الحبّ كنز وعارٍ كالشمس...

جورج شكرالله*   أين يختبئ الحبّ ساعة الفراق؟ أو أنه يسافر، ولا يسافر، كموج البحر، في المدّ والجزر؟  وهل يطير الحبّ، بجناح واحد، ولا يلبث أن يسقط جريحًا فوق مدينة مجروحة كبيروت؟  وهل ساعةَ الفراق، يذبل الحبّ مثلَ القصيدة بين هازئين؟  وهل الحبّ، شبه زهرة الوطن ديست بحاسد، فس


قصة قصيرة.. فوبيا

فاضل الفتلاوي وانا اسلخ عامي الستين ما زال ذلك الشبح يلاحقني، يؤرقني، يرعبني، لم ادع طبيبا أو حكيما، جربت وصفات العجائز واصبحت زبونا دائما للعرافات وشيوخ الطرق القديمة، وصرت أصدق بحكايات المكانس التي تمتطيها الساحرات وهن يحلقن في الفضاء بملابسهن البوهيمية واغطية رؤوسهن المزركشة، حدث كل هذا معي من


وقائع طوفان ساعي البريد

 هاني بكري* وقف متأملا قفل الباب الصدأ للمبني القديم المهجور الرابض على أطراف المدينة الصحراوية؛ المدينة التي وصفها يوما ما لامرأة عابرة في الغربة بأنها مدينة منسية، تنام كحيوان بليد في حضن الجبل، لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، مدينة ذات موقع عجيب؛ محشور بين السفح والجبل؛ تفضي مدقاتها إلى صحر


قضايا عالِقة

غدير أبو سنينة* 1 في مدينة سوموتو بنيكاراغوا، وهي مدينة تقع على حدود الهندوراس، تلقّت رئيسة قسم الشرطة اتصالاً هاتفياً في الواحدة صباحاً، حين كانت تحتفل بدخول الألفية الثانية مع أفراد من عائلتها وبعض الأصدقاء. اكتفى نائبها في القسم بإخبارها أن الأمر بالغ الأهمية. أُصيب أخوها بطلق ناري خلال شجار


قصص قصيرة جداً

محمد محمد علي الشميري*    سيلفي قبل أن تخفي تضاريس انفعالاتها بنقابها اليابس، نظرت باتجاه الشارع، كان المارة يتدافعون، ربما هربا من جحيم وشيك، ربما يتسابقون نحو قافلة مساعدات هبطت لتوّها من سماء غير محاصرة، ربما... أغمضت المرأة عينيها حين أسدل النقاب جباله الوعرة، خرجت مسرعة باتجاه ن


قصة قصيرة.. كما أنتِ

أسماء الرومي أدهشني حين نظر إلي كمن يتأمل زهرةً وقال: انظري في المرآة وتعرفينها.. بعد ان ألححت عليه بعفوية لمعرفة سبب حزنه، او هل ثمة من تشغل قلبه، ثم غرقت في الضحك، ضحكت كما لم افعل من قبل، وفجأة صمتُ بمرارة كمن غادرته آخر حافلة يمكنها ان تقله للديار. لم أكن أتخيل يوماً انني سأبدو جميل


قصة قصيرة.. توابيت تغنّي

عزيز الشعباني     «ما من مطر ليغنّي!» يقول التابوت. كل شيء صامت تلك اللحظة: بطن الدار وظهرها، مولّد كهرباء الشارع، المشفى، حتى عجلات السيارات صامتة. ضغط العامل زرّ الكهرباء، فاندلع الضوء مثل شلال، لكن أشلاء الليل ظلّتْ مختبئة تحت العجلات. الهواء المعتم يبتلع غبار الدرو


المعطف الذي تسقط منه الأشياء

راضية تومي* كلّما مشى سقطت الأشياء من جيوبه. تارةً من الجيب الأيسر وأُخرى من الأيمن. وكلّما سقط شيءٌ ما كان يتوقّف برهةً للتحقُّق من جيوبه، فيشرع في البحث عن الفتوق التي سقطت منها تلك الأشياء، لكنّ الغريب أنّه لا يعثر على فتقٍ واحد. ثم إنّ تلك المسطرة وذلك القلم وتلك القِدر النحاسية وتلك الحصى لم


في الغابة

باسم النبريص* رحبت بلجيكا بنا، على أحسن وجه، فرمتنا في مخيم بروخم (القريب من أنتويرب) عاماً ونصف العام، وقبلها، رمتنا في مخيم البيتي شاتو ببروكسل، شهرين اثنين، والآن ترمينا في جنة بلا ناس، منذ خمسة شهور: في فيلا منعزلة، تفتقر إلى أيما جار (سوى جارة صبية، نراها على الجانب المقابل من الشارع العام،


إحتفاء

رضا نازه- المغرب الجمعة رنين. أو شيءٌ كالرنين. اهتزاز أخرج سهيل من غفوة استسلم لها بعد عودته إلى البيت وأهمل هاتفه بجانبه والهاتف بئس الضجيع. رفع الشاشة فوق صفحة وجهه، فارتعشت أصابعه وارتطم الهاتف بالأنف رأسًا حتى صرخ من الألم. وضع يسراه على غضروف أنفه يتلمّس اللكمة الهاتفيّة، وأطلق يمناه تبحث


قصتان قصيرتان

كولالة نوري*   شرفتان نفخت على زجاج النافذة بكسل لتصنع هالة من الضباب الأبيض، تحجب الرؤية عن بياض الثلج خارج نافذة الشرفة الخشبية المقفلة بإتقان ربات البيوت، اللواتي لا يخرجن إلا للضرورة الملحة. وكأنها تعاكس نفسها التي لا تستطيع البقاء يوماً واحداً دون أن تخترق شوارع مدينتها الصغيرة بحجة ش


قصص قصيرة جدآ

عبدالوهاب جباري*   إلحاد مبكرقررت اليوم أصلي ؛في ظلمة القبر ضاعت القبلة . تآئهفي الصحراءكان يبحث عن ظل بلكونته ؟فظل قابعآ في فنجان قهوته ؛يشربه الزمن! ندمأحس براحة بال وعقل وقلب وضميربعد إحتساء (قنينة ) سم الفئرآنيريد أن يتذكر بعد خروجه من غرفة الإنعاش :_ (إسم القنينة ) لايذكر ! تنوعوهو يت


بقي عليهم فقط أن يهيلوا التراب

ساري موسى*   الحاجةُ إلى آخرِين لم تزعجه مسألةُ العيشِ وحيداً. تأقلم معها متدبّراً أمره على أحسنِ وجهٍ طيلةَ حياته: يزرع ما يأكل، يربّي حيواناتٍ ويصيدُ أخرى، يُقَطّر العَرَق من عنب كرمته، يتداوى بأعشاب الغابة، ويقتلع أسنانه المنخورة بالكمّاشة المعقوفة رفيعة الرأسين. لكنْ ما أخذ يُقلقه ويش


الفراشات الحزينة

روجر دين كايسر* ترجمة: حسام حسني بدار في وقت ما من أوقات حياتي، كان للجمال معنى خاصّ لي. انتابني هذا الإحساس، كما أظنّ، عندما كنتُ في السادسة أو السابعة، قبل بضعة أسابيع فقط من قيام ملجأ الأيتام بتحويلي إلى شيخٍ هرِم. كنت أستيقظُ كلّ صباح في الملجأ، أرتّبُ سريري وكأنني جنديّ مبتدئ، ثم أقف أنا و


غزّة.. 24/ 24 تحت القصف

أنيس غنيمة* تركتَ بيتك وغادرت سريعاً بعد ليلة صعبة، ناسياً شيئاً بالتأكيد، هل تذكّرت الآن؟ هناك على الأقل منفضة سجائر تحبّها. انتقلتَ إلى أقارب في مكان آخر، هل يبدو القصف أبعد الآن؟ لا، ولكنك تطمئنُّ قليلاً: ثمّة قصف هنا أيضاً، إذ نشترك جميعاً في الرهبة ذاتها. السماء حمراء في كلّ مكان، يعجبك الل


تقاسيم على وتر الضياع

ماجدولين الرفاعي كنت أقف خلفك تماماً، أتابع ما تفتحه ماكينة الحلاقة من شوارع ضيقة في بياض رغوة الصابون، وجهٌ لوّحته الشمس بسمرتها وأعارته من وهجها هذا الألق المرسوم في المرآة بعناية فائقة تذيله ابتسامة رهيفة مثل حرير ربطة عنقك الباريسية الفاخرة. تستدير نحوي، فتفوح رائحة الليمون من كولونيا حفرت خ


نيّةٌ بالذهاب إلى "عيدٍ" آخر

سائد نجم* بعد أن فتّشوا حقائبنا، وأوقفونا على أكثر من حاجز عسكري بين الأزقّة القديمة، للسؤال عن "التصريح" تارةً، وأُخرى  للاطمئنان من أنّنا لسنا يهوداً، ضلّوا طريقهم بالاتجاه إلى الأقصى. أذكر وقتها كم ضحكنا حين استنطقَنا ضابطٌ "إسرائيلي" ليتأكّد من ذلك، وضحكنا أكثر حين استنطقَنا أحد حُرّاس ا


جيران البيت

  لطف الصراري * في عتمة ليل صيفي ماطر، أصغت الحاجّة ياقوت لقعقعة رشاشات الكلاشينكوف وهدير الرشاشات المتوسطة ودويّ المدافع. كانت تأتي من بعيد؛ من التلال المكتظة بالمنازل الآهلة والمهجورة، وبالمعسكرات والمواقع القتالية. مضى شهر وعشرة أيام منذ نزح جميع سكان الحيّ عدا عائلتها.  لكن هذا فقط،







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي