مرثية

2022-03-04

نبيل منصر

لَمْ يَكُنِ المَركَبُ غَيْرَ كَلِمَةٍ

تَقِفُ على مِياه ضَحْلَةٍ،

أسماكُها نافِقةٌ وَأحلامُها الزرقاء

تَحَوَّلَتْ إلى رُؤوسٍ خاوية مَشْدودَةٍ

إلى هَيْكلٍ عَظْمِيّ.

هذه المياهُ لَيْستْ غيرَ بقايا مِياهٍ

في كَلِمةِ يَمٍّ المَهجورةِ

الَّتي مِنها خَلَتْ رَسائلُ العُشَّاق

ومَلاحِمُ الرِّوائيين.

هَل ما أُنْجِزُهُ الآن يَنْتَسِبُ

لِأفعالِ الآلِهةِ

القادِرةِ على بَعْثِ العِظام،

وجَمْعِ نُثار الطيورِ مِن الرِّياح الأرْبَعَةِ

أمْ أنَّهُ لا يَعْدُو أنْ يَكونَ رِثاءً يائِساً،

لِما يَسْتعْصِيْ على الحِداد؟

لَيسَ لي في الوَاقع إلّا أنْ أتكلّمَ،

وأنسَحِبَ وراء خيطٍ لا يَقودُني إلى قدَمي

ولا إلى طريقي.

الكَلِماتُ تَتجمّعُ أحياناً، مِن كُلِّ حَدبٍ وصَوب،

لِتُضيءَ وُجُوهاً تَنتحِبُ أو تَضحَكُ

أو تَضْحَكُ وتَنْتحِبُ في آنٍ،

ولَم تَكُنْ هذه الوُجوهُ غَيرَ وُجوهِ كَلِماتٍ

مُشَقَّقةِ القَدَمَيْن أدْمنتِ السَّيْرَ

في مُعْجَمِ الصَّحْراء.

 شاعر من المغرب







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي