نسلُ المنايا

2024-06-21

رعد السّيفي

جسدي يئنُّ

وخوذتي هذا الفضاءُ المستباحُ

وآخرُ الناجين أنّي

لم أمتْ

ما زالَ نُسْغُ الرّوحِ يصدحُ بالبقاءِ

وإنْ رأتْ

عيناي أشلائي توزعها الرياحُ !

أنا غزّةُ الجسد المهشّم،

والصّبايا الصاعدات إلى السّماء …

حتّى يكنّ نجومَ هذا الكونِ

في ليلِ القذائفِ..

أنا دمعةُ النّجمِ الغريبِ على المرايا

أنا آخرُ الأنفاسِ من نسل المنايا !

هذا شراعي لم يزلْ

من تحت أنفاقِ الصّخورِ يلوحُ

في بحر الصحارى!

ليمرَّ مزهواً على وقع الرصاصْ

ومفتّشاً عن آخر الناجينَ في

سُدُمِ الخلاص!

بلا أثرٍ تحرسُ موتهم الجراح

٭ ٭ ٭

يتفقّدُ القتلى

بدفءٍ

ما يخلفُه الرّصاصُ على الجسدْ

فنراهمو متعانقينَ كأنّهم

في موسم للعشق يحتطبون بعضهمو ،

ويحتضنونَ أزهارَ الجراحاتِ النّديّةِ دونَ حدْ!

لا توقضوا القتلى..!

سيرتبكونَ من خجلٍ

أمامَ عيونكم!

ويودّعونَ حرارةَ الأنفاسِ

وهي تضمُهم

في شَوقِ غمدٍ ليسَ يعرفُه أحدْ !

جسدٌ تنزّه في جسدْ !

فتبادلوا الأطرافَ ،

والأضلاعَ،

واتّحدتْ ملامحُهم

فلا يقوى على تفريقها

إلاّ الذي قد كان أنشأها

لأول مرّةٍ

حتّى اسّتقرّتْ في تضاريس الغيابِ

إلى ظلالٍ

لاتشفُّ إلى الأبدْ !

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي