ملاك مكي
في داخلي زهرةُ كرز
تضحكُ منّي كثيراً
أنساها في بعض الأحيان
غير أنّها تزهرُ دائماً في قلبي.
■
تتسرّبُ الشمس إلى داخلي
نضحكُ سويّةً
ما زلتُ أحبُّ الشَّمس
وما زالتْ في يدي.
■
لمْ يكنِ اللقاءُ به محدوداً بطاولة وثلاثة كراسٍ،
لمْ يكنِ اللقاءُ به في ذلكَ المكان
ذات سبتٍ بعدَ ظهيرة
ولمْ تكنْ هي تلكَ الفتاة التي تستعجلُ الخطى
لمْ يكنِ الحديثُ عنْ سماءٍ ماطرة وعن شذرات تمرُّ بها
ولم يكنِ اللِّقاء به كلّ هذا
جلُّ ما كان هو ما تركهُ في يديْها لحظةَ المغادرة
قشعريرةً ووخزاً
هي إلى الآن تحاولُ أن تكتبَ له، ربما ليستكينَ وخزُ يديها.
■
أتساءلُ:
هل مِنْ طريقٍ لمنْ يمشي وحيداً؟
هل تُسمّى طريقاً تلك التي يسلكها الوحيدون؟
■
يلفحُ عنقها
ربّما أكثر
يزيلُ طبقة مِنْ على جلدها
فتنقشعُ أخرى
يتسلّل ضوؤه إلى نفسها
■
كان الشِّعر يمرّ بي كلفحةِ هواء، كنسيم عابر
وحينَ تجاهلته، أصبحَ ينخزني من الداخل.
■
ربّما
لم يبقَ لأطفالِ غزّة سوى أشعّة الشمس
وأنا أثقُ بالشمس.
■
وهي تنتظره
أدركتْ كيفَ تألفُ الوقتَ
تُقبّل رمشَ عينيه في خيالها.
■
تطلبُ منه أن يحضنها
وهو يمتنع
لكنه لا يعرف أنّها هي ستحضنه
ليس بذراعيها
بل بما خبّأت له في جلدها.
■
تقولُ الرواية:
إنه لا يجيبها،
ولا يتحدَّث معها
ربما نسيَ اسمها
وهي تقول:
يُمرّر أصابعه على خصرها
يكتشفها
يعرف كيف يشتهيها.
شاعرة من لبنان