تغريداتُ المساء…

2023-03-05

شفيق الإدريسي

أجْلسُ….

علَى مقْعَد من العُشب

على غَسَق مُعتِم

تمُرُّ حولِي نَوارس بيضاء

وهَمس مياهٍ …

وصباح أزرق من البرد.

أتذكَّرُ…

حينما كانَت النُّجوم عارية

رأيتُ علَى قـاعِ البحْر

أوراق شُجيرات،

على كتِف زورقِِ،

وحملتُ مِياه الحُلم

على مركبَـة ذاكِرتي

كأنّي مِشكاة،

بين شفتي النُّجوم

٭ ٭ ٭

مَـا بيْـن الظّلام والنّور

نظَرْتُ إلى مرآة ذاكرتِي

أنثُـرُ الورد في ثوب عاشقةِِ

أبحَثُ عَـن أوراق مُعتمَـة

أتسكَّع على رصيف الكلمات

ثمَّة مَـنْ يَعشق المشي

على هوامش الأرصفة المُتعبة

ثمَّـة من يَجد العَزاء

في ظِلال الموْتى

حيثُ يركن الصَّمت

ويترنَّحُ المكان

في إنتظََار النور

٭ ٭ ٭

كَمْ كنتُ غَريباً

فِي عُيون المَارَّة

وكم كَان الضَّبَابُ…

يُداعِب زُجاج غُرفتي

مِن شَبقِ النظَّرات الغاويَة

ألمَسُ أجراماً سماوية

كما النار

ينفُثُ لهيبَهُ

على الهواء

وسَط الرَّماد

تُلاحقني الرَّعشة الطُّفولية

فِي أوْج نَشوتها

بِرشًفَة مِن صَدى صُراخي

كُل ليلةٍ…

أنحُثُ

حُلمِي على قُمَّاش ذاكرتي

كلَّما ضاقَتْ قصيدتِي

من هَذيان الشُّعراء

أخطُو مُتلبِّسا

إلى شُرفة «بابلُو نِيرودا»

أنقُر بَاب التِّيه

والنِّسيان.

أتمدَّدُ

كغيمَةٍ

مثقلَةٍ بالسُّهاد.

شاعر مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي