أحمد بلحاج آية وارهام
النَّبَاتُ مَدَائِنُ حُلْمٍ
تَرُشُّ رَوَائِحَهَا
فِي مَدَافِنِ الصَّمْتِ
حِينَ الشَّفَقْ
يَقُودُ جِمَالاَتِهِ الصُّفْرَ
صَوْبَ خَرِيرِ الْحَكَايَا،
الحَكَايَا خِبَاءٌ
يَدُعُّ الزَّمَانَ،
مَوَاقِيتُهُ
نَفَسُ الْكَائِنَاتْ
لاَ قَوَافِلَ تَنْهَلُ مِنْهُ
سِوَى تِلْكَ الَّتِي
خَرَجَتْ مِنْ لُغَاتٍ
تَتَأَوهُ عَتَاقَةً
تَعْبُرُ شِفَاهَ الْخَرَائِطِ
بِأَلَقِ بُهْرٍ،
كَأَنَّهَا يَعَافِيرُ
مِنْ أَحْرَاشِ الْآتِي
تَلْهَثُ خَلْفَهَا
أَقْوَاسُ الْعَمَى
الْمُوَتَّرَةُ بِالْبَصِيرَهْ.
مَا رَأَى ظِلَّهُ الْمَاءُ
لَمَّا نَقَشَتِ الْجِهَاتُ أَزْهَارَهَا
فِي قَلْبِ غَجْرِيَّةٍ
كَانَ الْوُجُودُ
يَسْبَحُ جَذِلًا
تَحْتَ ابْتِسَامَتِهَا،
وَكَانَتِ الْعَنَاصِرُ
تَغْمَزُ مَاهِيَّتَهَا
الْمُنْحَنِيَّةَ عَلَى شُقُوقِهَا.
لَمْ يَكُنِ الْوَقْتُ أُصْبُعَ غُبَارٍ
سَعْلَةَ نَارٍ كَانْ
وَكَانَتِ النَّوَاحِي تَجْدِفُ
بِمَرَاكِبِهَا إِلَيْهِ
كَنِمَالٍ أُسْطُورِيَّةٍ
لَمْ تُطْعِمْ سُلَيْمَانَ حَرْفاً
بَلِ الْهُدْهُدَ الَّذِي بِالْمَلِكَةِ وَشَى.
مَقْلُوبَةٌ حِجَارَةُ الْمَعْنَى
فَي شَوَارِعِ الذَّاكِرَهْ
لِلْفَهْمِ أَبْوَابٌ
غَيْرَ مَا يَصْنَعُهُ نَجَّارُو اللُغَهْ
هُمْ يَخْصِفُونَ عَوْرَةَ الْإِفْكِ
بِدَانْتِيلِ الْغَزَالَةِ
وَيَرْقَوْنَ أَنْفَاسَهَا
بِأَجْنِحِةِ هُرَاءْ،
كَذِبٌ بَعَبَاءَةِ يَقِينٍ
مَا تَلِدُهُ اللُّغَهْ
وَنَهْرٌ مِنْ رِيَاءٍ
مَا يَجْرِي فِي عُرُوقِ الْكَلَامْ.
الشِّفَاهُ كُمَّثْرَى الصَّدَى
مِنْ عَصِيرِهَا
ثَمِلَتِ الْحَنَايَا
وَسَكَنَهَا مَغَصُ الْمَدَى
وَانْسَلَّ مِنِ اسْمِهَا
نَسْنَاسٌ
يَنِطُّ بِلاَ هُدَى.
خُذِ اللُّغَةَ مَطَرَ هَوَاكْ
وَنَفِيجَ بَصَرِكْ
وَادْخُلْ مَا لَا يَجِيءُ
بِقَدَمِ يُتْمِكْ،
لَكَ بَصْمَةُ مَا لَا بَصْمَةَ لَهْ
لَنْ تَعْرِفَكَ الْأَشْيَاءُ
إِذَا خُنْتَهَا
فَالْخِيَانَةُ (بِتْكْوِينُ) الْغَسَقْ
فِي عَوَاصِمِ النُفُوسْ.
شاعر مغربي