غيمة الياسمين

أوس أبوعطا لروح الشهيدة شيرين أبوعاقلة يراعكِ الذي تكتب به الملائكة ينزف ورداً ينزف وجعاً يروي نكبة.. أشيرين التي إذا ما مشت فوق الصحراء تعشب.. أشيرين التي إذا ما مات الكلام بصوتها حروف اللغات تنتعش.. أشيرين الغيمة التي أمطرتنا ياسمينا.. ظلّك النّازف المرابط تحت الشّجرة.. تارة كان قمرا


موتٌ ظننتُه لعبة اختفاء

يعقوب عزيز وأنتِ تكنُسين شَعركِ المُتساقط على أرضيّة المنزل تلوّحين بأصابعكِ كما تعزفين سيمفونية الفِراق الحَزينة تلعنينَ مراراً البثورَ على وجهـك صهيلَ جيوش الغِيرَة بداخلك وأنت ترَيني أُحادِثُ الأُخريات تعانقينَ الذكرياتِ كُلَّ صباح تُشرّعينَ نوافذ الحنين؛ التي يتسلّلُ منها مُباغتاً م


العبور الأخير

بوشعيب كادر جاؤوا من بعيد تركوا كل شيء وراءهم آخر الكلمات آخر الوداع ودَّعوا الحجر والرمل وأصدقاءهم القدامى رفعوا تلك الأيادي والأصابع النحيفة لوّحوا بها واختفوا في الصحراء رسموا خرائطهم بحذر لا شرقاً ولا غرباَ السير شمالاً حيث الماء، الرعاة والرحل وصلوا إلى مدينة الدار البيضاء تعلّم


هؤلاء الذين يموتون خلفَ أعمارِهِم

بول شاؤول مُهداة إلى أطفالِ غزّة   هؤلاء الذين يكبرونَ خلفَ موتِهم ولا سنَوات تُحصَى ولا أسمَاء ولا لحظَات تُروَى لإرثٍ أو لمَقام عدوى الوَرد ولا أجسَامهم عدوى العِطر عليهم ولا نسمَة حولَهم ولا لون لعيونِهم الأَخيرة هؤلاء الذين يَموتون خلفَ أمواتِهم (أطفال غزّة) ■ ■ ■ ولا ت


سلام على الماضي

محمد مجد سلام على الماضي الذي ذهبَ سلام على الرفاق الذين مضوا من هنا من حياتي وساعاتي لعل الود موصول بهم فمشى ينادي ويرنو كظل السحابْ ويروي القلوب بماء المطرْ سلام على من هم بهم تحكى العِبَرْ لأجيال لست أعرفهم هنا بيننا الحُلْمُ اندثرْ حلم الأمس الذي أضحى رمادا وأمسى كشيء بعيد النظرْ ل


ويداي مغمضتان

جو قارح  لطالما خبّأتُ وجهي، ولطالما، بعد إغلاق الباب، بحثتُ عن نظراتي. صدفةً أجدها على العتبة، قدمٌ فوق الأخرى، تسأل الغبار عن المغادرين، الواحد تلو الآخر، وأنا، متمسكًا بأنفاسي، راية استسلامي، أبشّرها أنني سأرحل، سيطول غيابي، ويكبر المغيب ويشيب، وأنا بعيد، اقتفي أثر نجمة شار


رأس غيمة جذر ترابي   

بادر سيف أسأل خوذة القمر التعيس عن صورة المادة تلوي عنق الريح أسأل الأرض عن إنسان يصنع خبز الكفاف يستمع لموسيقى الجاز عاري المنكبين أسأل عربة الأيام عن عنق اللحظة يشرئب نحو مركب يغوص في ريح الصحراء أسأل الأيام الأنام والشعاب أرفق الأسباب بمدية الذبح أهيئ المرفق المكتظ بالصعاب اتجاهات


إيماءات

عبد الكريم الطبال 1 قال لي صوتٌ لا أسمعهُ إلا حلماً: في كفّكَ نافذةٌ بيضاءْ ارفعْ ستارتها انظرْ: الشارعُ بستانٌ أزرقْ يُشبهُ بحراً لا يُوجدْ انظرْ: أنت عصفورٌ في البستانْ انظرْ: أنت تُرتِّلُ في البحرْ 2 أشتاتُ الريحْ سأجمعها لأفجِّر في الغاباتْ الموسيقى الأولى الورد الأولْ


إلى حسب الشيخ جعفر

رعد السّيفي لَمْ يَزَلْ شُبّاكُكَ الخافتُ يُغري نسمةَ الفجرِ لكي تدنو إليهْ لِتُريهِ الموجَ ملءَ النّهرِ يجري، وظلالَ الفجرِ،إذْ تحنو عليهْ ٭ ٭ ٭ لِمَ أطفأتَ ُسراجَ البيتِ في وجهِ الضِّفافْ، بعدَ أنْ رانتْ على النّهرِ عباءاتُ الغسقْ ؟ باحثاً عن ضفةٍ أُخرى بلا سبعٍ عِجافْ حائكاً من خزفِ ال


أغنية إلى فلسطين

جواد الحطاب مقوّسا.. كظهر سلحفاة كان: محمّد الدرّة وكان.. دون العاشرة بحجرٍ أو حجرين.. صاحت بهِ رجولة مبكّرة: لم يبق في البيت سوى البيت !! فاصطحب الأحجار.. يشدّ من ظهر أبيه رأى الرصاصاتِ دبابيرَ.. وقد دارت عليه فالتقاها.. أعزلَ ظهرُ الخاصرة ٭ ٭ ٭ وكان.. فوق العاشرة دون فلسطي


لكِ من كلِّ سفحٍ نصيب

علي صلاح بلداوي 1 أراعي فيكِ رقّة العنب وأنتِ تمرّين بين المناقير التي تشتهيكِ وأخاف فيكِ على أناقة الرُّمان لأنَّ الذين حولك يغزلون العَبَثَ ويبيعونه. كأنَّك الوردة التي تأخذُ بيد الماء كي لا يضيع حين يجري بلا ساقيةٍ وكأنَّهم الجِّيَفُ التي تنصب العِداء للعِطر، ولا تعطش. أرجو لكِ السلالم


قريتنا، في سرّتها حبل من ذهب

عاشور الطويبي قريتنا، لو وقفَت على قوز رملها، ماذا ترى؟ أرى ضريح الوليّ الجوّاب، ترفرفُ عليه مناديل بنتيه وآهات العاشقات السائحات. أرى قباب بيوت طينية تنقرها طيور خضر وصفر. أرى أصابع نسوة محنّاة، أرغفة تنّور ودهشات تتدحرج في الضحى. أرى فرس الشيخ ، دلو البئر وأكواز ذرة خضراء في آخر الحقل. ألا


مثل أحجارٍ قاسية في آخر اللّيالي

إبراهيم الكراوي طحالبُ الأبديّة وكأنَّها أمْطارٌ تُكَسِّر جَليد الصمت فوق مرتَفعاتٍ قديمَةٍ حيثُ تَفِيضُ جِبالُ الأبَديةِ، بحَليبِ شُموسٍ مثل فَرحٍ مزدان بريش الضوء نلجَأ إلى جُزر الخَيالِ محْمولِين على فُلكِ الأيام؛ إذ أنَّنا نُبْحر بلا مَجاديفَ، بلا أفكارٍ... رغم ذلكَ، تطلع أحْلامُن


أنبياء

عبد الكريم الطبال 1 أغبطُ الصَّمتَ القابعَ في خلوتهِ يفكّرُ دون كلامْ يحلمُ دون خيالْ أصحابهُ كُثْرٌ: النسيانْ العشبُ القصيدةُ الأيمانْ كلّهمْ أنبياءْ. 2 في الفجر رعدٌ يصلّي  في السماءْ سرّاً صلاة العشق للقدسِ ثم يهبط للأرضِ يصلّي فيها صلاة الفجرِ جهراً يُرتّل في


نصف أغنيّة وثلث غربة وربع أمـل

جمال البدري  “صاحبة البنطال البارد” على قارعة الطريق رأيتها… جاءت إلى ميلانـو منذ أيـــام؛ هاربـة من جحيـــم الحــرب… ذات جمـال عبقـريّ لاهـــب؛ بنطالها الأزرق الجينز مثقــوب. كعينيها الزرقاوين؛ يا بحـــــر. ظنّنـت أنها من مخالب (دبّ)؛ لكن تبيّــن أنهــا ثقـ


طَيش

 مروان ياسين الدليمي: لاَجْلِ أَنْ تَتَفادى مُفاجَآت لها طعمُ النُّحاس لِماذا عَقَدتَ العَزَم على أَنْ تُكفِّنَ بَراءة الكَلام بِمناديلَ مِن رِمَال؟ لو كُنتَ فاهِمَا لحظَة الوَدَاع كَما لو أَنَّها نهايةٌ مُتوقعةٌ لِاستعرَاض عَسكَري لتمَكَّنتَ مِن وصفِها دونَ طَيش.   قَدَرُكَ الآنَ


درب الليل في لارنكا

عمر الشيخ يوشك أن يكون مشنقة  البيتُ صارَ عجوزاً وكلّ ليلةٍ يسعلُ من صدري، ها هي تنمو أذرعهُ وأقدامهُ، ها هو يتماهى في جسدي، ملامحهُ أيقونة من تراب وشقاء. البيتُ يطوي جدرانه كأغطية فوق القتلى، فوق المُعانقات... أشعر بدبيب الألوان على أركانه، البيتُ يتلوّن بضوءٍ أشيبَ ينتزعُ هُدن


عربة الموتى يجرّها ألف سنونو

سمعان خوّام I عينايَ مرآةٌ خلفهُما أبني مستودعاتٍ جديدةٍ للذّاكرة. ▪▪ أتنفّس بجديّة ريح الشّمالِ أخلع عنّي جلدي جِلدي شِراع. ▪▪ في الفجرِ ينمو لي ذنبٌ أحمر لأصادقَ ثعالب الحيّ. في الظّهيرة ينمو لي ريشٌ أسود لأجالسَ الغِربان. في اللّيل تنمو قدمي مِن جديدٍ لألتحقَ بالرّاقصين والرّ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي