
محمد خلفوف "هذا هو الشيء المميز في الكتب: أنها تتيح لك السفر دون أن تحرك قدميك". جومبا لاهيري مُتعتي الوحيدة هي الكتب. أُنفق نصف منحتي الجامعية ـ التي أقف في طابور طويل للحصول عليها ـ في شراء الكتب. لقد ظلّتِ الدافع الحقيقي للاستمرار في هذه الحياة، والسَّير في هذه المدينة المُشرفة على الموت. ن
إنعام القرشي أنا امرأة طاعنة في السن، أرغب في مُشاركة الآخرين تجربتي، هل تظنين أن الحكايات لا تأتي إلا من النساء اليافعات؟ لماذا تستنكرين من كل ما أود قوله؟ لماذا تتميزين بالأنانية في هذا الشكل السافر؟! كيف لامرأة مثلك أن تبدي امتعاضها لسماع قصة امرأة أخرى مُسنة، دون أن تنسى إنسانيتها قبل كل شيء
شهدت الساحة السردية في الجزيرة العربية صدور رواية جديدة تحت عنوان "كأن شئياً لم يكن" للكاتب السعودي باسم السبعي عن دار مكتبة. تناولت الرواية قصة شاب تعلّق حبا بشابة وارتبط بها، ولكن تشأ الظروف المعقدة ان يفترقا في فصول تتوالى دراميا وسرديا بصورة جيدة . لقد انساقت الرواية العربية مع الاحداث العرب
ذكرى لعيبي ـ كيف أنتِ؟ ـ كيف أنا وكأني طفلة صغيرة، تفترشُ الأمنيات على الأرصفة بغيابهِ. ـ هل تزعلين لو قلتُ لكِ أنتِ المخطئة؟ ـ لا.. لا أزعل؛ أعرف يا صديقتي أنا المخطئة، ظننته يختلف عن طباع الرجال الشرقيين كونه عاش فترة طويلة بعيدا عن الشرق. ـ الرجل الشرقي؛ يبقى تفكيره شرقيا مهما ادعى إيمانه
رشيد أمديون وغسلتِ ساقيك في ماء النهر، فازداد عذوبة، وصفاء، ورَيّا..أو هو من غسل وجهَهُ في نورك يوم قبَّلك كم قبلة عُجلى.. وتَمدَّدَ في المدى، يَخُط مسار الحياة نحو الأفُق الحَالم، يشق الأرض المخضرة عابرا، فتعبر معه أحلامنا الصبية نحو تخوم الخيال. ما كنا ندري من أين تشرقين، أو من أين تهبين كنسمة
ذكرى لعيبي لم يكن الطريق الذي قطعتهُ للوصول إلى أوروبا شاقاً، بقدر قسوة الطريق الذي قطعته للعودة إلى نفسي وقراراتي المهلكة بحقها! هزائم كثيرة؛ منحنيات مغلقة ودهاليز كان عليّ العبور فوقها وليس الولوج فيها؛ أشخاص سلبيون متلونون، أيضا كان عليّ عدم الاقتراب من عالمهم؛ لكن هذا كلهُ كان يتلاشى حين ي
هاني بكري أين ذهبت تلك الصباحات؟ هل كانت وهماً، لا يسكن سوى مخيلته الطفولية البعيدة؟ أين رحلت انكسارات الشمس الصباحية؟ الشمس الصفراء الحانية. لماذا استبدلت بشمس مخنوقة بالعادم والغبار، باهت نورها لا تسر الناظرين؟ تتوسط شمس الظهيرة الحارقة السماء، تدفع «فاطنة» يد الطلمبة المدقوقة في م
غسّان كنفاني سار الأستاذ محسن في المَمرّ الطويل المؤدّي إلى صفّه بخطوات بطيئة متردّدة. كانت تلك هي تجربته الأولى في عالم التدريس. ولمّا كان لا يعرف ماذا يتعيّن عليه أن يفعل حين يدخل إلى الصفّ، فقد حاول جهدَه أن يبعدَ تلك اللحظات قدر ما يُمكن. في الليلة الماضية تقّلبَ على فراشه حتى الصباح وهو يفك
محمد خضير سلطان إلى مولو في رواية عبد الكريم العبيدي معلقة «بلوشي» بعد أن تسلم مولو الصغير جائزته الدولية للسلام محاطاً بالإجلال والتصفيق، ومزداناً بالشحوب الفخور لوجه أمه، صعد إلى المنصة ليلقي كلمته المراسيمية المعهودة.. رفع كتاب «الشماريخ « بيد وجائزته الفضية اللا
عدي مدانات لا يخفى على أحد من قراء الصحف المتتبعين مقالاتها، ملاحظة أن سعيد أبو سعيد، سائق سيارة الأجرة، تعس الحظ والحالم على الدوام، غير سعيد أبو سعيد الكاتب المرموق، حتى وإن تطابقا في الاسم، فكاتب المقالة اليومية، لا بدّ أن يكون معروفاً على نطاق واسع، وأفضل حالاً على جميع الأصعدة، أما الآخر فلا
ذكرى لعيبي التقيتها وكأني لم أعرفها منذ عقود.. بدت لي نحيلة، شاحبة، غير متزنة، حادّة المزاج.. عيناها فقط كانتا كما تركتهما «غابتي نخيل» وسرب يمام. جلسنا على منضدة أعدّتها لاستقبالي.. عليها شمعتان وباقة ورد في مزهرية كريستال بلون أزرق، صحنان من المكسّرات وصحن كبير فاكهة وكيكة الجبن ال
تمارا محمد حرف (1) لا تزال تذكر دينا اليوم الذي غادرت فيه منزلها صباحاً مُتوجهة نحو المبنى الذي وصلتها منه رسالة نصية مفادها «صباح الخير موعد الزيارة الخاص بك تم تحديده غداً صباحاً»، وهي تُمسك هاتفها المحمول بكل حِرص وشِدّة كأنها تخاف ضياعه، فهو الشيء الوحيد الذي بات يحمل لها تلك الر
حسن بولهويشات حدثَ ذات مساءٍ، أن رجلا كريما استضاف سكّان المدينة في بيته الواقع على سفح الجبل في الضاحية. وأقام مأدبة كبيرة على شرفهم، فأكلوا وشربوا في جوٍّ من المرح وصفاء السريرة. فيما انخرط بعضهم في حوارات ثنائية وثلاثية من أجل جبر الخواطر، أو ما شابه ذلك. ولوحظ أنّ شهيتهم للكلام ازدادت مع فناج
رضا نازه خطرت بذهني عبارة شهيرة عنونت فصلا من فصول مقدمة ابن خلدون: «الظلم مؤذن بخراب العمران»، ولهي أصدق وأقسى خلاصة قالها حكيم المؤرخين. طفقت أبحث لها عن مقابل في أي عامية من عاميات شوارعنا العربية، فلا أدري كيف تسللت إلى ذهني عبارة داعية مصري مشهور حين صادفته يوما على شاشة يقول بقس
عبد الباقي يوسف طَرَقَتْ بابي عند الغروب وكانت في وضعٍ نفسيٍ سيئ للغاية وهي تقول: أرجوك أن تستقبلني، أنا بحاجةٍ إليك. عندئذ أدخلتها إلى البيت، وهنا لا بدّ من أن أقول لكِ إنها ورغم كل شيء كانت تحتقر معاشرة الرجال كما لا تحتقر شيئاً، وكانت تمتلك بروداً أنثوياً غاية في الغرابة، فلم تجعلني أشعر للحظة
ألسداير غراي - ترجمة: صالح الرزوق في يوم من الأيام بدأ إيان نيكول، ومهنته حرفي، بالانشطار إلى جزئين. وكانت أول علامة على ذلك ظهور صلعة على مؤخرة رأسه. وطيلة أسبوع حاول التستر عليها بعقار لتقوية الشعر. لكن الصلعة استفحلت، وتجعد جلده على نحو غريب وغير مريح للنظر، وفي خاتمة المطاف ذهب إلى طبيبه وسأل
مصطفى لغتيري « لن أتزوج إلا رجلا يحكم المغرب بأكمله» ماذا دهاني؟ ما الذي جعلني أطلق هذه العبارة بكل هذه البساطة، دون أن أراعي أنني ألامس منطقة خطرة لا أدري عواقبها، هكذا بكل سلاسة ويسر أطلقتها.. حرة تدحرجت من لسان تدرب على صوغ الكلمات، واستقبلتها الأسماع بذهول، فما لبثت أن سار بذكرها
عز الدين الماعزي مذنب هالي جاء العيد، خرج الأطفال بملابس جديدة يغنون، يلعبون.. كان يتابعهم بعينين ساهيتين، يملك فقط فردة حذاء قديم، في انتظار الفردة الثانية التي ذهب أبوه لإصلاحها، ولم يعد بعد. ٭ ٭ ٭ نصف نهار قضى زمنا طويلا ينتظر أشياء كثيرة.. لم يتحقق منها إلا ما كان في الحلم. ٭ ٭ ٭ شكوك