
ليس سؤال الآخر، أو الآخرين، بموضوع هامشي في الفلسفة الأوروبية المعاصرة، بل يكاد يُعَدّ اليوم من بين المشكلات الأساسية التي تتوقّف عندها مدوّنات فلسفية أساسية، وتحت زوايا مختلفة، تمتدّ من الأخلاف (كما هو الحال عند إيمانويل ليفيناس) إلى الفينومينولوجيا (برنارد فالدنفلس) وصولاً إلى التفكيكية (جاك دري
محمد نور الدين أفاية* تحتل السياسة مكانة مركزية في فكر الفيلسوف الفرنسي جاك رانسيير، حيث يُدرجها في تحليله للظواهر التاريخية، ويستدعيها وهو يعالج إشكاليات الكتابة، سواء الروائية، والمسرحية، والشعرية، أو السينمائية، ويستحضرها حين يتناول الجماليات في تجلياتها المتنوعة. في مقال له بعنوان «سياس
يكاد ينحصر الاهتمام بابن تيمية في مقولاته الفقهية التي وجدت في عالمنا المعاصر أفق انتشار كثيراً ما استندت إليه قراءات حديثة للنصوص الدينية، ومنه تفرّعت التيارات السلفية التي تشكّل شريحة واسعة ومؤثرة في الفضاء الإسلامي اليوم. لكن لابن تيمية وجوه أخرى، ومنها فلسفته في المنطق والتي يتناولها الباحث ح
د زهير الخويلدي* الصالح العام يتم النظر في مسألة الصالح العام من خلال تخصصات مختلفة (الفلسفة والقانون والاقتصاد العام وما إلى ذلك تحت عدة معانٍ، ولكنها تشير جميعها إلى إمكانية ومتطلبات محددة للسلع الملموسة أو غير الملموسة المشتركة بين جميع الأفراد من نفس الجمهور. الفضاء، سواء كان ذلك مستخد
تبدو المشاعر والأحاسيس، في يومنا هذا، كمواضيع تخصّ علم النفس والتحليل النفسي وحدهما، بحيث تصبح مقاربة أيّ فرعٍ آخر من فروع العلوم الاجتماعية لقضايا كالحزن والفرح أو الغضب أو العار مقاربةً "من الخارج"، تنظر إلى حالات حيوية كهذه بوصفها قبل كلّ شيء مفهوماً أو كلمةً فحسب، نقرأها ونتحدّث عنها دون أن نع
دعد ديب* كان انهيار النظام الأمومي الذي ساد في مرحلة ما من التاريخ بداية تحول للمجتمعات باتجاه الهيمنة الذكورية بعد أن تبوأت النساء السلطة الاجتماعية والسياسية ردحًا طويلًا من الزمن، حيث كان نسب الأبناء يرجع إلى أمهاتهم في المجتمعات البدائية التي سادت فيها وساد نمط الإنتاج الزراعي الذي يلزم الاست
د زهير الخويلدي مقدمة "إن هؤلاء "المثقفين" لا يبنون سلطتهم على قوة المجموعة فقط. على العكس من ذلك، فهم يستمدون قوتهم الرمزية من موقع اجتماعي يتمتع بمكانة معينة أو حتى من تراكم الألقاب". بمعنى واسع، يشير المفكرون إلى كل من ينتمي إلى المهن الفكرية (الفنانين، الكتاب، العلماء، إلخ). ثم يشكلون
لا يزال حقل المستقبليات متروكاً في الثقافة العربية، وكأنه ترف فكري، فلا يبدو أن السواد الأعظم من المشتغلين بالفكر عربياً منشغلون بقضايا المستقبل ومفاهيمه. يسري ذلك لدى الباحثين ضمن الفلسفة حيث من النادر أن نجد انشغالاً جدياً بالمستقبل. يأتي كتاب "مدخل إلى فلسفة المستقبل" الصادر مؤخراً عن "الدار ا
سومر شحادة* تستعرض المفكّرة الأميركية جوديث بَتلر (1956) في كتابها "الحياة النفسيّة للسلطة: نظريات في الإخضاع" مقاربات عددٍ من الفلاسفة في تَشكُّل الذات الخاضعة، وهو كتاب في التحليل النفسي الاجتماعي يكشف مسألة الإخضاع الذي يُمارَس على الذات، ومن ثمَّ تُمارِسه الذات ضِدَّ نفسها. تستخدم بتلر في ال
محمود منير مع اختراع المحرّك البخاري في نهاية القرن السابع عشر، دخل العالم عصر الثورة الصناعية التي رافقتها مقولات فلسفية متعدّدة، سعى أصحابها منذ تلك اللحظة إلى فهم عملية الإنتاج وأنماطها، وكذلك اغتراب الإنسان في عصر الآلة، وصولاً إلى تأثير التقنية الواسع في تطوير التعليم وتكريس الديمقراطية ومنظ
حمزة الذهبي* الفكر المخالف لما هو سائد محكوم عليه، تلقائيا، بالإقصاء والتهميش، بل وأكثر من ذلك، بالتعذيب والقتل، أي بما هو أبشع وأشنع، إذ لو تأملنا التاريخ لوجدناه مليئا حد الثمالة بنماذج من هؤلاء الذين تعرضوا للتعذيب والقتل، وذلك فقط لأنهم تجرّؤوا على النظر في اتجاه آخر غير الاتجاه الذي ينظر إلي
القاهرة - يشتمل كتاب “الدين والتراث والهوية” للكاتب الصحافي محمود سلطان على رصد تحليليّ للمعارك التي خاضها المثقفون المصريون حول “هوية مصر” على مدى مئة عام. وتعدّ هذه المعارك تراثا من الخبرة يتيح للباحث استخلاص آليات المثقفين في توريث قضاياهم للأجيال اللاحقة من جهة، واستشر
خلدون الشمعة* يعتبر كتاب “الهويات القاتلة، قراءات في الانتماء والعولمة” للكاتب والصحافي اللبناني أمين معلوف واحدا من أبرز وأندر المراجع التي آلت على نفسها تفكيك قضية معرفية وسوسيولوجية ونفسية معقدة ألا وهي “الهوية” الفردية والجماعية وميكانيزمات تمظهرها في مسلكيات عنيفة وقا
أبو بكر العيادي* الشائع أن الفلسفة والتخييل متعارضان، فالفلسفة في بحثها عن الحقيقة تبدو أقرب إلى العلم وتتوق إلى معرفة كنه الظواهر والأشياء، في حين أن التخييل ينتمي إلى الفنون، التي تقنع بتشكيل المظاهر حسب مثالية الجمال. ولكن الواقع غير ذلك، فالفلسفة تلجأ هي أيضا إلى التخييل، بالرغم من أنه يخالف
قبل 75 عامًا، في أغسطس/آب 1946، نشر الأديب الإنجليزي جورج أورويل (1903-1950) روايته الشهيرة "مزرعة الحيوان" في الولايات المتحدة، ولاقت نجاحا هائلا، حيث بيع منها أكثر من نصف مليون نسخة في عامها الأول. وبعدها بـ3 سنوات نشر رواية "1984" التي تنتمي لأدب الواقع المرير "الديستوبيا" ولاقت نجاحا أكبر. في
كه يلان محمد* يبدأُ التأملُ في جذورالمفاهيم الفلسفية بشقيها التنظيري والعملي، والمنعطفات التي شهدها النشاط العقلي بالعودة إلى لحظة الانشقاق عن الرؤية الأسطورية لتفسير طبيعة الأشياء، والتحول نحو إمكانية تناول الظواهر الكونية، وفق مبادئ المنطق العقلي، ومن المعلوم بأنَّ طاليس هو أول منْ أثار ا
الفاهم محمد نعيش في عالم يفتقر إلى الاستقرار، عالم تسوده الفوضى والاضطراب، بل أكثر من هذا فنحن لا نكاد نعرف مدى عمق هذه التحولات التي تقع، وذلك بسبب التسارع المفرط للتقلبات، فالعالم يتغير أمام أنظارنا باستمرار، دون أن يتسنى لنا تكوين تصور واضح عما يحدث، ولا عما ستؤول إليه الأمور.. وقد انكب العديد
د. يوسف رحايمي * لم يكن «بشار بن برد» من أصحاب الترف في القول حين أنشد «يا قوم أذني لبعض الحيّ عاشقة والأذن تعشقُ قبل العيْن أحياناً» افتنانا بصوت امرأة في مجلس وقع في عشقها، ولم يكن ذلك الفتى الخجول بقادر على أن يُصارحني بأنّ «فتاة الهاتف» - إنْ صحّ التّوصيف-