
نبيل حامد*
1
المستريحون الثلاثة
مستريح قصايد ومستريح غُنا، والمذيعة مستريحة إعلام، أقاموا لقاءً على الهواء، فقد استضافتهما المذيعة المستريحة والمشهورة.
قال الشاعر شعرًا هنجوريًا ضخم الألفاظ ومتداخل التراكيب، غليظ المشاعر والمعاني. وبجملة لحنية أو جملتين هزيلتين وفقيرتين، ردد المغني ذائع الصيت في المحيط كلمات الشاعر الهنجوري.
وما كان من المذيعة المستريحة والمشهورة معًا إلا أن تُبدي انبهارها ودهشتها وتفاجؤها بهذا الإبداع الارتجالي العفوي التلقائي، وليد اللحظة الخيرة الموفقة.
تم هذا في حضور جمهور رمزي مجلوب، كمالة ديكور ومنظر وللتصفيق عند سخونة المشاهد.
عندما أرسل الفيديو لصديق يثق في ميزانه يسأله: "ما هذا؟"
أجابه: "هَبَل واستهبال".
قال لنفسه: "فعلًا… واستغفال جمهور مشاهدين كمان".
2
تختيم كاتب
قال:
لا يجب أن ينخدع الكاتب بقبول وتفاعل ولايكات الميديا، لأنها خادعة وغير دقيقة.
سأله مباشرة وفي حماس:
ما هي الآلية السلوكية المطلوبة من الكاتب (ككتالوج إجرائي)؟
على سبيل المثال: يأخذ موافقة علاء أو سيد أو فاطمة أو برهامي مثلًا؟
على ورقة يوقعون عليها؟
أم تعني أن الكاتب يَعْدي على نخبة أو اثنين من النخب المرمية على المقاهي أو الصالونات، يأخذ أولًا موافقتها على الورق ويوثق في الشهر العقاري رأي النخبة فيه؟
ولا يتختم من جمعية ما تربط الكاتب علاقة ما بواحد منهم و(يتختم) بهذه الطريقة مثلًا؟
أصحاب الكراسي الأدبية أدواتهم ضعيفة وغبية ومكشوفة في التعامل مع الواقع الإبداعي والفكري.
وأتاحت الميديا وسائل ناجعة وحاسمة دالة في التواصل والانتشار والتفاعل الفكري والثقافي لم تُنجزه عشرات الأدوات عبر عشرة قرون…
3
قماشة عضوية
سأله عندما كانا يتحاوران:
قصدك بالأعلام مين؟ أعلام التاريخ الوسيط؟
أجابه بسرعة:
لا أقصد هؤلاء بتاتًا… نعم، نعم قصدت بالزبط رواد الحداثة المصرية في كل المجالات وواضعي كل أسسها حتى ولو أن معظمها الآن أصبح كلاسيكيات معرفة وعلوم وفلسفة.
هذه الأسس والتي هي حصيلة خبرات أكثر من مائة سنة من العلاقة بالغرب بعد حملة فرنسا في 1798، ويمكن اعتبار هذه الخبرات حصيلة بدايات الحداثة المصرية للي عايز يعمل قماشة ملائمة ومتجانسة وعضوية.
المذاهب القروسطية مضافًا إليها الوهابيين وأتباع ابن جموح وأهل الجماعة وحفدة خوارج وشيع كتيرة تكونت على مر العصور، وغلاة صوفه أيضًا.
وفيما عدا أهل العقل والتجريب والقياس في هذا التراث، وكل من وقفوا في وجه هذه الحداثة بكل ما أوتوا من سلطة وأدوات وأحكام… لقد أصبح الالتفاف حول رواد هذه الحداثة المصرية (1905–1952) هو البديل الوحيد للخروج من الضحالة والجدب والأرض المحروقة اللي سابها القروسطيون.
"نعم، نعم… هي دي البوصلة ويمكن تكون الخلاص".
4
أهل ثقافة
قال:
"المصريين دول من قديم الأزل وهم أهل حكمة ورحابة وتَحضُّر وثقافة وضمير. وعشان كده كل شعوب الأرض غيرانين وبيحسدوهم وعايزينهم زمان ودلوقتي وبكرة يكونوا ملقف وهابية وأخونة ودواعش وبودرجية وبتوع منزول.
شوف/ي مثلًا القرآن الكريم لما يعرض قصة الخضر وموسى… ولا مش واخد/ه بالك؟
ربنا قال على الخضر: ده واحد من عبادنا.
أنا ذكرت لك هذا المثال عشان تعيد/ي ترتيب النظر إلى المصريين اللي ماليين الشوارع وصبرهم على كل المخلوقات".
5
يا ريت تفهم
كتب:
"أنت كيان وكائن سماوي مخلص لسماويتك اللي هي أصلُك.
أنا ما يخصنيش أبدًا سماويتك… أنت حر أنت وهيا. أنا على الأرض وفي الحياة، فيه حدود جغرافية وفيه زمن أرضي البشر اكتشفوه وعملوا له تقاويم عشان تنتظم أوقاتهم ومواعيدهم في أيام وشهور وسنوات وتنسجم أحوالهم الشخصية والعامة مع فصول السنة: حر وبرد، وما يتعرضوش لضربات الشمس أو نزلات البرد.
كل ده لا يعنيك: أنا عارف. لكن بالنسبة لينا التفاصيل دي هي حياتنا ووجودنا لحد ما نموت ونندفن تحت التراب.
أنت حر مع نصوص سماك.
أنا معنيّ بنظريات آينشتاين وستيفن هوكنج وبرتراند راسل وماكس بلانك وماكس فيبر وهابرماس وتشومسكي لغاية بيل جيتس وزوكربرج وكل مؤسسي حداثة الوجود والحياة بكل مخترعاتها وآلاتها اللي اختصرت الجهد والزمن.
ويا ريت تفهم؟".
* قاص مصري.