عَازِفَة البْيَانُو

أَوْغُوسْتُو مُونتيروسو * ترجمة: محمد محمد الخطابي بعد دقائق سوف تحتل مكانها فى هدوء أمام البيانو. ستستقبل الضجيج التكريمي للجمهور بانحناءة خفيفة، فستانها الذي تملؤه خرزات براقة يشع كما لو كان يرد انعكاس الضوء عليه. التصفيق الحاد والسريع لمئة وسبعة عشر من الحاضرين الذين يملؤون هذه القاعة التي أع


امرأتان ورجل

 شادية الاتاسي* في سأم الحياة اليومية، يكتسب التسكع في أزقة الشام القديمة متعة حقيقية، تحرّض طاقتي الإيجابية، عندما تداهمني فوضى مشاعر لا تعرف الهدوء والانضباط. أرتدي ثيابا خفيفة، وأنتعل حذائي الرياضي، أسير على غير هدى، مغمورة بطمأنينة عتمة حانية، تمنحني إياها الأزقة الضيقة.ابتسم لعشاق يسير


ظلٌّ يتيم أسمّيه الطوفان

عاشور الطويبي*   البيوت قبائل   البيوت قبائل، مثل البشر تماماً، تُحرّكها عواطف غامضة، تشتعل فيها النيران، تنتشي بالبلل. لا تدخل حروبًا ولا تتلصّص على أحد. جُلّ ما تفعله في حيواتها، أنْ ترسم غيومًا في السماء وتفتحَ للشمس وللشجر قلوبها. البيوت، رمّانٌ ينثر حبوبه الحمراء في الفضاء، عل


الرائي اليمني غربي عمران يعلن عن روايته الجديدة المعنونة ب برّ الدناكل

أعلن الروائي اليمني الغربي عمران، صدور روايته الجديدة "برّ الدناكل " هذا الاسبوع عن دار هاشيت أنطوان اللبنانية. وتدور الرواية الواقعة في 300 صفحة حول الحرب اليمنية في الفترة الممتدة منذ نهاية حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، و صراع القوى الإقليمية، والارتزاق والولاءات التي فتحها النزاع ال


قصة قصيرة.. الحفلة!

فادية الرفاعي «كل كويتي غني، وكل بيت كويتي لا يخلو من تاجرٍ، وكل من يدخل الكويت لا يخرج منها إلا ومعه ما يُطعم حيّاً كاملاً في السودان!». هكذا قال لي ابن عمي عثمان قبل أن آتي إلى الكويت. كنتُ في السودان سائق للحارة. أنقل أفراد الحيّ من مكان إلى آخر. اعتدت، بعد وفاة أبي، أخذ أمي إلى م


صمتٌ عَنيدٌ

  رشيد أمديون* توقفت الحافلة. كتم السائق هدير المحرك. انسل من الزحام ونظر إلى ساحة المحطة، كانت ملأى بالضجيج، صوت بائعِ البَيضِ المَسلوق… نداء بائع السجائر اليقظ، ومَاسِحُ الأحذيةِ الناظر إلى أرجلِ المَاشين بهمّةٍ… صوت إلحاح المتسولين… صِيَاحٌ من هنا وهناك: الرباط، الدار


معاناة الفردوس - قصص قصيرة

عبدالوهاب جباري* غيبوبة لإمه قال :_ أريد النوم .. ولو قليلا ياأمي ؟_ عليك بتقطيع الحطب أعالي الجبل أولا؛ لنشوي جسدك سريعا به !_ حاضر ..وبعدما شبع الجميع من لحمه المشوي ، المضبي ، المقلي ، والمسلوق .. عميقا نام . صديقي على ضفة بحيرة روتردام الساحره يلتقط صورا للغروب المدهش ، وموجات صغيرة متعاقبة


قصة قصيرة.. النافذة

كاظم حميد الزيدي إلى.. نيلسن مانديلا أربعة جدران ترتفع عالياً وتحاصر مربعاً صغيراً من البلاط الأسمنتي، فتبدو مثل ثقب في جدارٍ أو تبدو مثل جبٍ عميق. طالما امتص عصارة الحياة من الأجساد التي تلقى فيه. نافذة صغيرة كأنها ثقب في سماء رصعت جبين أحد الجدران الأربعة، ومن خلالها كان السجين يعيد صياغة علاق


قصص قصيرة جداً

أحمد مصطفى علي حسين*   اللبن المغشوش عثرت مصادفة على رجل يبيع الألبان غير المغشوشة، من حينها اتخذته صديقا، فأصحاب المبادئ والمخلصون في الدنيا هم أهل للصداقة الحقيقية. ثم مرت الأشهر والأيام بينما حل فجأة مساء بارد يخلو من المارة، كنت حينها قد تسللت إلى قلب محل الصديق مصادفة، دون أن يدري، ح


قصتان قصيرتان جداً

أحمد مصطفى علي حسين   أسباب لعدم القراءة كلما جاءتني دعوة سخية للغوص في سحر الفنادق المطلة على البحر كانت المهمة تفشل، فما إن ألج الفندق إلا وتبدأ دوامات الاحتياطات التي لا تنتهي طوال الليل والنهار. بالطبع يحتاط المرء حينما يشعر بأن حياته في خطر، أو أن حياته لا يملكها بمفرده، أو ألا يفهم


قصة قصيرة.. الفستان الأبيض

أسماء سعيد الإبراهيم  تقلّب الفستان الأبيض الصغير بين يديها، تنظر إليه تارة، وإلى طفلتها سارة تارة، ترفعه أمام عيني صغيرتها، تبتسم بحماسة محاولة إثارة حماسة ابنتها: سارة! أتريدين ارتداء هذا الفستان في عرس خالك؟ تبتسم سارة وتهز رأسها بوهن. تحمل الفستان إليها وتضعه فوق قطعة القماش البيضاء الت


طنين

أوس الحربش* أغلق عينيه وفتح أذنيه بعدما تمدد على حصيرته الخشنة بجانب حقله الصغير؛ يفصله عنه ترعة ماء حفرها بيديه التي اخشوشنت أخيرًا بجروح الدأب وقشور الكد. لم يكن يعلم أن الأذن ترى والعين تسمع حتى منَّ الله عليه بعالمه الصغير هذا.  فبين حصيرته وحقله وما يتخلله من جداول الماء كون كبير، يهيم


قصص قصيرة جدًّا

عبدالله المتقي*   مائيات صعد سلم الطائرة، وحين التفت إلى الخلف، رأى وطنه كما لو يشبه غربالًا يكره الماء. وحين أقلعت الطائرة فكّر هكذا :لا بد من أن يكتب رواية بالماء، ويعلق في سقفها رعدًا رهيبًا، أو سحابة سوداء. في المطار كان المشهد غيومًا سوداء، ثم انهمرت الأمطار بغزارة، وكان التوقيت في عز


قصة قصيرة.. رائحةُ الأب

رحاب حسين بينما كنتُ أقطع مسافات شارع منطقتنا العريض، في ذلك اليوم القائظ، الذي يبدو أشد حرّاً من قلبِ الصّبِ، لفتَ انتباهي صاحب محل للخُضار، تبدو عليه سمات الهيبة والوقار، يبدو أنه افتتح محلّه قُرب منزلنا تواً في صباح اليوم، إلا أنني لم أر بقُربهِ أيّ قوم، ولأنّه يبدو بسنٍّ لا تسمحُ له بحمل الصن


حقائب

 تمارا محمد*   حقيبة (1) تخرج أمل مغادرة بسرعة مبنى عملها وبصوت يلاحقها بالسرعة ذاتها يُناديها «أبو أحمد» مراسل الشركة التي تعمل فيها منذ سنوات عدّة «أستاذة أمل.. أستاذة أمل الحقيبة الحقيبة» تقف أمل بشكل مفاجئ قبل أن تخطو الأدراج المتبقية الفاصلة ما بين شارع ال


الطين والكافور

أزهار علي   تحت شجرة الكافور العتيقة، في طرف بعيد عن الدار كان قد أشعل شمعته تلك الليلة أيضاً، ليتم صناعته الطينية التي بدأها متأخراً.جسد طويل بتفاصيل وروح، كان في تحدٍ واضح لموهبته المتأخرة، في جعل شكله تاماً بما يكفي، بتفاصيل حقيقية كاملة، سيفخر الطين لاحقاً في الفرن، يحتاج إلى يومين، وإلى


حكاية الجميلة ذات الرداء الأسود

أحمد محسن غنيم كان يا ما كان... في سالف الزمان، كان هُناك فتاة جميلة، شعرها أحمر ووجهُها شديدُ البياض، تلبسُ دائمًا رداءً أسود يجعل بياض وجهها قمرًا يضيءُ ظلمة الغابة التي كانت تسيرُ فيها كل يومٍ دون رغبةٍ منها في الوصول إلى مكانٍ ما. وكانت الفتاةُ كلّما مرّت بأحد أهل الغابة... بكى. فهكذا كان حا


قصة قصيرة: الطين والكافور

أزهار علي تحت شجرة الكافور العتيقة، في طرف بعيد عن الدار كان قد أشعل شمعته تلك الليلة أيضاً، ليتم صناعته الطينية التي بدأها متأخراً. جسد طويل بتفاصيل وروح، كان في تحدٍ واضح لموهبته المتأخرة، في جعل شكله تاماً بما يكفي، بتفاصيل حقيقية كاملة، سيفخر الطين لاحقاً في الفرن، يحتاج إلى يومين، وإلى درجا







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي