قنافذ في الجيب الخلفيّ

نداء يونس الجسدُ؛ فاعلن، هذا الذي يبني مملكَتَه فيه الكل؛ مستفعلن مستفعلن مستفعلن، مكسور ذا؛ مفعولات، لا شيء يحفظه؛ مستفعلن فعلن، ولا يحفظ؛ فعولن فعو. الشعر؛ تمارين كي أقول ما يشبهني كي أقول باسمي ما لا يُقال تمارين بلا معلّم سواي أحدها ـ وقد توقّفتُ منذ مدّة عن اعتبار الركض، مثلاً، أو ا


بيتُ الأساطير

علي جعفر العلاق هكذا، ربما، رُتّبَ الكونُ : آلهةٌ تتوالى، فصولٌ تغيمُ وتعْرى، مغنون يبتهلون إلى صخرةٍ ، أو إلى مطرٍ تائهٍ فيفوح شذى حزنهم عارياً يملأ الأرضَ .. هكذا رَتّبتْ كلَّ شيءٍ، كما تشتهي، الآلهةْ ممالكُ مائيةٌ، تتبادل ما يهبُ المـاءُ من فرحٍ أو شتاتٍ، وكلٌّ له لونُهُ مثلما الموتُ، أ


بثياب العائلة

عمر الشيخ لا أحدَ يرفعُ الستارةَ، الأدوارُ ذاتُها منذ الخَلقِ. يضحكون في الكواليسِ يطرّزونَ الأكفانَ. هنا أبٌ هناك أمٌّ؛ وبينهما أخٌ... أخٌ من الخيباتِ، ذوّب الماءُ رئتيهِ. يعتادُ الموتُ علينا يجلسُ في كلّ زيارةٍ على الذاكرةِ لا يرفعُ الستارةَ لأحدٍ... سيبدأ المشهدُ الأخيرُ، لم تصل


إلى عُدَي التميمي

نجوان درويش لم أشهَدْ مِعراجَ الرَّسول إلى السّماوات السَّبع الملائكةُ تَحُفُّهُ والأنبياءُ يُحيّونَهُ عندَ كلِّ سَماء لكنّي طالما حَمَلَتني نشوةُ الطَّرَب في تفاريدِ كوكبِ الشَّرق وهي تُغنّي مَديحَهُ وخِلْتُ أنّي ألمَحُ المِعراج وقلبي يَبلُغُ معه السّماوات العُلى "حتّى بَلَغْتَ سماءً ل


تطبيقاتٌ لغوية..

مصطفى لفطيمي وأنا أكتبُ عن الفراشاتِ العالقةِ في قاع النُّصوص. أكتبُ عنها ـ أكثرَ- كلما حطتْ أسرابٌ على كتفِي. أو كلما قفزت اثنتان إلى هذه الورقةِ: الملكةُ، ووصيفتُها. أنا أكتبُ وكلما توقفتً سحبتُ من القاعِ فراشةً وقارئةً، ومذيعةَ ربطٍ في قناةٍ عربيةٍ، وطبيبةَ أسنانٍ. سحَبتُهن لوحدي


لولا ثراك

 عادل الحنظل وطَني كما الحُبلىٰ تُقلّبُ حَملَها تُصغي الى آهاتهِ تَستشعِرُ النيّاتِ في نبَضَاتهِ فإذا تراءىٰ فيهِ عرقُ مُروءةٍ ظنّتْهُ لَعنةَ من يُلوّثُ نسْلَها تلقيهِ مَنسيّاَ يُكابدُ جورَها لنَجاتهِ ترميهِ لا أرضٌ لهُ لا إسم تعرفهُ بهِ وكأنَّ في خَلَجاتهِ عاراً يُدنّسُ ظِلّها و


الأصدقاء

جعفر العلوني أنتَ، يا من تغادر الآن أرضكَ، بحثاً عن المسافات عن الحياةِ والموت عن قلب العالم وقلبِك. هل قادتك النجوم؟ (في صدرك فراغٌ، وفي عينيك حفرتَ الضوء). هل وصلتَ إلى طريقكَ؟ هل عرفكَ أصدقاؤك؟ -أعيشُ حياةً لا تستطيع الحياةُ أن تحيا فيها. لكن وحده الشعر كشفَ خطواته. لم يتركهُ وحيداً.


الفزّاعة

نبيل منصر مُتلَفِّعاً عَباءَتي الرَّمادية، لا أخشَى شيئاً غَير نفْسي. وقوفي الطويلُ في الحقل مُخيف ومُرهِق وَزادي نَزر. يَدِي المَبتورةُ لم تُمسِك يوماً بسيفٍ ولا وَردة. ذراعاي مَمدودتان في الهواء، مُنذ أن غادرَ صاحبي الحقل وزرع رُمحَه بالباب. الأخُ رَمَى أخاه بحَجرٍ، ومَضى يبحثُ في طيَّ


أرقشُ الأطلسَ من ماءٍ لا ينضب

كريم ناصر النمرة رضيت أن أرميَ بزهرةِ النرد، كما كنتُ أرفّه الصبيان، فما إن تهزل الأحصنةُ في الإسطبلات، حتى تنهبني ريحٌ قويّة ثم يسيل الماءُ من تحت الخزائن، ها هو العمرُ يمضي كنجمٍ رقيق، فالخيالُ نمرةٌ تصيدُ الأسود يدُ القدرِ تقهرُ الموت، شجرةٌ تطفو ولم ترسبْ، كرذاذٍ يتطايرُ في الحرائق ع


لديه ما يفعله

فراس سليمان قبل أن يدخل متوتّراً خائفاً يدقّ بابَ مستقبله آملاً أن يرى ساعة الحائط تُتكتك وقتاً آخر والأثاثَ مرتّباً بطريقة مختلفة وأشباحَ العادات تتحرّك بأزياء جديدة يستيقظ يُكرّر الفعل نفسه هو على يقين أن شيئاً لن يتغيّر ميتاً وجدوه أمام باب ماضيه وفي يده سكّين ذابلة كقشرة موز. ■ ■ ■


نصف قمر في سماء زرقاء

عاشور الطويبي ليت سرب طيور الحجل لم يغادر الخلاء القريب من شرفتي! لم ألمحه حين حطّ على الأرض الحجرية - يسميها المحلّيون، "القِرْوِدْ" - كنتُ أرى ذيول الحجل، تلمع تحت شمس أغسطس، كأنّها قوارب صيد رومانية ثم فجأةً ارتجّت الأرض بصوت رصاص رشاشة الأغراض العامّة، حلّق السرب عالياً وطار صوب شرقٍ لم ي


صاحِبُ الفَضيلَة

دريد جرادات هاتَفتُه شَوقاً .. بِعباراتٍ قَليلَة … لَمْ يدُرْ بالبالِ أن يَطول الحَديث … أو أنْ نلتَقي وَقتَ الظَهيرة … فاجأني السُّؤال .. كيفَ أحوالُكَ يا صاحبَ الفَضيلَة ؟ عَلَتْ هامَتي قليلاً … ثُمَّ انْحَنَتْ … امامَ هَولِ الفَظائعِ … و عاصِف


الأفعى

نبيل منصر "فتاةٌ جميلةٌ تَختبئُ بين أوراق الشَّجر" وقبل أنْ أزحفَ، بجلدي اللَّامع، على بَطني، تاركةً خُطوطاً مُتعرِّجة بين الأعشاب وعلى راحات العابرين، مُنحَنِي القامة، كنتُ أمُدُّ ذِراعاً ناعمة لألتقِط أشهى الثمار وأنضجَ القفائر، وكنتُ، إذ أتعبُ مِن الجَوَلان بأطرافِ الغابة، أرتمي في مياه


صواعق

أديب كمال الدين حينَ خرجتُ من حفلةِ حُبّكِ الجُنونيّةِ عارياً وقد سُلِبتْ منّي ملابسي وحقيبتي وذاكرتي تلقّفني المطرُ الذي استباحَ جسدي وروحي واستقبلني الرعدُ بسكاكينه التي اسمها الصواعق. وحينَ تعلّمتُ أسماءَ هذه الصواعق التي أحرقتْني لسبعين عاماً من السّرّةِ حتّى العنق قرّرتُ، يا راعيةَ


شوق نسبي

أوس أبوعطا لم أشعر بالرّاحة مؤخرا بل شعرت بشتلات التبغ تكبر في رئتي وثلج صدركِ يسربل بصري. تهطل بعض البسمات من سكونك.. هناك كهف للصمت يحول بيننا ونوم مستقطع .. بعد قصفٍ مريع مجهول المصدر وأرقٍ ممض. أعلم أن هناك الكثير من اللوم الذي ألقيه على نفسي أحمله كحقيبة ظهر يحملها مهاجر غزّي حوصر ف


لا شيء تقريبًا

عبد اللطيف اللعبي نحو الضفّة الأُخرى أعرفُ أين يُفْضي هذا الطّريق المَرْسوم باليَدِ الفولاذيّة المَغْمور في مَصْهَرِ الظّلمات أعرف ما تَعْنيه هذه الجُدْران من ماءٍ مُتجمّدٍ وطين وهذا الفراغ الموْزون والملْموس وهذا الصّوت الآفِل الهارب من السّراب وهذا الهواء الّذي بالكاد نتَنفَّسُهُ


لكنَّني فتحتُ الباب على جَنَّتي

علي صلاح بلداوي صرخةٌ تُهشِّم جرَّةً على نافذة كلُّ ما حَدث، هو أنَّ هذه المدينةَ وجدوها جالسةً على وترٍ وبينَ غَفلةٍ وأخرى تُضرَبُ به مِثلَ حصىً في ماء والساكنين على أنغامها، أنا، وهؤلاءِ أهلي وجيراني. لا هرجةً فيما وراء السياج لا صريخَ يُهشِّم جرَّةً على نافذة لا نزيفَ للوقتِ في زحمةٍ ولا


من حبّة الأسبرين إلى آخر الليل

نشمي مهنا إلى عبد المنعم رمضان السوادُ فضيحةٌ بيّنةٌ في المَمرّات، السوادُ غلطةٌ، أو نصيحةٌ ضاعت في الهواء الطَّلْق والتلفّتُ الحارُّ حريقُ "الدَلّةِ" في بهو الفنادق  السوادُ على الكرسيّ، ينظر في قدره، ينتظره؛ يتأمّله السوادُ الداكنُ المُظلم بهيجٌ سوادٌ عارٍ، بعد عجزه أن يقوم من كرسيّ









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي