بعد انقضاء أربعين سنة على عملٍ أوّل: بحثا عن خاتمة أضعف من تلك الجريمة المروّعة

حسن داوود لم يأخذني إلى كتابة روايتي الأولى مقتلُ بطلتها ماتيلد، وإن كانت تلك الجريمة قد روّعت بيروت آنذاك. صحيح أن الرواية انتهت بمصرع تلك المرأة، الساكنة في الطابق الثالث من البناية، إلى أن ما دفعني إلى الكتابة هو حنيني لزمن البناية العادي الذي كانت قد مرّ، آنذاك، عشرون عاما على انقضائه. امرأتا


«كبسولة» يمنية: الحلم في مهمة صوب 2050

أحمد الأغبري كتاب صغير في 75 صفحة من القطع المتوسط، تحفل صفحاته بعشرة أحلام تزدهي بها عشرة مقالات تنشد تطوير اليمن، من خلال رؤى عشرة كُتاب شباب لبلدهم عام 2050. الفكرة جاءت خلال مرحلة حرب؛ وبالتالي فإن أهميتها تتعاظم مع تطاول الخسائر التي يُمنى بها هذا البلد المحترب، منذ تسع سنوات. مما سبق فإن ا


البناء الفنتازي والواقعية السردية في رواية بنات غائب طعمة فرمان

علي لفتة سعيد لم يأتِ عنوان رواية الروائي خضير فليح الزيدي «بنات غائب طعمة فرمان» بوصفه بوابة الدخول إلى مدينة الرواية، بل جاء هنا بوصفه نصا يحمل نصا آخر. فهو يفتح للمتلقي عدة أبوابٍ من أجل أن يمد رأسه من كل باب، ليطلع على المعاني المخبوءة بين طياته، مثلما يطرح الأسئلة عن علاقة (بنات)


جدلية الماضي والحاضر في المجموعة القصصية «محاكمة إلهة»

عايدي علي جمعة تقع المجموعة القصصية «محاكمة إلهة» للكاتبة المصرية إيناس فيصل في مئة وستين صفحة، وتحتوي على خمس وعشرين قصة متفاوتة في الطول، فالقصة الأولى منها التي تحمل عنوان «أخبار النساء في العصور الغابرة» تستغرق وحدها أكثر من عشرين صفحة، وهي أطول قصص المجموعة، في حين نر


التونسي آدم فتحي في «نافخ الزجاج الأعمى»: تخييل الحياة/الموت

منصف الوهايبي في مدوّنة كلّ شاعر أو «أعماله الكاملة» أو غير الكاملة، كما دأبنا على القول، كتاب أو نصّ، أشبه ما يكون بـ»البيت المقلّد» (من القلادة) أو حجر الزاوية؛ سواء أكان من بواكير أعماله أم بعدها، نظلّ نعود إليه ونستأنف قراءته دون أن نملّ، وكل قراءة تكشف لنا ناحية في ال


في «منازل العطراني»: الرواية بين السيرة الخاصة والعامة

جاسم عاصي علاقة الرواية بالسرد عموماً، محفوفة بالحذر. ذلك لأن التاريخ منطقة ثقافية ومعرفية مغرية لما يحتويه كمدونة من معلومات وثراء وحركة تنطوي على متغيرات وتحولات. ناهيك عن إغراء النماذج البشرية والأحداث ذات الصبغة والصيغة الدرامية. من هذا المنطلق ننظر إلى الرواية من باب تشكيل تلك العلاقة على أس


اللبنانية إيمان حميدان في «أغنيات للعتمة»: رواية المؤنث والأصل

سمير اليوسف ثريّة وعديدة هي العلامات التي قد تشجعنا على وصف رواية الكاتبة اللبنانية إيمان حميدان بـ»نصٍّ نسويّ». إنها أولاً رواية عن النساء، عن أربعة أجيال من نساء عائلة واحدة يمتد حضورها ما بين عام 1908 وينتهي عام 1982، بما يجعلها أشبه بعمل ملحمي يتعقب مصائر شخصياتها في سياق حياتهن ا


لا تصالح: وصية المقتول المكتوبة بالدم

مروة صلاح متولي كتب أمل دنقل قصيدة «لا تصالح» قبل عام من ذهاب الرئيس محمد أنور السادات إلى إسرائيل، عندما رأى ببصيرة الشاعر نحو أي اتجاه تمضي الأمور، فأطلق صيحته محذراً، وبثّ رجاءه في تراجع لم يحدث، وأعلن موقفه السبّاق كأول الرافضين، وحفظ هذا الموقف في شعر يخلده على مر السنين. رجع الش


اليومي والمحكي في مجموعة «طائر قطرس» للعراقي قاسم حسين

جاسم خلف الياس من المسلمات في النظرية النقدية الحديثة هي أن الفن الشعري في عصرنا الحالي قد انفتح بمقصدية عالية على اليومي والمحكي والمألوف في الوجود، بلغة تستشرف الأحلام، وتغري الأحاسيس بالتدفق، والدلالات بالمراوغة، في شحنات جمالية وإيحائية، شكّلت الذات فيها مكوناً أساسياً. وقد احتوت قصيدة النثر


المقاربة السوسيوثقافية للمقاولاتية في الجزائر

عبدالحفيظ بن جلولي برر برهان غليون هجرته إلى فرنسا كون السوسيولوجيا تشارك الإنسان رصيف باريس، وعلي الوردي كان يتخذ المقهى كمخبر لبناء نظرياته السوسيولوجية حول المجتمع العراقي، خاطرتني هذه الأفكار عندما تناولت بالقراءة كتاب لحسن تركي حول «المقاولاتية في الجزائر/ مقاربة سوسيولوجية» حينه


سلاح المقاطعة الاقتصادية في رواية «دبابة تحت شجرة عيد الميلاد»

موسى إبراهيم أبو رياش تأتي رواية «دبابة تحت شجرة عيد الميلاد» للروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله ثالثة «ثلاثية الأجراس» وأطولها، التي تضم أيضا «ظلال المفاتيح» و«سيرة عين» ضمن مشروع «الملهاة الفلسطينية». صدرت عام 2019 في بيروت، عن الدار ا


«يوميات يوسف الصائغ»… أبداً ليس بالخبز وحده نحيا

هاشم شفيق الشاعر يوسف الصائغ هو أحد أهم الشعراء الذين أعقبوا جيل الرواد، فجيله لا يقل أهمية عن الرواد المؤسسين للشعر العربي الحديث، كالسياب ونازك والبياتي وبلند الحيدري، وهو يضم نخبة لامعة ومؤثرة وفاعلة في مسيرة الشعر العراقي، كسعدي يوسف ومظفر النواب ومحمود البريكان ورشدي العامل. تأتي أهمية يوسف


سِرُّ الإبداع أنْ تكتشفَ مَنْ أنتَ!

عاطف محمد عبد المجيد ما من شكٍّ في أن الكتابة الإبداعية الفلسطينية تختلف عن مثيلاتها في بلدان الوطن العربي الأخرى، لاسيما وأن المبدِع الفلسطيني يعيش حياة غُربة إجبارية لا تبدو في الأفق نهايةٌ لها، سواء أكان في الداخل على أرض وطنه المحتَل، أو كان في الخارج على أرض المنافي في شتى بقاع المعمورة. نع


خالد محمد غازي يرصد سير الفائزات بجائزة نوبل للآداب

إبراهيم مشارة كتاب «التفاحة الذهبية نساء نوبل.. الفائزات في الآداب» يتناول فيه الكاتب المصري خالد محمد غازي سير وأعمال الكاتبات والشاعرات اللائي فزن بجائزة نوبل للآداب منذ تأسيسها عام 1901 وحتى عام 2015، صدر عن دار ناشرون وكالة الصحافة العربية في القاهرة في 2018 ويقع في 307 صفحات، قسم


« القرد الأوتوماتيكي»: سيرة روائية بنكهة عجائبية

رياض خليف تندرج هذه الرواية ضمن السيرة الروائية، وهي أحد الأنواع التي ينتجها التقاء الرّواية بالسيرة الذاتيّة، على غرار السيرة الذاتية الرّوائيّة والسيرة الروائية الذاتية. وهي تسميات متقاربة اللفظ، لكنّها مختلفة في مستوى علاقتها بالميثاق السيرذاتي وبذات المؤلف وبالمرجع. ولعل السيرة الروائية التي


فلسطين في «لون الروح» لصلاح الدين بوجاه: الهوية/ العنف

منصف الوهايبي تتوزع «لون الروح» على ثلاثة فصول: «المنتجع قرب البحيرة» و«الشارع الفضفاض» و«غابة الأوكاليبتوس». وأولها وصف للفندق الذي «حدثت فيه مساخر كثيرة» تنقيبا عن لون الروح. هذا وغيره، إنما يرد بلسان السارد المتكلم الذي التحق بالعمل،


في «وردةٌ ثرثارة في المقبرة» … التناص النقيض مع التراث وتفكيك الأسطورة السردية

حمزة قناوي ما إن نتأمل ديوان «وردة ثرثارة في المقبرة» للشاعرة سعاد الخطيب؛ حتى نستحضر مقولة أدونيس عن الشعر العربي الحديث، والتي يقول فيها: «إن اللغة الشعرية تحرك وتهز الأعماق وتفتح الأبواب وتخزن الطاقات، فهي أكثر من حروف وموسيقى لأنها تحمل دم الحياة، وهي كيانٌ جوهره في إيحائه ل


في مفهوم الشعرية

أحمد عزيز الحسين دعونا أولا نتفق على بديهةٍ نقديةٍ ، هي أن الشاعرَ لا يتكلم مثل الناس العاديين؛ وأن لغته غير عادية أيضا، وأن ما يميز لغته من غيره كامنٌ في كيفية تشكيل اللغة؛ وأنه يتفرد عن غيره بالقدرة على «تصريف الكلام، وإطلاق المعنى وتقييده، وتصريف اللفظ وتعقيده» كما يقول القرطاجني،







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي