فقدان

2023-02-16

مروان ياسين الدليمي

لماذا لَمْ تَعُدْ تنظرُ إلى السّماء؟

وكأن خصومة

من بَعدِ محبة

قد أصبحتْ بينكُما.

مع رائحةِ الفُقدان

تُصغي لثرثرةِ الهواء

ساعةَ يَهذي بمرارةٍ قاسية

لعلَّ ذاك النهرَ البعيدَ يأتيك بعطرِها

فيحتويكَ الغياب

ثم تختفي.

مثلَ شجرةٍ معمّرة

تقيمُ في مدينةٍ لا تعرفُ شيئاً

عن لغةِ الحنين

تتغَرغرُ قبلَ أن تنامَ بماءِ الانتظار

غارقاً

في بركةٍ من الماضي.

أنت المخلوقُ من زجاج

أراك في هذا الشتاء منطفئاً

لا تُشبِهُ نفسَكَ أمامَ المرآة.

هل ما زلتَ تبحثُ في الثالثِ من يناير

عن غيمةٍ تائهةٍ

عن طريقٍ

لا يُشبهُ ما انتهَتْ إليهِ الحكاية

مثلَ طَردٍ بريدي بلا عنوان.

من بعدِ غيابِها

هل يمكنُ أن تشهدَ أيَّ معجزة؟

لا غرابةَ في أن تخلعَ التجاعيدُ ثيابَها على قدمَيك

لا غرابةَ إذا ما انكسرَ في عينيك البريق.

دع التوجّسَ يمرُ خائبا من بينِ يديك

وانظر إلى سربِ الحمام من نافذةِ القطار

فليس أمامَكَ سوى أن تفتشَ عن مدى

عن ندم  يضيقُ ذَرعاً من هُراءِ الكلام

فالأحلام ما هي إلاَّ مكائدُ

أفسدت عليك احتمالاتِ الوصول.

آنَ لكَ

بما لديكَ من دهشةٍ

أنْ تكفَّ عن التمادي في مساءلةِ العتاب

أنْ تخلعَ نهاراً من قاموسِ أيامك

طالما الاشتياقُ

قد أثخنَ سريركَ بالطعنات.

في غيابِك

كانت تُغَنِّي كلّ ليلة

حتى تَتعَبَ أنفاسُها

ثم تمدُّ يدَها من خلفِ النافذةِ

لتُمسِكَ بالنجوم

فتغفو جميعُهُا بكفّيها

نجمة

نجمة.

 شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي