محمد إبراهيم الفلاح
لِساني شدا في كلِّ بَلوى: غداً يُسْرُ
وَكَمْ قَـدْ أتاني الدَّهْرُ يَشدو: أنا العُسْرُ
أنا مَن تَجَلَّى الصَّبْرُ فيَّ كَمُنْيَةٍ
إذا ما تَوَلَّتْهُ تَمَنَّى العَمى الصَّبْرُ
كأنِّي لِذي الأيامِ وَالدَّهرِ ذَنْبُهُمْ
أتوني لِرَجْمٍ في الضُّحى… آهُ يا جَمْرُ!
أنا كَم أتاني الحَظُّ ليلاً مُقَنَّعاً
وَفي الصُّبحِ أُلفي الوَجهَ مِنهُ بِهِ قَتْرُ
أنا ما أرَتني الأرضُ لونَ بَياضِها
على ذا الشُّـهُـودُ الشَّمسُ، وَالصُّبحُ وَالبَدْرُ
فإنْ لم تَـكُن لِي مِن زَماني عَطِيَّةٌ
فإنَّ لهُ مَصلاً لَدَيَّ اسْمُهُ الشُّكّْـرُ
وَقالوا: تَوَسَّلْ في تَوَسُّلِكَ العُلا
فَقُلْتُ: أَبعدَ البَتْرِ هَـلْ يَنفعُ الجَبْرُ؟
أنا مَن أطالَ الحظُّ عَنهُ غِيابَهُ
إذا ما طَغَـى مَدٌّ بدا لي أنا الجَزْرُ
وَبيني وَبينَ اليُسْرِ أبْصرْتُ حاجِزاً
كما سدِّ ذي القَرْنَين… يَهمي لظًى قِطْـرُ
إذا قيل هذا الخَيرُ أبْصرتُ حِينها
حَوادِثَ خَيرٌ مِن مُروري بها الفَقْرُ
أنا مَن عصى رَبِّي بِذَنْبٍ جزاؤهُ
بِتِيهٍ على تِيهٍ تَوالى… وَلا أجْــرُ
قَتْرُ: سواد، وَأصلُها قَتَرُ وسُكِّنتْ التاء لضرورة الوزن
قِطْـرُ: النحاسُ أو الحَديدُ المُذابُ
شاعر مصري