الظلال الصينية للحُب

2022-03-14

راضية تومي

احفظِ الذاكرةَ الرخوة للمشاعر

أخفِها داخل جِراب من جِلد قديم

لِعنزة بيضاء

كانت تَسُوقها جَدَّتُك إلى المرعى

هناك

التقتْ جَدَّك لأوّل مَرّة

وهناك ابتسم

وابتسَمَتْ.

فُكّ تقطيبة المشاعر الغَضّة

أزعَجَتْها رفرفةُ كلمة جارحة

الحُبّ لُعبة ظلال صينيّة

لأوراق سنديانة

تراقصها عاصفة

في ليلة طَرَد فيها القمر مجتَمع السَّحاب.

عندما ذَبَح والدُ الجَدّة

عنزتَها البيضاء

بكَت الجدّةُ الصبيّةُ

وأخذت الجِلد ذكرَى

صَنعتْ منه الجِراب

وفيه وضَعَتْ نَظْرَتها الحَيِيَّة

وضحكتَها النّاصعة

يومَ قال لها الجَدُّ الفلّاحُ الشابُّ: أنتِ أجمل من القمر والشمس معاً

تزوّجا وزغردت القرية

ثم جُنِّد عُنوَةً في حرب الأعداء

حرب ليست حربَهم

مَرَّ زمان ولم يعُد

والجِراب المُعلّق في ركيزة السّقف يتأرجح

كلّما هبّت الرّياح.

على جدار المنزل الحجري

ترقص الظِّلال الصّينية

لِعاشقيْن سرقَت الحرب أحدهما.

 شاعرة من الجزائر







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي