لا موت يكفي لقيامة

2022-03-16

وليد الزوكاني

ينضَحُ الغيبَ من خابيةِ الوقت الراكد

يُلقي بجثث الكلام بعيداً عن شوارع القلب.

يُكحلُ عينيكَ وينظفُ ثيابكَ

لتكون كما يليق بكَ أيها الأمل،

يفاخِرُ أسرارَهُ بصدر عميق.

يجلو الحُب بوجه امرأة

عيناها قمران

وشفتاها تذكرتان إلى الجبال المقدسة

حيث لا شيء سوى روحهِ

وسربٍ من ملائكة الشغف

وطواف للهبوط من قمم اللهفة

إلى أرخبيل العَسل الشرس.

ترن السنون في يده كنقودٍ ذهبيةٍ

من زمن لم يأت بعدُ.

لا تشتري جَنتهم بيوم واحد مما يأتيك.

أهو الغيبُ أرى

أم مناديلُ مُتسخةٌ في يد اليأس؟

وحدها الجدران يقين هذا العالم

تأتلِفُ فتنجب سجناً، معبداً، منزلاً

وأنت بينها دُوار ومتاهة،

أم صرتَ بعد هذا السجودِ الطويل

جداراً وحيداً

يستند إلى عزلةٍ مزدحمة؟

لستَ حياً بما يكفي للموت عشقاً،

ولا ميتاً

بما يكفي لقيامة،

أنت بين بين

عِبْءٌ على فرس الخيال

ودرجٌ للهبوط إلى مجزرة.

وهذه الطرق توزع على العابرين قتلا وحوريات،

ومطعم آخر الشارع يخبز فطائر بلحى الفُقهاء

يدخل فتيةٌ حالمون،

يخرجون شظايا.

السماءُ نهرُ دمٍ

والأكفانُ قوارب بيضاء

تنقل القرابين بين الضفتين.

أين بيتك؟

كل البيوت له

أما أنا فلي رزقٌ من خَشاشِ الأرض

ولي فَرشةٌ من براريها

ولي مِسْكُ الرضا

والسلام.

فلا وردةٌ تلهو قليلا في غَفوة الوقت

ولا طائرٌ

يشيلُ الفضاء بجناحيه.

زمنٌ رَجْراج

والمدينة خَليطُ شوارع من قرون عتيقة.

وأنت.. بين بين

لستَ حياً بما يكفي للموتِ عشقاً

ولا ميتاً

بما يكفي لقيامة.

شاعر سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي