ذكر الله

الدكتور شهاب محمد عبده   بذكرك يا إلهي نطمئنُ ويهدأ في الحشا قلق وحزنُ وتغمرنا السكينة بعد غمٍّ وينزل بعد داء الخوف أمنُ فلَاسْمُكَ بلسمٌ من دون طبِّ وصيدلةٍ به الأنوار تدنو فحمداً يا إلهي ألف حمدٍ فأنت لكلِّ من يرجوك حصنُ


وَكأني سَأظلُّ عَالقا بِي…

حسن حصاري لوْ أبَادِر سريعا، بِتقليم أظافر أفكارٍ دَامِسة اللوْن تنبتُ فِي رَأسي، كفِطرٍ عفِن. أحْشو الكثيرَ منْ تضارِيس الضَّجر، بيْنَ نُدوبِ أوْراق ذِكرياتٍ تسكنُني. أعْبثُ بِهوامِشِها الفارِغَة مِنْ كلِّ إشاراتِ الغفلة، وَبَياضاتِ النسْيانِ الآثِمِ جِدا بِزِلةِ التذكرِ. ٭ ٭ ٭ هلْ


سماءٌ أخيرةٌ بين الأبنية

فادي طفيلي  (إلى ف. أ. خ) ليل إنّه ليلٌ ما زال كما هو منذ زمنٍ طويلٍ وأعيننا في مكانها. انظرْ بِهما إليهِ على صفحة كوبِ الشايِّ يتشبّثُ بسيقان النعناع، والسُكّرُ الكثيفُ يشدُّه إلى الأسفل. انظرْ إليه... ليلٌ واضحُ العينين الغائرتين، يذوبُ ولا يبقى له أثرٌ في القعر لكنّه سرعان


هبوطٌ في أوعية اللّيل

عمر الشيخ قلوبنا في الريح، والحبّ مأزق وعينا، هذه الوجوه غريبة.. ٭ ٭ ٭ كنّا وضعنا ثيابنا معاً، والآن أنظف العدم أبواب خزانتكِ مفتوحة وفي عيني أقنية مسدودة… ٭ ٭ ٭ رأيتكِ في التّعب تزدادين عتمة، رأيُتني أشيّد لكلماتي السجون.. تلك الطرقات المظلمة، لم أنتبه لها! ظننتُ الحبّ بسيطاً


مثل وردة تلاحقها الرائحة كل يوم

علي الشلال ضوءٌ للأيّام البعيدة ما أبهى الرحلةَ، حين أرى الشجرَ يلوِّح أنهُ ذاهبٌ لمدينتكِ، صرتُ أطمئِنُّ مثل حقلٍ تصافحُهُ الريح على مهلٍ، صرتُ أجسُّ بحواسّي ما لا تصِله المسافة وما لا يفتحهُ الهواء مِن رسائل النظرِ العديدة، في الصباحِ تهِبين حياةً جديدةً للنافذةِ، يستيقظُ عصفورٌ في حديق


جوزيف شولتز

علي مطر  كان جوزيف ضمن فصيل الإعدام  جندياً ألمانيا عادياً. وقف وسط زملائه ينظر إلى فصيل المحكومين ميدانياً بالإعدام. كانوا مجموعة من السكان اليهود المدنيين. كانوا معصوبي الأعين بخرق بيضاء. كانوا مثل دمى ملقاة على تلة الإعدام. تلك الدمى المشبوكة الأيادي التي تعلق على حبال الغسيل.


إلهي الذي هدموا مذبحه

ميلينا عيسى لئلّا تموتوا دفعةً واحدةً، شاركوا المغادرين إلى القبرِ واستنشقوا مرارَ العوسجِ، قبل سكبِهِ فوق جراحِكم العنيدةِ. الفارساتُ اللواتي يجاهدنَ في سبيلِ عمرٍ من الحبِّ، يُحاكَمنَ بحبلٍ خجولٍ وحنّاءٍ يئنُّ، تتزاحمُ الغيلان في بطونِهنّ وتُبتَرُ الغدائرُ بصراخِ ليالٍ خرجتْ للتوّ من هتك


الطوفان

نبيل منصر قَبْلَ الطُّوفان، استيقظتُ. وَجَدْتُ المَرْكَبَ أمام العَتبة، قدَمي اليُمْنى على سَطحِه، بَينما اليُسْرى في اليابسة. نائِما كُنتُ، النَّثرُ الدِّيني يَسْتَعِدُّ لِترتيل آيةِ الغَرَق. الظلامُ في عَيْني وقلْبي، وفي يَدي الهواءُ. خَلفي تَرَكتُ حِبْراً جافّاً ووَرقة بَسَطتُها لِزُو


بعد منتصف الليل في سماءِ أنجمينا

حمزة باشر سيأتي زمانٌ محمّلٌ بأجسادٍ كثيرة تريد النهوض. يُرهِقُها الوقت، وذاك الفراغُ المكثّف، الآن تحت رعشة الجسد حين تجرحه يدُ البرد بعد منتصف الليل، في سماء أنجمينا تغمر أغنية الحبّ عاشقين تحرّرا من عَناء الجسد وهو يرقص "ماميرو"، أتذكرين؟ هناك عابران التصقا حَدّ الشبق يلفّهما البر


خوارزميّات الآلام

فراس موسى هذا دمي أمّاهُ في طست الخلاص محمحِماً مثل الحصان يدورُ من كأسٍ إلى كأسٍ ولا يرتاحُ إلا كي يطفّح مرّة أخرى كؤوسا جفَّ في أعراقها شغفُ الثمالة.. هكذا قلبي تظلُّ طيورهُ ملكَ الجميع ورخْصة.. مبثوثة بين الدروب الزنبقيّة.. لا تنامُ، ولا تؤوبُ إلى العشاش لأنّها في شغلها الأبديّ، فاكهة،


دخلتُ البستان، يدي في يد ابن عربي

عاشور الطويبي 1 "وأعْيُنُ الكون خلفَ الستر ناظرةٌ" ابن عربي كلّ حجرٍ في الواو*، أغنية في صدر الرمل كلّ رجفة غصنٍ حطّ عليه طائرٌ، أغنية في صدر الليل كلّ دربٍ خطّه النملُ المثابر، أغنية في صدر صيّاد غريب كيف، إذن، أفهم دويّ الطبول وراء الجبل؟ كيف أرى عريها الشاحب في الشمس؟ كيف تنهض من موتها


في أرضٍ أُخرى

عبد الكريم الطبال في أرضٍ أُخرى قال ليَ المجنونْ الأرضُ التي تمشون عليها زنزانةْ الأهواءُ هي السجَّانْ الكلماتُ هي القضبانْ أماّ أنتمْ فالأسرى فيها ومضى يضربُ في أرضٍ أُخرى. ■ ■ ■ قصيدة مدح نبيذكِ يا كرمةً عاصَرتْ قومَ عادْ سأشرب منها ثلاثين كأساً لأضحك حتى الجنونْ لأعشق وج


السّيدُ من أوروك

صادق الطريحي ها نحنُ في أوركَ.. نستبقُ المعاجمَ؛ كي نؤصّلَ لهجةَ المُستضعفينَ.. ونمنحُ الأطفالَ أسماءَ السّوادْ. ها نحنُ في أوركَ.. نجمعُ ما تفرّقَ من كتابِ (بحيرة الجاموسِ) نرفعُ رايةَ النهرين.. إيذانا بعودةِ أمّنا العذراءَ من سينِ الرّمالْ ها نحنُ في أوركَ.. نلبسُ أينعَ الأثوابِ.. حيثُ


وخزات ضمير

لطفي خلف شعب فلسطين: أغيب عن الوعيِ ليس القرارُ قراري ولا أملك اليوم غير انبهاري بحجم انهياري الذي خلّفَ اليأسَ في النفس كيف أداري جروح ضميري وبلوى احتضاري؟ ٭ ٭ ٭ بلوى عمري ينزف أياما لم تحسب من عمري أياما تتهاوى قدامي أركلها بنعال ضميري أياما لا دفء ولا حس بها عجفاء تثير المغص


خفيفاً على الأرض

صفاء سالم اسكندر كيفَ هوَ ألمُكَ لماذا بكيتَ البارحة؟ أمامَ المرآةِ سألتُ نفسي. وهكذا تعرّفتُ إلى صمتي الجديد. ■ لا حيلةَ لي فلوْ أنَّ أحدَهُم صدَّق تعَبي لَكنتُ مرتاحاً الآنْ وسيرتي سيرةُ أسلافٍ حرسوا ضحكتكِ بالمراثي والأحاديث. ■ وعدي الكبير أنَّ هذا الانتظارَ لا يطول لي ثقةُ العائدِ


واحد وعشرون آذاراً

سعد سرحان (المتنبي) قال صاحبي: هو ملكٌ في إهاب شاعر أمّا شِعره فالصّولجان. (السياب) قصبُ السَّبق أغْوَته أنشودةٌ فصار لأجلها ناياً. (بورخيس) بأيِّ بصيرةٍ قرأتَ وبأيِّ بصرٍ كتبتَ وما من كتابْ كان عندك الكتابْ؟ (أدونيس) بالمِعولِ اللّهبْ ضربتَ في أرض الشِّعر فاندلع في إثرك ما


جاء المسافر بالعقل والأغنية

حمزة كوتي شغفٌ إلى الموسيقى احتدَّ الكلامُ على الخريطة لما هو محصورٌ في حدودٍ معيّنة. ■ ما يعطي انطباعًا للكائنات يهدف إلى إحداث تغيير في الأفكار والآراء. ■ نسيجٌ من خيوط الشمس على جانب سفينةٍ تنجرفُ بعيدًا بثياب امرأةٍ هي إلهة النباتات. ■ زهرةٌ حمراء تتبادر إلى الذهن بعد غيابٍ طويلٍ تحمل


إقفال ظل الشجرة

عبد الرحمن مقلد تلك مكيدةُ أن تنطرحَ فلا تلقاكَ الأرضُ على راحتِها أن ترتد حسيراً مكيدةُ أن الضوءَ تعامدَ فوق الجسمِ المعتمِ كالمعتادِ - مسيحُك قامْ - لكنَّ الرغبةَ ليس تقومُ... لن تنعكسَ مثيلَ الأمسِ لن تشتعلَ بذاتِ الوهجِ أو تتمدد كالمعتادِ... أن يشتعلَ الزيتُ ولا يتعاصرُ فيك نبيذُ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي