رعد السّيفي
جسدي يئنُّ
وخوذتي هذا الفضاءُ المستباحُ
وآخرُ الناجين أنّي
لم أمتْ
ما زالَ نُسْغُ الرّوحِ يصدحُ بالبقاءِ
وإنْ رأتْ
عيناي أشلائي توزعها الرياحُ !
أنا غزّةُ الجسد المهشّم،
والصّبايا الصاعدات إلى السّماء …
حتّى يكنّ نجومَ هذا الكونِ
في ليلِ القذائفِ..
أنا دمعةُ النّجمِ الغريبِ على المرايا
أنا آخرُ الأنفاسِ من نسل المنايا !
هذا شراعي لم يزلْ
من تحت أنفاقِ الصّخورِ يلوحُ
في بحر الصحارى!
ليمرَّ مزهواً على وقع الرصاصْ
ومفتّشاً عن آخر الناجينَ في
سُدُمِ الخلاص!
بلا أثرٍ تحرسُ موتهم الجراح
٭ ٭ ٭
يتفقّدُ القتلى
بدفءٍ
ما يخلفُه الرّصاصُ على الجسدْ
فنراهمو متعانقينَ كأنّهم
في موسم للعشق يحتطبون بعضهمو ،
ويحتضنونَ أزهارَ الجراحاتِ النّديّةِ دونَ حدْ!
لا توقضوا القتلى..!
سيرتبكونَ من خجلٍ
أمامَ عيونكم!
ويودّعونَ حرارةَ الأنفاسِ
وهي تضمُهم
في شَوقِ غمدٍ ليسَ يعرفُه أحدْ !
جسدٌ تنزّه في جسدْ !
فتبادلوا الأطرافَ ،
والأضلاعَ،
واتّحدتْ ملامحُهم
فلا يقوى على تفريقها
إلاّ الذي قد كان أنشأها
لأول مرّةٍ
حتّى اسّتقرّتْ في تضاريس الغيابِ
إلى ظلالٍ
لاتشفُّ إلى الأبدْ !
شاعر عراقي