
محمد تحريشي* لعل المقصود بالرواية الخضراء هي النصوص الروائية التي تكتب عن البيئة وضرورة المحافظة عليها، والدعوة إلى العيش المشترك في ظل الاحترام للطبيعة والإنسان، وتقدم صورا عن مقومات التعامل الراقي للبشر لإعادة الحياة للأرض بعيدا عن التلوث بكل أشكاله، وتقوم بذلك بشكل فني يجمع بين الفائدة والمتعة ا
مريم الشكيلية عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب الآخر من المنعطف المقابل للمدينة على ناصية الرصيف الورقي كنت من الدهشة حين نبت أول حرف لك على سطر حبري فارغ، وجاء برائحة الندى الصباحي يحط كالسنون على رسائل هاتفي المكتظة. كان لقاؤنا الحبري غريباً جاء مختلفاً محملاً بالكث
ناظم ناصر القريشي الشعر هو النبض الحي لموسيقى الحياة، حيث تتبع موسيقى الكتابة الفكرة حتى آخر لحظة في حياة القصيدة، في محاولة ليكون للموسيقى شكل مرئي، ورسم شاعريتها بالكلمات، وهذا ما يجعلنا نتساءل هل الموسيقى مرئية..؟ وهل يحق لنا أن نراها كذلك..؟، وهي تتماوج وتتكاثف في متواليات حضورها الأنيق، وتتش
رامي أبو شهاب كان البردُ شديداً عند الوصول إلى مدينة الجلفة الجزائرية، التي توصف غالباً بأنها بوابة الصحراء، كما حدثني الروائي القادم من عمق الصحراء، في الجنوب الجزائري، الصّديق حاج أحمد، الذي كان في استقبالي لنرتحل معاً من مطار هواري بومدين إلى الجلفة… تحدثنا طوال 4 ساعات عن أدب الشتات، و
عبد الإله مهداد كنتُ أوضّب حقيبتي الصغيرة، مساء الأحد؛ مُسافرا، بدعوة كريمةٍ من وزارة الشباب والرياضة العراقية، إلى العراق، وتحديدا إلى بغداد. كنتُ حريصا على عدمِ نسيان أغراضي الهامّة، والقصائد، التي سأقرؤها في المهرجانِ الشّعريّ. لكنَّ ما وضّبتْهُ أمّي من أدعيةٍ ممزوجةٍ بالمخاوف، فاجأني! أمّي ال
قاسم حداد كثيراً ما ينصحنا أهلنا الفلسطينيون، وهم تحت القصف الإسرائيلي، بأن لا نعتاد ما يحدث لديهم من موت متواصل.. نتفهم ضرورة هذه النصيحة، لكننا لفرط المتابعة المتواصلة لأخبار المحطات التلفزيونية، سوف نرى كيف تتجلى الوحشية بشكل مباشر في الحدث الفلسطيني بامتياز. ٭ ٭ ٭ لكننا نزعم قوة مقاومة العا
محمد محمد الخطابي هذا النصّ قبسات من ذكريات قابعة في ثبج الذاكرة الواهنة، التي ما فتئت تُصارع تحاتّ الزّمن وانسيابه، وتقلّبات الدّهر ونوائبه، مستوحاة من معايشاتي وذكرياتي في طفولتي البعيدة في مدينة تطوان الفيحاء (شماليّ المغرب) الأخت التوأم لمدينة غرناطة الحمراء.. إنها المدينة التي تُنعت عن كلِّ
محمد وليد قرين جدران بني مزغنّة هو ليس جداراً رسَم عليه فنّانٌ ما لوحةً رائعة بألوان بهيّة، ولا هو جدار أبدع فيه خطّاط تحفةً بالخطّ العربي. هو جدار كُتب عليه بخطّ عربي بسيط: "الجزاير واحد ما خلّاهالو باباه ملكية خاصّة". لا أعرف من كتب هذه الجملة الرائعة. المهمّ أنه ترك بصمته على جدار بجانب عمار
عباس الحسيني أوجز الفيلسوف والاقتصادي كارل ماركس تطلعاته، حول الرؤية المستقبلية لتحول دول أوروبا في توجهاتها النخبوية إلى النظام الاشتراكي، على أنه استباق لروح العصر، وأن ما من شك من التحول حسب رأيه، وكانت أولى تجلياته في التنبؤ الاشتراكي المنبثق من لندن، حيث كتب الموجز الأخطر في التاريخ البشري م
القاهرة - أتاحت روائية وأكاديمية مصرية بيتها أمام ثلاث كاتبات يخضن للمرة الأولى تجربة التفرغ للكتابة، لتبدأ تجربة رائدة لنظام الإقامة الإبداعية في مصر بالتعاون مع إحدى دور النشر المصرية. وانطلقت الدورة الأولى للتجربة داخل (بيت التلمساني) الذي أسسته الروائية والأكاديمية المصرية مي التلمساني ال
رياض بيدس كان المطر يتساقط مدرارا. حمل الشمسية وأراد الخروج من البيت، لكن زوجته التي كانت تعرف مدى عشقه للمطر سألته: «إلى أين؟! قال: بعض الأمتار من المشي لاستنشاق بعض الهواء النقي. غاب مدة ساعة ثم عاد وهو يشعر بسعادة ليس من الممكن أن يخفيها. سألته زوجته: كيف الشتاء؟ أجاب وهو يداري نظرات
هاشم شفيق أذكر منذ بداياتي الأولى في مطلع السبعينيات، وانخراطي في الثقافة العراقية، كنت شغوفاً بمتابعة الشعر العالمي، وكان هذا الشغف يتم في تساوق تام مع متابعتي للشعر العراقي والعربي. إذن منذ تلك البدايات التأسيسية الأولى لتوجهي الثقافي عنيت بالآخر، ثقافة ورؤية وتطلعاً وفضولاً وشغفاً في اكتشاف
نبيل ياسين هو رأى مثل هو الذي رأى. تعلق بثياب الآلهة لكي يحبها، ويلبسها الثياب التي خاطها لها. في السجن تعلم أن يفتح عينيه أكثر، وينشد تلك الأناشيد الجافة، التي تتساقط ممزقة بفعل الريح. كم من الأيام قضيتها وأنت تقرأ في رقم طينية، كم من الليالي قضيتها وأنت تبحث في تفاصيل ثياب الملوك السومري
رضا نازه مذياعي شاهد زور يغير أقواله كل عشر سنين، مع أنه بقي عينَ ما كان عليه من قبل. مكعب بلاستيك حُشْوَتُه أسلاك ناطقة. أما أنا فهرمتُ مثل عساس الزقاق ولم أبرح، منذ وثقتُ به وأعرته سمعي، في انتظار خبر عن لحظة تاريخية لم تسعفها الجغرافية. لكن.. أخبارُه مجهولة المفاعيل مجنونة الفاعلين مُعتلة الأف
غدير أبو سنينة ماذا تفعل كلُّ هذه النسوة هنا؟ لِمَ كلّ هذا الضجيج؟ لماذا توزَّع المصاحف في بيتنا؟ هل تحسبن أنفسكن في مأتمٍ؟ لماذا تتحدّث هذه السيّدة عن فضل الصبر؟ وتلك، تربطنا بها قرابةٌ بعيدة، تسمح لنفسها فجأة بالحديث عن "لباس المرأة الشرعي"، لِمَ تبدو بنات عمي مجبرات على الإنصات؟ هاك جارتنا ال
جوان حمي زلزل يزلزل فهو مزلزِل ومزلزَل.. وإنسان زل أي انحرف عن طريق الصواب، وأي صواب بقي للسوريين.. إذ نالتْ من صوابهم خمسون عجفاء بعثية تلتها عشر عجاف ثورية، صوابهم الأوحد بات في موتهم؛ دفنوا في البحار، في القفار، وفي الثلوج. لقد قضمت أرواحهم وأجسادهم حيتان الحرب قبل حيتان البحار. لم يقتلهم الزل
قاسم حداد آه.. هذه هي الكتابة إذن، الخندق الأخير قبل القبر، ما إن يفرغ الجميع من أشغالهم، حتى يلتفت الكاتب إلى الشيء المنسي، المـُغفل، المسكوت عليه، المسكوت عنه. الشيء الأخير، بعد أن يفرغ الجميع من أشغالهم: القتيل من موته القاتل من ضميره الحرب من طهاتها الجندي من عبئه الصديق من غدره ال
إبراهيم الزيدي قبل أن تنبت الأهداب في عيون المسافة، وأسلّم أذنيّ لوكالات الأنباء، وعينيّ لتلك المذيعة المثقلة بأناقتها، وهي تجوس مواطن وجعي، خبراً.. خبراً، سأرسم على دفتر الشوق طريقاً، لعلّ امرأةً تعبرني عليه، امرأة تودع في حصالة انتظاري ثلاث قبلات، قبل أن تستعيدني من سلة مهملات الوطن، وتثرثرني ع