كانت تَكتبُ بالخطّ المائل

سميح فرج تنفض كفّيها من ماءٍ، وتقول اقتربوا، كانت، تسمع ما يروي كل هدوء، وتهذّب ما انسرب إليها من بعض صدوع. ■ تستلهم، أو ترفع بعض ذوائبها، تعقد منديلاً خلف الرأس وتمشي، تنظر من شق الباب الخشبي الباهت، لا شيء يفسر هيبتها، تفتح باب الثلاجة، تقفلها، تتراجف، تقرأ آخر سطر من بعض رسائلها، ا


جسر

أحمد الملّاح في الهواء، في الطائرة، في تفتّح جِراح مُظلمَة، أُمسك اثنين في يدٍ واحدة: الأميركي الأزرق - جواز سفري - وهذا الشيء الآخر، "السلطة الفلسطينية" مُذهَّب، مشوَّه، ملطّخ بلونه. "إلى الجسر؟" يسأل الرجلُ المجازي، الموظّفُ الأردني، ويختم جوازيَ الفلسطيني. أهبط على الدرج الكهربائي


احتفاءً بنرجسة الهواء

رعد السّيفي إلى شيرين أبو عاقلة في صباحِ البلادْ وردةٌ من نسلِ كنعانَ محفوفةّ بالنّدى تخيطُ على الأرضِ غيمتَها، وترحلُ … حتّى تُضيئَ قناديلها في كؤوسِ العمادْ ٭ ٭ ٭ نجمةٌ في الطّريقِ إلى قبرِها سوفَ تهدي السّراةَ طقوسَ الرّشادْ ٭ ٭ ٭ كانت تعلمُ أنَّ النّورَ المتدفقَ من عيني


هذا هو أنت!

رزان الحسيني ارتعاشاتك صدوع أيها الطينيّ يصنعها الزلزال الصامت وفي حديقتك الصفراء تنهشك الظلمة، فاحذر! ولا تحسب أنك تنتصرُ إذ تنتمي لخضارِ العشب ما هو إلا جنديٌ ذو وجهين. قلبك سابحٌ لأن خيوط الزجاج التي كانت تعلّقهُ عالياً، فوق كل شيء قُطعت بخنجرِ الكلمة، بيدٍ حبيبة. وتنهشك الظلمة، وم


في مديح تعطير الأنام*

عاشور الطويبي باب الألف الإبرة العين درب يفضي إلى طريق على جانبيها ورود وأشواك الخيط نفخة بوق يلمّ شملاً تفرّق ونأى، ويشتّت شملاً اتخذ الخديعة له بيتاً. الإبرة لها حقل غيبة من خاطه فقد رفأ. ■■■ الإبريق غرمول في فمه حلقة مَرّة، ومَرّة حامل مفاتيح الملك. إن ضحك في وجه الشمس لمع كالسيف. ■■


كلّ مرّة تبدأُ الحفلةُ بصاروخ

يحيى عاشور تبدأُ الحفلةُ بِصاروخ أودُّ لو أقول ما أشعرُ بِه أو على الأقلِّ، ما يحدُثُ هُنا لكِنَّ كُلّ فِكرةٍ تخطرُ على بالي أطرافُها مبتورةٌ ومُبعثرة. كُلّ أسبوعٍ تقريباً هذا العام نعيشُ سوياً في حالةٍ مِن الترقُبِ لـ"تصعيدٍ عسكري" ونختلفُ فقط على مدى فداحته. كُلّ مرَّةٍ تبدأُ الحفلةُ ب


شظايا أخذت شكل النجوم

فادي أبو ديب زكريا (عن ز. ز) جَحفَل حتى الشظايا وهي تنغرس في وجهه الأسمر أخذت شكل النجوم تتلألأ خلسةً من داخل العيون وكأنّ العالم الذي ينهار حوله محضُ عادة تشهدُها عيناه كل يوم يمشي ككل الرّفاق القدامى بلا تيه…بلا كبرياء وكأنه ليس لوحده جيشٌ، جحفلٌ بألف لواء! * عصَابة يضعو


حصاة تتقلّب في الريح

عاشور الطويبي القوس الحجري هذا القوس الحجري رأى نصف الموتى. هذا الليل مليء بمعاطف الجنود الذاهبين إلى الحرب. هذا الرجل يداه في جيبيه وزلزلة الحبرة في قلبه، حزن ثقيل في الهواء. هذه المرأة، ترتدُّ التفاتتُها من على سور عالٍ تضيئُه العتمة. الأيدي التي تلوّح بالوداع للجنود، تزيحُ قليلاً رائحة ال


اعترافات متوارية

نجود أبو شهلاء لم تشتك الدوالي من الخذلان عناقيدها الذابلة اشتكت لم يقل اللقلق: أتعبني التحليق استراحته الطويلة أوضحت لم تصرّح جارتي عن حزنها أشعارها البائسة أعلنت لم تبح صديقتي بعشقها ترنيمة عينيها اعترفت لم تعتب العجوز على ابنها الغائب تنهيدتها تأسفت وعتبت أنكر دوما صديقي توتره عروقه


إلى غزالة

جمال البدري سأبقى أرنو إليكِ رغم بُعاد… كي أحلــم بطيف جميل؛ جمال أهل هذي البلاد… كم كنت أحلم كثيرا يا شهرزاد؟ أحلم بيوم أسافر فيه لوحدي؛ كالسندباد.. لأجمع لك من بحور وخلجان: ألف ليلة وليلة؛ أكاليل لؤلؤ ومرجان… تليق بضيف هارون الرشيد. وأجمع لك الأقمار بقـلادة.. وأن


قنافذ في الجيب الخلفيّ

نداء يونس الجسدُ؛ فاعلن، هذا الذي يبني مملكَتَه فيه الكل؛ مستفعلن مستفعلن مستفعلن، مكسور ذا؛ مفعولات، لا شيء يحفظه؛ مستفعلن فعلن، ولا يحفظ؛ فعولن فعو. الشعر؛ تمارين كي أقول ما يشبهني كي أقول باسمي ما لا يُقال تمارين بلا معلّم سواي أحدها ـ وقد توقّفتُ منذ مدّة عن اعتبار الركض، مثلاً، أو ا


بيتُ الأساطير

علي جعفر العلاق هكذا، ربما، رُتّبَ الكونُ : آلهةٌ تتوالى، فصولٌ تغيمُ وتعْرى، مغنون يبتهلون إلى صخرةٍ ، أو إلى مطرٍ تائهٍ فيفوح شذى حزنهم عارياً يملأ الأرضَ .. هكذا رَتّبتْ كلَّ شيءٍ، كما تشتهي، الآلهةْ ممالكُ مائيةٌ، تتبادل ما يهبُ المـاءُ من فرحٍ أو شتاتٍ، وكلٌّ له لونُهُ مثلما الموتُ، أ


بثياب العائلة

عمر الشيخ لا أحدَ يرفعُ الستارةَ، الأدوارُ ذاتُها منذ الخَلقِ. يضحكون في الكواليسِ يطرّزونَ الأكفانَ. هنا أبٌ هناك أمٌّ؛ وبينهما أخٌ... أخٌ من الخيباتِ، ذوّب الماءُ رئتيهِ. يعتادُ الموتُ علينا يجلسُ في كلّ زيارةٍ على الذاكرةِ لا يرفعُ الستارةَ لأحدٍ... سيبدأ المشهدُ الأخيرُ، لم تصل


إلى عُدَي التميمي

نجوان درويش لم أشهَدْ مِعراجَ الرَّسول إلى السّماوات السَّبع الملائكةُ تَحُفُّهُ والأنبياءُ يُحيّونَهُ عندَ كلِّ سَماء لكنّي طالما حَمَلَتني نشوةُ الطَّرَب في تفاريدِ كوكبِ الشَّرق وهي تُغنّي مَديحَهُ وخِلْتُ أنّي ألمَحُ المِعراج وقلبي يَبلُغُ معه السّماوات العُلى "حتّى بَلَغْتَ سماءً ل


تطبيقاتٌ لغوية..

مصطفى لفطيمي وأنا أكتبُ عن الفراشاتِ العالقةِ في قاع النُّصوص. أكتبُ عنها ـ أكثرَ- كلما حطتْ أسرابٌ على كتفِي. أو كلما قفزت اثنتان إلى هذه الورقةِ: الملكةُ، ووصيفتُها. أنا أكتبُ وكلما توقفتً سحبتُ من القاعِ فراشةً وقارئةً، ومذيعةَ ربطٍ في قناةٍ عربيةٍ، وطبيبةَ أسنانٍ. سحَبتُهن لوحدي


لولا ثراك

 عادل الحنظل وطَني كما الحُبلىٰ تُقلّبُ حَملَها تُصغي الى آهاتهِ تَستشعِرُ النيّاتِ في نبَضَاتهِ فإذا تراءىٰ فيهِ عرقُ مُروءةٍ ظنّتْهُ لَعنةَ من يُلوّثُ نسْلَها تلقيهِ مَنسيّاَ يُكابدُ جورَها لنَجاتهِ ترميهِ لا أرضٌ لهُ لا إسم تعرفهُ بهِ وكأنَّ في خَلَجاتهِ عاراً يُدنّسُ ظِلّها و


الأصدقاء

جعفر العلوني أنتَ، يا من تغادر الآن أرضكَ، بحثاً عن المسافات عن الحياةِ والموت عن قلب العالم وقلبِك. هل قادتك النجوم؟ (في صدرك فراغٌ، وفي عينيك حفرتَ الضوء). هل وصلتَ إلى طريقكَ؟ هل عرفكَ أصدقاؤك؟ -أعيشُ حياةً لا تستطيع الحياةُ أن تحيا فيها. لكن وحده الشعر كشفَ خطواته. لم يتركهُ وحيداً.


الفزّاعة

نبيل منصر مُتلَفِّعاً عَباءَتي الرَّمادية، لا أخشَى شيئاً غَير نفْسي. وقوفي الطويلُ في الحقل مُخيف ومُرهِق وَزادي نَزر. يَدِي المَبتورةُ لم تُمسِك يوماً بسيفٍ ولا وَردة. ذراعاي مَمدودتان في الهواء، مُنذ أن غادرَ صاحبي الحقل وزرع رُمحَه بالباب. الأخُ رَمَى أخاه بحَجرٍ، ومَضى يبحثُ في طيَّ








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي