
ناتالي الخوري غريب* بالخواء نكتب الفصول الجديدة، بتجهيز الحفرة في الهامش والسكن فيها، بذلك الشعور «بأنّنا لا شيء ولا نريد أن نكون شيئا». قرار السكن في هامش النص مريح، والنظر من هناك إلى المتن يريحنا من ضجيج الصور والأصوات والوجوه، والتباسات الحواس الطالعة منها. تجعلك الإقامة في الهام
علي شِرّي ترجمة عن الإنكليزية: مريم جنجلو في مكانٍ ما، على ضفافِ نهرٍ عظيم، ينتصبُ رجلٌ وَسط الوَحْل مستظلًا بِسدٍّ ضخم. لَيس بالإمكان تمييز قامته عن الطين من بعيد. جسدُه الملطّخُ به، البقع المتناثرة في وجهِهِ كالنّمش؛ حتى البنّي الغامقُ في عينَيه مُتماهٍ معها، يميّزُهُما فقط بريقٌ مُتوهّج مثل ف
حيدر عبد المحسن* في الريف العراقي يعتقد الناس أن المرأة إذا جلست في مكان نقلت إليه شيئا من حرارتها، فلا يجوز للرجل الجلوس في المكان نفسه حتى يبرد، وتزول عنه النجاسة. تُضرب المرأة عندنا قبل الغداء وبعد العشاء، حسب ما يقول المثل، بل إن العقاب مفيد لها: اكسرْ للبنت ضلعا يطلع لها أربعة وعشرون.
فتحي عبد الله* 1 يعزف الذي فقد أبناءه دون أن تطرف له عين وأنا أضع يدي على رأس حبيبتي ولا أعرف مِن أين جاء الألم رغم أنّني أتبع الزعفران كالحمار الوحشي لا الموسيقى الزرقاءُ تأخذني إلى الأبراج العالية ولا أضع فمي على ركبتها وأهربُ من عاصفةٍ على بابها كلَّ يوم وقد أُعطي لها قمي
لودميلا بيتروشيفسكايا* ترجمة صالح الرزوق بخطوة واسعة تشبه المارش العسكري قذف ستاسيك، البعوضة، ساقيه (الأصابع مضمومة، الكعب مشدودا، والركبتين متجاورتين، والحوض للأسفل) وشق طريقه في اتجاه البيت. كان قد طلب من البيطري آكوب الكوندور، أن يضمد له موقع عضة بق الفراش مستيسلاف، فالعضة مؤلمة جدا، ولم يعد
صوفيا الهدار، كاتبة يمنية شابة، تسبر أغوار الكتابة السردية من خلال التعمق في النفس الإنسانية، وتحويلها إلى نصوص قصصية. فهي وجدت فيها متنفساً لتقديم رسالتها وأفكارها، وشجعها الانتقال من محافظتها الريفية لحج، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، للانخراط الإبداعي في قائمة كتّاب السرد القصصي، وكانت
غمكين مراد* أن تقف على خيطٍ رفيعٍ كأنهُ من ضوء، يفصلُ بين: الخلاص نجاةً أو انتحارا، وبين العودة إلى حيث لم تعد هناك الظلال التي كانت تقيكَ في ما سبق، هي حالة الشخص الناوي على الهجرة، وهو واقفٌ على زبد ماءِ البحر، الباقي من مدهِ لحظةً. يحق لي أنا الباقي تحت ظلالي التي أتفيءُ بها، حتى إن كانت ظلال
كم يغمرني الحنين صباح كل يوم جمعة، يوم عطلتي الأسبوعية، يوم التنزه في الحديقة العامة الوحيدة في مدينتنا، أقضيه مع أفراد أسرتي بالتمتع بالخضرة والهروب من غبار وهموم وكآبة وأوساخ المدينة...نستظل بإحدى أشجار الحديقة الوارفة، وينعم الأطفال على البساط الأخضر الـمُشذّب والمُعتنى به... يمارسون ألعابهم الكث
بثينة الناصري* هذا الدرب أعرفه.. بعد العطفة الأولى، نخلة مائلة حتى ليخيّل للرائي أنها تتهاوى. سيلوح منزل أبيض مصبوغة شبابيكه بالأحمر. هاهو المنزل.. سوف أخطو إلى عتبته وأدق الباب، ولما لن يردّ أحد، سأدور حول السياج وفي الحديقة، سأرى أرجوحة حمراء اللون أيضًا. هل رأيت كل ذلك منذ زمن بعيد فيما يرى
مصطفى النفيسي *حاملا ذلك "الكنبري"الأشبه بسلحفاة استطال عنقها وخرجت منه أنوف دقيقة كان يأتي. عادة ما كان يحدث ذلك في المساءات المشمسة. كان مجيئه يجعلنا نقطع مبارياتنا الحامية الوطيس في كرة القدم. نصبح كقطط أليفة تبحث عن دفء إضافي. كان يأتي إذن مرتديا ملابس قديمة تفوح منها رائحة مميزة لا يمكن لأنفك ت
شادية الاتاسي* كنت يافعا عندما غادرت مدينتي الصغيرة، في ليل مظلم، أمي وضعت على النافذة قنديلاً ملأته زيتاً ليبقى متوقداً، يقاوم العتمة والريح، كنت أسير وألتفت ثم أسير، ضوء بيتنا كان يتلألأ خلال الضباب والظلام، ظلّ هذا النور في النافذة الصغيرة يضيء قلبي لسنوات طويلة، وأنا أجوب العالم الواسع
حسام عبد الباسط* الحجـرات عيناه الشمعيّتان كانتا تتيحان له القدرة على الرؤية في الظلام الدامس والدائم. في كل ليلةٍ، وحينما يجثم الليل، وتهمد الحركة بالخارج، يمسك بيدها.. ينسلان من الجمع الساكن والصامت.. يصعدان لأعلى متشابكي الأيدي بخطواتٍ متصلّبةٍ حذرة.. يجوبان أرجاء المنزل.. يتفقّدان ا
مهند الخيكاني* في الزقاق القديم للحي الذي تسكنه العائلاتُ الميسورة، والعائلات التي تحاول أن تصبح ميسورة لأجل أطفالها وتعليمهم في مدارس جيدة، لها صفوف يمكن القول عنها بأنها مثالية، حيث تتوافر فيها: ستائر، مقاعد، أبواب، ودورة مياه غير صحية بالمرّة. كان هناك بيت مهجور إلى الحد الذي نمَتْ في أعماقه ش
آرماندو* ترجمة: ميادة خليل وحش حين فتحت باب المخزن رأيتُ شيئًا سيغيّر حياتي؛ فلقد رأيتُ وحشًا كبيرًا أسود ولديه سبع أذرع. بالكاد كان لديّ الوقت لأعدها، لكنها سبع تقريبًا. زمجر الوحش الأسود وكشر عن أنيابه. أغلقت باب المخزن وهرعت إلى السَّكن لأخبرهم بما رأيت. أنصتوا إليّ وهزوا رؤوسهم، وقالوا: &l
بسام شمس الدين* كنت طفلًا فضوليًا جدًا، أسأل عن كل شيء، وأتأمل الأشياء وأظنها في متناول يدي، لكن الكبار كانوا يضيقون من أسئلتي، وينظرون إليَّ في انزعاج. كانت أمي تحكي لي باغتمام أن نجم جدتي هو الحمل، وأن أصحاب هذا البرج سيأتي لهم حيوان يسمى الحمل عقب موتهم، وينبش قبورهم، ويحملهم على ظهره
زيد مطيع دماج* سيدي...! لقد أضعت أمي...لم ينظر الرجلُ إليه بل واصل سيره المسرع القلق والصبي يهرول لكي يحاذيه.- سيدتي...! لقد أضعت أمي...نظرتْ المرأة إليه شزراً، وتلمست محفظتها اليدوية بحركة تلقائية... وسار الصبي بجوارها إلى أن وصل إلى نقطة البداية.كان قد وضع لنفسه حدوداً لا يتعداها على الرصيف أما
محمد الأصفر* عندما ركلت ساعة المنبه التي أيقظتني في الموعد المحدد السادسة صباحًا، تحطم زجاجها وانكسرت عقاربها لكن صوت تكتكتها ظل مستمرًّا، أصابها العطب من الخارج بينما من الداخل ما زالت صالحة، يمكنني إن لزم الأمر أن أركلها بعنف، لكن لا يمكنني إطلاقًا أن أدوس على قلبها، هي عزيزة عليَّ، رافقتني في
بشير عمري* لم يتوقع مطلقا أن تكون النتيجة بتلك الفداحة بل الرزية، انهار كلية في أول صبيحة للخريف بالتقويم العربي، فاحتار برعب غير مسبوق لديه، ما الذي يمكنه قوله لها إذا ما طلبته مجددا على النت، لتنعم برؤية سمرته القزحية المشعة بانزياحات شمس حارة تغيب عن ربوعها الباردة البعيدة هي، هل يقول لها حتى