تاريخ العقل: الميلاد، التغيرات، التداعيات

د زهير الخويلدي* " لا يضيع العقل من خلال التفكير"   تمهيد: لكلمة العقل معانٍ متعددة، لأنها تحدد ملكة العقل التي تتيح لنا التمييز بين الحقيقي والباطل (أن نكون عقلانيين)، والخير من الشر (ليكون معقولاً)، هذه القوة التي يؤكد ديكارت أنها كذلك "الشيء الأكثر عدلا وتوزيعا بين الناس". تؤكد العقلانية


الهرمينوطيقا ومبادئ التأويل

ترجمة د زهير الخويلدي*   " الهرمينوطيقا، دراسة المبادئ العامة لتفسير الكتاب المقدس. بالنسبة لكل من اليهود والمسيحيين طوال تاريخهم، كان الغرض الأساسي من علم التأويل، والطرق التفسيرية المستخدمة في التأويل، هو اكتشاف حقائق وقيم الكتاب المقدس. يتبع علاج موجز للهرمينوطيقا. للحصول على العلاج الكامل


حتى جون بول سارتر لم يكن حرا كما يدعي

أبو بكر العيادي* حفظنا منذ الصّغر القولة التي تنسب إلى عمر بن الخطاب "متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا" فهل نحن أحرار فعلا، والحال أن الموانع والنواهي، والقواعد والواجبات، والقوانين والتشريعات تُخضعنا باللّين أو بالشّدة إلى قبول ما نأباه منذ نعومة أظفارنا؟ فنحن حتّى في الأوقات التي


فكرة عن تاريخ كوني من وجهة نظر كوسموبوليتية عند كانط

د زهير الخويلدي*   يهدف هذا المقال الفلسفي الذي نشره كانط، المنشور عام 1784، إلى إظهار أن للتاريخ معنى، أي أن مسار الأحداث البشرية لا يتكشف بشكل عشوائي. ما هو هدف التاريخ هذا، وما الآلية السرية، المحرك الخفي الذي يقودنا إليه؟ هذه هي الأسئلة التي يحاول كانط الإجابة عليها. هل هناك معنى للتاريخ


المفكر الفرنسي ميشيل مافيزولي: «دنيا المظاهر وحياة الأقنعة»

مهاب نصر   أيهما تفضل؛ أن تكون شجرة أم عشبة؟ أن تكون ثابت الجذور محدد الإقامة، أم تنبت عفويا كما يحدث بعد زخات المطر بين الممرات ومنعطفات الطرق؟ في حوار طويل للفيلسوف الفرنسي جيل دولوز ركز الأخير على أهمية النظر للحياة الإنسانية بطريقة انبثاق العشب، ناعيا على الفكر الغربي كله سعيه إلى الأصال


الفلسفة في بيت من زجاج

القاهرة - مدحت صفوت منذ بداية المشروع الفلسفي العربي، مع الدولة العباسية، وقدره أن يكون مشروعاً سلطوياً، ترعى السياسةُ فيه الفلاسفةَ، ما يصب في ازدهار التفلسف ورواجه، وللسبب نفسه، يخفت المشروع ويكاد يموت حين ترفع السلطة يدها عنه، مما جعل الفكر الفلسفي في التصور العربي العام «أفكاراً غير واق


العارفون وملهاة النرجس

محمود بركة* “لذكرى ميلاد محمود درويش” تتناص حياة البشر بالنّص الأقرب “للكوميديا الإلهية والإنسانية” حين تتشرب الأصوات ترميز قصاص الأثر بين الفهم والمفهمة، “كما لو كان نائماً”، يتبع المجهر المصاب بالخلخلة، فلا يرى المرء إلا مرايا الأثر، بتزامن مناخ بداية الشاعر


هل يعوق تعدد الثقافات وحدة الجنس البشري؟

أبو بكر العيادي* في رسالته عن الطبيعة البشرية لاحظ الأسكتلندي ديفيد هيوم أنه حين يسافر عبر أوروبا يعتبر الإنجليز أصدقاءه، وعندما يسافر إلى آسيا فأصدقاؤه هم الأوروبيون، ولو قُدّر له أن يسافر إلى القمر، فسوف يبحث عن سكان الأرض كي يتواصل معهم، أي أن الإنسان يميل بطبعه إلى من يشبهه في المقام الأول، ف


تحيين الفلسفة كأسلوب حياة

ترجمة د زهير الخويلدي * " إن كونك فيلسوفًا هو أولاً وقبل كل شيء أن تتبنى طريقة فلسفية للحياة." "هل هناك أي معنى لاقتراح العيش" فلسفيًا "اليوم؟" سأل ج. ف. بالودي في مقال مستوحى من أعمال الهيلينستي بيير هادوت. على الرغم من بساطته غير المسلية، فإن هذا السؤال يخفي عمقًا يتجاوز بكثير التساؤل الفلسفي ال


العرب مجتمعات تعيش بلا أسئلة

كاهنة عباس* إذا ما سلّمنا جدلا بأن لا وجود لمعرفة مكتملة، أثبتت تطابقها التّام مع الواقع، سننتهي إلى القول إنّ كلّ معرفة مهما كان الحقل الذي تنتمي إليه علميّا أو فلسفيّا أو أدبيّا هي قابلة للمساءلة، أي لإعادة النّظر في ما وصلت إليه بطرح أسئلة جديدة. لذلك، كانت الأسئلة هي المفتاح الأصليّ لكلّ بحث


استهلاك الجمال

فوّاز حداد* لا يقتصر الفنّ على الرسم والنحت، طالما مادّته وموضوعه الأثير هو الجمال. وإذا كان جمال الطبيعة هو الأصل، فالفن محاكاتُه بأساليب شتّى وحساسيات مختلفة. يُعتبَر فنّاً كلّ ما نُحسّ فيه الجمال، كصناعة الأشياء؛ الأثاث، الديكور، ورق الجدران، الإعلانات، أغلفة الكتب، تصاميم الأواني، التصوير الف


البشر يحكمهم إما الاقتناع الأخلاقي أو المسؤولية الواقعية

أبو بكر العيادي* عندما يقوم الفرد بما يعتقد أنّه واجب، فإنّه يترك الأمر موكولا للحظّ أو القدر، أو يستعدّ للإجابة عن آثار فعله، حتّى وإن كانت غير مباشرة وغير آنية، ويسعى لتكييفه حسب المعطيات المستجدّة. ولا يعني ذلك أنّه يختار بين ما يسميه ماكس فيبر إيتيقا المسؤولية أو إيتيقا الاقتناع بشكل نهائيّ،


قراءة الفلسفة في زمن «تويتر»

ندى حطيط ليست قراءة الفلسفة في أيامنا بالمتناول القريب، بعدما انعزلت في أبراجها الأكاديمية العاجية، وصارت تتطلب حدوداً دنيا من التجهيز والتثقيف المتخصص قبل أن تُشرع أبوابها أمام محبي الحكمة لعبور النصوص الفلسفية، لا سيما كلاسيكياتها. ومن ذلك التجهيز معرفة بربط الأسباب إلى الاستنتاجات، وتتبع التغيرا


انعطاف الفلسفة من الأزمنة الكلاسيكية إلى الحقبة المعاصرة

د زهير الخويلدي* غالبًا ما يعتقد الجميع أن الفلسفة تتوقف عند ديكارت. ويطلق بعض أساتذة الكلية النكتة التالية: "الفيلسوف الجيد فيلسوف ميت!" الفلسفة المعاصرة أكثر حيوية من أي وقت مضى: القرن العشرين هو قرن عظيم من الفلسفة. لقد زعزع العديد من المفكرين التقاليد وأعلنوا عن تيارات فكرية جديدة، ولا سيما ال


الفكر الفلسفي والفكر العلمي.. تكامل أم تنافر؟

أبو بكر العيادي* عندما يتحدث أحدهم عن ماهية الفلسفة، ويثير أسئلة حولها في ظل تناسل العلوم الإنسانية التي باتت تزاحمها، يسارع المشتغلون بالفلسفة إلى الرّدّ بأن أهل الصناعة أدرى بها وبماهيتها وغاياتها، وأن كل من ليس منهم لا يمكنه الإحاطة بمبناها ومعناها ومنطلقاتها وغاياتها. بيد أن هذا الموقف ليس خاصّ


علـم الاجتمـاع فـي العزل الفكري

 تبدو الحاجة ملحة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى علم اجتماع قوي وحاضر في مختلف مجالات الحياة العربية. منذ بدايات الألفية الجديدة، وهناك متغيرات كثيرة ومهمة نعيشها على المستويات كافة، يأتي على رأسها الطفرة التكنولوجية التي غيرت في طبيعة العلاقات بين البشر، وإدراكنا للمكان وتقديرنا للوقت.  


أن لا تكتب

لا أعرف ما الذي قفز بهذا السؤال إلى روحي. ليست كورونا والعزلة في البيت. على العكس كانت العزلة وراء قراءة كثير من الكتب في الفنون والتاريخ والآثار، وكتابة رواية جديدة سأقوم بنشرها بعد حين، وكثيرا من النفحات أطلقت عليها «من نفحات العزلة» صرت أكتبها أحيانا على تويتر أو فيسبوك، عبارات قصير


إيمانويل تود وأنثروبولوجيا العائلة: إعادة اكتشاف أوروبا والعالم الإسلامي

في فترة السبعينيات من القرن الفائت، برز الأنثروبولوجي الفرنسي إيمانويل تود بوصفه أحد المهتمين بتاريخ البنى العائلية في أوروبا والاتحاد السوفييتي. كان تود قد وصل إلى فكرة تقول إن تحليل المجتمعات والحداثة والتحولات الدينية، لا يمكن تفسيرها فقط من خلال التحليل الماركسي، أو تحليل ماكس فيبر حول التدين









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي