ضدّ وزيرة الثقافة، هُنا طفح الكيل. كُنّا عل


حقيبة الجِلد

ساري موسى بدأ كلُّ شيءٍ بمزحة. عندما رأيتُ فوضى الناس المتزاحمين في الشارع، تذكّرتُ أنّني سمعت ضجيجهم بينما كنتُ أقرأ، من دون أن يتمكّن من إخراجي من جوّ الرواية، على الرغم من ارتفاعه. كان هناك تلاميذ بحقائب مدرسية، نساءٌ عائداتٌ إلى بيوتهنّ بأكياسٍ ملأى بالحاجيات، صبيُّ مصبغة يحمل قميصاً رجاليا


خطى في الضباب

ذكرى لعيبي نغمضُ أعيننا رغمَ معرفتِنا بالحقيقةِ المحن التي يمرّ بها البشر كثيرة، وتزداد كلما تقدّم بنا العمر، قد تتفاوت عظمة المحنة بين شخص وآخر، لكنّها في النهاية تصبّ في مجرى الحزن. المحن ليست بحاجة إلى معجزات، وليست بحاجة إلى كرامات من أولياء طلقّوا الدنيا، المحن بحاجة إلى صبر، وقلب يسع الكو







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي