المجموعة الشعرية «وجهي في قصائدي»: الحداثة في ظلّ التعبيرية

كريم ناصر السمات التعبيرية يدأب الشاعر دائماً الامساك بالدلالة من منظور يجعل اللغة التعبيرية الفنيّة معياراً، ولأنَّ الاستهلال مدخلٌ إلى الفن لتحقيق الهدف وتعميق الرؤية، وهذا أقصى ما يرمي إليه الشاعر (نجم خطاوي) ليجسّده في شعره، لذلك يلجأ طوعاً إلى الاستعارة من (توماس ترانسترومر) بقصد الاشادة بد


هل كان الفلاسفة لا يسافرون؟

سفيان البراق أدّت التحولات النوعية والجادة التي شهدتها أوروبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، والمتمثلة في الاكتشافات العلمية، خاصة مع كوبرنيكوس وغاليليو، ثم الإصلاح الديني الذي حدّ من تعسف وجور الكنيسة، إلى جانب بروز الحداثة السياسية والنزعة الإنسانية التي اهتمت بالفرد وأعادت له


«التجربة والأثر» للعراقي عبد الوهاب عبد الرحمن: النَّص علامة مرتحلة أبدا

مروان ياسين الدليمي الكتابة الشعرية في المنطقة العربية منذ خمسينيات القرن الماضي اندفعت في اتجاه تجديد القول الشعري شكلا ومحتوى، ابتدأ من تجارب الرواد الأوائل السياب والملائكة والبياتي، ومن عاصرهم من أسماء ومن جاء بعدهم، فقد شهدت تجارب مختلفة أخذت «تنطق برؤى جمالية ومقولات فلسفية، وأخرى تعب


«رائحة احتراق العقل»: متاهة الضياع وفضاء الأسئلة المغلقة

رضا المحمداوي كان عنوان «رائحة احتراق العقل» قد أثار فضولي وجذبني إليه منذ أنْ وقع نظري عليه أوّل مرة كمخطوطة في دفتر مدرسي مركونة على أحد رفوف اتحاد الأدباء قبل سنوات عديدة، وكنتُ أظنهُ كتاباً فكرياً يتضمن موضوعات فلسفية، أو يُعنى بعلوم الأنثروبولوجيا والاجتماع والنفس، لكنني عندما تص


المجموعة الشعرية «حالات شتى»: الكتابة بطعم صوفي

رياض خليف يقف الشاعر التونسي الهادي العبدلي في الجناح الكلاسيكي من المشهد الشعري، على مستوى الإيقاع والعبارة والمعنى. فإذا القصيدة عنده عميقة الوجدان والبنيان. منحدرة من أزمنة شعرية تتباعد الآن. تتفاعل مع الوجدان بعميق اللفظ وصادق المشاعر. فالقصيدة ليست لحظة تهويم لغوي، بل هي لحظة انفعال مع حدث ي


الاستعارة وفضح المدينة في نصوص المغربي شكري البكري

أصيل الشابي تأسس الشعر العربي المعاصر في جانب مهم منه على مواجهة الواقع والتمرد عليه، وبرزت في هذا الإطار صوره ورؤاه الاحتجاجية عند الشعراء العرب إما بطغيان الدلالة السياسية كما عند مظفر النواب صاحب القصائد المهربة أو بصيغ أخرى وأدوات مختلفة تتطلب التأويل. ويلاحظ قارئ قصائد شكري البكري أول ما يلا


ديوان «سماء أوديتي رؤاي»: أو كيف يتحقق العبور فلسفياً؟

نضال الشمالي إذا كان الشعر مسخراً للفلسفة في موضع من مواضعه، وناطقاً أميناً بطروحاتها العميقة دون الإخلال باشتراطات الشعر وغنائيته، فهل يُشكك هذا التسخير بالثنائية الكلاسيكية المؤولة للفن إلى مقولة إن «الفن للفلسفة»؟ هل يمكن أن تقيم الفلسفة أود الشعر رغم تمنع سورها على جمهور القراء؟ ي


«الطعام والكلام»: تجديد البلاغة العربية عبر تأويلات ثقافية جديدة

مصطفى رجوان يطلُع كتاب «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي» للبلاغي المغربي سعيد العوادي، الصادر عن دار افريقيا الشرق (2023) من وسط ركام النتاجات البلاغية، التي ظهرت في الآونة الأخيرة، لينحو بالبلاغة العربية منحى غائباً عنها في الدراسات العربية المعاصرة هو المنحى ا


يوميات غانم بابان: غنائم حروبٍ خاسِرة

كاظم غيلان لم يرَ غانم بابان «يوميات الهروب العظيم» التي دأب على نشرها على صفحته الشخصية في فيسبوك على مدى أكثر من عام، والتي جمعها بتشجيع الأصدقاء، وغيرهم من متابعيه، لتصدر ككتاب يحمل عنوناً آخر «أسفار التيه العراقي» عن دار ومكتبة أوراق ـ بغداد لكن بعد رحيله عن الحياة في


جوزيف حرب: استكشاف الدلالات والرموز في قصيدة «الفراق»

رسول عدنان أهمَ ما يميّزُ التجارب الشعريّة هو ما تحتويه من الدلالات والرموز، التي تفرزُ من خلال التجربة لتكون معياراً على تميّزها وتفردها عن غيرها من التجارب. ومما يغني هذه التجربة هو تعدد ثيماتها التي تعمل على تفجير المكنون الإيحائي والصوري، وترتقي بدلالاتها التعبيرية، عبرعامليّ اللغة والخيال. و


الفعالية الشعرية والحداثة التفعيلية في مجموعة «لا شيءَ يُشبهني سِواك»

علي لفتة سعيد يبدأ الاشتغال الشعري في مجموعة «لا شيءَ يُشبهني سِواك» لعاطف الجندي منذ العنوان، على أنه المحرك الأساس لفاعلية هذا الاشتغال، الذي يعد مدينة الدخول إلى النص الكلي المؤلف للمجموعة بحداثة التجربة الشعرية، التي تنطق من الفعل التدويني الخاص بها، والذي يتمركز على قصيدة التفعيل


شهرزاد في الغرب: غزوات في عالم ألف ليلة وليلة

محمد تركي الربيعو حاول ثلاثةَ عراقيِّين في فترة السبعينيات من القرن الفائت، بدءِ دراسة «ألف ليلة وليلة». فقدمت فريال غزول أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في التحليل التركيبي لهذه الليالي إلى جامعة كولومبيا الأمريكية عام 1978. بينما تكفل الفيلسوف والعالِم الاجتماعي المعروف في جامعة شيكاغ


رواية «كهف الألواح»: ذاك العيش العادي كم هو صعبٌ فهمُه

حسن داوود كثيرا ما يخطر للروائي، حين يرجع بأحداثه وحواراته من زمن حاضر إلى زمن مضى، كيف يمكن أن يُتذكّر الماضي بهذا القدر من التفصيل. ذاك أن ما يمرّ به البشر في عيشهم لا يبقى منه في ذاكراتهم إلا القليل. لا أكثر من مشهد واحد من لقاء طويل، أو جملة من سهرة حوارية تأخرت حتى وقت متأخّر من الليل. هل يك


“تلات ستات… سيرة من ليالي القاهرة”: كيف تتحول الكتب إلى عدو للسلطة في مصر؟

محمد عبد الرحيم عرضت دار المرايا لمداهمة من قبل الأمن المصري، حيث صودرت بعض مطبوعاتها بدعوى التهرّب الضريبي. الحقيقة أن المداهمة جاءت بعد نشر الدار لديوان “كيرلي” لأحمد دومة، الذي طالبت بعض الجهات بمصادرته مؤخراً. جاءت المداهمة بعد أقل من ساعة من انتهاء ندوة حول كتاب “تلات ستات.


بين الريف والمسرح: قراءة في رواية «بغل برغوث» وأبعادها الرمزية

موسى إبراهيم أبو رياش رواية «بغل برغوث» للكاتب المسرحي التونسي بوكثير دومة، رواية أولى له بعد اثني عشر عملاً مسرحياً ودرامياً، وهي رواية تتدفق كما النهر الجاري بعذوبة وسلاسة، تصور جانباً من حياة الريف والمدن الهامشية في أواخر ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في تونس، وبشكل عام، لا تختلف


ضرورة نقد التأليف الأدبي: من التراث إلى الحاضر

وسام حسين العبيدي لم يكن التأليف في سابق عهوده متاحا لكل عالم، أو أديبٍ، بحكم قلّة وسائل التدوين، بما جعل التعويل على الحفظ وتلقّي المعلومات عن طريق الحضور المباشر في الحلقات التي يعقدها العلماء في المساجد أو المدارس، التي ظهرت في النصف الثاني من مدة الخلافة العباسية، ولما كانت العلوم تُتاح عن طر


تعاقب الأخيلة في رواية «جنائن الوهم»

إبراهيم سبتي يمكن للكاتب تدوين جزء من سيرته الذاتية ودمجها بمهارة وفنيّة بالحدث الروائي والثيمة التي يتناولها في روايته، بل أن بعض الكتّاب نهلوا من سيرتهم الخاصة ووضعوها في متناول السرد الروائي، دون حواجز أو خشية اختلاط المستويين الواقعي والتخيلي الافتراضي داخل النص، ومن المعروف أن الكاتب يضع بعض


السَّرد الذاتي (السيّري) وذاكرة الجمر في رواية «اكتشافُ الحبِّ»

عباس خلف علي إن فن السرد الذاتي، قائم على خبرة وتجربة الكاتب في مواجهة ما يحيطه من أحداث، فالبعض يسميه النص الجامع، لما يحتويه من مواضيع متنوعة سياسية وفكرية واجتماعية ودينية واقتصادية، وجميعها تتمخض عن الوسيط ـ الذاكرة الحيّة ـ في استنطاق الأزمنة ومحاورتها وتجسيد عوالمها، والبعض الآخر يرى أنها ت








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي