أجيءُ دون أن يُناديني أحد

علي صلاح بلداوي أنا الذي أرى رأيتُها الليلةَ حينَ مَشتْ بنا طُرقاتٌ واستراحتْ على أنفاسِنا أرصفة رأيتُها تطلُّ في ضحكةِ صَديقٍ مُفلسٍ يشربُ لامُبالاتهِ ودندنة عاملِ المَقهى يُبلِّلُ مَللَه بمَسْح النوافذ، ليست أنيقةً ولا مُدهشة ليست نادرةً ولا ساحرة رأيتُها في عودتي إلى البيتِ تومضُ في قَنا


في حقل البياض

منير الإدريسي عتمة الشمس أمُّنا تحت تعدُّ طاجن السمك قبيل الظهيرة، والمهراس يُدقُّ. على سطح البيت أتشمّسُ. حيالِ الدفء مغتبطٌ، أشقُّ بأضراسي ثمرة بلّوط. واقفاً، ظهري إلى الشمس وظلُّ بجامتي على قوقعة سلحفاة سخّنتها الظهيرةُ قوقعة مُحمّاة كقطعةٍ من الشمس... وأحسب أنّني مثلها أشتدُّ. جرِّ


في جهة أُخرى

عبد الكريم الطبال أيّتها الموسيقى التي لم تأتِ في قيثار زريابْ لم تأتِ في بيانو بيتهوفنْ لم تأتِ في ناي عصفورْ لم تأتِ في ضحكاتِ البراعمْ   أيتها العذراءْ متى سوف تأتي؟ لِيصدأَ هذا الرصاص هذا العويل هذا البكاء لِيغرُب هذا الغبارْ هذا الصياحْ   الآنْ الكونُ يبكي عل


ناي ودفعات حب

فراس سليمان ناي عليك أن تهترئ أكثر أن تسمع خرير رئتيك المواءَ المتقطّع لقلبك الذي ينازع طقطقةَ عظام الموتى في صوتك عليك أن تجرّب طعوماً مختلفة للتعذيب الذي يمارسه عليك صنّاعُ العالَم وأن تبكي وأنت تراقب حيوانات لغات غابات تنقرض وأنت تراقب القادة السفلة والبشر الأتباع يلتهمون روح هذا ا


عيناه قصيدتا رملٍ وماء

ذكرى لعيبي عيناهُ قصيدتا رملٍ وماء تساقطْ… تساقط فوق صحراء عمري كالمطرِ وأكثر، حتى ترتوي أغصاني وعناقيدي تُزهر، تساقطْ كالحلم كفراشة تتبع الضوءَ كفكرة أو قطعة سكّر تساقطْ فوق ملامحي نبيذًا معتقا فمواسم الخصب لا تتكرر تساقطْ… تساقط كالمطرِ وأكثر، فأنتَ النور وعيناكَ ق


أركضُ في ذاكراتي ولا أصل

عبد الجواد العوفير طفلة الشمس الطفلة الجالسة قبالة الشمس في هذه الظهيرة رفقاً بالعالَم وأنت تلعبين بالضفيرتين، الشمس تحترق لأجلك وهذا الباب الطيني الذي تجلسين أمامه، لم يُنجبك. حينما تعودين إلى غرفتكِ تذكّري الشمس فقط. ■ ■ ■ نعاس عجوز النعاسُ رجلٌ طاعنٌ في السنّ، يُعاشر النسيان، ويربّي


قصائد أبديّة

أديب كمال الدين وَجَع قالَ لي حرفي: هل أوجعَكَ الحُبّ؟ قلتُ: بل أحرقَني وذرَّ رمادي في أعماقِ جسدي حتّى صارتْ كلُّ خليّةٍ في جسدي قصيدةً تنتظرُ النورَ لتشرق، وتنتظر النار لتتعرّفَ إلى أمِّها التي أطلقتْها صرخةً مُدوّيةً، مثلما تنتظر الرماد لتتعرّفَ إلى أبيها الذي قادَها إلى بحرِ الظلم


ذئب ولقاء

 هدى فخر الدين ذئب ذئب يغرّر بي، يدفعني كالجوع، كالفقد، كالألم، إلى سرّ خلف المدى. ذئب أتبعه، ألملم خطواً له في القفر، أهيم في إثره، ونتواعد ألا يغدر واحدنا بالآخر. نتعاهد أن نلتقي تحت صفحة الفلا. ذئب يرسم بحواسَ يقظة أطراف الكلام، يرهف السمع لأكاذيب الريح، يتبع سطراً يتعرج فوق هضاب ال


غرابٌ ينعق في أغاني المدينة

علي صلاح بلداوي من النخلة إلى النخلة يتأمَّل غرابُكَ المشغول جسدي ويتفحَّص قبرًا شاغرًا في مواعيدهِ. يصيحُ كلَّما بانَ شقٌّ في السماء وانكسَرَت كأسٌ عليهِا وردةٌ لم يكتمل رسمُها: لم يمُت بعد، غيرَ أنَّ الموت أعرج ويتعثَّرُ بعاقولٍ يطلعُ من التعاويذ. كأنَّ عمري مسروقٌ منه فلا يبرح حتّى أخطو


الصعود خفيفا الى كتارا بشمس ساطعة وقلب تضج فيه كل أغاني عشاق الأرض - عبدالناصر مجلي *

- مفتتح -   خذوني الى أول الذكرى عشرون عامالأراني أشق عباب البحر وحيداليس لي صاحب أو مجداف أو شاطئواتركوني هناك ولاتعودوا إلا بي خذوني..... !!أما الان لست وحدي فكلهم حوليشبه الجزيرةوالبحروحشود القوافيوسيوف المجد والفخار ! ................................................... 1 في


كانت تَكتبُ بالخطّ المائل

سميح فرج تنفض كفّيها من ماءٍ، وتقول اقتربوا، كانت، تسمع ما يروي كل هدوء، وتهذّب ما انسرب إليها من بعض صدوع. ■ تستلهم، أو ترفع بعض ذوائبها، تعقد منديلاً خلف الرأس وتمشي، تنظر من شق الباب الخشبي الباهت، لا شيء يفسر هيبتها، تفتح باب الثلاجة، تقفلها، تتراجف، تقرأ آخر سطر من بعض رسائلها، ا


جسر

أحمد الملّاح في الهواء، في الطائرة، في تفتّح جِراح مُظلمَة، أُمسك اثنين في يدٍ واحدة: الأميركي الأزرق - جواز سفري - وهذا الشيء الآخر، "السلطة الفلسطينية" مُذهَّب، مشوَّه، ملطّخ بلونه. "إلى الجسر؟" يسأل الرجلُ المجازي، الموظّفُ الأردني، ويختم جوازيَ الفلسطيني. أهبط على الدرج الكهربائي


احتفاءً بنرجسة الهواء

رعد السّيفي إلى شيرين أبو عاقلة في صباحِ البلادْ وردةٌ من نسلِ كنعانَ محفوفةّ بالنّدى تخيطُ على الأرضِ غيمتَها، وترحلُ … حتّى تُضيئَ قناديلها في كؤوسِ العمادْ ٭ ٭ ٭ نجمةٌ في الطّريقِ إلى قبرِها سوفَ تهدي السّراةَ طقوسَ الرّشادْ ٭ ٭ ٭ كانت تعلمُ أنَّ النّورَ المتدفقَ من عيني


هذا هو أنت!

رزان الحسيني ارتعاشاتك صدوع أيها الطينيّ يصنعها الزلزال الصامت وفي حديقتك الصفراء تنهشك الظلمة، فاحذر! ولا تحسب أنك تنتصرُ إذ تنتمي لخضارِ العشب ما هو إلا جنديٌ ذو وجهين. قلبك سابحٌ لأن خيوط الزجاج التي كانت تعلّقهُ عالياً، فوق كل شيء قُطعت بخنجرِ الكلمة، بيدٍ حبيبة. وتنهشك الظلمة، وم


في مديح تعطير الأنام*

عاشور الطويبي باب الألف الإبرة العين درب يفضي إلى طريق على جانبيها ورود وأشواك الخيط نفخة بوق يلمّ شملاً تفرّق ونأى، ويشتّت شملاً اتخذ الخديعة له بيتاً. الإبرة لها حقل غيبة من خاطه فقد رفأ. ■■■ الإبريق غرمول في فمه حلقة مَرّة، ومَرّة حامل مفاتيح الملك. إن ضحك في وجه الشمس لمع كالسيف. ■■


كلّ مرّة تبدأُ الحفلةُ بصاروخ

يحيى عاشور تبدأُ الحفلةُ بِصاروخ أودُّ لو أقول ما أشعرُ بِه أو على الأقلِّ، ما يحدُثُ هُنا لكِنَّ كُلّ فِكرةٍ تخطرُ على بالي أطرافُها مبتورةٌ ومُبعثرة. كُلّ أسبوعٍ تقريباً هذا العام نعيشُ سوياً في حالةٍ مِن الترقُبِ لـ"تصعيدٍ عسكري" ونختلفُ فقط على مدى فداحته. كُلّ مرَّةٍ تبدأُ الحفلةُ ب


شظايا أخذت شكل النجوم

فادي أبو ديب زكريا (عن ز. ز) جَحفَل حتى الشظايا وهي تنغرس في وجهه الأسمر أخذت شكل النجوم تتلألأ خلسةً من داخل العيون وكأنّ العالم الذي ينهار حوله محضُ عادة تشهدُها عيناه كل يوم يمشي ككل الرّفاق القدامى بلا تيه…بلا كبرياء وكأنه ليس لوحده جيشٌ، جحفلٌ بألف لواء! * عصَابة يضعو


حصاة تتقلّب في الريح

عاشور الطويبي القوس الحجري هذا القوس الحجري رأى نصف الموتى. هذا الليل مليء بمعاطف الجنود الذاهبين إلى الحرب. هذا الرجل يداه في جيبيه وزلزلة الحبرة في قلبه، حزن ثقيل في الهواء. هذه المرأة، ترتدُّ التفاتتُها من على سور عالٍ تضيئُه العتمة. الأيدي التي تلوّح بالوداع للجنود، تزيحُ قليلاً رائحة ال







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي