
واحدة من أبرز المشكلات الصحية التي تواجه الكلى هي الأملاح، والتي تتراكم وتكوّن "حصوات الكلى". وتحدث عندما تتراكم مواد معينة وتتصلب في شكل تكتلات مثل الكالسيوم، الأوكسالات، حمض اليوريك، ويعود ذلك إلى نقص السوائل، بحسب سيدتي.
وتعد نسب الإصابة بأملاح الكلى كبيرة نسبيًا، فحسب البيانات المعتمدة يُصاب نحو 1 من كل 10 أشخاص بحصوة كلوية خلال حياته، وأكثر من 500 ألف زيارة طوارئ سنوياً في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ترتبط بهذه المشكلة.
لماذا تترسب الأملاح على الكلى؟
هناك عدة أسباب لأملاح الكلى (أو الحصوات وفقًا للمصطلح الشائع بين الأطباء)، وتشمل الأسباب حسب National Kidney Foundation التالي:
نظام غذائي غني بالملح والسكريات والبروتين الحيواني.
قلة شرب الماء.
الاستعداد الوراثي.
بعض الأمراض مثل السكري، فرط نشاط جارة الدرقية، أمراض الأمعاء الالتهابية، السُمنة وتاريخ جراحات السمنة.
التهابات المسالك البولية المتكررة.
النقرس وارتفاع حمض اليوريك.
أعراض أملاح الكلى
بحسب ما أورده Cleveland Clinic فإن بعض أملاح الكلى قد لا تسبب أي أعراض، لكن عندما تتحرك البلورات الملحية داخل الحالب، فإن المريض قد يعاني من التالي:
المغص الكلوي على شكل ألم حاد يبدأ من أسفل الظهر يمتد للبطن.
ألم في البطن متقطع.
غثيان وقيء.
حرقة في المعدة.
بول متكرر.
تغير لون البول المفاجئ وربما الرائحة أيضاً.
حمى وقشعريرة.
كيفية تشخيص أملاح الكلى
أملاح الكلى يتم تشخيصها من خلال تحاليل البول و الدم والتي تشمل وظائف الكلى ونسبة الكالسيوم وحمض اليوريك. أيضًا قد يطلب الطبيب المعالج إجراء الأشعة المقطعية، وهو إجراء أكثر دقة لتحديد موقع وحجم الحصوة، كما تستخدم الموجات فوق الصوتية للمتابعة أو في مواقف محددة حسب توجيهات الطبيب.
بعد التأكد من وجود حصوات (أملاح)، والسيطرة على الألم المصاحب لها في البداية، قد يطلب الطبيب فحوصاً إضافية للتعرف على نوع الحصوة وتحديد طرق العلاج و الوقاية من عودة الأملاح.
علاج أملاح الكلى
يشير خبراء الصحة إلى أن حوالي 80% من الحصوات قد تمر دون أعراض واضحة وتختفي من تلقاء نفسها، خلال أسبوع إلى أسبوعين، وذلك حال كانت الحصوة أصغر 4 مم.
وخلال فترة العلاج الأولى يطلب الطبيب من المريض شرب الكثير من الماء، وقد يصف مسكنات وأدوية تساعد على ارتخاء الحالب، للمساعدة في طرد الحصوات، على أن يتم ذلك تحت إشراف طبي خاصة لدى من لديهم أمراض مزمنة.
في حالات أخرى قد تتفاقم الحالة وتتسبب الحصوة في انسداد أو عدوى داخل الحالب، وهذا يعني أن حجم الحصوة كبير نسبيًا؛ هنا يشمل العلاج خيارات تفتيت وإزالة مثل:
الموجات الصدمية (ESWL).
المنظار عبر الحالب (URS).
استئصال الحصوة عبر التقنيات الحديثة.
هل الحصوات تعود بعد العلاج؟
الإجابة هي نعم، بل قد يعاني المريض من عودة الحصوة مراراً وتكراراً، لذلك يجب بعد العلاج اتباع خطة وقائية شخصية بحسب الحالة. ولتجنّب عودة الأملاح على الكلى يجب اتباع التالي:
التبول اليومي من 2 إلى 2.5 لتر.
شرب كمية كافية من الماء على مدار اليوم.
خفض الصوديوم والسكر.
تقليل البروتين الحيواني.
الاعتدال في الأغذية التي تزيد خطر الحصوات مثل الشوكولاتة.
الحصول على الكالسيوم من الطعام لا المكملات.
طرق الوقاية من أملاح الكلى
سواء إذا كنت أصبت بأملاح الكلى من قبل أو أنك لم تصابي، فهناك طرق تقي من ترسب الأملاح على الكلى مثل:
شرب كمية كافية من الماء النقي، وهنا يمكنك قياس ذلك بلون البول، فكلما كان اللون فاتحاً، فهذا يعني أنك تشربين كمية كافية من الماء.
تخفيف الملح و السكر، لأن الصوديوم يرفع كالسيوم البول، أما السكريات، وخاصة الفركتوز، فتزيد من خطر تكوّن الحصوات.
الاعتدال في تناول البروتين الحيواني، خصوصًا لحصوات حمض اليوريك، كما يمكنك الاعتماد على اللحم الأبيض أكثر.
الحفاظ على وزن صحي وضغط دم متوازن، لأن أحد مسببات الحصوات هي السمنة وتذبذب ضغط الدم.
الفحوص الدورية مهمة لتجنّب عودة الحصوات مرة أخرى.
متى يجب الذهاب إلى الطوارئ؟
صحيح أن الأملاح على الكلى حالة متكررة، لكن في بعض الحالات قد تشكل خطورة على المريض، ويجب اللجوء للطوارئ حال الإصابة بألم لا يُحتمل، حمى وقشعريرة، قيء لا يحتمل، انقطاع البول، أو أعراض عدوى تستوجب مراجعة عاجلة، لأن الانسداد المصحوب بعدوى قد يهدد الكلى ويتطلب تفريغاً سريعاَ ومسارًا علاجيًا دقيقًا.