تأمّلات

2022-03-22

سعد سرحان

غدّة

تصدر الكتابة عن مُكبِّر الصّمت

المبثوثِ

كغُدّة

في

أعماق

الكاتب.

أقصد الكتابةَ.

أقصد الكاتب.

الخيال

كلمة واحدة تُغني عن باقي الكلمات:

الخيال.

معجزة

اللّغة هي معجزة الإنسان الكبرى، أمّا غيرها مِنْ مُعْجِزاتِه فلا تعدو كونَها حركاتٍ وعلاماتِ تنقيط.

جدل

ثمّة خوفٌ غيرُ مُبرَّرٍ على الكلمة من الصّورة، مع أنّ هذه تجسّد فقط، بينما تلك تجرّد أيضاً.

الكتابة تُصوِّرُ كلَّ شيءٍ.

الكتابة تصوّر ما لا يُتصوّر.

الكتابة تُصوّرُ دائماً.

أمّا الكاميرا، فأقصى ما تستطيعه هو أن تكتب أحياناً.

...

الكاميرا قد تُوثّق وقد تكتبْ

أمّا الكتابة فتُعبّر وتُعْرِبْ.

...

الصّورة تَصْدُرُ عن العين

أمّا الكلمة فتَرِدُ من المَعين.

سِكّة

لعلّهما من نفس المعدن النّفيس

فكلاهما يُضرَبُ:

المَثَلُ والسِّكّة.

أمّا الصّياغة، فللكلام وللذّهب

فالعبارة المَسْكُوكَة

(أَمِ المَسْبوكة؟)

إنّما هي سبيكة لها بريقٌ في الرّنين.

...

وإذن:

مَن صاغ الصّمت ذهباً؟

وفي أيّ مكتبة

تخلد كتب الصّمت؟

الكتاب

ماذا لو كان الكتاب يقرأ؟

يقرأُ نفسَهُ في عيون قرّائه، فيعرف، بعد توالي القراءات، أيَّ قرّاءٍ هُم فأيَّ كتابٍ هُو.

وماذا لو كان يكتب؟

فيلخّص القرّاءَ، ثمّ يوجز نفسه في ما ترسّب في أنفسهم منه، إن ترسّب منه شيء أصلاً.

هكذا، وكما قد تنتهي حديقة بأسرها في قارورة عطر، ستنتهي مكتبات العالم إلى واحدة موحَّدة في البيت.

وللمرء، حينها، أن يتخيّل أيّ رحيق سيصير لأرجاء الحياة.

ظلّ

بماذا يستظلُّ

شاعرٌ لم يغرس

ولا شجرة

في

كلِّ

قصائده؟

اللّغز

في اللّغز الصَّلد للحياة، أحدثَ الشعرُ، في البدء، ثُقْباً صغيراً، منه يتسرّب الضّوء الآن إلى باقي الألغاز.

فارس

بصهوة النّشيد تحلم

منذ طفولتها:

اللّغة.

برج

هل كان البرجُ لِيَتداعى لولا تَشَقُّقُ الّلسان؟

انتحال

محظوظون هم الشّعراء، لأنّ الحياة غير قابلة للانتحال، وإلَّا كان العديد منهم قد غادرها وهو في ريعان الشّعر: بِشريانٍ مقطوع، أو برجل مبتورة، أو بطلقة في اليأس... أو بغصّة في الروح.

الشّاعر

أقربُ إلى ساعي البريد منه إلى النبيّ

لا رسائل الأرض يُبَلِّغ

ولا رسالات السماء يُوصِل

...

يكتبُ رسائلَ روحه فحسب

ويبثّها إلى عناوين مجهولة.

قِرى

القراءة من القِرى

فكلّ قارئ ضيفٌ.

تأليف

كثيراً من الكتب ألَّفَ العالمُ

قليلٌ من الكتب ألّفَ العالمَ.

تماهٍ

تحلم سِنُّ القلم

أن تصبح سِكَّةَ محراثٍ

فإذا الأوراق حقولٌ بيضاءُ

والسطورُ أثلام.

اللغة

حيلةُ الشِّعر لا حوْلُهُ،

قُوْتُهُ لا قُوَّتُهُ:

اللغة.

الأفذاذ

قيلَ:

بينهم كثيرٌ من القتلى

قيلَ:

فيهم الشاعر

وقيلَ:

ليس فيهم ملك.

مكالمة

صبيحةَ المجزرة،

مجزرةِ صبرا وشاتيلا،

اتّصل علي الجندي بممدوح عدوانْ،

رفعَ ممدوح السّمّاعةَ

وردَّ مستغرِباً:

ماذا يُمكن أن يقولَ عربيٌّ لعربيٍّ الآنْ؟

مقارنة

... فـ"أنشودة المطر"، وحدها، تفوق شعراً معظم مطرِ القصائد الذي يهطل الآن، بلا انقطاع، من السّماء الصّافية للفضاء الأزرق:

تلكَ أقربُ إلى اللّؤلؤ،

أمّا هذه فأدنى إلى المحار والرَّدَا...ءة.

منام

ذات ليلة حلمتُ

أنّني آرثر رامبو

وحين استيقظتُ

تحسّستُ ساقيَ اليمنى

فكدتُ أطير من الفرح

لولا أنَّ الساعة كانت متوقّفة

عند زمن القَتَلَة.

جثث

كالجثث

أصبحتْ

تطفو

قصائدُ بلا حصْر

وكأنَّ البحرَ الميّتَ

بات

من بحور الشّعر.

النصّ

والنصُّ كالنَّصل:

بالمِسَنِّ لا في الغمد

يخلد للضوء.

حاجة

لأجل نفسه يكتب الشّاعر الآن، لا لأجل القرّاء، فهؤلاء لديهم من الشّعر الخالد ما يقرأون طيلة الدّهور القادمة.

ترجمة

ثمّة نصوصٌ من الجمال بحيث تستحقّ أن يُترجم إليها القُرّاء.

نجاح

ينجح الكثير من الشّعراء، الآن، في قول "لا شيء" شعراً. ومن المدهش حقّاً أنّهم يتفوّقون على أنفسهم إِذْ يفشلون، حتّى في ذلك، نثراً.

وجهان

كِلاهما يحتاج كثيراً من الوقت:

الوجيز كتابةً

والمُسهَب قراءةً.

تشخيص

تعاني رفوف الصّيدليّات من غياب تامّ للكتب.

عملة

السّفر والقراءة وجهان لعملةٍ واحدة، العملةِ الصّعبة التي تغنّي الحياة.

فلا عجب أن:

تُسمّى الكتب بالأسفارْ

ويكونَ للحياة قطارْ.

تأبين

يرحلُ الكاتب:

على رفٍّ ما

في مكتبة ما

كتابٌ يَبكيه.

الأدب

وفي بستان الأدبْ

أحبُّ من الشّعر

الكرزَ

وأهوى من النثر

العنبْ.

شاعر وكاتب من المغرب







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي