رواية «ورثة الصمت» … حيث المغادرة لا تنجّي شأن البقاء!

حسن داوود أول ما يلفت قارئ الكتاب رفعتُه الكتابية. كأنه لأدبيته، مُصاغ بطريقة ما تكتب الرسالات والوصايا ونصوص المسرح القديمة. غالبا ما تعمد عبير داغر إسبر، الكاتبة، إلى التقديم لأقسام كتابها العديدة بنصوص من التوراة أو من حكماء التاريخ أو من شعراء قدماء. كل قسم أو فصل مسبوقٌ باستشهاد أُخذته من هذ


مظاهر وخصائص الشعر المنقوش في العصر السعدي

رشيد أمديون ساهم التلاقح الثقافي والحضاري بين المغرب والأندلس في تشكيل تقاليد وعادات برزت آثارها في العديد من المدن المغربية العريقة، وكان من مظاهر هذا التلاقح أن أحمد المنصور السعدي شيَّد قصر «البديع» في مراكش وقصري «المسرة والمشتهى» على غرار ما شيده ملوك الأندلس، كما أن


أحمد المديني: في حداثة الرواية العربية… ما النقد الذي نريده؟

إبراهيم خليل في كتابه حداثة الرواية العربية – قراءة الذائقة(الرباط: دار الإيمان 2022) يدعو الكاتب القاص الروائي أحمد المديني في مقدمة مطولة وضافية يتناول فيها إشكالية العلاقة بين الرواية والنقد، لقراءة جديدة تعتمد الذائقة لسبر أغوار النصوص، سواء أكانت من القصص القصيرة أم من الرواية. فالروا


البوح وتدفق السرد في «نشيج الدُّودُوك» للأردني جلال برجس

عماد الضمور يؤكد الروائي الأردني جلال برجس بإصداره سيرته الروائيّة (نشيج الدودوك) الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2023م، مكانته الروائيّة في المنجز الروائي العربي، وما حققه من إضافة للإبداع السردي تجعل الدارس يعده من أعلام الرواية الأردنيّة المعاصرة. سجل جلال مرحلة مهمة من مراحل ا


التمرد في رواية «أولاد عشائر» للأردني محمد حسن العمري

موسى إبراهيم أبو رياش «أولاد عشائر» لمحمد حسن العمري، رواية جريئة، اقتحمت ميداناً مُلغماً، برؤية واضحة من عُلٍّ، وهي رواية موقف، وجهت سهام نقدها تجاه الحكومة والعشيرة؛ وبينما صرّحت بالحكومة المعنية، عوّمت أسماء العشائر؛ فنقد الحكومات مُتاح ولا يترتب عليه أي إشكالات، بينما نقد عشيرة بع


عن القلم والسكين في رواية «أسئلة الدم والندم»

ماجد الخطيب يضيع القارئ، وهو يطالع رواية «أسئلة الدم والندم» للشاعر والروائي السوري خالد إبراهيم، في متاهة محاكمة كافكا، ويضيع في سوهو، ولا ينتظر وهماً اسمه «غودو» يمكن أن ينقذه من دوامة العنف والدم اليومية الممتدة بين بلدة «عفرين» الكردية السورية الصغيرة ومدين


فاعلية الصراع في رواية «شهد القلعة» لإبراهيم عبد المجيد

علي لفتة سعيد لا يبدو استهلال رواية إبراهيم عبد المجيد «شهد القلعة» استهلالا طبيعيا توصيفيّا يعتمد على المستوى التصويري، أو حتى الإخباري، رغم أنه بدأ بهذا المستوى في ثوبه العام، لكنه بدأ بالحوار الإخباري ليدخل مباشرة إلى التفاعل ما بين الحركة الدرامية وفعل الصراع. فهو استهلالٌ لا يقع


اقتفاء أثر الشعر في ديوان «دوران» للعراقي جاسم العلي

ناظم ناصر القريشي فكرة الشعر كفكرة الماء دائما الشعراء مفتونون بالخلق والابتكار وتشكيل الحياة، يتملكهم شغف التغيير، مدفوعون بطاقة الحب، لاقتفاء أثر الشعر أينما رحل وارتحل، والشاعر جاسم العلي في ديوانه «دوران» جعلنا نتساءل هل هو دوران ذهني بموسيقى راقصة؟ أم هو دوران فلسفي بكلمات شعرية


في «لا أحد يعرف زمرة دمه»: تقاطعات الشخصية والمكان والحدث التاريخي

حمزة قناوي ثمة زخمٍ فنيٍّ وتقنيٍّ لافتٍ في روايةِ «لا أحدَ يعرفُ زمرة دمه» لمايا أبو الحيات، تستهوي الناقد الأدبي أن يستجليها، بهدف توضيحِ كيفية اشتغال هذه التقنيات معاً على النحو الذي يولّد بنيةً سيميائيةً دالة، قوامها الشخصية الروائية التي تنحتها مايا كالفنان الذي ينحت من خامة الصلص


ما لم أستطع قولهُ لأحدهم بلغةٍ أُخرى… استفهامٌ بنكهة الحيرة؟

نيجرفان رمضان ملاك دنينز، أو زدمير هي لغة الشاعر، ذلك باعتراف خطّي منه، وكما هو مستوضح في مقدمة الديوان «ما لم أستطع قولهُ لأحدهم بلغةٍ أخرى»، الصادر حديثاً عن دار النهضة العربية في بيروت، ذي العنوانٍ المُثير للجدل، إذ جاء بـصيغة استفهامية ذات معنى مبطن يضع القارئ بين فكي كماشة الحيرة


انتصار السري تواصل ترتيب الواقع قصصيا

مصطفى لغتيري « إننا بحاجة للقصص بقدر حاجتنا للطعام والهواء وللماء والنور، والقصص هي الطريقة التي من خلالها ننظم ونرتب الواقع»، بهذا المقطع المختار بعناية شديدة، وهو للكاتب الأمريكي بول آستر، افتتحت القاصة اليمنية انتصار السري مجموعتها القصصية الجديدة «فنجان قهوة على حافة الفوضى&


البعد الإنساني في رواية « الحياة من دوني» للمغربية عائشة البصري

العالية ماء العينين يقول أمين معلوف في كتابه «الهويات القاتلة»: «لي انتماءات مشتركة مع كل كائن حي. لكن لا يوجد كائن في الكون يشاطرني كلَّ انتماءاتي».. الهوية كالبصمة، قد يتشابه الناس جميعا في وجود اليد أو الأصابع.. لكن لا بصمة مثل الأخرى. الهوية مفهوم يحيل على التحديد والت


الإشارات الصوفية في رواية «عيون سعدية»

عبدالحفيظ بن جلولي تمثل الرواية حركة «اللعب» الذي تظهر لذته فيما يوحيه للاعب من أخيلة وفضاءات أخرى وإمكانيات هائلة لاستمرار اللعب ذاته، هكذا فقد انهيت قراءة رواية «عيون سعدية» للروائي الجزائري الفرنكفوني يوسف بن دخيس صاحب جائزة «الجائزة الكبرى للمخطوط» في فرنسا


كيف أمكن لعقل مفصوم أن يبني رواية كاملة

حسن داوود الشخصية الرئيسية في الرواية تعرّفنا بنفسها في السطور الأولى: «اسمي حسين، أبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما وأنا مجنون». ليس مجنونا بالظنّ أو بالإدعاء أو بالمجاز، بل هو مجنون بالمعنى الفعلي، إذ يقيم مع مجانين آخرين في «مصحّة فسيحة للأمراض العقلية». ولن نتأخر في معرف


تجليات السخرية في قصص «أسماك لا تجيد السباحة»

رشيد أمديون يلجأ الإنسان إلى السخرية كسلاح مرن للحفاظ على كيانه الفردي والجماعي، وتعد قديمة قدم الإنسان، وقد تجددت عبر مراحل التاريخ، حيث ظهرت في شعر الملاحم والتراجيديات والكوميديا، كما برزت في شعر الهجاء والنوادر عند العرب. وعدَّ السيد عبد الحليم محمد حسين الجاحظَ أول مؤلف في تاريخ الأدب العربي


جامع العنابة: غرفة جمال القاسمي والإصلاح الإسلامي بدمشق

محمد تركي الربيعو استيقظت مدينة دمشق في الأيام الماضية على خبر احتراق أحد جوامع المدينة القديمة (جامع العنابة/ العنابي) وعلى الرغم من أن أخبار الحريق والقصف والجوع باتت جزءاً من يوميات المدينة منذ سنوات، مع ذلك يتضاعف شعورنا بالفقدان والألم في كل حدث، حيال الدمار الذي أخذ يطال المدينة وعمرانها ال


رواية «تعويبة الظل»: صوت من لا صوت لهم

فاطمة عزة في مسرحية شكسبير يوليوس قيصر، وعندما تلقى يوليوس 26 طعنة من الشيوخ أملا منهم في إنقاذ روما وليتفرّق دمه بينهم، كانت أقسى الطعنات من بروتس الصديق الصدوق للقيصر، ليطلق هذا الأخير جملته الأشهر «حتّى أنت يا بروتس… فليمت القيصر». هذه العبارة حتى إن كانت تعد رمزا للخيانة ف


العراقي هيثم فتح الله يرصد تجربة الفوتوغرافي أنور الدرويش

مروان ياسين الدليمي قدَّم الباحث هيثم فتح الله عزيزة، قراءة نقدية مهمة في كتابه الذي حمل عنوان «الفوتوغرافي أنور الدرويش عين حاذقة وفكر متقد» صدر نهاية عام 2023 عن دار الأديب في عمّان، وقد ركز فيها على تفكيك سلطة الشكل الفني في الصورة الفوتوغرافية، معتمدا نهجا أكاديميا في دراسة تجربة







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي