ليالي الجائعين - - لشاعر اليمن العظيم عبدالله البردوني

هذي البيوت الجاثمات إزائي ليل من الحرمان و الإدجاءمن للبيوت الهادمات كأنّها فوق الحياة مقابر الأحياءتغفو على حلم الرغيف و لم تجد إلاّ خيالا منه في الإغفاءو تضمّ أشباح الجياع كأنّها سجن يضمّ جوانح السّجناءو تغيب في الصمت الكئيب كأنّها كهف وراء الكون و الأضواءخلف الطبيعة و الحياة كأنّها شيء وراء طبائع


تأمّلات

سعد سرحان غدّة تصدر الكتابة عن مُكبِّر الصّمت المبثوثِ كغُدّة في أعماق الكاتب. أقصد الكتابةَ. أقصد الكاتب. ■ الخيال كلمة واحدة تُغني عن باقي الكلمات: الخيال. ■ معجزة اللّغة هي معجزة الإنسان الكبرى، أمّا غيرها مِنْ مُعْجِزاتِه فلا تعدو كونَها حركاتٍ وعلاماتِ تنقيط. ■ جدل ثمّة خوف


ما يشبه البلاد.. ما لا يشبه الوقت

علي حسن الفواز لستُ سوى أنْ أكون، كاشفا رأسي لفأسِ الوقتِ، مسحورا بماءِ الليل، أو سهو الظنون.. عاقلا، أو عاقرا، لا فرق، فالأنثى تشدُّ الباه، إذ ترمي رمادَ الصحوِ، توهبه مجازَ الهذرِ، أو بعضَ الجنون.. ٭ ٭ ٭ أنا داخلٌ في لعبةِ المعنى، أشاطرني شهوةَ الحلولِ، وأكشفُ عن سرِّ الغائب، أُلملمُ ا


رأس الوعل

راما وهبة لم أعد أذكر الكلام الذي تبادلناه ونحن نتأمل الهوة بيننا منذ ذلك الوقت وأنا في كل صباح أسأل نفسي: لم هذه المشقة في النظر إلى شمس النوافذ؟ ولم في كل مرة يتكوم حولي ذلك الفقد عن أناسٍ لم أرهم يوماً إلا كسماء متساقطة أو سكين يجرح هذا اليقين؟ رغم كل شيء يعود الخريف ليتألم قلبي ف


لا موت يكفي لقيامة

وليد الزوكاني ينضَحُ الغيبَ من خابيةِ الوقت الراكد يُلقي بجثث الكلام بعيداً عن شوارع القلب. يُكحلُ عينيكَ وينظفُ ثيابكَ لتكون كما يليق بكَ أيها الأمل، يفاخِرُ أسرارَهُ بصدر عميق. يجلو الحُب بوجه امرأة عيناها قمران وشفتاها تذكرتان إلى الجبال المقدسة حيث لا شيء سوى روحهِ وسربٍ من ملائكة ال


أن لا ينتهي شيء أبداً

باسل الأمين نصف حياة يبدو أنّني عالقٌ في الحياة اليوميّة إنّني عالقٌ في هذا الوقت المسمّى "الآن" أحسب في رأسي كيف يستطيع المرء عيش حيواتِه؛ العشرين والثلاثين والأربعين والخمسين كم أنّ العيشَ سيكون غدًا أجملَ وكمّ أنّني لم أتعلّم بعدُ كيف أصير يا إلهي، وهل يستطيع المرء أن يصير شيئاً؟ لم أد


دردشة بين صوفيّين

خالد الحلّي صوفيّانْ كانا يفترقانِ ويلتقيانْ قالَ الأوّلُ للثّاني: ما زلتُ أُعاني هل سيظلُّ كلانا يَبْعُدُ عَنْ صاحِبِه، لا يتركُ عنوانا قال الثّاني: روحانا تلتقيانْ في كلِّ زمانٍ ومكانْ هل سيظلُّ النّسيانْ ينخرُ في ذاكرةِ الإنسانْ؟ دَعْني أتذكّرْ شيئاً ممّا قالْ شمسُ الدّين التبريزي


الظلال الصينية للحُب

راضية تومي احفظِ الذاكرةَ الرخوة للمشاعر أخفِها داخل جِراب من جِلد قديم لِعنزة بيضاء كانت تَسُوقها جَدَّتُك إلى المرعى هناك التقتْ جَدَّك لأوّل مَرّة وهناك ابتسم وابتسَمَتْ. فُكّ تقطيبة المشاعر الغَضّة أزعَجَتْها رفرفةُ كلمة جارحة الحُبّ لُعبة ظلال صينيّة لأوراق سنديانة تراقصها عاصفة


مَنْ نَسَجَ البحرَ لي

شوقي عبد الأمير  (إلى إبراهيم المعمري) أدخلُ مسقط مثلَ ممثّل إغريقي يعودُ إلى دوره في تراجيديا مُعاصِرة على مَسرَحٍ عَظيم، الجِبالُ خَشَبَتُهُ البَحْرُ سِتارتُهُ الزّرقاء. والتضاريسُ مسوّدات في محترف إله. تُرى، مَنْ نَسَجَ البَحْرَ لي... أدخلُ ومعي المدى المتخثرُ والمَغاربُ الشُّر


سنبدأ من غيمة عابرة

جودت فخر الدين سَنبدَأ مِنْ غَيْمَةٍ عَابِرَه. فنجْعَل مِنْ ظلِّها خيمةً، كائناتُ الحديقةِ تأوي إليها، وقد تستطيلُ، فَلا بأسَ إنْ خرَقتْها، لتفتَحَ بعضَ السَّماواتِ في سَقْفِها. خيمةٌ، ستكونُ إذاً فسحةً لا حجاباً... ولكنَّها فُسحةٌ نحنُ نرسِمُها، وَنُحَدِّدُ أطرَافَها، ونُسَيِّجُها بانتبا


مُكابَدات

مازن أكثم سليمان سأُعانقُكِ وأتدلَّى منكِ وَرداً فوقَ سَلالِمَ تركُضُ ويركُضُ خلفَها اللهُ رحيقاً في قلبي. سأرتقُ بالمُكابَداتِ دهشةً تتمايَلُ بيننا كتَمايُلِ وُرَيْقاتِ شَجَرَةٍ تَغوصُ في وَحْدَتِها وليسَ غريباً حينَها أنْ يَبِيضَ طائِرٌ عابِرٌ على غُصْنٍ لا إحداثيّاتَ لهُ. سوفَ نبدأُ


الماغوط العبقري… الماغوط المنسي!

معتز رشدي لا أدونيس، لا نزار قباني، ولا أي شاعر سوري، أو عربي آخر، حمل في شعره، وفي جسده، نُذرَ الكارثة، السورية والعربية، كمحمد الماغوط. كان عويلاً، وقهقهةً، متلازمين، في آن معاً. كان مرآة في غرفةٍ مليئة بالحصى المقذوف من – وفي- كُلِّ اتجاه.. ركل مؤخرة البلاغة العربية المترهلة، بقدمه الحا


لأن أحداً لا يريدني أن أطير

عائشة العبدالله يدٌ للحرب اللحظة التي أمسكت بها يدي، كانت الأغرب على الإطلاق. يدي التي لم تألفْ جريان نهر، لا تعرفُ كيف تصير زورقاً أو موجةً أو سكّرةً ذائبة. يدي المسكونة بالصحراء، لم تحمل يوماً إلا جثث الوردِ وقمصان الدمِ والحكايات المتوحشة. يدي التي لا تثق بالأقرباء قبل الغرباء، الم


قبل الرثاء

عبد الكريم الطبال ينْهمِي الثلجُ على الرأسِ حتى يتَمَوَّجْ وفي فَروتَيْهِ سبائكُ من ذهب تترمَّلْ وتحتهما ناسكٌ أخرس يُدبِّجُ ترتيلةً مُجوَّفةً كالفراغ وفي أسفل القدمينْ رفْشٌ حكيمْ يُهيلُ التُّرابْ. 2 سيقانُ النملِ تجري والسابقونَ بلا سيقانْ كباراً وصغاراً يعثرونْ. 3 هنالكَ


مرثية

نبيل منصر لَمْ يَكُنِ المَركَبُ غَيْرَ كَلِمَةٍ تَقِفُ على مِياه ضَحْلَةٍ، أسماكُها نافِقةٌ وَأحلامُها الزرقاء تَحَوَّلَتْ إلى رُؤوسٍ خاوية مَشْدودَةٍ إلى هَيْكلٍ عَظْمِيّ. هذه المياهُ لَيْستْ غيرَ بقايا مِياهٍ في كَلِمةِ يَمٍّ المَهجورةِ الَّتي مِنها خَلَتْ رَسائلُ العُشَّاق ومَلاحِمُ ال


سينكسر الصدى ويضحك الجدار

أحمد رافع دموعي الغريبة أيتها المريرة إلى أين تتجهين ولمن تذرفين الأيام للورد الذي لا يفجر بوجهنا الرحيق للسنوات التي تهرب فتضحك من بعيد للطرق القفار وللأعشاش الحزانى كيف تعبرين القناطر في وقتٍ قتيل للضفةِ الأخرى للرموش التي يخيّل لها أن دمعنا قطرات من الندى أيتها الدموع الغبية وحدكِ


دُلِّي عَمَايَ عَلَيْكْ

أحمد بلحاج آية وارهام تَلْهَثُ الشَّمْسُ خَلْفَ أَسْمَائِهَا. للِرِّيحِ عَرَبَاتٌ مَمْلُوءَةٌ بِأَكْيَاسِ النَّدَمِ. لَا قَطْرَةَ تَسْأَلُ عَنْ وَطَنِ شَهْوَتِهَا. لَا أَحَدَ يُطِلُّ عَلَى ذَاتِه بِذَاتِ غَيْرِهِ. عَيْنٌ وَاحِدَةٌ تُحَدَّقُ فِيَّ. مُنْذُ أَلِفِ الزَّمَنِ إِلَى مَا بَعْدَ يَائِهِ.


مرثية ثانية لبلاد الرافدين

 جبار ياسين «بُلينا وما تبلى النجوم» ولن نطلعَ قبل عقودٍ مِنَ السنين أو تنجلي الغمةُ في عجيبةِ خلقٍ جديدة، ونوح جديد يغرزُ مرديهُ في الرمالِ. نحن هنا في شتاتٍ منظمٍ بالدقائق وهم هناك بين البرجسية وتل عفر على طريق إبراهيم الخليل في تيهٍ طويلٍ، موزعينَ على البلادِ ما زلنا








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي