
وصال العلاق أتساءل أحياناً عن سبب شجاري المستمر مع ولدي. لـمَاذا يتحدى كل ما أقوله له؟ ولماذا تبدو نصيحتي بثقل الكون عليه أو كأني أسقيه سماًّ؟ ولماذا أشعر بالمرارة لعدم الأخذ بما أنصحه به. فكل نصيحة تأتي مني يقابلها بردٍّ يثير حفيظتي: لماذا؟ وما أجده غريباً هو مدى تقبله للنصيحة عندما تأتي من
ثائر دوري قال: كان البحر هنا …… وأشار إلى الحديقة التي كنا نقف في منتصفها تماماً، ثم أخرج من جيبه الصورة التي لا تفارقه أبداً كشاهد على صحة كلامه. كانت الصورة عبارة عن كارت بوستال قديم يمثل مطعم العصافيري القديم والممتد على شكل لسان في البحر. تابع مشيراً للصورة: العصافيري كان في
الرياض - يحتفي الأدباء في جميع دول العالم ومنهم الأدباء السعوديون باليوم العالمي للقصة القصيرة الذي يوافق الرابع عشر من فبراير من كل عام، حيث يعلو اليوم الحديث في الأوساط الأدبية عن مفاهيم مثل “الدهشة” و”التكثيف” و”الومضة” وغيرها من مقومات البناء ا
إبراهيم عبد المجيد فجأة ظهر عملاق ضخم يقف قبل نهاية شارع طلعت حرب يفتح ذراعيه علي اتساعهما يبعد بهما عمارتين عن مكانهما. صرخت الفتاة كوثر ” يالهوي . إيه اليوم دا ” بينما تجمدت أنا في مكاني غير مصدق. ثم رأيته يلتفت لنا ويبتسم ويترك العمارتين فتعودان إلى مكانهما. اقترب منا وهو يتض
ناتالي الخوري غريب أن تشعر بنفسك خفيفا خفيفا، هو أن يمضي بك الموج إلى منازل الريح: لا عناد، ولا استسلام، ربما مشيئة واحدة. متخففا، تمضي رشيقا بإيقاعٍ ينعدم فيه قياس السرعة، فلستَ في سباق مع الزمن، ولا في منافسة مع أحد. الخفة التي تحل بك وكأن أحمالا تخليتَ عنها وعرفت متأخرا أنك لا تحتاجها، وأن جلد
ثائر دوري لقد أكله داء السكري… التهمه قطعة قطعة. لم يبق من ذلك الرجل ضخم الجثة سوى اسمه وشاربه الضخم، الذي كان سبب شهرته ذات يوم. يغفو أمام بسطة الدخان المهرب، الذي يبيعه في ساحة العاصي مركز مدينة حماة، رغم كل الضجيج المحيط به. إنه السكري.. ذهب بسمعه مثلما ذهب بجسده الضخم وبعد قليل سيُط
مصعب مكي زبيبة مصلحة ينتظر دفء الموت أن يمنحه عافية الراحة، بعدما أنهكه المرض، يئس الأطباء من شفائه، ولكن الموت تأخّر، بقي عليلا لا يستطيع قضاء حاجته، أو النهوض من دون مساعدة، ولهذا ملّ الأهل منه، وملّ هو من حياته التي لا لون لها ولا طعم، مع ذلك كانوا يتمنون بقاءه لمدة أطول على قيد الحياة، حتى ل
جانيت ونترسون | ترجمة صالح الزروق التقيت بروث ريندل عام 1986 وهي بعمر 56 عاما وأنا كنت في السابعة والعشرين. واستمرت صداقتنا حتى وفاتها عام 2015، وحينها كانت بعمر 85 عاما وأنا 56 عاما. بمعنى أنني تعرفت عليها حين كانت في عمري الحالي – وهذا يكفي لتبديل طريقة تفكيري بالصداقة التي جمعت بيننا، وح
مصعب مكي زبيبة قنوط عبثا انتظرته.. لا يأتي.. تأخّر كثيرا… ربّما وصلتُ حدَّ اليأس.. يأسي أقبح من جرمي. ٭ ٭ ٭ قسمة العربة تمرّ بكلّ الدروب، لا توجعها الدروب الغريبة، والأرض الصخبة لا تضرّها شيئا؛ لهذا قرّرت أن توافق على التزوّج منه، على الرغم من عاهته التي اكتسبها من شجار، وطبعه السيئ.
صلاح بوزيّان آهٍ، لم تكن جدّتي أمينة و لم يكن أبي صادقا في وعده، لقد استهلك كل مؤونة البيت، وباع الحصان والبقرة وباع أشجار الزيتون شجرة تلو الأخرى، بسبب نزوات أخي الأكبر الأحدب الأحول، أخي اللّعين الّذي كان يشارك المهرّبين والخمّارين ويُقحمُ نفسه في البورصة القروية، أخي الأكبر كان يستغلّ مكانة أب
هاني بكري يذهب إلى النيل، يهم بالجلوس على كرسي الكافتيريا البلاستيك فيتذكر أن وكالة ناسا هي من اخترعت هذا الكرسي بهذه الوضعية المريحة. شكرا ناسا، كتر خيرك. فرصة جيدة للراحة والتأمل، الساعة ساعة عصاري رائقة، والماء، والخضرة، والوجه الحسن، لأن الوقت لا يخلو، وإذا خلا الوقت لا يخلو البال، وإذا خلا
تمارا محمد حكاية نافذة رقم «1» تتجه ريما مسرعة نحو النافذة المطلّة على الشارع الخلفي لمنزلها بعد أن أيقظها صوت الأمطار، الذي بات يوحي بأن فصل الشتاء أتى باكراً هذه المرة، أو مختلفاً أو قوياً بزخاته لربما، واقفة هناك حيث مقعدها الذي اعتادت الجلوس عليه وحرصت دائماً على أن لا يغيّر مكان
وصال العلاق أنهيت المكالمة وغرقت في صمت معتم لبضع ثوانٍ. إنها تلك الثواني التي تكمن بين الحقيقة والوهم، حين يتوقف بك الزمن ولا تقوى على فهم ما تشعر به من ألم وخذلان.. أهكذا تنتهي حكايته! كيف له أن يرحل الآن! ما زال لديّ الكثير، الكثير لأخبره به! وما سيحدثني عنه أكثر! عليّ أن أراه مرة أخرى! كيف يك
رشيد أمديون يبدو أكثر معرفة ودراية، وله بعد نظر، أو هكذا يريد أن يبدو للآخرين. قام بفتح صالة رياضية في أحد الأحياء الجديدة في قريتنا. صالة يكمل المنخرطون فيها أجسامهم، كأن بها نقصا ما، يحملون أثقال الحديد، ويمارسون نشاطا بدنيا يحتاج صبرا لبناء أسس الأجسام. وفي ذلك يتنافس المتنافسون كما يغفل الغاف
زينب علي البحراني منذ أن اصطفاها الإلهُ لتكون «أرض الخلود» تحوَّلت إلى لوحةٍ فنيَّة نابضة بالحياة، يُدغدغ البحر أذيالها من جميع الاتجاهات وتُرسل الشمس أشعَّتها سخيَّة بالبركات، فيتدفق الإلهام نحو مشاعر سُكانها وتنطلق «حضارة دِلمون» – التي قامت على ما يُعرف بأرض البحر
أمينة شرادي كانت جالسة على كرسي، خجولة، نظراتها مضطربة، تراقب حركات رجليها النحيلتين. تخبئ يديها تحت أبطيها حتى ينتعشا بحرارة جسدها الصغير. كان يوما باردا جدا، فصل شتاء دون أمطار. حلت محله برودة تصطك معها الأسنان وترتعش معها الأبدان. ظلت جالسة لا تتحرك وأمامها صينية متوسطة الحجم من الخبز البلدي.
وصال العلاق كان يمر في شارعنا كل يوم، أشعث متسخاً بدشداشته الرثة، ويرتدي سترة فضفاضة تكاد تبتلعه. لم يغير هندامه مع اختلاف الفصول: دشداشة مهترئة وسترة كبيرة، لا بد أنها تعود لشخص آخر؛ قد يكون أحد أفراد عائلته، أو شخصاً غريباً أشفق عليه وأراد أن يقيه برد الشتاء الذي ينخر العظام بلا رحمة. كان يمشي
مصعب مكي زبيبة ضياع بحث كثيرا عمن يرشده إلى مكانها، ويدله عليها، بحث عنها في زوايا البيت، وأقبية المقاصِف، وأوراق الكتب، لم يجد نفسه التي نَسِيَ مكانها، وضاعت منه في ساعة غفلة. عيارات نارية أراد أن يظهر فرحه بطلقة، وأراد أن يظهر حزنه بطلقة، لكن الطلقة التي أطلقها عاليا إلى عنان السماء أصابت قل