حسن وحسين

صالح الرزوق كان جاري قاسم يجيد كتابة الشعر، الحر طبعا، فهو لا يعرف شيئا عن الأوزان والقصائد العمودية. نعم يحفظها عن ظهر قلب لكن مهما أجهد نفسه لا يكتب بيت شعر واحد. في ليلة الخميس زاره حسن.. وهو صديقه منذ أيام الطفولة، وفرق بينهما الصراع الطبقي. تحسنت أحوال عائلة قاسم وسكنوا قرب الجامعة، وبقيت


صديقي اللدود

صالح الرزوق جمعتني الصدفة بمحسن، فقد كنت أسكن في بيت الطلبة في لافبرا، وهو بناء من طابقين، قريب من الكلية وداخل الحرم الجامعي. وميزته التكاليف المتهاودة. لم أكن بحاجة لمواصلات كل يوم. التدفئة على نفقتهم. بالإضافة لوجود هاتف وتلفزيون في الصالة. مع اشتراك يومي بجريدة «الغارديان». وهذه


الرسالة الثالثة

بولص آدم لم تَحُل قيمة الانتماء في عالمه الذي عاش فيه دون تنازع. كان ما هو عليه. لم تكن مرحلته العمرية ذات أهمية. رجل مرّ عليه زمن الخوف على المصير. استسلم لما يملكه من القدرة على المواظبة وإن بلا حماس، لم يكن متهورا وليس مجنونا. طموحا بعض الشيء. خائفا من أو خائفا على. يائساً من حدوث تغيير ما، حو


كوابيس

رياض بيدس رعب وجد صعوبة كبيرة في متابعة نشرة أخبار التلفزيون. كان القتل، قتل الأطفال يفوق الوصف والخيال، إضافة إلى قتل النساء الختيارية والعجائز وتدمير البيوت كما لو كانت علب كبريت، وكل ما على الأرض يفوق الوصف. كان كل شيء عرضة للقتل والتدمير والتهجير. تأمل الصور في التلفزيون وكانت مروّعة وصعبة ج


رجل من قش

صلاح بوزيان تنفس الربيع منذ أيامٍ، الشمس تخاتل، مرة تشرق فتخترق الأرض ومن عليها، وأخرى تحتجب وراء السحب وتهطل أمطار وتهب رياح، فيتألم باعة الآجر والجص والحمير والبغال والأغنام والإبل والتمور والصخور.. وتحدث شنائع وتشيع الصكوك، والناس في وجلٍ من تقلبات الجو.. اليوم الطقس دافئ ربيعي قبالة البحر وقر


ثكلى

وصال العلاق جلستُ أمام صندوق مليء بالأوراق والمستندات بحثاً عن جواز سفري القديم كي أتأكد من تواريخ الذهاب والعودة من البلدان التي زرتها سابقاً. كنت أملأ استمارة محشوة بالتفاصيل المملّةِ. كم أكره تلك الاستمارات والوقت المهدور في ملئها، فكلما أجلس أمام شاشة الكمبيوتر، أشعر بالاختناق. وبينما كنت منه


مستر 95%

جمال العتّابي لم انتظر طويلاً، توقفت أمامي سيارة أجرة، بعد بضع دقائق قطعتها مشياً للوصول إلى الشارع العام، كان شارع المنزل القصير تظلل نهايته شجرة سدر كثيفة، احتميت بها من رشقات مطر بدأت تتساقط سرعان ما غسلت حبات النبق المتناثرة على إسفلت الشارع. أنزل السائق زجاج السيارة إلى منتصف حيّزه ومدّ عنق


عندما وَلَد المِلح أُمّي

شيماء الملياني ننتوسي تُخبرني والدتي مُتحدّثةً عن رحلتها الوحيدة إلى البحر عندما كانت طفلة: "كانت عائلةُ فلان تسكن الناظور، حيثُ قضيتُ عطلة صيفيّة كاملة في منزلهم، حينها رأيتُ البحر أوّل مرّة، فلم أقترب كثيراً...". لم يُلامس جلدَها ملحُه، لم تخُض بوجهها في موجه، لم تلسَع جسدَها برودتُه، ومن يومها


قصتان: رعب… وعطش!

رياض بيدس رعب وجد صعوبة كبيرة في متابعة نشرة أخبار التلفزيون. كان القتل، قتل الأطفال يفوق الوصف والخيال، إضافة إلى قتل النساء الختيارية والعجائز وتدمير البيوت كما لو كانت علب كبريت، وكل ما على الأرض يفوق الوصف. كان كل شيء عرضة للقتل والتدمير والتهجير. تأمل الصور في التلفزيون وكانت مروّعة وصعبة ج


الرجل الوحيد

رضا نازه رفع رأسَه وسط الرؤوس المتطامنة وصوتَه قائلا: «هْنِيَّة هي الرجل فيكم!»، سرت يمينا ويسارا همهمات متبرمةٌ متبرئة من عبارة اتخذها البودالي لازمة منذ الصباح. كان يرددها بصوت جهوري لا يخطر ببال سامعه أن صاحبه بنحافة البودالي وخفته. اغتاظ من اغتاظ وظل هو يستمتع بارتدادات لازمته وهز


قرار

تماضر كريم وحدها ملامحك كانت تطل من نافذة المطبخ، حيث تظهر شجرة النارنج في حديقة المنزل، بعينيك اللتين يصعب تحديد لونهما، كأنك تراقبني أعد الفطور لأمي العاجزة وشقيقتي ذات المتلازمة (الداونية) الطيبة، في كلّ صباح أعيش تلك اللحظة الموجعة، حيث تدعوني لترك كل شيء والرحيل، إلى حيث نجد وطننا الحقيقي، ا


صح العزم مني…

ثائر دوري رغم الجو العاصف لم تتأخر عن موعدها اليومي مع النوارس. كل يوم تقطع مسافة ليست بالقصيرة لتراقب النوارس والغروب. صححت مبتسمة: الغروب أولاً ثم النوارس. في البدء كانت تحضر لتراقب البحر عند الغروب، ثم لفتت النوارس انتباهها. بعدها بدأت تحضر خبزاً تفته قطعاً صغيرة ثم ترميه طعاماً للنوارس الت


نداءٌ عارٍ

عبد المجيد محمد خلف الوقت يرسل ترّهاته عبر الأزقة والشوارع، وفي الساحات المفتوحة على مصاريعها للقادمين من كلّ حدبٍ وصوبٍ للولوج في عوالم جديدة؛ لم يمتحنها الزمن بعد بتجاربه القاسية، تنطلق صيحات تنادي بالعودة إلى هناك؛ حيث الكلّ يقف ضدّ الكلّ، والأجزاء المتبقية من الكلّ أيضاً، تحارب نفسها في معركة


عطش  

  رياض بيدس-   كان المطر يتساقط مدرارا. حمل الشمسية وأراد الخروج من البيت، لكن زوجته التي كانت تعرف مدى عشقه للمطر سألته: «إلى أين؟! قال: بعض الأمتار من المشي لاستنشاق بعض الهواء النقي. غاب مدة ساعة ثم عاد وهو يشعر بسعادة ليس من الممكن أن يخفيها. سألته زوجته: كيف الشتاء؟ أجا


قصص قصيرة جدا  

  مصعب مكي زبيبة-   إبعاد قرر أن يسمي الأشياء بأسمائها؛ لهذا حُذِفَ من قائمة الأسماء. رشوة ـ استنزفه التعب، أشعلته الهموم، طلبات الزوجة لا تنتهي، ذبح من الوريد إلى الوريد في معركة الحياة، استبشر خيراً بالأيام المقبلة، لا شيء جديد، سوى أنه عندما واجه المرآة وجد نفسه من دون رأس، بعدم


الغليان  

  أحمد بنميمون-   (1) الغليان تستغرقني كُرَبُ الدنيا: من أدنى بابٍ حتى أبوابٍ عليا فيها تعرف عني بمجاهرها، ما لا أبصر منها في الآفاق، وحتى ما ألمسه مني في أدنى أعماقي، مما يأتيني من فوقُ ومن خلف المرئياتِ، أرى ثم أطيل التحديق إلى كل محيطي، عَلّي أدري ما مصدر ما حل بهذا العالم من غلي


عن أهوال حرب غزة: حوار عادي… ربّما!

نسب أديب حسين بعد قطع الحاجز من القدس نحو رام الله، والاقتراب أكثر من بيتها، تكاثف حديثها عن لقاء ووقت جميل قضته مع عائلتها هناك، حين التقينا لأول مرّة قبل أربعة أشهر، في تقديم العزاء، والاطمئنان عليها، في ظلّ غياب زوجها وابنها الأصغر.. أخبرتني حينها عن آخر لقاء بعائلتها في غزة، آب/أغسطس الماضي،


كرةٌ في القلب

هارون الصبيحي اسمي عاطف.. أنا مجنون كرة قدم.. أتابع الدوري المحلي والإسباني والإنكليزي والفرنسي والألماني، ودوري أبطال أوروبا، وكذلك كأس آسيا وأفريقيا وكأس الأمم الأوروبية وكأس العالم.. ليس ذلك فحسب، بل أجلس لساعات متابعاً التحليلات واللقاءات والبرامج الرياضية، وأكتب عنها في مواقع التواصل. بالمخت









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي