
أنيس غنيمة تحتفظ أُمّي بعلبة شوكولاتة قديمة فارغة في غرفتها لأنّ شكلها يُعجبها. تُنظّفها كلّ مرّة لأنها تفتح لها مجلّداً من ذكريات وصور. جزء كبير من ذاكرة المرأة الفلسطينية هو نوستالجيا، يتضمّن هذا بيتها القديم قبل التهجير، وطبخات جدّاتها، وشجرتها الأُولى في المدرسة، وبالتأكيد أوّل مرّة تذو
عايدي علي جمعة يقع كتاب «قاض من مصر» في ستمئة وعشرين صفحة، وهو كتاب للمستشار بهاء المري، يتناول سيرته الذاتية. وقد ذاع صيت المستشار بهاء المري في الفترة الأخيرة، خصوصا أثناء قضية نيرة أشرف الشهيرة، تلك الطالبة في كلية الآداب ـ جامعة المنصورة، التي قتلها زميلها محمد عادل جهارا نهارا ب
عبد اللطيف اللعبي تنبيه: هذه المقاطع من قصيدة كتبتُها منذ أكثر من عشرين سنة تعطي الدليل، حسب اعتقادي، على أنّ الهمجية هي التي تتكرّر أكثر في تاريخ ما يُسَمّى بالبشرية. هنالك من يستطيعون تحليل هذه الظاهرة ببرودة، وعيونهم جافّة. أمّا أنا، فلا أقوى على ذلك. الكتابة التي تصدُر عنّي إنْ هي إلاّ وجَعٌ
كيف استخدمت الميليشيات الصهيونية الإرهاب لتحويل أرض الشعب الفلسطيني التاريخية إلى مشروع استيطاني عنصري؟ قد تكون أغلب مؤلّفات الباحث والموسيقي الأميركي توماس سواريز تنصبُّ على هذه الفكرة، أو تجيب بطريقة ما عن هذا السؤال، لكنّه في كتابه الصادر حديثاً عن "أوليف برانش برس"، تحت عنوان "اختطاف فلسطين: ك
واسيني الأعرج أستعيد المقولة الاستعمارية الميكافيلية لمؤسس دولة «إسرائيل» ديفيد بن غوريون، لجهلها الحقيقي بجوهر الفلسطيني المرتبط عضوياً بأرضه، التي تقول: «يجب أن نقوم بالمستحيل لكي نضمن عدم عودة الفلسطينيين، فالمسنّون سيموتون، والشباب سينسون» (جورنال 18/07/1948). تبناها و
محمود جمعة ينبغي أولاً أن نطرح سؤالاً مفاهيمياً مُتشعباً في جدوى الفن والأدب عموماً، والشعر خصوصاً: لماذا قصيدة العمود؟ وإلى أي حد استطاع هذا الشكلُ الكلاسيكي الصمود أمام التغيرات والتحولات السياسية والتاريخية والثقافية والاجتماعية في العصر الحديث؟ وهل المشكلة في القصيدة العمودية نفسها، أم بما تح
محمود منير سنواتٌ سبعٌ تفصلُ عن تطبيق الاحتلال الصهيوني خطّته المسمّاة "القدس الكبرى"، التي ستفرِض أغلبية يهوديّة في المدينة تتجاوز 70 بالمئة، وتطمس الطابع العربي الإسلامي في عمرانها وثقافتها، مع استمرار التضييق اليومي على المقدسيّين بسبب الإغلاقات وجدار الفصل العنصري الذي يقطع القدس عن قراها. ث
جبار ياسين أمس أرتقت جارتنا للسَّماء للقاء أطفالِها تبعتها ابنتي المكسورة الذِّراع جارتي الأُخرى سبقتهم في الصُّعود لا بُدَّ أنّها وصلت قبل حلول المساء نهلة، بنت أخي، غادرتنا في أوّل يوم لم نجد لها أثراً فلم نتكفَّل بجثمانها لننقلها إلى مشرحة « الشِّفاء» كأنَّها في العُلى تُعا
الياس خوري سوف أروي لكم حكايتين عن تجربتين عشتُ إحداهما، وأخذتني الأخرى إلى إعادة النظر في المعاني الإنسانية. كانا رجلين؛ الأول في الأربعين، شاعر يعيش في الضجر ويرى العالم من حوله يتفكك، وكانت مشاعره وهمية، بمعنى أنها لا تعبر عن شيء ملموس، أو هكذا كنا نعتقد. كان يقول إنه شاعر الانفعالات الداخلية
سعدون يخلف «عندما يُفقد الحوار وتُفقد الأخلاق في الوقت ذاته، فلا مفر من مواجهة أبشع صور العنف». هذا ما توصّل إليه المفكّر طه عبد الرحمن، عند مساءلته العنف في كتابه الموسوم بـ«سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية» الصادر عن المؤسسة العربية للفكر والإبداع 2017. فعند غياب الحو
محمد الأمين الكرخي شذرة على مشارف القدس كنتُ وامرأة بغدادية، أصلها من قزوين، أُحدّق بالقباب والأبراج وتحليقة شحرور شاهقةٍ كانت أنفاسَ القمح. ■ ■ ■ نصّ تنمو ظلالهم في الأذهان، أولئك الذين هُجِّروا من أوطانهم، إليهم تنتمي أحلامي، يستعيرون الحنجرة كلّما همَمْتُ بكتابة القصيدة، صلد
إسماعيل أزيات الآن، وفي خِضمّ التحوّل الجذري والتاريخي الذي يجري على أرض فلسطين، والذي تطال آثاره الوجدانية والفكرية قبل السياسية والعسكرية، الكُرة الأرضية برمّتها، يُمكن القول إنّ فلسطين عادت، أرضاً وشعباً ورمزاً للتحرّر، لتُخلخل الأنساق الأيديولوجية للهيمنة والتحكّم، ولتُمزّق الأقنعة المتوحّشة
تعقد "مؤسّسة تُراثنا في العالم العربي" في الجزائر، عند السادسة من مساء الثلاثين من الشهر الجاري، ندوة لإطلاق مجلة ثقافية فصلية تُعنى بشؤون التُّراث الثَّقافيِّ بشقّيهِ الماديِّ وغير الماديِّ، وكذلك الطبيعي تحت عنوان "تراثنا الثقافي والطبيعي في العالم العربي". المجلّة، التي يقول القائمون عليها إنّ
بالتزامن مع التصريحات الرسمية المنحازة للعدوان الصهيوني في جميع أنحاء القارة الأوروبية، كان الموقف في دبلن متناقضاً منذ البداية، حين أدان رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاراكدار جرائم الاحتلال التي وصفها بالعقاب الجماعي، واتهم الدول الغربية بازدواجية المعايير تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واستمرت
محمد بلمو ها هُنا محرقةٌ وهذا دَمي في المزادْ والكاهِنُ عارضةُ أشلاءٍ أحمرُ شِفاهِها دَمي جَسدي العاري حَوْلَ اللَّهيبِ يَلْتَّفُ يَقتاتُ من شراراته اللَّهيب الذي لا يتعب لا يتأفف أحوله ثَلْجًا للثلج قدرة الإكسير حينَ يستيقظُ القَتلُ والموتُ مَوْلِدي حِين ألْتحِفُ الغبارْ تَسْألُ
الحسام محيي الدين قبل «الطوفان» كانت فلسطين تروى بصيغة الغائب. خمس وسبعون عاماً من النضال بالمال والنفس، كانت فيها الخيبات أضعاف الانتصارات، وها هي بعد الطوفان تطلّ بصيغة المتكلم، العاقد العزم في مواجهة الأوباش والأخلاط من سفلة صهاينة أهل الأرض الذين خرّبوها لاجئين ومستوطنين تشويهاً و
سومر شحادة يبدو السؤال الذي أبني عليه سؤالاً عاماً، وهو بالفعل كذلك. إذ ليس من إجابة محددة وحاسمة ومتفق عليها تقول لنا بالضبط لماذا الفن ضروري في حياتنا؟ وعدا عن ضرورته؛ ما أفكر فيهِ حيال القضية الفلسطينية؛ لماذا الفنّ واجب؟ لماذا وجود الفن بذاته أخلاقي؟ ما يدفعني إلى تصدير الفن باعتباره لصيقاً
نبيل مملوك يقرأ بول شاوول (1942) في قصيدته «هؤلاء الذين يموتون خلف أعمارهم» الصادرة عن دار راية للنشر (طبعة أولى 2023 ) مقتلة أطفال غزة الأزلية بطريقة نقدية من جهة تتمثل في التطرق للبعد الديني والعقائدي للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، إضافة إلى الصمت المطبق عالميا مع تواتر المذبحة فضلا