
فادي أبو ديب (إلى ج. إ. ج.) (1) يُحدّق إلى ما وراء بيت لحم إلى الفضاء الأزرق الفسيح إلى الغيوم البيضاء تتحلّق تاجاً على رأس المسيح يسمع صوت أبيه الفقير من خلف الجدار يقول إن الله في الكلمة في العلم في الكتاب وإنّ رغيف الخبز أطيب إذا نكّهته نار الحكاية واللغات (2) ها هي بيت لحم
محمد مجد أهدي العراق سلامي أهدي العراق كلامي أهدي الفرات تحية مني إلى بغدادِ أرض الشموخ تزينتْ وبها السعادة قد بدتْ وكأنها قد غردتْ تاريخ عِزٍّ قد نبتْ من تربة الأجدادِ فترى العراقَ وأهلهَا مَن ذا يردد ذكرهَا بين المسامع تارةً؟ وبه الرحيقُ تلألأ ساق الجمالُ نسيمَها وطوى الربوعَ مناد
حسين بهيّش الغروب في مدينتي 1 أطلُّ من نافذتي مثلَ قمرٍ بارد أشاهد المدينةَ تتّسع وتضيق حزمة من الناس وبعض السرور يطيرُ من عيني. 2 حصانٌ يجرُّ عربةً بستائرَ قديمة في مدائن الشُهبِ البعيدة وامرأة تمشي فوقَ جسرٍ مزركشٍ بالأضواء لتمدَّ الكون بالطمأنينة بخطواتها تُذيب أغلال الجليد. 3 نهر
وليد رشيد القيسي تحت الجسر ضباب قاتم ينشر قطراته فوق النهر ترى أي بوابة يدخل والطريق معبدة بالرصاص وأكياس الموتى تسأل الطالع من الحجر متى ينتهي هذا التاريخ المتسلل إلى القبور؟ الشجر ابتل والضباب اغتسل بالتراب لم يعد الطيُر حراً. الدهشة فعل معطل وحشتها انفعال وحديثها سؤال مبهم لمعرفة أش
سعد سرحان حليب لَفاضَتِ البركةُ حليبًا لو يذوبُ قرصُ القمر. ■ أحلام من أحلام اليَخْتِ أيقظته موجةٌ قاربُ صيد. ■ كذبة حتى الصّدق يكذّبُ نفسَه: فاتح أبريل. ■ نشيد الصّمتُ نشيدٌ وطنيّ لكنْ تحتَ أيِّ راية؟ ■ ألوان تفوحُ ألوانًا أزهارٌ بلا عطر. ■ قيلولة على نسائم العصر يتمطّ
نزار بدران تموتُ العصافير وهي ترص مع المطرْ تأتي إليك المشانق تحملها هوية للعروبة، جواز سفر ما اسمك؟ مشنوق بلدك؟ مشنقة مكان الولادة؟ قبر جدي لماذا تهاجر؟ بحثاً عن مكان أرى فيه وجهي هنا تأكل الأم أولادها وتمطر السماء في الصيف تحميك من الشتاء سحابة سوداء لن تجد مكانا لتنصب فيه مشنقتك ولا
حسن حصاري تُرَى منْ يُقابِلني هُناك عَلى مَرآى سَنواتٍ زَلِقة منْ غُرْبتي، سِوايْ؟ مَنْ يَقودُني أعْمَى إلى جِسْر خَطيئةٍ لمْ أرْتكِبها لأهَبَ دَمِي لوْنَ العِصْيان؟ رَبتَ خِلسَةٌ أكتافَ خُطواتي؛ ظِلٌّ عَقيم.. اقتفَى صوْتي، عِندَ سُقوطِ رَأسي فِي أولِ فجْوةِ فرَاغ. وَأصْمتُ.. أصْمت
عاشور الطويبي حَسَكٌ تقذفه الريح 1 شمس سبتمبر تأتي مائلةً في الصباح الباكر. أصوات العجّانة والعمّال المصريّين تملأ فناء البيت. بومة الحقول الشهباء غارقة في الغياب العظيم وطائر البوبشير يقطع الفضاء كأخبار عاجلة. في المدى، قارب صيد صغير يلمع. بحر صبراتة أرخى حبل آخر الهاربين من صحراء الخائفي
عامر الطيّب يَندرُ أنْ أجد حباً كحبكِ يحميني من أضواء السيارات دون أن أضع يداً على عينيّ. تخفض بعض السيارات أضواءها بتلقائية و تزول سيارات أخرى كعلامات على الطريق هو أيضاً حبٌ يضطرني أن أغطي عينيّ مفاجأة اتقاء سيارات لا أضواء لها ٭ ٭ ٭ امتدتْ الظلالُ وبما أن باحة البيت صارت كافية لأن
مصعب أبو توهة ها هو يحطُّ في الصندوق القديم، يشمُّ رائحةَ الصدأ تدغدغه بعضُ أوراقِ خريفٍ تحتمي من الثلج ومن هواءٍ يخدش ملابسها الجافّة. الظرف ينتظر مَن يفتحه. هو نفسه يريد أن يقرأ ما بداخله وبأيّ لغة يتكلّم قلبه، وأيّ يَدَين ستفتحه. هل هما ناعمتان؟ أم شقّقهما طين الأرض؟ مَن يدري، لربما ستف
سميح فرج أخدودٌ يتلوّى، أنصافُ حِجار ناتئة قد تَلزم في الزمن الموحل، ذاك الزمن الغائر في الطرق المعقوفة والمعوجّة. ■ وصداعٌ يدخل في بعض بيوت، لا يخرج منها. يعتاد عليها، يتمكّن، يستجلس شهوته فيها، أزمنة مثقلة، لكن! ■ سلّة قشّ، بعض زجاجات: أدوية، بعض قصاصات المشهد. شربة فخّار، أسو
عز الدين الماعزي أمثالي كُثرٌ، كسُفن النّهر لا تعرفُ طريقَها إلا بقلقِ الريح هوتِ الأرضُ فلا أحدَ يعرفُ المسَار وهلْ ما زال الجسدُ سليماً؟ عن شجرةٍ تسْترق السمْع في الطريق أمامهم، طرحُوا السّؤال وكان على شِفاه الأزقّة القديمة يعْتقدون أنّ الإله غير موجودٍ وأنّ الأرض تُضبطُ بالوَتد والحب
منصف الوهايبي إلى رشيدة كانت رشيدةُ، حين يغْشى الليلُ.. تُسْدِلُها.. وتوقدُ شمعةً لعشائِنا.. ــ«أكبادُنا» كبِرُوا.. وطارُوا.. نحنُ عدْنا مثلما كنّا.. ولا حِسٌّ ولا جرْسٌ.. وأنتِ جميلةٌ.. بل أنت أجملُ يا رشيدةُ.. كلّ يومٍ.. «أنتِ أيّتها الحَبِيبُ..» ـ أنَا.. وكيفَ؟ و
علي صلاح بلداوي 1 من أجلِ ماذا عليَّ أن أعبرَ ليلًا ملغومًا بالكوابيس ونهارًا يأخذ مقاس رقبتي كي يضفر الحبال ويرفعني معصوبًا إلى المشنقة من أجلِ ماذا عليَّ أن أكون القتيل الذي يضحكُ فيما توذِّره الحرب ويشتري القصور في جنانٍ يَسمعُ بها فقط ووصولها تذكرة بالدَّم المسفوح. لصوصٌ سرقوا عمري وقا
لطفي خلف إلى شاعر… لو تعجنُ من صلصالِ اللغة جواهرَ أو ذهبَ الكلماتْ لو تفرمُ لحمَ المللِ وتقصيهِ إلى جبلِ الظلماتْ ٭ ٭ ٭ لو يسمو نصُكَ فوقَ نصوصِ الغيرْ أو تملك ريشاً مثل الطيرْ وتزيلُ عن الطرقاتِ الشرْ وتجفِفُ في الخدِ العَبَراتْ والعالم تمنحُ أوسمةً وقصورا تحوي مملكةً تجري في
عبد الكريم الطبال قصيدة البِسي عاصفةً فضّيةً ثم تيهي في خُيلاءْ كالفراشات أمام الياسمينْ حتى تَصلين إلى النهرْ حينها اخلعي عنكِ زينتَك المُثلى حينها ادخُلي في النهر مثل ورد يدخلُ في بيته الشجرةْ حينها سوف يشهدكِ البحرُ فتُبْهِتهُ يشتاق إليك تشتاق إليه حينها ستكونْ ■■■ شاع
يوردان إفتيموف ترجمة: ريمون وهبي يَستخرجونَ الطَّحالبَ من الظَّلامِ والأمواج خَطِرة! ومع أنّهم واعون بذلك لكنّهم يعملون - حزنٌ من الرذاذ الإلزامي الذي في هذه الحِرفة. يسحبون ببطء رويداً رويداً على جانبٍ واحدٍ من زورقهم سلاسلَ من الطَّحالب المُسودَّة التي ما تزالُ عديمةَ الرائحة ثم، يُرشّ
قاسم حداد لا ينتظرني عند جسر الله غير الماء وهو ذريعة العطشى. لم يعد لي في المحرق غير وهمٍ يستعيد طفولتي ويرمم المعنى ولا أدري لماذا تنتهي جغرافيا التاريخ عند الفقد أو.. ماذا أريد وجنة الذكرى وماء الروح والجرح النزيف وما تبقى من مدينتنا التي ليست لنا سأنام بين الجرح والبيت القديم وقل