
زيد خلدون جميل* تم ربط يديّ الرجل البائس، الموثقتين أصلا خلف ظهره، بحبل مرتبط ببكرة مثبتة بالسقف. وتم سحب ذلك الحبل إلى الأعلى رافعا معه الرجل الذي شعر بآلام رهيبة في كتفيه، إلى درجة أنه شعر بأن ذراعيه على وشك الانفصال عن جسمه، لاسيما عندما كان المسؤولون عن التعذيب يتركون الحبل فجأة ليسقط جسده سر
ما يقرب من 3 مليارات شخص حوصروا خلال الأشهر الماضية عبر العالم، أصبحت العلاقات الرقمية تعوض عن نقص الاتصال الجسدي، كما لو كنا قد أُلقينا بوحشية في عالم قُدِّم كنوع من الخيال العلمي لفترة طويلة، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم يوتوبيا أو ديستوبيا. أسئلة كهذه عن التحولات التي
د زهير الخويلدي * " يستحضر الفيلسوف جيل دولوز (1925-1995) في نصوصه الأخيرة "التنصيب التدريجي والمشتت لنظام الهيمنة" للأفراد والسكان، والذي يسميه "مجتمع السيطرة". يستعير دولوز مصطلح "السيطرة" من الكاتب ويليام بوروز، لكنه يميل إلى صياغة فكرته حول عمل ميشيل فوكو حول "المجتمعات التأديبية". في الأخير، ا
تعدّدت في السنوات الأخيرة ترجمات الكاتب النمساوي ستيفان تسفايغ (1881 - 1942) إلى العربية، فظهر في ظرف أربعة أعوام تقريباً أكثر مما تُرجم في أربعة عقود، من ذلك رواياته القصيرة مثل و"الليلة العجيبة"، "لاعب الشطرنج"، و"فوضى الأحاسيس"، و"آموك.. سعار الحب"، و"الخوف"، وحتى روايته غير المكتملة "التحوّل".
إذا كان هناك اعتراف بدور العرب في الحفاظ على المعرفة - من الفلسفة إلى علوم الحياة - خلال العصور الوسيطة (التي تقابل ما يُعرف بعصور الظلمات الأوروبية)، أي أنهم كانوا حلقة الوصل بين زمن الإشعاع الإغريقي وعصر الحداثة، فإننا نقف على اختلاف بين تقييمين لهذا الدور؛ الأوّل يقول بأن العرب لم يكتفوا بدور ن
عزالدين عناية ثمّة ظاهرتان تطلّان بإصرار في عصرنا، إحداهما محمودة والأخرى ممقوتة، ألا وهما التعدّدية والشعبوية. وتبدو الأولى قادمة من عمق التنوّع الثقافي ودلالاته ورموزه، والثانية من رواسب السياسة ومخلّفاتها وشظاياها. وقد شاءت الأقدار أن تظهرَ هذه وتلك في زمن جامع، أو لعلّ قانون التدافع الخفيّ ب
محمد قنور يعدُّ فهم علاقة العقل بالوعي أحد أكبر التحديات العلمية والفكرية في عصرنا. فبعض الفلاسفة يجادل العلماء باعتبار الوعي عملية تتجاوز الأعمال الفيزيائية للدماغ. ويعتقد آخرون أن تطور البحث العلمي سيجيب على الأسئلة الشائكة حول الوعي، إلا أن البعض يعتبرُ اللغز أعمق ويستعصى حله. في هذا الصّدد،
د زهير الخويلدي " لكن ما هي الغاية التي يمكن أن تبرر، في الظروف الحالية، الوسائل القادرة على إبادة البشرية؟" عاشت حنة أرندت بين 1906 و1975 وتميزت بالجرأة الفكرية والجسارة الوجودية في الانتقال بين عالمين والهجرة من أوروبا الى العالم الحر والترحال المعرفي من الألمانية اللغة الأم الى الأنجليزية اللغة
شهدت سنة 2020، التي توشك على الانتهاء أحداثاً كثيرة. غير أنَّ فيروس كورونا المستجدّ يضلًّ الحدث الأبرز فيه؛ حيث بلغ عدد الإصابات المؤكّدة به في أنحاء العالم أربعين مليوناً، بينما تجاوز عددُ حالات الوفاة جرّاء الإصابة به مليون حالة. فرض الوباء على العالَم حالةً غير مسبوقةٍ من الإغلاق كانت لها تداع
ابراهيم مشارة خوان غويتيسولو روائي إسباني كبير من مواليد عام 1931 عاش في مراكش المغربية وتوفي مؤخرا.قال عن نفسه: "أنا أعد من بين الروائيين الأوروبيين القلائل المهتمين بالثقافة العربية الإسلامية وقد دافعت قدر استطاعتي عن القضية الفلسطينية، وكنت حاضرا على جبهات النضال من أجل الديمقراطية في العالم الع
عمران عبد الله لا يهتم العالم الإسلامي عادة بالخيال العلمي وفق صورة نمطية سائدة، وغالبًا ما تلقى مسؤولية الافتقار الملحوظ للإبداع والخيال والفكر المستقبلي على تحفظات دينية وحتى بسبب حكومات سلطوية، لكن كتابا جديدا صادرا حديثا يبدّد هذه الصورة المعتادة ويعتبرها غير صحيحة. وفي كتابه "الإسلام والخيا
منذ تأليفه لكتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" (2013)، أصبح المفكر الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي (1971) أحد أبرز المثقفين في زمننا، حتى أنه وُصف بـ"صاحب نوبل غير المتوّج" في إشارة إلى المشاريع الفكرية التي خاضها ضمن علم الاقتصاد تتجاوز معظم ما أنجزه حائزون على نوبل للاقتصاد، ناهيك عن أن شه
هاشم صالح يعتبر ديكارت أحد الخمسة الكبار في تاريخ الفلسفة البشرية: أفلاطون، أرسطو، ديكارت، كانط، هيغل. وقد جسد في شخصه العبقرية الفرنسية في أنصع تجلياتها. ولذلك أصبح رمزاً على فرنسا إلى درجة أن أحدهم قال: ديكارت هو فرنسا. وهذا يعني أن عبقرية الأمم تتجسد في شخوص الأدباء والشعراء والفلاسفة، أكثر م
د. لاهاي عبد الحسين يقدم الكاتب علي حسين، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «المدى العراقية»، في كتابه الجديد: «مائدة (كورونا): مفكرون وأدباء في مواجهة الجائحة»، الصادر عن «دار الكتب العلمية» و«دار معنى للنشر» في بغداد (2020)، آراء مجموعة من الفلاسفة وال
على الرغم من كونه لم ينشر مؤلفات، فإن أفكار المحلّل النفسي الفرنسي جاك لاكان (1901 -1981) وجدت طريقها إلى مجالات عديدة، بعضها بعيد عن مجال تخصّصه. لعلّ أحد أسرار هذا الانتشار هو حضور لاكان ليس كمفكّر فحسب، بل في الحياة العامة لمجتمع الثقافة، وضمنه كانت له علاقات وطيدة مع المشتغلين بالفلسفة. في 19
عمران عبد الله تمثل حركة "ما بعد الحداثة" الفلسفية تهديدا لمشروع التحديث والتنوير الفلسفي من ناحية، وللديمقراطية الليبرالية من ناحية أخرى، فمجموعة الأفكار والقيم التي تمثلها هذه الفلسفة قد كسرت حدود الأوساط الأكاديمية، واكتسبت قوة ثقافية كبيرة في المجتمع الغربي شملت "أعراضا" لاعقلانية وتناقضات مت
أبو بكر العيادي* نشأنا على مفهوم خطّي للزمن، نتوهّم أننا نعيش في حاضره ونسترجع ماضيه ونتطلع إلى مستقبله، وأن الزمن واحد، يجري مثل نهر من مدَبٍّ إلى مَصبّ، وبنينا على هذا الفهم علاقتنا بالزمن. غير أن العلماء لهم رأي آخر، قد لا يدرك عمقه إلا من تملّك خلفية علمية، لأنها معقدة تتجاوز فهم الرجل العاد
إبراهيم الجبين* “البارا” و”الدوكسا” كلمتان إغريقيتان تثيران اهتمام كثيرين. بعضهم يفهمهما والبعض الآخر يعتقد أنهما مما تسهل صناعته وفبركته، فيسارع إلى توريط نفسه في استعراضات مثيرة للسخرية، كما حين درجت “موضة” أدبية في مرحلة الانقلاب التي شهدتها الحياة العربية ق